عنوان الموضوع : أنتم المربون من عطلة إلى عطلة - انشغالات ادارية
كاتب الموضوع : hamida
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

أنتم المربون من عطلة إلى عطلة، هذه العبارة لم أقلها أنا بل دائما ينعتني بها كل من هب ودب ، حيث يدعون أننا لا نعمل إلا أياما معدودات في السنة ، ولدينا بين كل عطلتين عطلة ،ولكن لسان الحال يثبت غير ذلك، فالملاحظ أن المربي يكاد يكون الموظف الوحيد الذي لا زال يبدأ عمله و ينهيه في الوقت المحدد له قانونا حيث يتحكم في دخوله و خروجه عامل بسيط وبكبسة زر على الجرس، و بالمقابل يتغافل هؤلاء المتهكمون عن باقي أصناف الموظفين ومنهم عمال الإدارات بأنواعها ، إذ أنك تجد المكاتب فارغة و لا تسمع إلا (خرج و سيعود بعد قليل)،أو( من يمضي الوثيقة غير موجود لأنه في مهمة) فيكفي عامل واحد لتغطية هروب الجميع.
و تجد الطبيب الذي لم يأت بعد و ينتظره المرضي إلى أجل غير مسمى ، ونفس الشيء ينطبق على الممرض،فإذا أردت أن تأخذ حقنة فعليك الانتظار حتى تصاب بالسكري أو الضغط الدموي. وتجد حتى من يدعي الانتماء إلى أكثر المؤسسات انظباطا يعمل ـ بل ينام في مكان عمله ـ ليلة و يرتاح ليلتين في بيته فالحاصل أنه يعمل ثلث العام أي أربعة أشهر ، وتجد من تبدأ عطلة نهاية الأسبوع عنده من يوم الأربعاء إلى غاية يوم الأحد أو بعده، بل و تجد منهم من هو موظف و يقول بملء فيه ( والله إنني لا أجد ما أفعله في مكان عملي لتكون أجرتي حلالافتراني أبحث عن شيء أشغل به نفسي).
و بعض الأصناف اهتدوا إلى التخلص من العمل مع المواطن نهائيا ، فالضمان الاجتماعي رمانا في مرمى الصيدليات ،و البريد و المواصلات وضعنا في حجر الشبكة العنكبوتية و البطاقات المغناطيسية، وهكذا أرحناهم في مكاتبهم طوال دوامهم.
هذا من بين الكثيرين ممن أعرفهم ، و ما خفي كان أعظم ، خاصة كلما ازددنا صعودا في سلم الوظائف، و يبقى المربي وحيدا يطبق القانون خلال العمل ،ثم يحمل هموم وظيفته إلى البيت لإتمام المهمة الصعبةعلى حساب ارتباطاته العائلية و الاجتماعية.
و أمام هذا الوضع لا يسعنا إلا أن نرفع أكفنا إلى الله عز وجل أن يكفنا بحلاله عن حرامه و به وحده عن من سواه.



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©