عنوان الموضوع : سلسلة ليتفقهوا في الدين1 ( أحكام الطهارة للشيخ ابن عثيمين) تشريع اسلامي
كاتب الموضوع : مريم
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما ..
أما بعد ...
فيا أيها الناس صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال( الطهور شطر الإيمان) إي نصف الإيمان وذلك لأن الإيمان لا يصح ولا يتم إلا بتخليه وتحلية إلا بتخليه القلب من الشرك والنفاق والحقد والبغضاء للمسلمين ومن ال وتحليته بالتوحيد والإخلاص ومحبة المؤمنين لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الطهور شطر الإيمان) فاتقوا الله عباد الله طهروا قلوبكم من الشرك والنفاق في عبادة الله ومن الحقد وإرادة السوء في معاملة عباد الله، طهروا أبدانكم وثيابكم ومواضع صلاتكم من النجاسات والأقذار، إستنزهوا من البول والغائط بالاستنجاء بالماء أو الإستجمار بالأحجار حتى ينقي المحل بثلاث مسحات فأكثر.
أيها الناس إن عدم التنزه من البول من أسباب عذاب القبر في الصحيحين من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال : ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير) أي في أمر شاق عليهما ولكنه كبير في الذنوب قال صلى الله عليه وسلم : ( وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة) أي يسعى بين الناس بالإفساد بينهم فينقل كلام هذا إلى هذا حتى يتباعد الناس ويتفرقوا بسبب نميمته ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة قتات أي نمام ).
إن من الخطأ الذي يؤسف له أن بعض الناس يبول ثم يقوم من بوله لا يبالي بما أصابه منه ولا يستنزه منه بماء ولا أحجار ثم يذهب يصلي وهو متلوث بالنجاسة وهذا من كبائر الذنوب ولا تصح الصلاة على هذه الحال ومن الخطأ المقابل لهذا أن بعض الناس يبالغ في التنزه من البول فتجده يحاول أن يعصر ذكره حتى تفسد مجاري البول حتى لا تمسك البول بعد ذلك فيحصل معه سلس البول بمثل بسبب هذا التعصير، ولهذا نقول كن وسطا بين الإفراط والتفريط إذا انتهي البول فأغسل رأس الذكر وما أصابه من البول فقط ولا حاجة إلى مسح الذكر ولا إلى عصره فإن هذا من الأمور البدعية كما حقق هذا شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم رحمهما الله وهو من أسباب فساد المجاري وهو من أسباب حصول الوسواس ولقد قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله كلمة عجيبة مفيدة قال : (إن الذكر مثل الضرع إن حلبته در وإن تركته قر) أي إن عصرته فإنه يكون به السلس وإن تركته فإنه يقر ولا يحصل به هذه المفسدة فكونوا أيها المسلمون بين الإفراط والتفريط في هذه الأمور فإن دين الله عز وجل بين الغالي فيه والجافي عنه.
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©