عنوان الموضوع : مقتل أكثر من 4000 جندي إيطالي في يوم واحد .....قصة موثوقة وموثقة تاريخ البشرية
كاتب الموضوع : hanan
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

السلام عليكم
قاد أجدادنا الليبيين معارك الجهاد على مدى عشرين عاما لم يملوا أو يكلوا ضحوا بكل ما يملكون من اجل التراب الغالي ضحوا بأرواحهم في سبيل حرية الليبيين. وشنوا العديد من المعارك ضد المحتل البغيض وكبدوه خسائر كبيرة.
ألا أن العديد العديد من الليبيين نسوا واحدة من أهم معارك الجهاد في ليبيا وهي معركة وادي الشقيقة في مدينة ترهونة التي تعتبر من أهم واكبر المعارك التي خاضها أجدادنا ضد المستعمرين
واليكم عم دار في هذه المعركة الكبيرة نقلنا عن موقع ويكيبيديا الموسوعة الحرة:

أن سجلات مركز جهاد الليبيين ضد الغزو الايطالي مليئة بتراجم الإحداث التي وقعت في ليبيا منذ احتلالها في 1911 إلى 1969 فلا يحق لأحد أن ينتقص من حركة الجهاد في ليبيا في أي منطقة وفى أي معركة مهما كانت نتائجها . ومعركة الشقيقة هي من المعارك الكبرى التي أهملت إعلاميا فترة طويلة من الزمن بسبب أو بدون سبب (فلا يهمنا ذلك) لأن الكثيرون لا يصدقون نتائجها الساحقة ألا أن الاحتفال بذكراها هذا العام يتطلب وقفة نبين فيه جهاد منطقة ترهونة و زعاماتها و معركتها الكبيرة و دورها في حركة الجهاد ضد الغزو الايطالي, كما نبين حسابات إيطاليا لها و لأهلها سواء قبل العهد الفاشي الذي دارت فيه المعركة التي كانت منسية وهى( معركة الشقيقة).أو بعد العهد الفاشي الذي سيطرت فيه إيطاليا على ليبيا و استعمرتها.


فقد احتل الايطاليون ترهونة للمرة الأولى عقب معاهدة ( أوشى لوزان) بين إيطاليا و تركيا في يوم 18 ديسمبر 1912 و ظلت حاميتهم مقيمة بها آلة أن اندلعت ثورة استرداد المناطق بعد هزيمة الايطاليين في موقعة ( القرضابية الشهيرة ) يوم 29 ابريل 1915 و التي قاتلت فيها قبائل ترهونة تحت قيادة المجاهد( الساعدى بن سلطان الصالحى)حيث ارتفعت الروح المعنوية لليبيين في جميع المناطق و قاموا بمعارك باسلة استردوا فيها كل مناطقهم المحتلة في الدواخل و الجبل الغربي و الجبل الأخضر بلا استثناء وبقيت القوات الايطالية في بعض المدن المحصنة في الساحل ، و نتيجة لمعركة (القرضابية الشهيرة) سجلت انتصارات باهرة ضد الايطاليين و لا يعرف في سجلات مركز جهاد الليبيين حتى ألان هزيمة نكراء أكبر من هزيمتهم وسحقهم في ( معركة الشقيقة) و التي تعرف عند أهل ترهونة بهذا الاسم وكانت ترهونة آنذاك تحت زعامات متضافرة و هم احمد المريض من قبيلة العواسة و يتزعم المنطقة الشرقية من ترهونة (ربع أولاد أمسلم) و الشيخ عبد الصمد النعاس من قبيلة أولاد أمعرف و يتزعم منطقة مجي و( ربع أولاد أمعرف) و المناطق القريبة منها و الهادي المبروك المنتصر من قبيلة الحمادات و يتزعم (ربع الدراهيب ) و قد كان للمجاهد (سويدان الحاتمي) من( ربع الحواتم ) دور المخادع للقوة الايطالية تماما كما فعل السويحلى في القرضابية وتحقيق الانتصار في معركة الشقيقة.

حيث حوصرت الحامية الايطالية المتمركزة في ترهونة بكاملها مما دفع الحكومة الايطالية إلى محاولة إنقاذها و فك الحصار عنها و سحبها إلى الساحل و عمدت القيادة الايطالية إلى إعداد قوة كبيرة بقيادة (الكولونيل روستى) في محاولة لدعم الحامية المذكورة و تزويدها بالإمدادات و التموين بعد أن انقطع عليها كل سبل الاتصال و قد خرجت هذه القوة الكبيرة من العزيزية يوم 12 مايو1915 متجهة نحو ترهونة لفك الحصار عن الحامية المذكورة و لكنها أوقفت في اليوم التالي 13-5-1915 في سيدي بوعرقوب ( الرقيعات)و (فم ملغة) و اضطرت إلى الانسحاب من شدة المواجهات و تكبدت خسائر فادحة وأسر فيها 200 أسير ايطالي, و قد هبت قوة أخرى من العزيزية لنجدتها بقيادة كولونيل أخر و هو (بيليا) و قد تمكن هذا من الوصول إلى ترهونة يوم 16-5-1915 إلا أن قافلة الإمداد التابعة له قد انفصلت عنه مما زاد عدد أفردا القوات الايطالية المحاصرة زيادة على الحامية الأصلية فبعد أن انفصلت قافلة الإمدادات التابعة لقوة الكولونيل ( بيليا)و التي وصلت إلى ترهونة و لم تتمكن من اللحاق به حيث حوصرت يوم 17-5-1915 في سوق الأحد ترهونة فأبادوها و غنموا ما كان معها من الإمدادات, فاضطرت القيادة الايطالية إلى تجريد قوة أكبر بقيادة الكولونيل (مونتى) لحراسة قافلة أخرى من الإمدادات و لكنها هوجمت هي الأخرى و قابلت نفس المصير و بعد فشل كل المحاولات لإنقاذ الحامية المحاصرة في ترهونة اتجه الايطاليون إلى إرسال قوة أخرى من القصبات (أمسلاته) بقيادة الكولونيل (كاسينس) و لكن هذه القوة لم تتمكن من الوصول إلى ترهونة نتيجة للمقاومة العنيفة التي واجهتها في المنطقة ،فأبلغت القيادة هذه القوة بقيادة (كاسينس) للعمل على شغل المقاتلين في ترهونة و جرهم إلى منطقة الداوون شرق ترهونة و ذلك لتسهيل انسحاب الحامية المحاصرة و الخروج إلى عين زارة عن طريق سوق الأحد على أن تقوم القوات الايطالية في العزيزية و عين زارة بعمليات تشغل المقاتلين عن عملية الانسحاب للحامية المحاصرة.

(وفى يوم 18 يونيو) تحركت الحامية المحاصرة بعد وفرت لها كافة الضمانات من القيادة الايطالية باللاسلكي زيادة على يأسهم من وصول النجدة اضطروا إلى الخروج بعد نفاد ما عندهم من زاد و تموين محاولين الوصول إلى طرابلس مهما كانت التضحية, و قد تركهم المجاهدون عمدا يخرجون إلى المنطقة الجبلية بعد اتصالهم بدليل القوات الايطالية( على سويدان الحاتمي) و الذي تولى نفس دور
( رمضان السويحلى في ( القرضابية ) و هو خدعة العدو و ذلك حينما أخبر المجاهدين بمسار القوات عن طريق طلبه من قائد الحامية إحضار والدته لتوديعها فسمح له بذلك تحت حراسة مشددة فاخبر والدته بكلمة السر وهى (وادي الشقيقة) ثم أخبرت المجاهدين بما قاله لها ابنها ووادي الشقيقة واد صغير ضيق يقع بالقرب من الشرشارة في منطقة ( الثلة) أولاد بوزيد و يمكن لأي شخص زيارته عن طريق مفرق يقع بحوالي 1 كم قبل مفرق مجي سيدي الصيد إلى اليسار من الطريق المزدوج المؤدى إلى ترهونة المدينة و عندما ملأت الحامية هذا الوادي الضيق و أصبحت في منطقة يصعب التحرك فيها انهال الرصاص على الايطاليين من كل حدب وصوب و أصبحوا محاصرين في قاع الوادي, و بذلك تم القضاء على معظم أفراد الحامية البالغ عددهم (5000) مقاتل و قد أسر في هذه المعركة المسماة وادي الشقيقة 473 جنديا و 31 ضابطا أي ما مجموعه 504 أسير إضافة إلى 200 أسير المحتجزون من قبل في معركة بوعرقوب و فم ملغة وقتل في الشقيقة (4061 ) من الحامية الايطالية.

وقد بقى الأسرى أل 700 خدما عاملين لمدة سنة خدما عاملين لدى عائلات المجاهدين.

و بمناسبة تبادل الأسرى في ترهونة بعد ما يزيد من عام على المفاوضات يوم 28 يوليو 1916 أذاعت وكالة ستيفانى الايطالية ما يلي:-

( على اثر مفاوضات طويلة أجراها والى طرابلس الغرب بكثير من الصبر و الحكمة بموافقة وزير المستعمرات الايطالية تم تبادل الأسرى العرب الذين لدينا بعدد من رجالنا الأسرى في ترهونة و قد بلغ عددهم 31 ضابطا و 704 جندي كلهم أسرى و جميعهم في حالة جيدة و قد قوبلوا بمظاهر الفرح و الترحاب و قد أبرق معالي رئيس مجلس الوزراء و وزير المستعمرات إلى الجنرال ( اميلليو) و إلى طرابلس الغرب و أعرب له باسم الحكومة عن التهاني الحارة .

و تلقت نفس الوكالة يوم 30يوليو 1916 إشعارا يفيد الأتي (تشعر الجالية الايطالية بارتياح كبير لإطلاق الأسرى الايطاليين في ترهونة و تعرب عن ابتهاجها و عرفانها بالجميل و التقدير لحكمة الجنرال ( اميليو) السياسية و قد أشرفت لجنة من نخبة من المواطنين تحت رعاية لجنة البلدية على احتفالات اشترك في موكبها مختلف فئات الايطاليين و عدد من العرب و اليهود يتقدمهم الجنود النافخون في الأبواق و حملة الإعلام الوطنية و بيارق مختلف المدن الايطالية و قد أخترق الموكب شوارع الدينة هاتفا بحياة الوالي في حماس شديد و قد ألقى كل من مندوب البلدية الأول و الحامي كارتينى خطابين نوها فيهما بالمفاوضات المضنية التي دامت لدم سنة و التي أجراها الوالي و أشاد بالنجاح الباهر الذي أعلن إحرازه الجنرال اميلليو و إلى طرابلس الغرب الحازم و المتسم بالصبر الجميل على حد قولهم) هكذا أرادت إيطاليا أن تجعل من هزيمتها النكراء نصرا و احتفالا باسترداد أسراهم المحتجزين في ترهونة في المعركة المنسية ( الشقيقة)
و لا يعرف إلى ألان لماذا تهمش هذه المعركة من تاريخ الجهاد ضد الغزو الايطالي رغم نتائجها التي تزيد عن نتائج ( القرضابية ب 10 أضعاف) فقد كان قتلى الايطاليين في القرضابية 400 فقط أما في الشقيقة فقد كان العدد 4061 قتيل ايطالي, لقد كانت معركة الشقيقة نتيجة من نتائج الانتصار العظيم في القرضابية و لقد كانت القرضابية فعلا بداية لرفع الروح المعنوية لليبيين في جميع مناطق ليبيا و بداية لاسترداد كل المناطق المحتلة في ليبيا كلها بل أنها كانت مدرسة لخدعة الحرب التي مارسها السويحلى و من بعده سويدان في الشقيقة و الذي أعدم البطل الشجاع ( على سويدان الحاتمي) في ساحة السوق بترهونة بمجرد احتلال ترهونة من جديد يوم 6 فبراير 1923 و التي أعد لها جراتسيانى خطة تطويق و التفاف على ترهونة طبقا للإستراتيجية التالية:-

1- قوات الجنرال جراتسيانى 3700 جندي 350 فارس 4 قطع مدفعية. و هذه القوة تهاجم المناطق الجنوبية من ترهونة و تقطع المدد من بنى وليد.

2-قوات (الجنرال بيتسارى)3100 جندي 300 فارس 4 قطع مدفعية وهذه القوة تهاجم ترهونة من جهة الخمس و أمسلاته.

3-قوات الجنرال بيللى 1400 جندي 200 فارس 4 قطع مدفعية وهذه قوة تهاجم ترهونة من جهة غريان إلى وادي ويف ترهونة و من العزيزية إلى وادي فم ملغة ترهونة .

كل هذه القوات كان دليلا واضحا على حجم المقاومة التي يحسبها الايطاليون لمقاتلي ترهونة و قد ورد في كتاب ( العمليات العسكرية في طرابلس الغرب 1911-1924 النص التالي ( و بسقوط ترهونة تلقت حركة المقاومة في المنطقة الغربية من ليبيا ضربة عنيفة قاسية)


( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)
و حتى أن انهزم الليبيون في نهاية المعارك فلا يحق لأحد أن يسخر منهم أو يقلل من شأنهم فما بالك بانتصارات سجلها الايطاليون أنفسهم الليبيين العزل الفقراء الذين نصرهم الله بجنود من عنده أو بأيديهم.

وبدورنا كالليبيين لا نستطيع أن ننسى أو نكر جهاد أجدادنا من اجل هذا الوطن الغالي فعلينا أن نذكر أبنائنا جيل بعد جيل بصفحات جهاد الليبيين وعليهم أن يفخروا بأنهم ليبيين.

يجب علينا أن نعطي جميع معارك الجهاد حقها مهم كانت هذه المعارك بسيطة فظلم أن نسوا ولو معركة واحدة ضد الايطاليين.



وحق الدم اللي روّاك بيه أجدادي ما يوم تهون يا غالي يا تراب بلادي

و لمن لا يصدق يمكنه الاطلاع على المراجع التالية.




المراجع
1- كتاب نحو فزان- رودولفو جراتسيانى- مكتبة صايغ القاهرة 1976.
2- معجم معارك الجهاد في ليبيا - خليفة التليسى – الدار العربية للكتاب 1980.
3- محاضرة بعنوان- الأسرى الايطاليون في ليبيا – مركز جهاد الليبيين.
4 – الروايات الشفوية المتواترة من المسنين في مدينة ترهونة.



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©