عنوان الموضوع : شروط كلمة التوحيد ثمانية
كاتب الموضوع : amira
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

ذكر بعض أهل العلم أن شروط كلمة التوحيد ثمانية؛ جمعها بعضهم في بيتين فقال :


علم يقين وإخلاص وصدقك مع * * * محبة وانقياد والقبول لها

وزيد ثامنها الكفران منك بما * * * سوى الإله من الأشياء قد ألها



وهذان البيتان قد استوفيا جميع شروطها :

الأول : العلم بمعناها المنافي للجهل

وتقدم أن معناها لا معبود بحق إلا الله فجميع الآلهة التي يعبدها الناس سوى الله سبحانه كلها باطلة .

الثاني : اليقين المنافي للشك فلابد

في حق قائلها أن يكون على يقين بأن الله سبحانه هو المعبود بالحق .

الثالث : الإخلاص وذلك بأن يخلص


العبد لربه سبحانه وهو الله عز وجل جميع العبادات ، فإذا صرف منها شيئا لغير الله من نبي أو ولي أو ملك أو صنم أو جني أو غيرها فقد أشرك بالله ونقض هذا الشرط وهو شرط الإخلاص .

الرابع : الصدق ومعناه أن يقولها

وهو صادق في ذلك ، يطابق قلبه لسانه ، ولسانه فلبه ، فإن قالها باللسان فقط وقلبه لم يؤمن بمعناها فإنها لا تنفعه ، ويكون بذلك كافرا كسائر المنافقين .

الخامس : المحبة ، ومعناها أن

يحب الله عز وجل ، فإن قالها وهو لا يحب الله صار كافرا لم يدخل في الإسلام كالمنافقين . ومن أدلة ذلك قوله تعالى : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ الآية ،
وقوله سبحانه : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ والآيات في هذا المعنى كثيرة .

السادس : الانقياد لما دلت عليه من

المعنى ، ومعناه أن يعبد الله وحده وينقاد لشريعته ويؤمن بها ، ويعتقد أنها الحق . فإن قالها ولم يعبد الله وحده ، ولم ينقد لشريعته بل استكبر عن ذلك ، فإنه لا يكون مسلما كإبليس وأمثاله .

السابع : القبول لما دلت عليه ،

ومعناه : أن يقبل ما دلت عليه من إخلاص العبادة لله وحده وترك عبادة ما سواه وأن يلتزم بذلك ويرضى به .

الثامن : الكفر بما يعبد من دون الله ،

ومعناه أن يتبرأ من عبادة غير الله ويعتقد أنها باطلة، كما قال الله سبحانه : فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله ، وفي رواية عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه أخرجهما مسلم في صحيحه .

فالواجب على جميع المسلمين أن يحققوا هذه الكلمة بمراعاة هذه الشروط ، ومتى وجد من المسلم معناها والاستقامة عليه فهو مسلم حرام الدم والمال ، وإن لم يعرف تفاصيل هذه الشروط لأن المقصود وهو العلم بالحق والعمل به وإن لم يعرف المؤمن تفاصيل الشروط المطلوبة .


سماحة الشيخ بن باز رحمه الله.

مجموع فتاوى و مقالات الشيخ
.
<!-- / message -->


©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©