عنوان الموضوع : كلا الأخوين ضراط و لكن شهاب الدين أضرط من أخيه - ثقف نفسك
كاتب الموضوع : inzou07
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

شِهَابُ ـالدّيِنِ أظرَطْ مِنْ أخِيِهْ
من اشهر الأمثال في العاميّة العربية ، ويُقال بنفسِ الصيغة في معظم البلاد العربية ، ويضرب في المُفاضلة بين سيئين . وأصله ُبيت الشعر المشهور :
( كِلاَ الأخوَيْنِ ضَرّاطٌ ولكِنْ ** شِهَابُ ألدّيِنِ أضْرَطُ مِنْ اخِيِه ِ)
ويُقال ايضاً بصيغة : ( شهاب الدين ألعَن من أخوُه ) ، وتلفظ تخفيفاً بـ " أزرط " بدلاً من " اظرط " و " اضرَط " وترادفها الأمثال العاميّة التي تُضرب بنفسِ المعنى : ( ما أخس من سيدي إلا ستي ) و ( ما أخس من قديد إلا عسفان ) و ( ما اصخم من زعيط إلا معيط ) ... الخ .
ويُقال أن أحد التجّار توجّس في ليلة ٍ ما بأنّ لصاً دخل منزله ، فخرج ليتتبّع اثره ، فلم يره ، وفقد إناءً من الفخّار ، ولكنّه سمِع " ضرطة ً " قويّة ، تذكّرها من شدّتِها ، ومرّت على ذلك ايّام ، وكانت للتاجر بضاعة قد وردت لدكّانه ، فطلب المُساعدة بأجر ممن ينقلون لهُ البضاعة داخل الدكّان فإذا برجُلان توأمٌ ، متشابهان امام حانوته ِ جاءا ليسألاهُ عن غرض ، فعرض عليهما المساعدة فيما أراد ، فوافقا ، وحدث انهُ اثناء نقل البضائع أن إنحنى أحدهُم ليحمل صندوقاً فخرجت منه ُ ضرطةً قويّة وصَلت إلى سمع ِ التاجر من قوّتِها ، فأمسك بتلابيبه ، فقال له : لقد سرقتني ، فأنكر الرجُل ، فأخذه الى الوالي ، فسأل الوالي التاجر عن دليله ُ بأن من احضره هوَ اللصّ المطلوب ، فقال بأنه لا دليل لديه سوى انهُ سمع ضرطة ! فقال اللص : انا لا اضرُط ! غنما دائماً يفعلُها اخي !! فجاءوا بأخيه ِ الى الوالي ، وأمر الوالي بأن يحضر قاضي القضاة ليحكم في الأمر ، فأحسّ القاضي بأن التاجر صادقاً في دعواه ، وفكّر ملياً ، ووجد بأن الحل ان يأكل كلا الأخوين شيئاً يجعلهما يخرجان صوت الريح قسراً ، فجاءوا لهم ببيض ِ الدَجاج مسلوقاً وامروهم أن يأكلا منه ويشربا لبناً فوقه ُ / فمضت برهة من الوقت وإذا بالأخوين يبادرا بإطلاقِ الأصوات ، فسأل القاضي التاجر عمّا يسمعهُ حالاً ، أهوَ شبيه ٌ بما سمعهُ في منزله ؟ فقال التاجر : (كِلاَ الأخوَيْنِ ضَرّاطٌ ولكِنْ ** شِهَابُ ألدّيِنِ أضْرَطُ مِنْ اخِيِه) فشدوا على شهاب ِ الدين بأكلِ بيض ِ الدَجاج ، إلى أن اعترف بما اقترف ، وذهب قول التاجر مثلاً .
و <اظرط> : مفاضلة ، تعني الأضرط ، اي الأكثر إخراجاً لصوت ِ الريح . ويقولون في الحجاز " زرطه " و " ظرطه " للدلالة على واحدة الفعل ، ويجمعونها بـ " ظراط " و " زراط " و " ظرطات " ، ويطلقون احياناً لفظة " زرّاط " و " زرّاطه " : للدلالة على الكثير والكثيرة الكذِب ، ويطلقون احياناً على الحديث الذي لا فائدة منه : " زُراط " اي انه ريحاً يذهب ً سُدىً . ويُطلقون لفظة " زرْوَطة " على الشي الغير منتظم ، والذي لا يتضِح ، وعلى الموضوع إذا لم تتبيّن تفاصيله . ويقولون ايضاً " اتزروطَت الحكاية " اي فشَلت ، وتناولها أكثر من شخص ، كما يقصدون بـ " الزروطَه " : إنتشار الشيء وتبيانه ُ . كما يطلقون أحياناً على الشخص الذي لا يكتم ُ سراً لفظة " ظرّاط " .



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©