عنوان الموضوع : موسوعة نمو و تطور الطفل عالم الطفولة
كاتب الموضوع : kouka
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

السلام عليكم

موسوعة نمو و تطور الطفل


نمو طفلك الرضيع

يتأقلم طفلك المولود حديثاً بسرعة مع تواجده في العالم الخارجي. في هذه المرحلة، سيمضي معظم وقته في النوم والرضاعة.

قد لا يبدو لك أن طفلك يفعل الكثير، لكنه يستوعب العديد من الأمور. ومع أنه لا يستطيع الرؤية لمسافات بعيدة إلا أنه سيحب النظر في وجهك، لذا احتضنيه قريباً منك واتركيه يدرس ملامحك. حتى في هذه المرحلة قد يحاول طفلك تقليد تعابير وجهك. جربي إخراج لسانك، ثم انتظري بعض الوقت لتري إذا كان سيقلدك.




لا يستطيع طفلك حديث الولادة فرد ذراعيه وساقيه بشكل كامل بعد ما يجعله يبدو منكمشاً إلى حدٍ ما. هذا أمر طبيعي لأن مفاصله ستلين بعد فترة وجيزة، أي حين يعتاد التواجد خارج الرحم.

إذا ولد طفلك في وضعية معكوسة أو مقلوبة (المؤخرة إلى الأسفل)، فقد يستغرق وقتاً أطول قليلاً ليفرد أطرافه. وهذا أمر منطقي لأن قدميه كانتا إلى أعلى قرب أذنيه. ربما يحتاج إلى بضعة أيام حتى يصبح على استعداد لمدّ ساقيه.


إذا بدا لك أن ساقي طفلك مقوستان، مع وجود فراغ صغير بين ركبتيه وكاحليه، لا تقلقي. هذا الأمر جزء من عملية تمدده، وينبغي أن يستقيم الوضع تلقائياً مع بلوغ طفلك عامه الثاني.




يعتبر الطعام أهم ما في حياة طفلك الرضيع ويأتي النوم في المرتبة الثانية. قد يستغرق الأمر بعض الوقت ليصل كلاكما إلى نمط خاص من الرضعات والقيلولة.

سيرضع طفلك على مدار الساعة خلال الأيام القليلة الأولى من ولادته. على الأرجح ستجدين أنه يرغي في 8 إلى 15 رضعة. بعد الأسبوع الأول تقريباً، سينخفض العدد إلى 6 - 8 رضعات في اليوم. يطلب الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية الرضاعة بتكرار أكبر مقارنة مع الأطفال الذين يرضعون الحليب الاصطناعي المخصص للأطفال.


ينام
طفلك على فترات متقطعة. كما سينام غالباً على فترات تبلغ في مجملها 16 أو 17 ساعة من أصل 24 ساعة. لسوء الحظ لا يعني ذلك أنك ستتمكنين من النوم لفترة طويلة لأن نومه سينقسم إلى ثماني مرات تقريباً(المرة تعادل قيلولة واحدة). ما بين الأسبوعين السادس والثامن، قد يطور طفلك نمطاً خاصاً من الرضاعة والنوم، مع أنك قد لا تلاحظين أي روتين حقيقي قبل مرور أشهر.



لا يستطيع طفلك أن يظهر شخصية بالمعنى المتعارف عليه، لكنه يعبر عن نفسه بالطريقة الوحيدة التي يعرفها: البكاء.

منذ أن وصل طفلك إلى هذا العالم المضيء والمليء بالحركة وهو يحاول التأقلم مع أشكال عديدة من التنبيه. إذا كان طفلك يبكي بسبب التنبيه الزائد، فقد يهدأ ويسكن حين تتحدثين إليه بلطف وتحملينه قريباً منك بشكل مستقيم. حتى أنه قد يصدر صوت -آه- عندما يسمع صوتك ويرى وجهك.


يمكنك أيضاً تهدئة طفلك عن طريق اللمس. يحب معظم الأطفال أن يتم ضمهم، وتدليلهم، وتقبيلهم، وتمسيدهم، وتدليكهم، وهدهدتهم، وحملهم. يعتبر اللمس وسيلة هامة جداً للتواصل مع طفلك وتهدئته.


قد تكون هناك أوقات من اليوم يبكي فيها طفلك كثيراً ولا تستطيعين تهدئته بسهولة. إذا كنت ترضعينه
رضاعة طبيعية، حاولي تهدئة طفلك بتركه يرضع من ثديك. أما إذا كنت ترضعينه حليباً اصطناعياً فجربي إعطاء طفلك زجاجة الرضاعة (الببرونة) أو اللهاية (المصاصة).



ما زال نظر طفلك مشوشاً وغير واضح. بعبارة أخرى، يستطيع طفلك رؤية وجه الشخص الذي يحمله بوضوح، لكنه لا يرى أبعد من ذلك بكثير. لذا ليس من المستغرب أن يكون وجهك هو أكثر ما يهمه في الوقت الحاضر. أبقي وجهك قريباً من وجه طفلك ليتمكن من درس ملامحك. سيفتن طفلك بتعابير وجهك، وستتسمّر عيناه عليك.

إن طفلك حساس تجاه الأضواء الساطعة، والتي قد تجعله يعبس أو يطرف بعينيه. كثيراً ما ستجدينه يدير رأسه وعينيه صوب النافذة أو أي مصدر آخر للضوء. حتى أنه قد يكون مفتوناً بمشهد الظلال على جدار خالٍ.


حتى في هذه المرحلة المبكرة من العمر، يستطيع الأطفال تمييز الوجوه والحركات بالفطرة، حتى أنهم يقلدونها أحياناً.


أعطي طفلك فرصة تقليد حركات وجهك. قرّبي وجهك (على بعد حوالي 30 سنتيمتراً) من وجهه ومدّي لسانك أو ارفعي حاجبيك أكثر من مرة. كرري هذه الحركات ثم امنحيه بعض الوقت ليقلدك. قد تستغرق العملية بضع دقائق، وربما لن يقوم بالأمر أبداً لكنه يراقبك بالتأكيد.


قد تلاحظين أن طفلك سيكون هادئاً ومنتبهاً لفترات قصيرة. يعتبر ذلك وقتاً مناسباً لتلعبي معه وتكلميه.


لو حاولت التفاعل معه ولم يستجب، فتلك إشارة على أنه يشعر بالنعاس أو أنه منشغل بشيء آخر.



هل هناك أية ألعاب استطيع أن ألعبها مع مولودي الجديد؟


يعجب طفلك بالألعاب المتناقضة الألوان. وقد تجذبه الألعاب باللونين الأسود والأبيض، والمتحركة ذات الألوان الفاقعة والكتب المصورة ذات الخطوط (والألوان) القوية.

لكن عليك الانتباه إلى ردة فعل طفلك واستجابته. فيما تعتبر مساعدته على البدء باكتشاف هذا العالم أمراً رائعاً، قد لا يستطيع طفلك الاستمتاع سوى بفترات قصيرة جداً من اللعب. كما قد يستطيع أيضاً الاستجابة لتحفيز حاسة واحدة فقط في كل مرة، مثل النظر أو السمع، وليس الاثنتان معاً.


إذا شعر طفلك بالاكتفاء سيظهر لك ذلك عبر التثاؤب، أو إبعاد نظره، أو تقويس ظهره، أو إدارة وجهه، أو الاهتياج، أو البكاء. في المقابل، سيعبر لك عن فرحه واستمتاعه بما يقوم به، وصدقي أو لا تصدقي، أنك ستكونين قادرة على فهم إشاراته على الفور. جربي تسلية طفلك بوضع مرآة غير قابلة للكسر إلى جانب سريره لكي يركز عليها. اعلمي أنه غير قادر على التعرف إلى نفسه بعد، لكنه سيشاهد الحركة في المرآة لبعض الوقت.


من جهة ثانية، تسمح حصيرة الألعاب الرياضة لطفلك بتنمية مهارات الانسجام بين ذراعيه ويديه وأصابعه لأنها عادة ما تكون مليئة بالأغراض الجذابة التي سيتأملها ويضربها ويستمع إلى صوتها، فيصبح الاستلقاء أقل مللاً حينها.


في الوقت الحالي سينظر طفلك فقط إلى الألعاب المتدلية من حصيرة الألعاب الرياضية ولن يحاول لمسه. لأنه لا يستطيع حتى الآن تحريك ذراعيه عمداً ليحاول التقاط غرض ما أو الوصول إليه، فهذا النوع من الحركات يأتي لاحقاً، أي في حوالي
الشهر الرابع.


يعتبر كل طفل حالة فريدة، ويجتاز المراحل الجسدية وفقاً لنمطه الخاص. وما ندرجه هنا ليس سوى خطوط عامة ترشدك إلى إمكانيات طفلك وما سينجزه عاجلاً أو آجلاً.




نمو طفلك في عمر الشهر

أصبح طفلك الآن أقوى من قبل، كما قد يكون قادراً على رفع رأسه لفترات قصيرة عندما تحملينه في وضعية إلى الأعلى. مع ذلك، ما زلت تحتاجين إلى دعم رأسه بشكل كبير.



لقد زادت قدرة طفلك على التعبير أيضاً؛ فقد يقرقر ويهدل كالحمام عندما يراك. احرصي على الاستجابة لجهوده لتشجيعه على تنمية مهاراته في التواصل.


يصبح طفلك البالغ من العمر شهراً أكثر حساسية لما يحيط به. تتطور لديه الرؤية
والسمع بحيث يلاحظ ما يحدث حوله بشكل أكبر. قد تنتبهين إلى تفاعله بسعادة مع مشاهدة لعبة ملونة، أو رؤية وجهك وسماع صوتك عندما تحملينه قريباً منك.

ما زال رأس طفلك بحاجة إلى الكثير من الدعم عند حمله، ولكن أصبحت عضلات عنقه أقوى. ربما يستطيع رفع رأسه لفترات قصيرة عندما يكون مستلقياً على ظهره، أو عندما تحملينه في وضعية إلى الأعلى.


كما يمكن أن يرفع رأسه لبضع لحظات وهو مستلقٍ على بطنه وقد يلتفت أيضاً من جهة إلى أخرى. عندما يكون طفلك في مقعد السيارة أو حمّالة الأطفال الأمامية أو الخلفية، قد يتمكن من رفع رأسه إذا توفر له الكثير من الدعم. يمكنك استخدام مسند الرأس الخاص بالأطفال لمساعدته في ذلك.


إذا وضعت لعبة أمام طفلك، قد ينظر إليها ويمدّ ذراعه نحوها، لكنه حتى الآن لا يستطيع
الإمساك بها. من المحتمل أن يبقي قبضتيه مغلقتين، حتى إذا لامس اللعبة.

كل ما يفعله طفلك هو اكتشاف أن ذراعيه وساقيه متصلة بجسمه. لذا، سيستغرق وقتاً أطول قليلاً قبل أن يدرك ما الذي يمكنه فعله بها!



ستلاحظين أيضاً عندما يبدأ طفلك بفتح يديه من وقت لآخر. وعندما تلمسين راحته، سيلف أصابعه الصغيرة حول يدك. تعتبر هذه ردة فعل غريزية وعفوية في الوقت الحالي. يكون هذا القبض الانعكاسي في أقوى حالاته في الأسابيع الثمانية الأولى من حياة طفلك.


يمكنك تجريب
الألعاب التي تساعد طفلك على اكتشاف جسمه. ارفعي ذراعيه فوق رأسه واسألي: -ما حجم هذا الطفل؟- أو غني له وأنت تعدّين أصابع قدميه.

يصبح طفلك في عمر الشهر حيوياً واجتماعياً بشكل أكبر، وقد يقرقر الآن ويهدل كالحمام ويزعق ويهمهم ليعبر عن مشاعره. لا تترددي في محادثته بالطريقة ذاتها والتكلم معه وجهاً لوجه. ستجدين أنه يثبت نظره عليك لفترات أطول الآن.


كما قد يبدأ طفلك بالصراخ والضحك في مرحلة مبكرة. إذا كنت منشغلة، تحدثي إليه أو غني له وأنت تنجزين مهامك. فسيستمتع بسماع صوتك من الجهة المقابلة من الغرفة.


رغم أن طفلك يتعرف إليك منذ أيامه الأولى، غير أنه في نهاية هذا الشهر سيتمكن من إظهار ذلك. يظهر نصف الأطفال في هذا العمر تقريباً معرفتهم بوالديهم. وتختلف ردة فعلهم تجاه أمهاتهم وآبائهم عن ردة فعلهم تجاه الأشخاص الغرباء. من المحتمل أن يهدأ طفلك ويحاول الاتصال بك بواسطة النظرات عندما يراك.

خلال هذه المرحلة، ينام طفلك لفترات أقصر يومياً، فيساعدك ذلك على الاستفادة من فترات الصحو لتحفيز نموه الحسي. حاولي أن تغني له أناشيد الاطفال أو تسمعيه بعض الموسيقى (قد تساعد الموسيقى الكلاسيكية على تهدئته). يستمتع الأطفال بصوت الرياح أو دقات الساعة أحياناً.

كلما نوّعت فيما تقدمينه إليه، كان الأثر أكبر وأغنى. قد تلاحظين أن طفلك يتفاعل بحماسة مع مقطوعة معينة أكثر من غيرها لأن ذوقه بدأ يتشكل.


لقد تعلم طفلك التركيز بعينيه الاثنتين ويمكنه الآن رصد شيء متحرك. إذا مرّرت خشخيشة صغيرة أمام وجهه فيحتمل أن تجذب انتباهه. يمكنك أيضاً أن تلعبي معه العين بالعين، حين تقتربين كثيراً من وجهه وتهزين رأسك يميناً ويساراً، وستجدين أنه غالباً ما سيثبت نظره عليك.


على الرغم من أن المحلات التجارية تكتظ بألعاب تحفيز النمو مختلفة الألوان والأشكال، إلا أن الأدوات المنزلية اليومية تفي أيضاً بهذا الغرض.


حاولي تمرير ورق قصدير أو ألمينيوم لامع أو مغرفة بلاستيكية زاهية من جانب إلى الآخر أمام طفلك. ثم حاولي تحريك هذه الأغراض إلى أعلى وأسفل. ينبغي أن يجذب ذلك انتباه طفلك، لكنه قد لا يستطيع متابعة الحركة العمودية بسلاسة حتى يبلغ حوالي ثلاثة أشهر من العمر.

يحب طفلك المص الذي سيساعد على تهدئته إذا كان منزعجاً. قد يحلو لطفلك أن يلهو بمص إبهامه أو إحدى أصابعه عندما لا يكون منشغلاً بالرضاعة.

قبل إعطاء طفلك
اللهاية فكري في طرق أخرى لتهدئته. حاولي أولاً أن تعرضي عليه الرضاعة من ثديك أو من زجاجة الرضاعة (الببرونة)، ثم ساعديه على التجشؤ، واحتضني طفلك وهدهديه لتري إذا كانت ستهدئه مثل هذه الخطوات. إذا استمر على انزعاجه، فقد تجدين أن اللهاية تساعده على تهدئة نفسه.

في حال اخترت استخدام اللهاية، ابحثي عن نوع طبي. تعتبر اللهاية الطبية أفضل
للأسنان واللثة في مرحلة النمو.

إذا كنت ترضعين طفلك حليباً اصطناعياً، فيمكنك إعطاءه اللهاية منذ الولادة. إما إذا كنت تقومين
بالرضاعة الطبيعية، فحاولي عدم إعطاء طفلك اللهاية حتى تجيدي أنت وطفلك القيام بعملية الرضاعة. عادة، تصبح الرضاعة الطبيعية أسهل بالنسبة لكما عندما يبلغ طفلك بين ستة إلى ثمانية أسابيع من العمر.

يختلف مص اللهاية أو الحلمة الاصطناعية اختلافاً كبيراً عن الرضاعة الطبيعية. إذا أردت إرضاع طفلك رضاعة طبيعية، من الأفضل التأكد من أنه يرضع من ثديك بسهولة قبل أن يحاول معرفة نوع آخر من المص.


يعتبر كل طفل حالة فريدة، ويجتاز المراحل الجسدية وفقاً لنمطه الخاص. وما ندرجه هنا ليس سوى خطوط عامة ترشدك إلى إمكانيات طفلك وما سينجزه عاجلاً أو آجلاً.


يتبع ...






©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©