عنوان الموضوع : المسجد النبوي الشريف عبر التاريخ- ثقافة
كاتب الموضوع : amira
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن
والصلاة والسلام علي خاتم النبيين محمد وعلي آله وصحبه أجمعين
ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين ...
وبعد
المسجد النبوي الشريف عبر التاريخ
هو من المساجد التي يشد الرحال إليها! وهو المسجد المبارك الذي أسس بنيانه النبي الكريم صلوات الله تعالى وسلامه عليه، وقد بنى يدا بيد مع المسلمين بناؤه الطاهر، وهو مركز الدعوة الأولى إلى الله تعالى،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، مسجدي هذا والمسجد الأقصى والمسجد الحرام ).
روى ابن حبان وأحمد الطبراني بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قالخير ما ركبت إليه الرواحل مسجدي هذا والبيت العتيق ).
وأفضل ما في المسجد النبوي الشريف الروضة الشريفة قال صلى الله عليه وسلم : ( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ).
وروى أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلمبين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي ).
وروى أحمد عن سهل بن سعد مرفوعا:(( منبري على ترعة من ترع الجنة ))،
وفيه المحراب والمنبر والأساطين وأيضا من الأماكن المفضلة الحجرة النبوية الشريفة، وهي الحجرة التي سكنها النبي الكريم صلوات الله تعالى وسلامه عليه وأزواجه المطهرات وتقع الحجرة بجوار مسجده صلى الله عليه وسلم وفيها قبره عليه الصلاة والسلام وقبر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
![]()
![]()
وعلى الزائر الذي ينوي الوقوف بقبر النبي عليه الصلاة والسلام أن يأتي بالآداب التي تليق بصاحب هذا القبر العظيم محمد صلى الله عليه وسلم، من سكينة ووقار تصاحب ترحاله إلي المكان، وعليه أن يكون جميل المظهر بزيارة النبي عليه الصلاة والسلام وأن يصلي عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أثناء ذلك،
كما يصلي ركعتين تحية للمسجد ثم يتوجه للقبر الشريف مستقبلا له مستدبرا للقبلة، فيسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم
بقوله: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته – وإن أراد الزيادة على ذلك قال: السلام عليك يا نبي الله، السلام عليك يا خير خلق الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا سيد المرسلين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله – ثم يتأخر نحو ذراع إلى الجهة اليمنى فيسلم على أبي بكر الصديق ويتأخر نحو ذراع آخر فيسلم على عمر بن الخطاب رضي الله عنهما
وعند الدعاء يستقبل القبلة ويدعو لنفسه وللمسلمين، وعلى الزائر أن يتحاشى البدع كالتمسح بالحجرة أو تقبيل الجدران لما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ).
وعلى الزائر أن يكثر من الدعاء والتلاوة في الروضة الشريفة.
ويعتبر المسجد النبوي الشريف " أول مدرسة في الإسلام " حيث كان المسجد النبوي الشريف مقراً لتعليم الصحابة أمور دينهم.
معالم المسجد النبوي الشريف
· قبر الرسول صلى الله عليه وسلم
· مهبط الوحي
· المواجهة الشريفة
· الروضة الشريفة
· بيت السيدة فاطمة الزهراء
· بيت السيدة عائشة
· بيت السيدة حفصة
· بيت السيدة سلمة
· خوخة سيدنا أبو بكر الصديق
· الحصوة والبئر والشجرة
· الصفة ( دكة الأغوات)
· المكبرية
· حَمَام الحرم
بناء المسجد و عمارته عبر التاريخ
عرض مفصل لعمارة المسجد النبوي الشريف
في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
أُمِـر الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة المنورة، وعند قدومه من مكة نزل عليه الصلاة والسلام في قباء وأقام بها عدة أيام وبنى مسجد قباء ( كانت من ضواحي المدينة والآن إحدى أحيائها ) وهو أول مسجد أسس على
التقوى، حيث أمر الرسول صلى الله عليه وسلم عمار بن ياسر رضي الله عنهما ببنائه، ثم توجه إلى المدينة المنورة وكان الأنصار يعترضون ناقته ويمسكون بزمامها، وكلٌ منهم يريد أن يتشرف بنزول الرسول صلى الله عليه وسلم عنده، فيقول لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ( خلوا سـبيلها فإنها مأمورة ).
حتى بركت الناقة في مربد لغلامين يتيمين من الأنصار هما سهل وسهيل، فطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهما أن يشتري منهم المربد ليبني فيه مسجده فقالا : ( بل نهبه لك يا رسول الله... فأبى عليه الصلاة والسلام إلا أن يبتاعه منهم فدفع لهم ثمن المربد عشرة دنانير).
خريطة المدينة المنورة
وبعدها شرع النبي صلى الله عليه وسلم في بناء مسجده، وكان في المربد نخل وشجر وخرب، فأمر أصحابه بإصلاح المكان وتجهيزه فقطع النخل وسويت الأرض، وبدأ الرسول الكريم مع أصحابه في بنائه ويعمل معهم بيده الشريفة، فينقل الحجارة ويحمل اللبن بنفسهوهم يرتجزون فيرتجز معهمويردد:
اللهم إن العيش عيش الآخرة
فارحم الأنصار والمهاجـرة
وقد جعل أسـاس المسـجد من الحجارة وبعمق ثلاثة أذرع تقريبا. وبنى حيطانه من اللبن، وأعمدته من جزوع النخل وسـقفه من الجريد وترك وسـطه رحبة وكانت القبلة أول بنائه باتجاه بيت المقدس.
وكانت أطوال جدرانه في بنائه الأول، الجدار من الجنوب إلى الشمال سـبعين ذراعاً، وعرضه من الشرق إلى الغرب سـتون ذراعاً ( أي أن مساحة المسجد 4200 ذراعاً )، وقد جعل له ثلاثة أبواب،
الباب الأول في جنوب المسجد ( جهة القبلة اليوم )
والباب الثاني باب عاتكة ( باب الرحمة ) من جهة المغرب،
والباب الثالث جهة الشرق ويعرف بباب عثمان ( باب جبريل ).
وحين أمر الله سبحانه وتعالى بالتوجه إلى الكعبة المشرفة في الصلاة فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم باباً في الجهة الشمالية وأغلق الباب الجنوبي، وكانت أول صلاة صلاها صلى الله عليه وسلم بعد تحويل القبلة هي صلاة العصر.
بعد عودته صلى الله عليه وسلم من غزوة خيبر سنة 7 هـ.
وكان قد ضاق المسجد بالمصلين فزاد في مساحة المسجد من جهة الشرق والغرب والشمال ليصبح شكل المسجد مربعاً، وطول ضلعه 100 ذراعاً. ( الذراع = 50 سم ) تقريباً.
![]()
المدينة المنورة قديماً
توسعات المسجد النبوي الشريف
بعد الزيادة النبوية الشريفة والتي أصبحت مساحة المسجد بعدها 2475 متراً مربعاً،
زاد في مساحة المسجد النبوي الشريف الخليفتان الراشدان عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان رضي الله عنهما، ثم الوليد بن عبد الملك ثم الخليفة العباسي المهدي، فالخليفة العباسي المعتصم بالله، ثم الأشرف قايتباي ثم السلطان عبد المجيد العثماني ثم مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز أل سعود (رحمه الله) ثم التوسعة الحالية لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز (حفظه الله).
وفيما يلي شروح موجزة لهذه التوسعات.
* التوسعات حتى نهاية الخلافة العثمانية
· في عهد الخلفاء الراشدين
توسعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه / سنة 17 هـ:
لم يزد الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في عهده بالمسجد النبوي الشريف لانشغاله بحروب الردة.
ولكن في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ضاق المسجد بالمصلين لكثرة الناس.
فقام رضي الله عنه بشراء الدور التي حول المسجد النبوي الشريف وأدخلها ضمن المسجد، وكانت توسعته من الجهة الشمالية والجنوبية والغربية.
فقد زاد من ناحية الغرب عشرين ذراعاً، ومن الجهة الجنوبية ( القبلة ) عشرة أذرع، ومن الجهة الشمالية ثلاثين ذراعاً. ولم يزد من جهة الشرق لوجود حجرات أمهات المؤمنين رضي الله عنه أجمعين.
فاصبح طول المسجد 140 ذراعاً من الشمال إلى الجنوب، و120 ذراعاً من الشرق إلى الغرب.
وكان بناؤه رضي الله عنه كبناء النبي صلى الله عليه وسلم فكانت جدرانه من اللبن وأعمدته من جذوع النخيل وسـقفه من الجريد بارتفاع 11 ذراعاً، وقد فرشـه بالحصباء والتي أحضرت من العقيق. وجعل له سترة بارتفاع ذراعين أو ثلاثة، و تقدر هذه الزيادة بحوالي 1100 متر مربع.
وجعل للمسـجد 6 أبواب أثنين من الجهة الشرقية، وأثنين من الجهة الغربية، وأثنين من الجهة الشمالية.
توسـعة عثمان بن عفان رضي الله عنه / سـنة 29 هـ:
في خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنه ضاق المسجد بالمصلين فشكوا إليه ذلك فشاور أهل الرأي من الصحابة رضوان الله عليهم في توسعة المسجد النبوي الشريف فاسـتحـسنوا ذلك ووافقوه الرأي.
فبدأ رضي الله عنه في توسعة المسجد، فزاد من جهة القبلة ( الجنوب ) عشرة أذرع، ومن جهة المغرب 10 أذرع ومن الجهة الشمالية 20 ذراعاً. ونجد أنه لم يوسعه من الجهة الشرقية وبقى كما كان على عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لوجود بيوت أمهات المؤمنين.
وأصبح طوله من الشمال إلى الجنوب 170 ذراعا ومن الشرق إلى الغرب 130 ذراعا. وتقدر هذه الزيادة بحوالي 496 متراً مربعاً.
وقد اعتنى رضي الله عنه ببنائه عناية كبيرة حيث بنى جداره من الحجارة المنقوشة والجص، وجعل أعمدته من الحجارة المنقورة وبداخلها قضبانا من الحديد مثبة بالرصاص، وسـقفه بخشـب السـاج.
ولم يزد في أبواب المسجد النبوي الشريف بل بقيت كما كانت سـتة أبواب بابين من الجهة الشمالية وبابين من الجهة الغربية وبابين من الجهة الشرقية.
· في عهد الخلافة الأموية و العباسية:
توسعة الوليد بن عبد الملك
بقي المسجد النبوي الشريف على ما هو عليه بعد زيادة سيدنا عثمان رضي الله عنه، وحتى عهد الوليد بن عبد الملك سنة 88 هـ دون أي زيادة.
فكتب الوليد إلى واليه على المدينة عمر بن عبد العزيز( 86 – 93 هـ ) يأمره
بشراء الدور التي حول المسجد النبوي الشريف لضمها إلى التوسعة، كما أمره أن يدخل حجرات أمهات المؤمنين في التوسعة، فوسع المسجد النبوي الشريف وأدخل فيه قبر الرسول صلى الله عليه وسلم.
فكانت زيادة الوليد من ثلاثة جهات وهي الشرقية والشمالية والغربية، وأصبح طول الجدار الجنوبي 84 م، والجدار الشمالي 68 م، والغربي 100 م، وتقدر هذه الزيادة بحوالي 2369 متراً مربعاً.
وفي توسعة الوليد أحدث لأول مرة بالمسجد النبوي الشريف المنار، حيث عمل للمسجد أربعة منائر في كل ركن منارة.
وعمل شرفات في سطح المسجد، كما جعل ميزاباً، وكذلك عمل محراباً مجوفاً لأول مرة، حيث لم يكن قبل ذلك المحراب مجوف.
توسعة الخليفة المهدي
لم تحدث أي توسعات في المسجد النبوي الشريف بعد توسعة الوليد ولكن كانت هناك بعض الإصلاحات والترميمات فقط.
وعندما زار الخليفة المهدي المدينة المنورة في حجه سنة 160 هـ، أمر عامله على المدينة جعفر بن سليمان بتوسعة المسجد النبوي الشريف. وقد دامت مدة التوسعة خمس سنوات. وكانت توسعته من الجهة الشمالية فقط، وكانت الزيادة
بنحو مائة ذراع، فأصبح طول المسجد 300 ذراع وعرضه 80 ذراعاً، وعمّره و زخرفه بالفسيفساء و أعمدة الحديد في سواريه كما فعل الوليد بن عبد الملك، وتقدر هذه الزيادة بحوالي 245 متراً مربعاً.
توقف التوسعات
احترق المسجد النبوي الشريف سنة 654هـ، فأسهم في عمارة المسجد النبوي الشريف عدد من الملوك والرؤساء المسلمين، و أوّل من أسهم آخر
الخلفاء العباسيين المستعصم بالله فأرسل من بغداد المؤن والصناع و بدئ في
العمل سنة 655هـ، ثم انتهت الخلافة العباسية بسقوط بغداد في أيدي التتار.
بعدها تبارى ملوك ورؤساء المسلمين في عمارة المسجد النبوي الشريف وهم:
· المنصور نور الدين علي بن المعز أيبك الصالحي، حاكم مصر.
· المظفر شمس الدين يوسف بن المنصور عمر بن علي، حاكم اليمن.
· ركن الدين الظاهر بيبرس البند قاري، حاكم مصر.
· الناصر محمد بن قلاوون الصالحي، حاكم مصر.
· الأشرف برسباي.
· الظاهر جقمق.
· حيث لم تحدث أي توسعات في المسجد النبوي الشريف حتى سنة879 هـ، سوى بعض الإصلاحات و التوسعات في السقوف وما إلى ذلك، ولم تشمل هذه الأعمال توسعات في مساحة المسجد النبوي الشريف.
وعندما شب الحريق الثاني بالمسجد النبوي الشريف سنة 886 هـ. استحوذ الحريق على أجزاء كثيرة من سقف المسجد النبوي الشريف وعقوده وأعمدته وأبوابه وما فيه من خزائن.
يتبع
قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً:
المصدر: منتديات ايمازيغن
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©