عنوان الموضوع : رحلتي الى باريس -أوت 2015 : الحلقة الرابعة بالصور - سياحة
كاتب الموضوع : inzou07
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن




الحلقات السابقة


رحلتي الى "باريس" أوت 2015
- الحلقة 1

http://imazighen.univanet.com/showthread.php?t=1395127

رحلتي الى باريس -أوت 2015
- الحلقة 2
http://imazighen.univanet.com/showthread.php?t=1396823

رحلتي الى باريس بالصور -أوت 2015 - الحلقة3
http://imazighen.univanet.com/showthread.php?t=1422177




الحلقة الرابعة

انطلقنا من مطار شارل ديغول الى باريس عبر قطار RER وبعد 30 دقيقة تقريبا وصلنا الى LA GARE DE NORD أكبر محطة قطار ات في باريس و هي بنابة ضخمة جدا فوق الأرض و متاهة حقيقية من عدّة طوابق تحت الأرض مثلها مثل جبل الجليد ما يظهر منه للعيان جزء صغير ممّا لا يظهر، و إليها تصل قطارات الضواحي RER و قطارات المترو من كل خطوط باريس و التراموي و القطارات السريعة TGV المتجهة الى مختلف دول أوربا .





المحطة تحفة فنية حقيقية (الصورة تمّ زبر جزء كبير منها من طرف المشرفة)


نزلت من القطار (تحت الأرض) أجرّ حقيبتي الصغيرة فوجدت محلات تجارية كثيرة لبيع الملابس و الكتب و الجرائد و المجلات و الأزهار و أكل سريع و لاحظت محلا صغيرا يبيع أقفالا (les cadnas ) من مختلف الأشكال و الاحجام فاستغربت من ذلك لكني سأكتشف بعد 4 أيام فيم تستعمل تلك الأقفال الجميلة . و لاحظت أيضا الوجود الكثيف للأفارقة في كل مكان من المحطة كما شاهدت أيضا جنديين فرنسيين ( أو ربما قوات خاصة للشرطة لا أدري ) بقبعات البيري المميّزة يتجوّلان في المحطة بسلاحهم و أصابعهم على الزناد .



كان همّي الوحيد هو شراء شريحة لهاتفي النقّال لأطمئّن والدتي على وصولي سالما و لكن بعد جولة سريعة على المحلّات لم أعثر عليها فاتجهت لأحد أعوان الأمن فسألته فطلع جزائري وأرشدني الى كشك لبيع السجائر فوجدت أرخس شريحة من نوع FREE بـ: 10 أورو برصيد 10 أورو بدون أنترنت فلم آخذها ، و ركبت المترو مباشرة الى محطة BOUCICAUT و هي أقرب محطة الى فندقي في الدائرة الـ: 15 و هي نفس الدائرة التي يقع فيها برج إيفل .





خرجت من المحطة فوجدت نفسي في حيّ سكني هادئ جدا و نظيف جدا جدا سبحان الله لا تجد على الأرض كيسا أسود ممزقا ، و لا علبة سجائر مرمية ، و لا علبة ياوورت فارغة، لا قاوروة ماء مستعملة، لا أوراق جرائد مكوّرة ،لا قطا ميّتا قضى نحبه بعد إعدامه من طرف أطفال الحي، و لا كلبا متشردا ( أكرمكم الله) ينام على الرصيف ،لا شيئ إطلاقا ، كل شيئ تماما كما يفترض به أن يكون ، رصيف نظيف، طريق معبّد و نظيف ، لا حفر ،لا ممهلات، لا أشغال غير منتهية ، أكياس القمامة الخضراء معلّقة في أماكنها على الرصيف ، ممرّات الراجلين واضحة تماما ، كراسي خشبية مثبتة على طول الرصيف ، أضواء المرور الأحمر و الاخضر تشتغل عادي (للمقارنة: في ولايتي كلها لا يوجد ضوء مرور واحد يشتغل) .








وصلت الى الفندق دخلت و اتجهت الى الإستقبال حيث وجدت جون بول JON PAUL مدير الفندق حيّيته و أخبرته بأن لي حجزا بالفندق و اعطيته إسمي و بعد نقرات سريعة على جهاز الكمبيوتر استدار نحوي و قد عرف أني جزائري و فاجأني بلهجة جزائرية سليمة : مرحبا بيك و صح عيدكم ( كنّا في اليوم الثالث من عيد الفطر) قلت له مندهشا : أ تعرف العربية ؟!!!! فابتسم و قال أنه يعرف بعض العبارات فقط ، أعطاني مفتاح الغرفة رقم 9 قلت له: هل تريد أن أترك لك جواز سفري فرفض قائلا أنه يملك على الكمبيوتر كل المعلومات التي يحتاجها و سألته عن الدفع فقال يمكنك أن تدفع عند نهاية إقامتك فتعجبت و أنا اتذكر كيف تطلب الفنادق الجزائرية ( وقد أقمت في الكثير منها في العاصمة و وهران و البليدة و بجاية و برج بوعريريج و جيجل و غيرها) بطاقة التعريف و الدفع مسبقا .


صعدت الى غرفتي و وضعت حقيبتي و خرجت فورا فمازالت شريحة الهاتف تشغل بالي سألت جون بول فقال اليوم يوم سبت و محلات بيع السجائر هنا مغلقة فقلت له: هل يمكن شراء شريحة من الشانزليزيه ؟ فقال نعم ، فانطلقت الى محطة المترو مباشرة الى محطة Charles de Gaule Etoile حيث شارع الشانزليزيه les champs elyséesأشهر شارع بباريس و هو يمتدّ من قوس النصر l’Arc de triomphe الى ساحة لا كنوكورد LA CONCORDE و فيه محلات الموضة الشهيرة و معارض السيارات و قاعات السينما و المطاعم بأنواعها و غيرها ، المهم وجدت الشارع يعجّ بالسياح "غاشي كبير" و أغلبهم يتفرّجون على قوس النصر يلتقطون له الصور.





قوس النصر بني تكريما للجنود المنتصرين في الحرب (الصورة تمّ قصّ جزء كبير منها من طرف المشرفة)


نظرت للحظات الى قوس النصر و التقطت بعض الصور ثمّ واصلت طريقي في الشارع حتى وصلت الى محلّ شركة Orange للإتصالات فوجدت أن أرخص شريحة بـ: 17 أورو برصيد 10 أورو بدون انترنت "غالية خلينا منها" ، بحثت عن شركات أخرى بدون جدوى فالشارع طويل و أنا متعب و عطش و جائع أيضا فالساعة الآن 15 سا و تحوّل اهتمامي فجأة من البحث عن شريحة الهاتف الى البحث عن شيئ آكله و كانت تلك مشكلة أخرى فالأكل يجب أن يكون حلالا وجدت مطعما لعلامة QUICK التي من المفروض أنها بدأت في بيع منتجات حلال لكن البائعة أخبرتني بعدم توفرها في هذا الفرع و بعد بحث قصير وجدت في أحد الشوارع الجانبية مطعما صغيرا جدا كتب على واجهته كلمة " حلال" فلم أصدقّ عينيّ ودخلت و طلبت من صاحبه اللبناني ساندويش كباب " شاورمة" بـ:6 أورو و قارورة ماء صغيرة إيفيان بـ:2 أورو .
الحمد لله




سفارة دولة قطر مقابل قوس النصر مباشرة







شارع الشانزليزيه LES CHAMPS ELYSEES


الساعة الآن تقريبا الرابعة مساء و مشكلة شريحة الهاتف مازالت مطروحة فركبت المترو عائدا الى LA GARE DU NORD لأشتري شرحة FREEالتي رأيتها سابقا فلم أجد الكشك الذي دخلته منذ سويعات لأني نزلت ربما في طابق آخر ، لم أجد بدّا من الخروج من المحطة و في أحد الشوارع وجدت كشكا صغيرا لبيع الشرائح الهاتفية فاشتريت شريحة LEBARAبـ:5 أورو برصيد 7.5 أورو + الأنترنت و هي في رأيي أفضل شريحة في فرنسا لأن عند شحنها في المرة الثانية ب: 5أورو تصبح الأنترنت مجانية فضلا على أن المكالمات نحو الجزائر رخيصة جدا سواء للنقال أو للثابت .



اتصلت فورا بوالدتي فوجدتها قلقة جدا و قد تصوّرت بأني قد تهت في "بلاد النصارى" فطمأنتها بأني بخير تماما و أنّ معي الآن سلاحي السري الذي لا يمكن معه أن أتوه أبدا : هاتف نقال ذكي + أنترنت .


كانت الساعة تقترب من الـ 17,30 سا و أنا تعب فعلا : هل أعود للفندق لأرتاح ؟

لا أبدا ... يستحيل أن أنام الليلة قبل أن أرى برج إيفل


فركبت المترو مباشرة الى محطة بير حكيم
BIR HAKEIM أقرب محطة الى برج إيفل و هي على عكس باقي محطات المترو الاخرى تقع فوق الأرض بارتفاع طابقين أو ثلاثة خارج المحطة يقع المركز الثقافي الياباني و هو بناء ضخم و في الطريق الى البرج تجد أشخاصا من غجر أوروبا الشرقية يلعبون ألعاب قمار صغيرة مثل لعبة الورقات الثلاث و قد تجمّع حولهم بعض السياح ، ثم توجد أكشاك صغيرة متلاصقة لبيع مختلف التذكارات الباريسية بأثمان معقولة (قمصان ، أوشحة ،نظّارات ، علاقّات مفاتيح ، مجسّمات لبرج إيفل ،بطاقات بريدية ....) و في نفس المكان أيضا تجد مجموعات من الأفارقة الذين يبيعون مجسّمات مختلفة الأحجام لبرج إيفل بأثمان زهيدة(5 مجسمات مقابل 1 أورو) والذين يتبخّرون بسرعة البرق إذا لمحوا رجال الشرطة و بعدها بأمتار قليلة يقع برج إيفل بارتفاعه الشامخ على طرف نهر السين و لا أدري لماذا تذكرت و أنا أقف تحت البرج مباشرة ما قرأته عن أن جبهة التحرير أثناء الثورة فكرّت في تفجير البرج ثمّ تراجعت عن ذلك خشية وقوع البرج على المدنييّن و قلت في نفسي لو تمّ تفجير البرج ليلا لما وقع على أحد لأنه أساسا لا يوجد قربه أية مباني سكنية
!!!!!!!!!!!! ربما القصة أصلا غير حقيقية



برج إيفل

كانت الساحة تحت البرج مليئة بالسياح البعض يلتقطون الصور للبرج من كل الزوايا و البعض يتناولون المثلجات و آخرون في صف طويل ينتظرون دورهم للصعود إلى أعلى البرج ، بقيت لحوالي نصف ساعة في الساحة أنظر الى البرج العظيم دون ملل ثمّ قطعت الطريق الواقعة أمامه نحو نهر السين فرأيت في الأسفل أعدادا أخرى من السياح ينتظرون دورهم للصعود إلى بواخر النزهة التي تمخر مياه النهر جيئة و ذهابا .

(حذفت صورة كاملة لساحة برج إيفل من طرف المشرفة)













السيّد EFFEL عبقري مبدع

لم تكن لي رغبة في صعود البرج و لا في ركوب النهر لذلك نزلت الى الأسفل و تحت جسر مارّ فوق النهر جلست في الّظل أنظر إلى مياه النهر التي لا تبعد عني إلا سنتيمترات قليلة.



سيّاح يتأهبون لركوب باخرة نزهة في نهر السين (الصورة تمّ حذف حوالي نصفها من طرف المشرفة)



على ضفة نهر السين


قفز تفكيري فورا الى واد الحراش في العاصمة عندنا و كيف كانت رائحته قبل سنوات قليلة تزكم الأنوف و كيف وجد مسئولونا حلاّ عبقريا لهذه المشكلة بتغطية الرائحة بمواد كيمائية عوض حلّ المشكلة من أساسها بمنع تلويث الوادي بمياه الصرف الصحي .

بقيت هناك الى أن تجاوزت السابعة مساء و أنا أراقب البواخر المارّة أمامي و ألوّح أحيانا للسياح الذين يلوّحون لي بأيديهم أثناء مرورهم أمامي ، على تلك الأدراج التي يختفي بعضها تحت المياه كان السيّاح العاشقون من مختلف الجنسيات يقضون أحلى أوقاتهم في عاصمة الحبّ و الرومانسية و هم يتضاحكون و يتهامسون و يشبكون أيديهم بطريقة شاعرية و عيونهم تقول أكثر مما تقول ألسنتهم ،، في تلك اللحظات السحرية ولدت الفكرة في رأسي " إن شاء الله و بإذن الله شهر عسلي سيكون في باريس (ادعوا لي فقط نلقى بنت الحلال ).





رجعت الى الفندق بعد الثامنة مساء بقليل ، صعدت إلى غرفتي الصغيرة و التي تحتوي على كلّ ما أحتاجه : سرير مريح ، تلفاز بأكثر من 22 قناة كلها فرنسية ، دورة مياه و حمّام بالماء الساخن 24/24 ، مجفف شعر ، طاولة صغيرة و هاتف داخلي .

كنت تعبا تماما و زاد الحذاء الضيّق من مشاكلي ، أخذت حماما ساخنا و رتبت أغراضي في الخزانة و قفزت الى السرير، شاهدت قليلا التلفزيون وأخيرا ... نمت... ...




هكذا انتهى يوم طويل .... أول يوم لي في باريس ........... تصبحون على خير ...

و غدا يوم جديد




الحلقة القادمة : صعود إيفل ... ... متحف اللوفر والموناليزا ...رعب تحت الأرض ... و النهر مرةّ أخرى .


ملاحظة1 : معظم الصور تمّ قص ّ أجزاء كبيرة منها من طرف المشرفة .

ملاحظة2
: أرحب بالإجابة عن كل أسئلتكم . .





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©