عنوان الموضوع : فتى مكة المدلل مصعب بن عمير- قصص الأنبياء
كاتب الموضوع : hamida
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن




هو مُصْعَب بِن عُمَير القرشي، يكنى أبا عَبد اللَّهِ .

غرّة فتيان قريش وأوفاهم جمالاً وشباباً ..
يصف المؤرخون والرواة شبابه فيقولون: " كان أعطر أهل مكة"

ولد في النعمة وغذيّ بها وشبّ تحت خمائلها

ولعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر بتدليل أبويه بمثل ما ظفر به "مُصْعَب بِن عُمَير"
ذلك الفتر الريّان، المدلل المنعّم، حديث حسان مكة، ولؤلؤة ندواتها ومجالسها،
أيمكن أن يتحوّل الى أسطورة من أساطير الايمان والفداء..
بالله ما أروعه من نبأ .. !!
نبأ "مُصْعَب بِن عُمَير"، أو " مُصْعَب الخَير" كما كان لقبه بين المسلمين.
إنه واحد من أولئك الذين صاغهم الاسلام وربّاهم "محمد" عليه الصلاة والسلام
ولكن أي واحد كان..؟
إن قصة حياته لشرف لبني الانسان جميعاً .


أسلم ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفاً من أمه وقومه، وَكَانَ يختلف إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سراً
فبصر بِهِ عثمان بْن طلحة يصلي، فأعلم أهله وأمه فأخذوه فحبسوه، فلم يزل محبوساً إِلى أن هاجر إِلى أرض الحبشة
وعاد من الحبشة إِلى مكة، ثم هاجر إِلى المدينة بعد العقبة الأولى ليعلم الناس القرآن، ويصلي بهم.

بعد إسلامه ترك الدنيا وطلب الآخرة
أسلم مصعب رضي الله عنه، فكان من السابقين الأولين إلى الإسلام
ولما أسلم زال ما كان عنده من لذائذ الدنيا ونعيمها، وعاش عيشة المؤمن الصابر الزاهد
فجاع وتعذب في سبيل الله تعالى ولإعلاء كلمته ونشر دعوته
فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال :

كنا قوماً يصيبنا صلف العيش بمكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشدته
فلما أصابنا البلاء اعترفنا لذلك، وصبرنا له،
وكان مصعب بن عمير أنعم غلام بمكة، وأجوده حلة مع أبويه
ثم لقد رأيته جهد في الإسلام جهداً شديداً
حتى لقد رأيت جلده يتحشف تحشف جلد الحية عنها
حتى أن كنا لنعرضه على قسينا فنحمله مما به من الجهد،
وما يقصر عن شيء بلغناه، ثم أكرمه الله عز وجل بالشهادة يوم أحد .

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال :
إنا لجلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد
إذ طلع علينا مصعب بن عمير ما عليه إلا بردة له مرقوعة بفرو
فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى
للذي كان فيه من النعمة وما لهو هو فيه اليوم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كيف بك إذا غدا أحدكم في حلة وراح في حلة، ووضعت بين يديه صحفة ورفعت أخرى
وسترقم جدر بيوتكم كما تستر الكعبة، فقالوا:
يا رسول الله نحن يومئذ خير منا اليوم نتفرغ للعبادة ونكفى المؤنة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنتم اليوم خير منكم يومئذ.

قصة إسلام سعد بن معاذ وأسيد بن حضير
وكان إسلام سعد بن معاذ وأسيد بن حضير على يد مصعب
وذلك أن أسيد بن حضير خرج مع أسعد بن زرارة إلى حائط من حوائط بني النجار معهما رجال من المسلمين
فبلغ ذلك
سعد بن معاذ فقال لأسيد بن حضير:
ائت هذا الرجل، فلولا أنه مع أسعد بن زرارة وهو ابن خالتي كما علمت كنت أنا أكفيك شأنه!
فأخذ أسيد بن حضير حربته ثم خرج حتى أتى مصعباً فوقف عليه متشتماً
وقد قال أسعد لمصعب حين نظر إلى أسيد: هذا أسيد! من سادات قوم، له خطر وشرف، فلما انتهى إليهما تكلم بكلام فيه بعض الغلظة
فقال له مصعب بن عمير: أو تجلس فتسمع؟ فإن سمعت خيراً قبلته، وإن كرهت شيئاً أو خالفك أعفيناك عنه
قال أسيد: ما بهذا بأس، ثم ركز حربته وجلس
فتكلم مصعب بالإسلام وتلا عليه القرآن
قال أسيد: ما أحسن هذا القول! ثم أمره فتشهد شهادة الحق
وقال لهم: كيف أفعل؟
فقال له: تغتسل وتطهر ثوبك وتشهد شهادة الحق وتركع ركعتين
ففعل ورجع إلى بنى عبد الأشهل وثبتا مكانهما
فلما رآه سعد بن معاذ مقبلاً قال: أحلف بالله لقد رجع إليكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم!
فلما وقف عليه قال له سعد: ما وراءك؟
قال: كلمت الرجلين فكلماني بكلام رقيق، وزعما أنهما سيتركان ذلك
وقد بلغني أن بني حارثة قد سمعوا بمكان أسعد فاجتمعوا لقتله وإنما يريدون بذلك إحقارك وهو ابن خالتك
فإن كان لك به حاجة فأدركه
فوثب سعد وأخذ الحربة من يدي أسيد وقال: ما أراك أغنيت شيئا!
ثم خرج حتى جاءهما ووقف عليهما متشتماً
وقد قال أسعد لمصعب حين رأى سعداً: هذا والله سيد من وراءه!
إن تابعك لم يختلف عليه اثنان من قومه، فأبلى الله فيه بلاء حسناً
فلما وقف سعد قال لأسعد بن زرارة: أجئتنا بهذا الرجل يسفه شبابنا وضعفاءنا والله لولا ما بيني وبينك من الرحم ما تركتك وهذا!
فلما فرغ سعد من مقالته
قال له مصعب: أو تجلس فتسمع؟ فإن سمعت خيراً قبلته وإن خالفك شيء أعفيناك
قال: أنصفت، فركز حربته ثم جلس فكلمه بالإسلام وتلا عليه القرآن
فقال سعد: ما أحسن هذا! نقبله منك ونعينك عليه، كيف تصنعون إذا دخلتم في هذا الأمر؟
قال: تغتسل وتطهر ثوبك وتشهد شهادة الحق وتركع ركعتين، ففعل ثم خرج سعد حتى أتى بني عبد الأشهل
فلما رأوه قالوا: والله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم! فلما وقف عليهم
قالوا: مما جئت؟ قال يا بني عبد الأشهل كيف تعلمون رأيي فيكم وأمري عليكم؟
قالوا أنت خيرنا رأيا، قال فإن كان كلام رجالكم ونسائكم عليّ حرام حتى تؤمنوا بالله وحده وتشهدوا أن محمدا رسول الله وتدخلوا في دينه
فما أمسى من ذلك اليوم في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا أسلم






قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً:





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©