عقيدة مصدرها أوهام المس الشيطاني - الرقية الشرعية
عنوان الموضوع : عقيدة مصدرها أوهام المس الشيطاني - الرقية الشرعية
كاتب الموضوع : kamiliya
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن
من أعراض الممسوس أنه يرى أشياء ما لا يراها غيره، والمس أعراضه تختلف من شخص إلى شخص، فمنه ما يؤدي إلى ظهور أعراض على شكل أمراض مختلفة، ومنه ما تظهر أعراضه على شكل إلهام وتنبؤات غيبية ورؤية عباد ومنها أكل الزجاج والمسامير والحديد وما شابه ذلك، وأنواعه كثيرة. وعندنا في الجزائر جماعات طرقية تُظهِر في حفلات الزار والأعراس المقامة في مناسبات معينة عجائب السحر وتعتبر ذلك من كرامات شيوخ الطريقة. ويحدث في تلك الحفلات للراقصين والراقصات ما يحدث للمعتوهين والمجانين من إدخال السكاكين والمسامير في بطونهم وغيرها من أعمال السحر والدجل.
ومن الطرق المستخدمة في استطلاع الغيب عند الصوفية ما ذكره ابن سينا في قوله: " إن الأحداث منقوشة في لوح محفوظ في العالم العلوي. وفي وسع بعض الناس الاتصال به عن طريق مخيلتهم القوية، فيقع لهم أثناء نومهم، فإن أفرطت مخيلتهم في القوة ظفروا بالاتصال أيقاظا، وأولئك هم الواصلون من الأولياء… واللوح المحفوظ مرآة نقشت عليها المقادير بغير حروف، ولو ظهرت تجاهها مرآة أخرى لانكشفت فيها صور الأولى، إلا إذا قام بينهما حجاب. وليست المرآة الثانية إلا القلب، والحجاب هو الشهوات والحواس، ويتجلى هذا في اليقظة. أما النوم ففيه يرتفع الحجاب ويزول، وبذلك تظهر في مرآة القلب صور اللوح المحفوظ، وتنكشف آفاق العالم المجهول. فإذا سلمنا بأن النفس تكون عند النوم في أعظم حالاتها، زال العجب من وقوع العلم بالغيب إبانه ". تاريخ ابن خلدون
وما يمكن معرفته من خلال قوله أنه كان يستخدم طريقة الاستبصار ( استحضار الجن) لاستطلاع الغيب لمعرفة أسرار ما يسمى باللوح المحفوظ، ولا يصدر قول كهذا إلا من قبل شخص جرب ما يسمى بالاستنزال والاستبصار، وفي كتبه يوجد الكثير من السحر!
ذكر الشعراني عن شيخ اسمه شمس الدين ابن كتيله أنه: " كان يأخذ القطعة من البطيخ ويشق منها حتى يملأكذا طبقاً كل طبق له لب خلاف الآخر، ويشق من البطيخ الأخضر بطيخاً اصفر حتى يبهرعقول الحاضرين ". وهذه الصنعة معروفة في السحر.
وقال الشعراني في كتابه (الكبريت الأحمر): قال الله عز وجل في بعض (الهواتف الإلهية): " يا عبادي الليل لي لا للقرآن يتلى، إن لك في النهار سبحاً طويلا فاجعل الليل كله لي، وما طلبتك إذا تلوت القرآن بالليل لتقف على معانيه، فإن معانيه تفرقك عن المشاهدة، فآية تذهب بك إلى جنتي وما أعددت فيها لأوليائي، فأين أنا إذا كنت في جنتك مع الحور متكئا على فرش بطائنها من إستبرق؟ وآية تذهب بك إلى جهنم فتعاين ما فيها من أنواع العذاب، فأين أنا إذا كنت مشغولاً بما فيها ؟ وآية تذهب بك إلى قصة آدم أو نوح أو هود أو صالح أو موسى أو عيسى عليهم الصلاة والسلام، وهكذا وما أمرتك بالتدبر إلا لتجتمع بقلبك علي، وأما استنباط الأحكام فلها وقت آخر، وثم مقام رفيع وأرفع "!!
وهي لا شك ادعاءات فظيعة تظهر حجم جهلهم بالقرآن وكيف كانوا يعتمدون في عبادتهم على هواتف الشيطان وينكرون نصوصا صريحة يأمر الله فيها عباده بقيام الليل وقراءة القرآن وذلك كما جاء في عدة آيات كقوله عز وجل: " يا أيها المزمل،قم الليل إلا قليلا،نصفه أو أنقص منه قليلا،أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا،إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا،إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا ". المزمل
وقوله تعالى: " كتاب أنزلناه إليك مباركٌ ليدبروا آياته ". ص 29
وقوله عز وجل: " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ". محمد 24
ولقد أمر الله رسوله أن يقوم الليل ويتهجد به نافلة كما ذكر في هذه الآية: " ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً "، (الإسراء 79). وبذلك شجع شيوخ التصوف أتباعهم بترك قراءة القرآن والاعتكاف على ترتيل الدواوين وأشعار الشيوخ واعتبار ما يسمعونه من هتاف الجن والشياطين وحيا إلهيا.
وفي السياق ذاته ادعى فريق من الصوفية أن الله يعاقب من تجرأ على قراءة القرآن وتفسيره، لأنه حسب زعمهم يحتوي على أسرار ورموز باطنية وظاهرية لا يهتدي إلى حقيقة معانيها واكتشاف أسرارها إلا شيوخ التصوف الكبار. لأنهم أفهم الناس وأعلى منهم درجة وأدرى بمعاني القرآن والسنة النبوية، كما ادعوا أن باب ظهور الأنبياء ما زال مفتوحا بعد محمد وذلك كما زعم ابن سبعين في قوله:" لقد حجر ابن آمنة واسعاً إذ قال لا نبي بعدي "!!
ويبدو واضحا من قول بن سبعين أنه كان لا يؤمن برسول الله خاتما للأنبياء ووجه اتهاما صريحا للنبي عليه الصلاة والسلام بالكذب على المسلمين. وإذا كان حال هذا الرجل التشكيك في أقوال محمد عليه الصلاة والسلام، فعلى أي دين كان هذا الرجل ؟ ولكن هذه هي حالة المعتوهين الذين يتخبطهم الشيطان بالمس، فيقولون ما لا يعلمون. وقد أدت مثل هذه الأقوال فعلا في عصر التصوف إلى انحطاط فكري رهيب بحيث هجر الناس العلم وقراءة القرآن واستبدلوه بالجذب وأشعار الشيوخ والخلوات ورياضات السحر. ومن أعظم مخاطر شواذ الفكر الصوفي ما نراه في تفسيراتهم للقرآن على الطريقة الباطنية كتفسيرهم لهذه الآية:"فاخلع نعليك انك بالوادي المقدس طوى "، على نحو يخالف إجماع علماء التفسير بحيث ادعوا أن المقصود بالنعلين: النفس والجسد، أو النفس وملذات الجسد، أي بمعنى أخلع نفسك وجسدك. وليتأمل المرء كيف يمكن للإنسان خلع نفسه وجسده، وإذا فرضنا جدلا أن الإنسان خلع نفسه، فهل يبقى له بعد ذلك من حياة ؟ وفي أقوالهم من شواذ هذا التأويل ما لا يعد ولا يحصى!!
في كتاب اللمع للطوسي ذكر أنه قيل للشبلي (دلف بن جحدر) يومًا يا أبابكر أخبرنا عن التوحيد فقال للسائل: "ويحك! من أجاب عن التوحيد بالعبارةفهو ملحد، ومن أشار إليه فهو وثني، ومن سكت عنه فهو جاهل، ومن هم أنه واصل فليس له حاصل، ومن أومأ إليه فهو عابد وثن، ومن نطق فيه فهو غافل، ومن ظن أنه قريب فهو بعيد،ومن تواجد فهو فاقد، وكلما ميزتموه بأوهامكم وأدركتموه بعقولكم في أتم معانيكم فهو مصروف مردود إليكم محدث مصنوع مثلكم".
وذكر عنه أنه سمع يوما أحدهم يتلو هذه الآية: " اخسئوا فيهاولا تكلمون "، فقال : ليتني كنت واحدا منهم ". وقال أيضا : " لو خطر ببالي أن الجحيم نيرانها وسعيرها تحرق مني شعرة لكنت مشركًا ". ومن أسوء الأدب مع الله ما كان يقوله: " أنا أعشق الله وهو يعشقني ". وأنه سمع ذات يوم صوت المؤذن فقال:" طعنه وشم الموت ولما سمع نباح الكلب فقال : لبيك وسعديك ". وأما أبو حمزة الصوفي فكان إذا سمع صوت الرياح وصياح الطيور وخرير الماء قال: " لبيك لبيك".
وادعى السهروردي أن الرسول قال حاكياً عن ربه: " إذا كان الغالب إلى عبدي الاشتغال بي، جعلت همه ولذته في ذكري، فإذا جعلت همته ولذته في ذكري عشقني وعشقته، ورفعت له الحجاب فيما بيني وبينه ولا يسهوا إذا سها الناس، أولئك كلامهم كلام الأنبياء، أولئك الأبطال الأبدال حقاً، أولئك الذين إذا أردت بأهل الأرض عقوبة أو عذاباً ذكرتهم فصرفته بهم عنهم".
رد ابن الجوزي على الادعاء قائلا: وهذا جهل من ثلاثة أوجه: أحدهما: من حيث الاسم فإن العشق عند أهل اللغة لا يكون إلا لما ينكح، والثاني: أن صفات الله عز وجل منقولة فهو يحب ولا يقال يعشقُ كما يقال يعلم ولا يقال يعرف، والثالث: من أين له أن الله تعالى يحبه فهذه دعوى بلا دليل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من قال إني في الجنة فهو في النار". تلبيس إبليس
وأوَّلَ الشيخ الفوتي حالة ما يعتري المريد من مس عقلي باعتباره حالة من حالات الاستغراق في بحر التوحيد وذلك وفقا لما قال: " وفي هذا الميدان ينمحي الذاكر والذكر ويصير حالة أن لو نطق قال: أنا الله لا إله إلا أنا وحدي لاستهلاكه في بحار التوحيد، وهذه المرتبة هي آخر مراتب الذكر وصاحبها صامت جامد لا يذكر ولا يتحرك ".كتاب الرماح
وفي ظل هذه الحالة إذا ذكر أحدهم الله يكون ذلك من الذنوب لأن ذاته أصبحت من ذات الله لا غروب لها حسب مزاعم الفوتي: " بذكر الله تزداد الذنوب، وتنطمس السرائر والقلوب، فترك الذكر أفضل كل شيء، وشمس الذات ليس لها غروب ". الرماح
وقال الفوتي في هذيان مسلوبي العقول إذا حدث لهم هذا الخراف أن يسلموا أمرهم لتلك الأرواح التي تتخبطهم من المس : " فلا حرج على الذكار ما دام مسلوب الاختيار ويستعمله كيف شاء على أنواع مختلفة كلها محمودة وصاحبها مشكور عليها، فلها أسرار، فربما يجري على لسانه الله الله الله، أو هو هو هو، أو لا لا لا لا لا لا لا، أو آ آ آ آ بالمد، أو أ أ أ أ أ أ بالقصر، أو اهـ اهـ اهـ اهـ اهـ اهـ اهـ، أو ها ها ها ها ها ها ها ها، أو … عياط بغير حرف أو صراخ وتخبيط، فأدبه في ذلك الوقت أن يسلم نفسه لوارده يتصرف فيه كيف يشاء ".كتاب الرماح
وهذا النوع من الحالات التي يتحدث عنها صاحب الجواهر قد رأينا من أمثالها الكثير وهي لا تعدو أن تكون من المس لا غير، ولكن الشيخ يعتبر ذلك فتحا ربانيا حسب زعمه: " من فتح عليه في هذا الأمر العظيم والنعيم الجسيم، لا يقدر أن يسمع كلام الخلق إلا إذا اعتزل ثلاثة أيام يذكر الله، فحينئذ يقدر على سماع كلامهم، وإن لم يفعل ما ذكر، فإنه مهما سمع كلامهم يتقيأ لقبحه بالنسبة للذة ما سمع من كلام الحق، وسماع كلام الله لمن سمعه لا بأذن فقط بل بجميع أجزاء ذاته كلها، حتى يصير كل ذرة من ذاته تلتذ مثل جميع ذاته بكمالها ". جواهر المعاني
وخير رد على هؤلاء المجاذيب الذين يعتقدون الخوارق السحرية فتحا إلهيا هو أن عذرهم معهم، لأن هذيانهم دال على عدم سلامة عقولهم ولذلك كان يقول الشافعي: " ما لزم أحد الصوفية أربعين يومًا ما عاد عقله إليهأبدًا ". تلبيس إبليس لابن الجوزي
وفي العصر الحديث ظهر د.مصطفى محمود مؤلف كتاب (القرآن محاولة لفهم عصري) ليشيد بمنهج التصوف وطريقه فيقول فيه وفي أهله: " والتصوف إدراك عن طريق المدارك العالية، والمتصوف عارف ". ويضيف قائلا: "هؤلاء هم أهل السر القرب والشهود الأولياء الصالحون حقاً "! ونقول أنه لا يعرف سر التصوف ومن غير اللائق الإشادة بفكر ضال يعيش رجاله عيش الأوهام والدجل.
أترى أيها القاريء أن هذه الخزعبلات هي من الدين الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؟
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©
