عنوان الموضوع : كن ذئبا أو كما يقال عنه من الاسلام
كاتب الموضوع : inzou07
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام القدوة وصفوة الصفوة أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي - رحمة الله عليه - في صيد الخاطر صـ 113 : (
من أعظم الغلط الثقة بالناس ، و الإسترسال إلى الأصدقاء ، فإن أشد الناس الأعداء و أكثرهم أذى الصديق المنقلب عدوا ، لأنه قد اطلع على خفي السر ، قال الشاعر :
احــذر عــودك مــرة *** واحــذر صـديقـك ألـف مـرة
فــلربمـا انقـلب الصديــ *** ـق فكــان أدرى بـالمـضـرة

... ) ثم قال وهو يرسم طريقة المخالطة للناس ( ... وليس إلا المدارة للخلق ، و الإحتراز منهم ، واتخاذ المعارف من غير طمع في صديق صادق ، فإن ندر فليكن غير مماثل (1) ، لأن الحسد إليه أسبق ، وليكن مرتفعا عن رتبة العوام ، غير طامع في نيل مقامك .... ولا تلقه إلا متدرعا درع الحذر ، ولا تطلعه على باطن يمكن أن يستر عنه ، وكن كما يقال عن الذئب :
ينــام بـإحـدى مقلتـيه ويـتقـ *** ـي بـأخـرى الأعـادي فهو يقـظان هـاجع ) انتهى قوله باختصار .
(1) : قلت : لأن عادة المجانس الحسد ؛فإذا رآك من يعتقدك أنك ارتقيت عليه ، وعلا صيتك في العالمين أو جزءا منه ، فلا بد أن يؤثر في نفسه كثيرا ، وتتحرك فيه دوافع الحسد ، وعوامل البغض ؛ فالحذر في التعامل مع هذا الضرب من الناس أو الخلطة
.



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©