عنوان الموضوع : معنى نقص العقل والدين عند النساء التوعية الدينية
كاتب الموضوع : madiha
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز
معنى نقص العقل والدين عند النساء (1)
السؤال : دائما نسمع الحديث الشريف ( « النساء ناقصات عقل ودين » ويأتي به بعض الرجال للإساءة للمرأة . نرجو من فضيلتكم توضيح معنى هذا الحديث .
الجواب : معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب الرجل الحازم من إحداكن فقيل يا رسول الله ما نقصان عقلها ؟ قال أليست شهادة المرأتين بشهادة رجل ؟ قيل يا رسول الله ما نقصان دينها ؟ قال أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصم ؟ » (2) بين عليه الصلاة والسلام أن نقصان عقلها من جهة ضعف حفظها وأن شهادتها تجبر بشهادة امراة أخرى; وذلك لضبط الشهادة بسبب أنها قد تنسى فتزيد في الشهادة أو تنقصها كما قال سبحانه : { وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى } (3) الآية , وأما نقصان دينها; فلأنها في حال الحيض والنفاس تدع الصلاة وتدع الصوم ولا تقضي الصلاة , فهذا من نقصان الدين , ولكن هذا النقص ليست مؤاخذة عليه , وإنما هو نقص حاصل بشرع الله عز وجل , هو الذي شرعه عز وجل رفقا بها وتيسيرا عليها لأنها إذا صامت مع وجود الحيض والنفاس يضرها ذلك , فمن رحمة الله شرع لها ترك الصيام وقت الحيض والنفاس والقضاء بعد ذلك . وأما الصلاة فإنها حال الحيض قد وجد منها ما يمنع الطهارة , فمن رحمة الله جل وعلا أن يشرع لها ترك الصلاة , وهكذا في النفاس , ثم شرع لها أنها لا تقضي ; لأن في القضاء مشقة كبيرة ؛ لأن الصلاة تتكرر في اليوم
__________
(1) نشرت في المجلة العربية ضمن الإجابات في باب ( فاسألوا أهل الذكر ) .

(2) صحيح البخاري الحيض (298),صحيح مسلم الإيمان (80).
(3) سورة البقرة الآية 282

(4/292)
والليلة خمس مرات , والحيض قد تكثر أيامه , فتبلغ سبعة أيام أو ثمانية أيام أو أكثر , والنفاس قد يبلغ أربعين يوما فكان من رحمة الله لها وإحسانه إليها أن أسقط عنها الصلاة أداء وقضاء , ولا يلزم من هذا أن يكون نقص عقلها في كل شيء ونقص دينها في كل شيء , وإنما بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن نقص عقلها من جهة ما قد يحصل من عدم الضبط للشهادة , ونقص دينها من جهة ما يحصل لها من ترك الصلاة والصوم في حال الحيض والنفاس , ولا يلزم من هذا أن تكون أيضا دون الرجل في كل شيء وأن الرجل أفضل منها في كل شيء , نعم جنس الرجال أفضل من جنس النساء في الجملة لأسباب كثيرة , كما قال الله سبحانه وتعالى : { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ } (1) لكن قد تفوقه في بعض الأحيان في أشياء كثيرة , فكم لله من امرأة فوق كثير من الرجال في عقلها ودينها وضبطها , وإنما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جنس النساء دون جنس الرجال في العقل وفي الدين من هاتين الحيثيتين اللتين بينهما النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد تكثر منها الأعمال الصالحات فتربو على كثير من الرجال في عملها الصالح وفي تقواها لله عز وجل وفي منزلتها في الآخرة , وقد تكون لها عناية في بعض الأمور فتضبط ضبطا كثيرا أكثر من ضبط بعض الرجال في كثير من المسائل التي تعنى بها وتجتهد في حفظها وضبطها , فتكون مرجعا في التاريخ الإسلامي وفي أمور كثيرة , وهذا واضح لمن تأمل أحوال النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك , وبهذا يعلم أن هذا النقص لا يمنع من الاعتماد عليها في الرواية وهكذا في الشهادة إذ انجبرت بامرأة أخرى , ولا يمنع أيضا تقواها لله وكونها من خيرة عباد الله ومن خيرة إماء الله إذا استقامت
__________
(1) سورة النساء الآية 34

(4/293)
في دينها وإن سقط عنها الصوم في الحيض والنفاس أداء لا قضاء , وإن سقطت عنها الصلاة أداء وقضاء , فإن هذا لا يلزم منه نقصها في كل شيء من جهة تقواها لله , ومن جهة قيامها بأمره , ومن جهة ضبطها لما تعتني به من الأمور , فهو نقص خاص في العقل والدين كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم , فلا ينبغي للمؤمن أن يرميها بالنقص في كل شيء وضعف الدين في كل شيء , وإنما هو ضعف خاص بدينها , وضعف في عقلها فيما يتعلق بضبط الشهادة ونحو ذلك , فينبغي إيضاحها وحمل كلام النبي صلى الله عليه وسلم على خير المحامل وأحسنها , والله تعالى أعلم .

(4/294)



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©