عنوان الموضوع : ماذا أعددت ؟ - بكالوريا الجزائر
كاتب الموضوع : salima
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

الحمد لله رب العالمين إله الأولين والآخرين ،وأصلي وأسلم على من بعثه الله رحمة للعالمين محمد النبي الأمين صلوات ربيوسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم وأقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدينوبعد :رسالة أوجهها إلى من غاب عنا وطال غيابه .. إلى من بكى القلب ألما لفراقه.. حملت لك القلم والمحبرة وسطرت بها لك هذه الكلمات التي... عصرتها دموع قلبمحب لك .. عل الله أن يترك بها أثرا في قلبك .. كيف لا وأنا أخاطب فيك قلبكالذي ملئه حب الخير .. وكيف لا وأنا أعلم أنك تحمل قلبا لا ككل القلوب ..وكلي أمل بعد الله عزوجل أن تغير هذه الحروف والكلمات مسار حياتك وينقشعالسحاب عن ذلك البدر الجميل لكي يسطع لنا من جديد ..وليبتسم الفؤاد ويفرح.. وتشرق شمس أمتك بعودتك لها من جديد .((أخي الحبيب)) : هاهي الأيام تمر وتجري .. والأعوام تتوالى .. والصفحاتتنطوي .. من غير أن نحس أو ندري .. إلا عند بداية سنة جديدة .. أو قدومالشهر الكريم .. أو عند سماع الدفوف معلنين بذلك عن يوم العيد .. ولكن أخيهل سألت نفسك ماذا قدمت فيما سلف من هذه الأيام ؟؟ وهل سألت نفسك عن السؤالالأهم ماذا أعددت لرحلة النهاية ؟؟ ماذا قدمت لنفسي من خير لأجده عند اللهخير ثواب وخير أمل ؟؟ ما ذا سجل في صحيفتي ؟؟ وبأي يد سيكون استلامها ؟؟وماذا أعددت للحفرة التي سأوضع فيها ؟؟ أسألك بربك أسأل نفسك وتحرى منهاالجواب !! حينها ستدرك أن الأمر جد خطير ويستحق منا الوقوف عنده كثيرا..والتفكير فيه طويلا .((عجبا أخي)) : مالي أرك قليل الزاد وطريقك بعيد !! مالي أراك تقبل على مايضرك وتترك ما يفيد !! إلى متى تضيع الزمان وهو يحصى عليك برقيب وعتيد !!حتى متى تبارز بالذنوب اللطيف المجيد !! إلى متى تعصي ربك وهو بك حفيظوعليك شهيد !! ألم يأن أن تتوب وتبدأ الصفحة من جديد !((أخي الحبيب)) : تب إلى الله .. ذق طعم التوبة والإستقامه .. ذق حلاوةالدمعة .. اعتصر قلبك وتألم لتسيل دمعة على الخد تطفئ نار المعصية .. أخلبنفسك .. واعترف بذنبك .. ادع ربك وقل: "اللهم أنت ربي وأنا عبدك وأنا علىعهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي وأبوءبذنبي فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" .. أبك على خطيئتك .. جرب لذةالمناجاة .. اعترف بالذل لله .. تب إلى الله بصدق .. واسمع أخي للفرج منملك الملوك وهو يقول: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا منرحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا" .. ويقول سبحانه في الحديث القدسي:"يا ابن آدم انك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك ما كان منك ولا أبالي ، ياابن آدم لو بقلت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ، ياابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتكبقرابها مغفرة" .. لا تقنط أخي من رحمة الله لسوء أفعالك ، فكم في هذهالأيام من معتق من النار من أمثالك ؟؟ فأحسن الظن بمولاك وتب إليه فإنه لايهلك على الله إلا هالك .. يقول الشاعر:إذا أوجعتك الذنوبفداوها *** برفع يد بالليل والليل مظلمولا تقنطن من رحمة الله إنما *** قنوطك منها من ذنوبك أعظم((أنت من أنت))؟؟ نعمأخي أنت من أنت حتى يخاطبك رب البريات ؟؟ وما هو عذرك وأنت تسمع هذهالنداءات من رب الأرض والسماوات ؟؟ وأعلم أخي أن أسعد لحظات الدنيا يوم أنتقف خاضعا ذليلا خائفا باكيا مستغفرا تائبا .. فكلمات التائبين صادقة ..ودموعهم حارة .. وهممهم عالية قوية .. أو تعلم لماذا ؟؟ لأنهم ذاقوا حلاوةالإيمان بعد مرارة الحرمان .. ووجدوا برد اليقين بعد نار الحيرة .. وعاشواحياة الأمن والاستتباب بعد مسيرة القلق والاضطراب .. بالله عليك أخي لماذاتحرم نفسك كل هذه اللذة والسعادة ؟؟ فإن أذنبت فتب .. وإن أسأت فأستغفر ..وإن أخطأت فأصلح .. فالرحمة واسعة والباب مفتوح .. ولكن تداركه بالتوبة قبلأن يقلق ودع عنك التسويف وطول الأمل .. واترك الغفلة والاغترار بالصحةواسمع لقول الشاعر:فكم من صحيح بات من غير علة *** وكم من سقيم عاشحينا من الدهر((أيها الأخ الحبيب)) : اسمع لهذه الكلمات وذكرفلبك بها دائما فو الله ما أعظمها من كلمات يقول علي بن أبي طالب رضي اللهعنه: "إن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ، والدنيا قد ارتحلت مدبرة ، فكونوا منأبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب وغداحساب ولا عمل" .. ومعنى ذلك أنه ينبغي على الإنسان أن يتهيأ ويتجهز وأنيصلح من حاله وأن يجدد توبته ، وأن يعلم أنه يتعامل مع رب كريم قوي عظيملطيف سبحانه جل جلاله ما أعظمه وما أرحمه .((ختاما)) : أسأل الله أن يتوب علينا جميعا وأن يغفر لنا ذنوبنا جميعا وأنيجعلنا من الصادقين الصالحين المصلحين .. اللهم تب علينا توبة صادقة نصوح.. اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وارزقنا برهم اللهم وأحفظهم وتجاوز عن حيهموميتهم وأمنن عليهم بالصحة والعافية .. إنه ولي ذلك والقادر عليه ..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهوفي قصة أخرى :قصة رجل و أبنهقام أبو زيد البسطاني يتهجد الليل، فرأى طفله الصغير يقوم بجواره فأشفقعليه لصغرسنه و لبرد الليل و مشقة السهر .فقال له: ارقد يا بني فأمامك ليل طويلفقال له الولد: فما بالك أنت قد قمت؟فقال: يا بني قد طلب مني أن أقوم لهقال الغلام: لقد حفظت فيما انزل الله في كتابه" إن ربك يعلم... أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه و ثلثهو طائفة من الذين معك"فمن هؤلاء الذين قاموا مع النبي صلى الله عليه واله وسلم؟فقال الأب:إنهم أصحابهفقال الغلام :فلا تحرمني من شرف صحبتك في طاعة الله، فقال أبوه وقد تملكتهالدهشة،يا بني أنت طفل و لم تبلغ الحلم بعد،!! 0فقال الغلام: يا أبت إني أرى أمي و هي توقد النار تبدأ بصغار قطع الحطبلتشعل كبارهافأخشى أن يبدأ الله بنا يوم القيامة قبل الرجال إنأهملنا في طاعتهفانتفض أبوه من خشية الله و قال: قم يا بنى فأنت أولى بالله من أبيكفسبحان الله مغير الاحوال اليوم أطفالنا في بعد عن الله بسبب الآباءالمهملينالذين يعتذرون لهم دائما بأنهم صغار، من شب على شيء شاب عليهفأنشئوا أطفالكم وشبابكم على طاعة الله فهو أصلح لهم ولكم وحاسبوا أنفسكمقبل أن تحاسبوا وأحفظوا أنفسكم ومن تعولون يرحمكم الله ويدخلكم جناتهونعيمه الدائم



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©