عنوان الموضوع : دعاء التي لا تستطيع الملائكة الانهاء من كتابة حسناته !!!?? فقه الشريعة
كاتب الموضوع : khouloud
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

لسؤال

ما رأيك بدعاء إذا دعوته تمضي سنة ولا تستطيع الملائكة الانتهاء من كتابة حسناتك؟


الإجابــة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد
فإنه مما يؤسف له انتشار ظاهرة الكذب والتجرؤ والافتراء، حتى في الأمور والمسائل الشرعية، ومن ذلك انتشار الأدعية والأذكار المبتدعة والمكذوبة في المنتديات ورسائل الجوال، وهذا الدعاء المذكور في السؤال منها، فإنه لا أصل له. ونصه المشهور أن رجلا (قال: لا إله إلا الله عدد ما كان، وعدد ما يكون، وعدد الحركات والسكون. وبعد مرور سنةٍ كاملة قالها مرةً أخرى، فقالت الملائكة: إننا لم ننتهي من كتابة حسنات السنة الماضية).
ومثل هذا لا يشك مَنْ له اطلاع على الأحاديث النبوية وآثار الصحابة أنه في معزل عن هذا الحيز المبارك، وإنما هو من اختراع البطالين من المتأخرين، مع ما فيه من نسبة الملائكة الكرام الحفظة الذين وكل الله تعالى إليهم كتابة أفعال العباد إلى ما لا يليق بهم، قال تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ* كِرَامًا كَاتِبِينَ* يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ. {الانفطار:10-11-12}.
قال ابن كثير: يعني: وإن عليكم لملائكةً حَفَظَة كراما فلا تقابلوهم بالقبائح، فإنهم يكتبون عليكم جميع أعمالكم. انتهى.
وقال السعدي: أقام الله عليكم ملائكة كراما يكتبون أقوالكم وأفعالكم ويعلمون أفعالكم، ودخل في هذا أفعال القلوب، وأفعال الجوارح، فاللائق بكم أن تكرموهم وتجلوهم وتحترموهم.




حكم الدعاء بــ (لا إله إلا الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكو ن


السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما صحة هذا الحديث: -أن رجلاً من السلف قال: لا إله إلا الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون- وبعد سنه قالها قالت الملائكة: أننا لم ننته من كتابة حسنات السنة الماضية فما أعظم هذه الكلمات التي لا تأخذ منك سوى ثوان.
يا فضيلة الشيخ هل هذا حديث صحيح تصل هذه عن طريق الرسائل لا أعرف هل صحيح أم لا؟

الجواب :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذه الرسالة التي انتشرت عبر الجوال والإنترنت هي من جنس كثير من الرسائل التي بدأت تتداول في الآونة الأخيرة، والتي لا يشك مَنْ له أدنى ممارسة ومطالعة في الأحاديث النبوية، وآثار الصحابة أنها ليست على سنَنِهم ولا على طريقتهم في الأدعية والأذكار التي تشع منها أنوار النبوة، وتظهر فيها الفصاحة والبلاغة العربية والبعد عن الألفاظ التي هي بأدعية المتأخرين المتكلفين أشبه منها بأدعية سيد المرسلين –صلى الله عليه وسلم- أو أدعية أصحابه الميامين.


ولّما كان البعض لا يستطيع ترويج بعض هذه الأدعية إلا بقصص، وكتب عليها بعضهم بعض القصص لتروج على العامة فلعل هذه القصة التي سألت عنها من هذا الباب.
وإنني أكرر هنا ما كررته في أجوبة سابقة من التحذير من ترويج ما لم يثبت الإنسان منه عن آحاد الناس وأفرادهم، فضلاً عن عليتهم، فضلاً عن الصحابة أو النبي –صلى الله عليه وسلم-، فإن هذا المسلك مخالف تماماً لقول الله تعالى: -فتثبوا-، وفي القراءة الأخرى: (فتبينوا).
وليس بعاقل من حدث بكل ما سمع، أو نشر كل ما وصل إليه ولو كان قصده حسناً، فإن القصد الحسن لا يشفع لصاحبه في تبرير مثل هذا الخطأ الجسيم، بل هذا العذر –أعني حسن القصد- من الشبه التي تعلق بها واضعو الأحاديث على النبي –صلى الله عليه وسلم- بغية ترويج الخير زعموا!.
فليتق الله أولئك الذين يروجون مثل هذه الرسائل، وليتثبوا منها قبل إرسالها، فإن لم يستطيعوا التثبت فليسألوا أهل العلم، والاتصال بهم اليوم أسهل منه في أي وقت مضى. إما عن طريق الإنترنت أو عن طريق رسائل الجوال، ولا عذر لأحد في نشر مثل هذه الرسائل الملفقة.
ومن تأمل القرآن والسنة وجد فيهما الغنية والكفاية عن ترويج مثل هذه الأحاديث الضعيفة، والأخبار الواهية، والله المستعان، والحمد لله رب العالمين.
المجيب عمر بن عبد الله المقبل
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©