قواعد قرانيه فى النفس والحياه
عنوان الموضوع : قواعد قرانيه فى النفس والحياه
كاتب الموضوع : chichaki
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن
http://up.3dlat.com/uploads/134247881115.gif
القاعدة الأولى /
{ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً } .. البقرة : من الآية 83 .
الإنســان مدني بطبعه كمايُقال وكثرة تعاملاته تحتم عليه الإحتكاك بطوائف من النّــاس ،مختلفي الفهم والأخلاق
http://up.3dlat.com/uploads/13424788101.gif
يسمع الحسن وغيره ،ويرى مايستثيره فتأتي هذه القاعدة لتضبط علاقته اللفظية ....
هي قاعدة من القواعد المُهمة في باب التعامل بين الناس ، وهي قوله تعالى : { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً } .. البقرة : من الآية 83 .إنها قاعدة تكرر ذكرها في القرآن في أكثر من موضع إما صراحة أو ضمنا ً:
http://up.3dlat.com/uploads/13424788101.gif
فمن المواضع التي توافق هذا اللفظ تقريباً : قوله تعالى : {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} ،،، الإسراء : من الآية53
وقريب من ذلك أمره سبحانه بمُجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن ، فقال سبحانه : {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} .. العنكبوت/ 46.
أما التي تُوافقها من جهة المعنى فكثيرة كما سنشير إلى بعضها بعد قليل .
http://up.3dlat.com/uploads/13424788101.gif
إذا تأملنا قوله تعالى : {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} جاءت في سياق أمر بني إسرائيل بجملة من الأوامر وهي في سورة مدنية ـ وهي سورة البقرة ـ و قبل ذلك في سورة مكية ـ وهي سورة الإسراء ـ: أمراً عاماً {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن}.. إذاً فنحن أمام أوامر مُحكمة ، ولا يستثنى منها شيء إلا في حال مجادلة أهل الكتاب ـ كما سبق ـ.
http://up.3dlat.com/uploads/13424788101.gif
ومن اللطائف مع هذه الآية {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} أن هناك قراءة أخرى سبعية لحمزة والكسائي : {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حَسَناً } .. قال أهل العلم : (والقول الحَسن يشمل : الحسن في هيئته ؛ وفي معناه ، ففي هيئته : أن يكون باللطف ، واللين ، وعدم الغِلظة ، والشِدة ، وفي معناه : بأن يكون خيراً ؛ لأن كل قولٍ حسنٍ فهو خير ؛ وكل قول خير فهو حسن) .. يُنظر : تفسير العثيمين 3/196.
http://up.3dlat.com/uploads/13424788101.gif
وقد أحسن أحمد الكيواني حيث قال :
من يغرس الإحسان يجنِ محبة *** دون المسيء المبعد المصروم
أقل العثار تفز ، ولا تحسد ، ولا *** تحقد ، فليس المرء بالمعصوم
http://up.3dlat.com/uploads/13424788101.gif
إننا نحتاج إلى هذه القاعدة بكثرة ، خاصةً وأننا ـ في حياتنا ـ نتعامل مع أصناف مختلفة من البشر ، فيهم المسلم وفيهم الكافر ، وفيهم الصالح والطالح ، وفيهم الصغير والكبير ، بل ونحتاجها للتعامل مع أخص الناس بنا : الوالدان ، والزوج والزوجة والأولاد ، بل ونحتاجها للتعامل بها مع من تحت أيدينا من الخدم ومن في حكمهم .
http://up.3dlat.com/uploads/13424788101.gif
وأنت ـ أيها المؤمن ـ إذا تأملتَ القرآن ، ألفيت أحوالاً نص عليها القرآن كتطبيق عملي لهذه القاعدة ، فمثلاً :
1 ـ تأمل قول الله تعالى ـ عن الوالدين : {وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} ،،، [الإسراء : من الآية23] ،،، إنه أمرٌ بعدم النهر ، وهو مُتضمن للأمر بضده ، وهو الأمر بالقول الكريم ، الذي لا تعنيف فيه ، ولا تقريع ولا توبيخ ..
http://up.3dlat.com/uploads/13424788101.gif
2 ـ وكذلك ـ أيضاً ـ فيما يخص مُخاطبة السائل المحتاج : {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ} ،،، [الضحى :10] بل بعض العلماء يرى عمومها في كل سائل : سواء كان سائلاً للمال أو للعلم ، قال بعض العلماء : "أي : فلا تزجره ولكن تفضل علي بشيء ؛ أو رُده بقول جميل" ،،، تفسير الألوسي 23/15.
http://up.3dlat.com/uploads/13424788101.gif
3ـ ومن التطبيقات العملية لهذه القاعدة القرآنية ، ما أثنى الله به على عباد الرحمن ، بقوله : {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً} ،،، [الفرقان : من الآية63] :
يقول ابن جرير ـ رحمه الله ـ في بيان معنى هذه الآية : "وإذا خاطبهم الجاهلون بالله بما يكرهونه من القول ، أجابوهم بالمعروف من القول ، والسداد من الخطاب".. تفسير الطبري 19/ 295.
http://up.3dlat.com/uploads/13424788101.gif
وهم يقولون ذلك "لا عن ضعف ولكن عن ترفع ؛ ولا عن عجز إنما عن استعلاء ، وعن صيانة للوقت والجهد أن ينفقا فيما لا يليق بالرجل الكريم المشغول عن المُهاترة بما هو أهم وأكرم وأرفع" ..يُنظر : الظلال 5/330.
http://up.3dlat.com/uploads/13424788101.gif
ومن المُؤسف أن يرى الإنسان كثرة الخرق والتجاوز لهذه القاعدة في واقع أمة القرآن ، وذلك في أحوال كثيرة منها :
http://up.3dlat.com/uploads/13424788101.gif
1 ـ أنك ترى من يدعون إلى النصرانية يحرصون على تطبيق هذه القاعدة ، من أجل كسب الناس إلى دينهم المنسوخ بالإسلام ، أفليس أهلُ الإسلام أحق بتطبيق هذه القاعدة ، من أجل كسب الخلق إلى هذا الدين العظيم الذي ارتضاه الله لعباده .
2 ـ في التعامل مع الوالدين .
3 ـ في تعامل الزوج مع زوجه .
4 ـ مع الأولاد .
5 ـ مع العمالة و الخدم ..
http://up.3dlat.com/uploads/13424788101.gif
وقد نبهت آية الإسراء إلى خطورة ترك تطبيق هذه القاعدة ، فقال سبحانه : {إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ} ،،، الإسراء : من الآية53 ..وعلى من اُبتلي بسماع ما يكره أن يحاول أن يحتمل أذى من سمع ، ويعفو ويصفح ، وأن يقول خيراً ، وأن يُقابل السفه بالحلم ، والقولَ البذيء بالحسن ، وإلا فإن السفه والرد بالقول الردئ يُحسنه كل أحد .
http://up.3dlat.com/uploads/13424788101.gif
وهذه واقعة لأحد دهاقنة العلم وهو الإمام مالك رحمه الله مع الشاعر الذي قضى عليه بحكم لم يرق له ، فتهدده بالهجاء ، فقال له مالك :
( إنما وصفتَ نفسك بالسفه والدناءة ، وهما اللذان لا يعجز عنهما أي أحد ، فإن استطعت أن تأتي الذي تنقطع دونه الرقاب فافعل : الكرم والمروءة ! ) . انظر: ترتيب المدارك 1/59.
http://up.3dlat.com/uploads/13424788101.gif
وما أجمل قول المتنبي :
وكل امرئ يُولي الجميل مُحبب *** وكل مكان ينُبت العز طيب
http://up.3dlat.com/uploads/13424788101.gif
د .عمر بن عبد الله المُقبل
http://up.3dlat.com/uploads/134247881116.gif
قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً:
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©