عنوان الموضوع : سبأ الثقافة العامة
كاتب الموضوع : mira
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
سٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍـٍـــبــــأ
مدينة كانت بينها وبين صنعاء ثلاثة أيام بناها سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان كانت مدينة حصينة كثيرة الأهل طيبة الهواء عذبة الماء كثيرة الأشجار لذيذة الثمار كثيرة أنواع الحيوان وهي التي ذكرها الله تعالى‏:‏ لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ما كان يوجد بها ذباب ولا بعوض ولا شيء من الهوام كالحية والعقرب ونحوهما‏.‏وقد اجتمعت في ذلك الموضع مياه كثيرة من السيول فيمشي بين جبلين ويضيع في الصحارى وبين الجبلين مقدار فرسخين فلما كان زمان بلقيس الملكة بنت بين الجبلين سداً بالصخر والقار وترك الماء العظيم خارج السد وجعلت في السد مثاعب أعلى وأوسط وأسفل ليأخذوا من الماء كل ما احتاجوا إليه فجفت داخل السد ودام سقيها فعمرها الناس وبنوا وغرسوا وزرعوا فصارت أحسن بلاد الله تعالى وأكثرها خيراً كما قال الله تعالى‏:‏ جنتان عن يمين وشمال‏.‏
وكان أهلها اخوة وبنو عم بنو حمير وبنو كهلان فبعث الله تعالى إليهم ثلاثة عشر نبياً فكذبوهم فسلط الله تعالى الجرذ على سدهم‏.‏
منها عمران بن عامر وكانت سيادة اليمن لولد حمير ولولد كهلان وكان كبيرهم عمران بن عامر وكان جواداً عاقلاً وله ولأقربائه من الحدائق ما لم يكن لأحد من ولد قحطان‏.‏
وكانت عندهم كاهنة اسمها طريفة قالت لعمران‏:‏ والظلمة والضياء والأرض والسماء ليقبلن إليكم الماء كالبحر إذا طما فيدع أرضكم خلاءً يسفي عليها الصبا‏!‏ فقالوا لها‏:‏ فجعتنا بأموالنا فبيني مقالتك‏!‏ فقالت‏:‏ انطلقوا إلى رأس الوادي لتروا الجرذ العادي يجر كل صخرة صيخاد بأنياب حداد وأظفار شداد‏!‏ فانطلق عمران في نفر من قومه حتى أشرفوا على السد فإذا هم بجرذ أحمر فيقلع الحجر الذي لا يستقله رجال ويدفعه بمخاليب رجليه إلى ما يلي فلما رأى عمران ذلك علم صدق قول الكاهنة فقال لأهله‏:‏ اكتموا هذا القول من بني عمكم بني حمير لعلنا نبيع حدائقنا منهم ونرحل عن هذه الأرض ثم قال لابن أخيه حارثة‏:‏ إذا كان الغد واجتمع الناس أقول لك قولاً خالفني وإذا شتمتك ردها علي وإذا ضربتك فاضربني مثله ‏!‏ فقال‏:‏ يا عم كيف ذلك فقال عمران‏:‏ لا تخالف فإن مصلحتنا في هذا‏.‏
فلما كان الغد واجتمع عند عمران أشراف قومه وعظماء حمير ووجوه رعيته أمر حارثة أمراً فعصاه فضربه بمخصرة كانت بيده فوثب حارثة عليه واطمه فأظهر عمران الغضب وأمر بقتل ابن أخيه فوقع في حقه الشفاعات‏.‏
فلما أمسك عن قتله حلف أن لا يقيم في أرض امتهن بها وقال وجوه قومه‏:‏ ولا نقيم بعدك يوماً‏!‏ فعرضوا ضياعهم على البيع واشتراها بنو حمير بأعلى الأثمان فارتحل عن أرض اليمن فاء السيل بعد رحيلهم بمدة يسيرة وخربت البلاد كما قال تعالى‏:‏ فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل‏.‏
فتفرقوا في البلاد ويضرب بهم المثل فيقال‏:‏ تفرقوا أيادي سبا‏.‏
وكانوا عشرة أبطن‏:‏ ستة تيامنوا وهم كندة والأشعريون والأزد ومذحج وانمار وحمير وأربعة تشاءموا وهم عامرة وجذام ولخم وغسان وكانت هذه الواقعة بين مبعث عيسى ونبينا صلى الله عليهما وسلم‏.‏مدينة في جنوب المغرب في طرف بلاد السودان في مقطع جبل درن في وسط رمل بها نهر كبير غرسوا عليه بساتين ونخيلاً مد البصر‏.‏
حدثني بعض الفقهاء من المغاربة وقد شاهدها‏:‏ ان مزارعها اثنا عشر فرسخاً من كل جانب لكن لا يزرع في كل سنة إلا خمسها ومن أراد الزيادة على ذلك منعوه وذلك لأن الريع إذا كثر لا يبقى له قيمة فلا يشتري من الظناء بشيء‏.‏
وبها أصناف العنب والتمر وأما تمرها فستة عشر صنفاً ما بين عجوة ودقل‏.‏
ولنسائها يد صناع في غزل الصوف ويعمل منه كل عجيب حسن بديع من الأزر التي تفوق القصب ويبلغ ثمن الازار ثلاثين ديناراً وأربعين كأرفع ما يكون من القصب ويتخذن من عقارات يبلغ ثمنها مثل ذلك مصبوغة بأنواع الألوان وأهل هذه المدينة من أغنى الناس وأكثرهم مالاً لأنها على طريق غانة التي هي معدن الذهب ولأهلها جرأة على دخول تلك البرية مع ما ذكر من صعوبة الدخول فيها وهي في بلاد التبر يعرف منها والله الموفق‏.‏
سرنديب جزيرة في بحر هركند بأقصى بلاد الصين قال محمد بن زكرياء‏:‏ هي ثمانون فرسخاً في ثمانين فرسخاً لها ثلاثة ملوك كل واحد عاص على الآخر‏.‏
ومن عاداتهم أن يأخذوا من الجاني سبعة دراهم على جنايته والمديون إذا تقاعد عن اداء الدين بعث الملك إليه من يخط حوله خطاً أي مكان وجده فلا يجسر أن يخرج من الخط حتى يقضي الدين أو يحصل رضاء الغريم‏.‏
فإن خرج من الخط بغير إذن أخذ الملك منه ثلاثة أضعاف الدين ويسلم ثلثه إلى المستحق ويأخذ الملك ثلثيه‏.‏
وإذا مات الملك يجعل في صندوق من العود والصندل ويحرق بالنار وترافقه زوجته حتى يخترقا معاً‏.‏
وبها أنواع العطر والافاويه والعود والنارجيل ودابة المسك وأنواع اليواقيت ومعدن الذهب والفضة ومغاص اللؤلؤ‏.‏
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ خير بقعة ضربت إليها آباط الإبل مكة ومسجدي هذا والمسجد الأقصى وجزيرة سرنديب فيها نزل أبونا آدم عليه السلام بها جبل أهبط عليه آدم عليه السلام وهو ذاهب في السماء يراه البحريون من مسافة أيام وفيه أثر قدم آدم عليه السلام وهي قدم واحدة مغموسة في الحجر‏.‏
ويرى على هذا الجبل كل ليلة مثل البرق من غير سحاب وغيم ولا بد له كل يوم من مطر يغسل موضع قدم آدم عليه السلام‏.‏
ويقال إن الياقوت الأحمر يوجد على هذه الجبال يحدره السيل منها إلى الحضيض وقطاع الماس أيضاً والبلور‏.‏
وقالوا‏:‏ أكثر أهل سرنديب مجوس وبها مسلمون أيضاً ودوابها في غاية الحسن لا تشبه دوابنا إلا بالنوع وبها كبش له عشرة قرون‏.‏
منها الشيخ الظريف سديد الدين السرنديبي ورد قزوين وأهل قزوين تبركوا به‏.‏
وكان قاضي قزوين يدخل مع الولاة في الأمور الديوانية والعوام يكرهون ذلك فربما عملوا غوغاة ونهبوا دار القاضي وخربوها فلما كن السرنديبي قزوين وتبرك القوم به كلما كرهوا من القاضي شيئاً ذهبوا إلى السرنديبي وقالوا‏:‏ قم ساعدنا على القاضي‏!‏ فإذا خرج السرنديبي تبعه ألوف فالقاضي لقي من السرنديبي التباريح‏.‏
فطلبه ذات يوم فلما دخل عليه تحرك له وانبسط معه وسأله عن حاله ثم قال‏:‏ إني أرى في هذه المدينة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متروكاً ولست أرى من لا يأخذه في الله لومة لائم غيرك‏.‏
وأخرج من داره قميصاً غسل مراراً وعمامة عتيقة وأركبه على دابة وغلمان الاحتساب في خدمته وكل من سمع بهذا استحسن وصار السرنديبي محتسباً‏.‏
فإذا في بعض الأيام جاء شخص إلى السرنديبي وقال‏:‏ في موضع كذا جماعة يشربون‏.‏
فقام بأصحابه وذهب إليهم فأراق خمورهم وكسر ملاهيهم‏.‏
وكان القوم صبياناً جهالاً قاموا إليه وضربوه وضربوا أصحابه ضرباً وجيعاً فجاء السرنديبي إلى القاضي وعرفه ذلك فالقاضي ثم بعد أيام قالوا للسرنديبي‏:‏ في بستان كذا جماعة يشربون فذهب إليهم بأصحابه وأراق خمورهم وكسر ملاهيهم فقاموا وقتلوا أصحاب السرنديبي وجرحوه فعاد السرنديبي إلى بيته وأخذ القميص والعمامة وذهب إلى القاضي وقال‏:‏ اخلع هذا على غيري فإني لست أهلاً لذلك فقال القاضي‏:‏ لا تفعل يا سديد الدين ولا تمنع الثواب‏!‏ فقال له‏:‏ دع هذا الكلام أنت غرضك اني أقتل وأجرح على يد غيرك وإني قد عرفت المقصود ولا أنخدع بعد ذلك‏.‏




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©