عنوان الموضوع : تار يخ منطقة قجال و زاوية بن حمادوش - جزائري
كاتب الموضوع : madiha
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
سيدنا محمد و على آل بيته الطاهرين

تاريخ زاوية بن حمادوش قجال


تاريخ زاوية حمادوش

مقدمة:


مما لاشك فيه أن قرية قجال بزاويتها العتيدة هي إحدى المعالم التاريخية لمنطقة سطيف ، إن لم نقل لمنطقة الشرق الجزائري والدليل على ذلك أن أقدم وثيقة بين أيدينا تشهد أن زاوية ابن حمادوش التي كانت تسمى زاوية قجال لها أكثر من تسعة قرون بالتاريخ الهجري هذه الوثيقة تحدد القرن الخامس كتاريخ لتخصيص السيد محمد الكبير(أحدأحفاد سيدي مسعود )بأراضي محبوسة عليه من قبل سلاطين المحروسة الجزائر،وتذكر أنه خصص زاويته ببعض الأراضي . أما الوثيقة الثانية فمؤرخة في أواسط ذي القعدة عام ثمانية وثمانين وثمانمائة هجرية(888 هـ/ 1483م). ووثيقة ثالثة يعود تاريخها إلى شهر شوال سنة ( 931هـ/1524 م ) أما الوثيقة الرابعة فهي أوضح من الوثائق السابقة ومؤرخة في ( 1230 هـ / 1815 م) وتحدد الأراضي الفلاحية الموقوفة على الزاوية .
ونظرا لهذا التاريخ الممتد في أغوار الزمن فإن قرية قجال بزاويتها وكل المنطقة المحيطة بها تستحق أن يهتم بتاريخها مؤرخ متخصص يقرأ وثائقها ويبحث عن آثارها ويجمع روايات الشيوخ والنساء وحكايات الجدات وأمثالهم السائرة وأهازيجهم وأشعارهم في الأفراح والأتراح والمناسبات المختلفة ويتفحص عادات الناس فيها ليعيد قراءة تاريخ هذه المنطقة وبعث روح الحياة الكامنة في أعماق نفوس أهلها التي تكن لقجال كل الحب والتقدير والتقديس أحيانا .ولعل ذلك يكشف التاريخ الحقيقي لنشأة مقبرة قجال وشخصية سيدي مسعود وسر اغتيال أحفاده (سبع رقود) كما يمكن كشف سر القول المأثور:" قجال ما يخلى والعلم ما يخطيه " والقول المعارض له :" قجال مايخلى والذل مايخطيه" .
أما هذه الأوراق فهي أدنى من أن نسميها كتاب تاريخ ، وإنما هي محاولة لتسجيل بعض ما تم جمعه من معلومات موثقة أو روايات شفوية حول قرية قجال وزاويتها والمراحل التاريخية التي مرت بها،وبعض الشيوخ الذين علموا أو تعلموا بها والعلماء الذين تشرفت بزيارتهم والقيمين الذين قاموا بتسيير أوقافها ......
لقد تبين لي من خلال محاولة البحث عن كل ما يتعلق بزاوية قجال أن أغلب تراثها المدون من وثائق ومخطوطات وعقود وكتب سيرة وأنساب قد ضاع جله بسبب الإهمال وانعدام الصيانة ، وبعضه تمت إعارته ولم يرجع ،وبعضه سرق خاصة ما يتلعق منه بالسير والأنساب . وما بقي توزع بين الإخوة والأحفاد . وآخرفصول هذه المواقف التي أقل مايقال فيها أنها غيرأمينة ولا مسؤولة هو نشر ماتوفر من وثائق الزاوية وعائلة حمادوش بطريقة عشوائية في العديد من مواقع الأنترنيت
لقد جمعت ما أمكنني جمعه من الوثائق وعددها لايتجاوز العشرة وحاولت في الفصل الأول أن أسجل من خلال قراءتها ما يمكن أن أسميه تعريفا بقرية قجال، وأهم المراحل التاريخية التي مرت بها. وفي الفصل الثاني محاولة للتعرف على التأسيس الأول للزاوية ومراحل تجديدها والطريقة المتبعة في التربية والتعليم فيها. وفي الفصل الثالث ترجمات مقتضة لبعض شيوخ الزاوية وعلمائها ومعلميها.
وفي الأخير أُؤكد على ملاحظتين: الأولى أنني لا أبحث من وراء هذا العمل المتواضع مجدا شخصيا أوعائليا يخص عائلتي كديدن البعض الذين ماإن سمعوا بأمر الزاوية حتى تحركت فيهم نوازع البحث عن أمجاد وهمية. ففي اعتقادي الراسخ أن زمن اعتبارالأمجاد العائلية أوالعشائرية أو الشخصية امتيازا يعطي أصحابه أولوية في تبوإ مراكز القيادة والمسؤولية قد ولى نهائيا لأن الزمن زمن الشعوب ، زمن الفرد المواطن مهما كانت مكانته أو مقامه الاجتماعي أو نسبه العائلي؛ فالاعتبار بما يقدم الفرد من إبداعات ومساهمات للمؤسسة،مهما كانت هذه المؤسسة دينية - كزاوية قجال - أومؤسسة اجتماعية أو سياسية التي تخدم الجميع، فلا اعتبار للنسب أو الشرعية التاريخية أو الثورية إلا بقدرالعطاء الذي يقدمه الشخص، في القرآن " فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون "** سورة المؤمنون الآية 101. و مـن قول الإمام زين العابدين عليه السلام " إن الله تعالى خلق الجنة لمن أطاع ولو كان عبدا حبشيا . وخلق النار لمن عصى ولو كان سيدا قرشيا ". ولا يعني هذا أبدا أنني أنفي استمرار البركة والصلاح والعلم في عقب الأنبياء والصالحين خاصة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أكد استمرارالبركة والولاية في نسبه إلى يوم القيامة .
والملاحظة الثانية : أنني حاولت تقديم ما أمكن من ترجمات عن شيوخ ورجال انتقلوا إلى رحمة الله بعد أن قدموا خدمات جليلة للزاوية سواء كان ذلك في العهد الاستعماري أو بعد الاستقلال
ومازال الأمل معقودا على تقديم ترجمات لشيوخ ورجال آخرين متى سنحت الفرصة وتوفرت المعلومات الكافية .

===================================



قـــــــــــــرية قجــــــــــــال

قجال الاسم والموقع:

قجال أو إيكجان أو دار الهجرة و بيت الحكمة أو سيدي مسعود تلك هي الأسماء التاريخية التي عرفت بها قرية قجال التي تقع جنوب شرق مدينة سطيف وتبعد عنها بمسافة اثني عشر كيلومترا ويمر عليها الطريق الوطني الرابط بين مدينة سطيف ومدينة باتنة،وإلى الجنوب منها يقع جبل يوسف الذي يبعد عنها بحوالي عشر كيلومترات. وقجال اليوم اسم لبلدية تضم العديد من الدواويروالمشاتي وهي أيضا اسم لدائرة تضم بالإضافة إلى دوار قجال رأس الماء مركز كل من الدائرة والبلدية ، وأولاد صابر، وبن اذياب والدوار الكبير، وأم الحلي. تبلغ مساحتها 351 كم2 وتعداد سكانها حوالي 27529 نسمة حسب إحصائية سنة 1996 .

مقبرة سيدي مسعود :


كان ومازال أهم معلم لقرية قجال هو مقام الولي الصالح سيدي مسعود- طيب الله ثراه - الذي ينتهي نسبه إلى الحسن بن على بن أبي طالب .
ويرتبط ذكر سيدي مسعود بالقبور السبعة أو السبع الرقود - كما يسميهم المواطنون- الذين مازالت قبورهم ذات الشواهد المرتفعة معروفة عند جميع السكان، وقد اختلفت الروايات حول هذه القبور السبعة التي يمكن إجمالها في ثلاث روايات: الرواية الأولى تشبههم بحال أصحاب الكهف تقول أن هؤلاء السبع الرقود هم سبعة إخوة جاءوا من المغرب في زمن سيدي مسعود وناموا ليلتهم بقجال فلما أصبح الصباح وجدوا في حالة نوم أبدي فدفنوا في قبورهم التي مازالت شاهدة عليهم.
أما الرواية الثانية – وهي الأكثر تداولا بين أفراد العائلة -وهم سبعة إخوة من أحفاد سيدي مسعود قتلوا بالسم مع أختهم ......من طرف أعداء لهم أرادوا التخلص منهم والرواية الثالثة أنهم سبعة إخوة استشهدوا معا في معركة من معارك الجهاد. ولكن هذه الرواية لا تحدد تاريخا ولا مكانا لهذه المعركة .


نسب سيدي مسعود:


كما سبقت الإشارة فإن سيدي مسعود هو من ذرية الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما. حيث تؤكد الوثائق الخاصة بسلسلة نسب عائلة حماد وش أن سيدي مسعود هو الحفيد الثاني عشر في ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما.

كان سيدي مسعود معاصرا لعبيد الله المهدي مؤسس الدولة الفاطمية ( 297هـ /909م ) واستوطن قجال قادما إليها من فاس ، ولا ندري لماذا وقع اختياره على قرية قجال ؟ أ لأنها موقع من مواقع جيوش الفتح الإسلامي كما تشير بعض الروايات الشفوية ؟ أو لأنها دار الهجرة وبيت الحكمة لرواد الدعاة الفاطميين ؟ أو لدعوة جاءته من أهل قجال الذين كان شأنهم شأن أكثر أهل المغرب العربي المعروفين بتعلقهم الشديد بآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين فر الكثير منهم من بطش العباسيين إلى أقاصي بلاد الإسلام مشرقها ومغربها . وكان أهل المغرب العربي أكثر الشعوب الإسلامية تبركا وحماية لهم فصهروهم وبوؤوهم من السيادة والولاية والرئاسة ما لم يجدوه في المشرق العربي . ويروي الأجداد وكبار السن عن قدوم سيدي مسعود أنه استقبل استقبال الأمل والرجاء من طرف سكان قجال عند مشتة لخلف حيث أمر حرسه المرافق له بالتوقف عند الفيض الذي أخذ منذ ذلك اليوم اسم
( فيض الحرس )


قجال منارة للإشعاع الديني والثقافي :

منذ قدوم سيدي مسعود المبارك إلى قجال بدأت مرحلة جديدة في مسيرة القرية التاريخية حيث عرفت فيما توالى من الأزمنة بالمسجد والزاوية التابعة له، التي أنشئت لغرض نشر العلوم الإسلامية واللغة العربية وتدريس الفقه المالكي والإصلاح الاجتماعي وقد نص على ذلك مخطوط عليه توقيع أبي بكر محمد بن عبد الله بن العربي المعا فري الاشبيلي أحد أعلام الفقه المالكي (ولد468 1078/)وتوفي بفاس (543-1148/ ).
وتولى الإشراف على الزاوية وإدارة أملاكها الوقفية من الأراضي الفلاحية أحفاد سيدي مسعود من بعده بمراسيم وعقود موقعة من طرف الأمراء والعلماء من أمثال ابن العربي والإمام الجليل أبي يحي زكرياء والإمام المجاهد أبي العباس أحمد وسيدي محمد بن يوسف الصغير، هذا الأخير الذي توفي بقجال ودفن بمقبرة سيدي مسعود ومازال قبره معروفا إلى اليوم.
وحسب ما جاء في عقود الأراضي الفلاحية الموقوفة باسم سيدي مسعود أو أحفاده منذ القرن الخامس الهجري على زاوية قجال تمتد من "جبل مقرس الذي يقع شمال غرب مدينة سطيف إلى ثنية فرماتو( في العقود كتبت فرماة) وتنحدر مع الوادي المتصل بها إلى وادي الشوك ثم تنحدر معه إلى رأس قلال ثم تمضي إلى جهة جبل يوسف ثم إلى جبل براو شرقا هذه حدودها الغربية والجنوبية أما من جهة الشمال فهي تشمل بلاد بوغنجة وأولاد بوروبة. وتينار وقجال .


انظر ( الوثيقة 1).
وثيقة تحدد أراضي وقفية:


وثيقة تحدد أراضي وقفية


قجال مزار العلماء وملتقى الصالحين :

ونعود إلى قرية قجال التي سجل التاريخ لها حضورا معنويا كبيرا حيث تشرفت باستقبال علماء أجلاء من أمثال العلامة الشيخ عبد الرحمن الأخضري الذي عاش في القرن العاشر الهجري، فقد ذكر أنه كان يزورها للتدريس والتأليف والتبرك بزيارة مقام سيدي مسعود، وقد كتب له أن يتوفى فيها . ونقل جثمانه الطاهر على أكتاف طلبته إلى قريته " بنطيوس " حيث دفن هناك .
ومن العلماء العاملين الذي تشرفت قرية قجال المباركة بإقامتهم فيها والتدريس في مسجدها سيدي محمد الصغير بن يوسف الحملاوي.
كما تشرفت أيضا بالشيخ أبي القاسم بن السعد الحامي الذي علم بزاوية قجال وقد ذكر أنه ترك بمكتبتهاالعديد من المخطوطات لم نجد منها إلا مخطوطا واحدا في شرح الأجرومية، فرغ من إنجازه في نهاية السنة المتممة للقرن الثاني عشر الهجري .
ومن الرجال الصالحين نذكر الولي الصالح الشيخ عمر قادري الذي تعلم بقجال وكان صاحب علم وولاية وكرامات . والإمام محمد الشريف بن علي ـ والعالم الولي الصالح محمد مزيان ـ والعلامة محمد عبد الحفيظ بن سحنون - والشيخ التهامي بن بوسنة – القاضي الخرشي ـ وغيرهم .


قجال موقع حربي :

ويبدو أن قرية قجال موعودة بأحداث التاريخ فما من عهد إلا ولها فيه حضور. جاء في سلسلة(revue africaine) حديثا عن معركة كبرى وقعت بين جيش العرب بقيادة أحمد بن الصخري بن أبي عكاز العلوي وبين جيش الترك بقيادة مراد باي, بضواحي قرية قجال يوم السبت 12 جمادى الأولى سنة 1048هـ الموافق ل20 سبتمبر1638م. لقد حقق أحمد بن الصخري انتصارا ساحقا على مراد باي الذي فر هاربا إلى الجزائر . فأعلن الصخري عن مكافأة مالية كبيرة لمن أتى برأس مراد باي, ولقد سجلت الذاكرة الشعبية هذه المعركة في صورة مثل يضرب لكل من أتى بأمر مهم يقول المثل (محسوب جاب راس مراد). ومهما كان من أمر هذه المعركة من حيث ثبوتها أو عدم ثبوتها فإن علاقة الحكم العثماني وعساكره الإنكشارية بالشعب الجزائري في ذلك الزمن لم تكن بالعادلة بل كان يسودها كثير من الظلم والاستبداد والجور خاصة خارج الحواضر الكبرى

أهل قجال :
التدين من غير غلو،والتصوف من غير ابتداع:


وقد غلب على أهل قجال قبل أن تغزوهم السلفية الوهابية التدين الخالص والروحانية الطاهرة التي أشاعها وجود مقام سيدي مسعود طيب الله ثراه. واجتهد أحفاده من بعده في التزا م ذلك النهج القويم, في التدين من غير غلو, والتعبد من غير ابتداع, وكانت الطريقة المتبعة أشعريه المعتقد مالكية المذهب. تستمد روحها من سيرة أهل البيت والصحابة والتابعين رضوان الله تعالى عنهم . و كان لهذه الطريقة الأثر البالغ في سيرة الشيوخ الذين عرفوا بالزهد الحقيقي الذي لا يقعد بالإنسان عن العمل فكانوا يعتبرون ترك العمل من قبل الزاهد منقصة له في زهده ومذلة له في دنياه كما كانوا أهل تربية وسلوك يفضلون التعليم على التدوين ويرون أن إعداد طالب إعدادا صالحا أولى من تصنيف كتاب أو تحرير رسالة في فن من الفنون ويشارك زاوية قجال في هذا النهج , كثير من الزوايا التي كان لها دور أساسي وكبير في قيادة المقاومة الوطنية ضد الوجود الفرنسي في الجزائر في القرن التاسع عشر ، فقد كان شيوخها قادة الثورات ومفجروها، وطلبتها جنود ميادين الوغى وفرسانها. ومن هؤلاء كان الشيخ الطاهر بن حماد وش الذي سيأتي الحديث عنه وعن الزاوية وما تعرضت له من تأميم لأوقافها من طرف الاستعمار الفرنسي .

شباب قجال من طلب العلم إلى طلب الشهادة .

وإذا كنا لا نعرف الكثير عن مشاركة أهل قجال في المقاومة الوطنية في القرن التاسع عشر، فإن حضورهم في الحركة الوطنية في النصف الأول من هذا القرن العشرين ، من خلال التنظيمات الحزبية والجمعيات، كان قويا ومكثفا فلا يكاد بيت من بيوت قجال بجميع دواويره ومشاتيه يخلو من منتم إلى حزب الأحزاب السياسية أو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. كما سعى الكثير من شباب المنطقة إلى طلب العلم في زاوية قجال التي كان يدرس بها العلامة الفقيه الشيخ المختار بن الشيخ ،والشيخ محمد بقاق، والشيخ عبد الحميد حماد وش. أو زاوية بلكتفي التي أنشأها الشيخ الطيب قرقور المكني بلكتفي وكان يدرس فيها بنفسه. ومنهم من ارتحل إلى طلب العلم بالمدارس الحرة بسطيف ،أو مدارس جمعية العلماء بقسنطينة. ومنهم من سافر إلى الخارج لإتمام دراسته بجامع الزيتونة في تونس .أو جامع القرويين في المغرب . لقد كان هؤلاء الشباب من طلبة العلم، هم زينة قجال التاريخ وشرف العلم فيها، وهم فخر أهلها . فلما اندلت ثورة 1954الخالدة كان أهل قجال في الموعد ، وشاركوا فيها عن بكرة أبيهم . فما خلا بيت من بيوت قجال من شهيد أو مجاهد. فرحم الله الشهداء رحمة واسعة ،وأسكنهم فسيح جنان الخلد، وجعل ذكراهم حية في قلوبنا دائما، ورحم الله من مات من المجاهدين ،وأدام عافية من بقي منهم على قيد الحياة.

تأسيس الزاوية:


قيل أن تأسيس زاوية قجال كان على عهد سيدي مسعود المعاصر لعبيدي الله المهدي مؤسس الدولة الفاطمية. وفي أوائل القرن السادس الهجري تم تجديدها على يد أبي عبد الله سيدي محمد حفيد سيدي مسعود بعقد موقع من قبل العلامة الفقيه المالكي البارز أبي بكر محمد المعروف بابن العربي الذي عاش بين سنتي ( 543/468 هجرية) و ينص العقد على العقيدة والمذهب المعتمدين في التعليم بالزاوية وهما العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي .

التجـديـد ومراحله :

في الواقع ليس لدينا تاريخ بعدد الفترات التي تم فيها تجديد الزاوية ،لكن يمكن التأكيد على أنها تعرضت للإهمال والهجر لعشرات السنين كما تعرضت للهدم ومصادرة أموالها وأوقافها ونهب مكتباتها ووثائقها وتصفية شيوخها ( اغتيال الشيخ أبي عبد الله محمد بن إدريس . واغتيال الإخوة السبعة حسب رواية عائلية) ( والاعتداء على سيدي محمد الكبير وابن عمته من طرف المدعو الموهوب دغاش الذي تمت إدانته من طرف مجلس العلماء سنة 1192 هجري).
لقد عاشت المنطقة فترة اضطرابات وصراعات لا تنقطع بين العروش والعائلات والقبائل و صراع العرب مع الأتراك ( معركة قجال بين جيش العرب بقيادة أحمد بن الصخري والجيش التركي التي بقيادة مراد باي التي سبقت الإشارة إليها ).فاضطر شيوخ الزاوية إلى مغادرتها نائين بأنفسهم وعائلاتهم عن الدخول في الصراع القبلي المقيت، ( هجرة الشيخ سيدي أحمد الملقب بسيدي علي أو أحمد بن حمادوش إلى المغرب، وانتقال الشيخ الصديق إلى بلاد بوغنجة بأولاد صابر). هذا فضلا عن الفترة الاستعمارية التي تعرضت فيها الزاوية إلى مصادرة أوقافها من الأراضي الفلاحية التي تشهد عليها وثائق الزاوية التي حددت أملاكها باسم بلاد سيدي مسعود قبيل الغزو الاستعماري الفرنسي بعدة سنوات .
وعلى هذا يمكن أن نتحدث عن عدة فترات من التجديد الذي خضعت له الزاوية من خلال الوثائق التي تنص على تنصيب الشيوخ باعتبار ذلك استئنافا لأداء دورها التعليمي والإصلاحي وهي كالتالي:

التجديد الأول:

تم في سنة 888 هجري الموافق لسنة 1483 ميلادي بعقد موقع من طرف الإمام العلي المطاع أبي يحيا زكرياء ( من أمراء الدولة الحفصية ) يفوض للشيخ أبي عبد الله محمد بن إدريس بتسيير زاوية قجال وأحباسها.

التجديد الثاني :


تم في سنة 931 هجري الموافق لسنة 1524 ميلادي على يدي الشيخ أبي عبد الله محمد بن صالح بعقد موقع من طرف الإمام المجاهد أبي العباس أحمد بن محمد .
وقد شهدت زاوية قجال في هذه الفترة نهضة علمية شارك فيها الشيخ العلامة الكبير سيدي عبد الرحمن الأخضري كما سيأتي لاحقا .


ا
لتجديد الثالث :


تم في سنة 1211 هـ الموافق لسنة 1795 م على يدي سيدي محمد الكبير. وبعد وفاته تولى مشيخة الزاوية المجاهد الشيخ الطاهر بن حمادوش الذي شارك في مقاومة الاستعمار الفرنسي الغاشم سنة 1871 . وتمت معاقبته بمصادرة أراضيه الفلاحية الخاصة .

التجديد الرابع:


وتم على يد الشيخ الصديق بن الشيخ الطاهر بن حمادوش بداية من سنة 1857م ،الذي استطاع أن يستعيد المبادرة ويفتح الزاوية لتحفيظ القرآن الكريم والتعليم الديني ؛ كان الشيخ الصديق عالما جليلا وصوفيا ربانيا ومعلما ناصحا ، تخرج على يده أكثر من ستين فقيها منهم من فتح زاوية كالشيخ المختار بن الشيخ ، والشيخ الطيب بن الكتفي والشيخ المنور مليزي، والشيخ علي الحامدي ، والشيخ رحماني عبد الرحمن ومنهم من اشتغل قاضيا في محاكم الشريعة الإسلامية، ومنهم من اشتغل مفتيا أو إماما فسدوا بذلك فراغا هائلا في المحاكم الشرعية التي كان الاستعمار يريدها فرنسية خالصة ،وعمروا مساجد كان يريدها خاوية على عروشها .وبهذا سجلت زاوية قجال حضورها على مستوى كل من المقاومة المسلحة من خلال الشيخ الطاهر بن حمادوش وحضورا قويا على مستوى الجهاد الثقافي أو الممانعة الثقافية من خلال الشيخ الصديق .

التجديد الخامس :


وتم على يد الشيخ محمد الصديق بن الطيب وإخوته سنة 1936 م ، فاستعادت الزاوية نشاطها العلمي على يدي الشيخ المختار بن الشيخ بين سنتي( 1936 م إلى 1944 م) وبعد وفاته استخلفه الشيخ محمد بقاق لأكثر من سنتين ( 1945 م إلى سنة 1947م ) .

ا
لتجديد السادس :


وتم على يد الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش سنة 1950م بعد أن أنهى دراسته بجامعة الزيتونة بتونس وعاد إلى أرض الوطن ، فقام بإصلاحات معتبرة في الزاوية واستأنف التدريس بها لعدد من الطلبة الذين كان وإياهم على موعد مع الثورة المباركة ، فاستشهد منهم من استشهد , ومن بقي منهم رفع تحدي التعليم العربي بعد الاستقلال من خلال مدرسة قجال والمدارس الرسمية


التجديد السابع :


وتم بعد الاستقلال أي في صيف سنة1962م حيث انطلقت محاولة أولية للتدريس بالزاوية، قام بها الشيخ القريشي مدني بطلب من الشيخ محمد الصديق حماد وش. وتبعتها محاولة أخرى قام بها الشيخ الحسين مؤمن ولكنها لم تستمر .
وفي بداية العام الدراسي/1963) 1964 ) استأنفت الزاوية عملها تحت اسم مدرسة الشهيد عبد الحميد حماد وش بإشراف الشيخ محمد الصديق حمادوش وتسيير الجمعية الدينية برئاسة البشير قزوط .وكان من أبرز أساتذتها الشيخ القريشي مدني، والشيخ إسماعيل زروق . ومن فلسطين الأساتذة ذيب كنعان ،ويعقوب قرعاوي ، وتيسير محمد سعيد وغيرهم
في هذه الفترة أخذت الزاوية صبغة مدرسة حرة أكثر منها زاوية ذات خط وطريقة ومنهج في التربية والتعليم وتوقف التعليم القرآني بها،ولكنها أدت دورا رائدا في تعليم أبناء المنطقة وولاية سطيف فتخرج منها العشرات بل المئات من المعلمين والمدرسين والأساتذة والموظفين
وفي سنة 1976 جاء مشروع توحيد التعليم بإلغاء المدارس الحرة والزوايا فتسلمت مديرية التربية مدرسة الشهد عبد الحميد حمادوش التي أصبحت تحمل اسم إكمالية عبد الحميد حمادوش ،وحلت الجمعية وبقيت الزاوية معطلة خالية بلا تعليم قرآني ولا شرعي إلا من الشيخ رابح عيادي الذي ظل محافظا على الآذان وإمامة الناس في الصلاة بدون أجر يذكر حتى توفي رحمه الله .

التجديد الثامن
:

في سنة1981لم تكن الظروف تسمح باستئناف الزاوية عملها لانعدام المرافق الضرورية وحاجة الناس إلى رفع اللبس عن الزاوية ورسالتها التعليمية التربوية ودورها الإصلاحي في المجتمع ، حيث وصمت بوصمة الدروشة والخرافة ، وصنف أهلها في عداد الطابور الخامس لخدمة الاستعمار الفرنسي ظلما وعدوانا. فكان لابد من انتظار الوقت المناسب لرفع ما علق بمفهوم الزاوية وإعادة الوعي للناس بهذه المؤسسة التقليدية التي تختزن العمق الثقافي والتاريخي لتراث الأمة وتجربتها الجهادية في الميادين الدينية والتعليمية والاجتماعية والإصلاحية وفي حماية الثغور والدفاع عن الأوطان . ولكن رغم ذلك لم ينتظر أهل الزاوية وتلامذتها القدامى طويلا بل بادروا إلى تكوين جمعية دينية للمسجد .( تولدت فكرة إنشائها ليلة زفاف السيدة زهية إحدى بنات الشيخ عبد الرحمن حماد وش بحضور كل من الأستاذ إبراهيم زروق - وصفيح المحفوظ - وكاتب هذه السطور- وعبد الوهاب حمادوش وعبد المجيد حماد وش وخالد حماد وش- و الفاضل حماد وش)
وكانت الجمعية تتكون مني ( الزبير حماد وش) - ومن الشيخ القريشي مدني -والشيخ محمد غجاتي- والأستاذ المحفوظ صفيح - وسي العربي حافظ – وحمو رحماني – وسي محمد ولد الشيخ الخير فاضلي–وعبد الحميد بوقزولة.
وأقيمت أول جمعة بالمسجد كبداية لأحياء هذا المعلم التاريخي العظيم الذي كاد يندرس نهائيا، وهذه المنارة الدينية المشعة بالقرآن والشريعة التي ظلت مستعصية على الفناء وكان إمام الجمعة أحد طلبتها الأوفياء وخطيبها المفوه وأمير البيان بالمنطقة الشيخ القريشي مدني الذي ظل لسنوات يقدم بها دروسا في الفقه واللغة ، لطلبة كان أغلبهم يتكون من معلمين.
في هذه الفترة تمت بعض الإصلاحات في الزاوية (مطهرة غرفة للتعليم القرآني ، توسعة في قاعة الصلاة ).كانت هذه التوسعة تمثل ضرورة ملحة لاستيعاب عدد المصلين المتزايد يوما بعد يوم من كل المناطق المحيطة بقجال الذين كانت تربطهم بالزاوية علاقات روحية ودينية وتاريخية باعتبارها مؤسستهم التعليمية والتربوية وباعتبار شيوخها مراجعهم في الفتوى والإصلاح الاجتماعي . وكان الأمل معقودا على بناء مسجد جديد على قطعة الأرض الواقعة في الساحة الجنوبية للإكمالية ، التي كانت تعتبر ملكا للزاوية بحكم مجاورتها لها وحاجة الزاوية إلى التوسعة ، لكن هذا الأمل صادف ظهور أطماع في استغلال قطعة الأرض للمصالح الشخصية .حيث تم الاستيلاء على أكبر جزء من قطعة الأرض كما هو معروف لدى جميع أهل قجال فلا حاجة إلى تفصيل يثير الأحقاد . وقد من الله علينا بالزيارة المباركة التي قام بها السيد عبد الوهاب نوري والي ولاية سطيف برفقة السيد رئيس دائرة قجال إلى الزاوية في يوم الجمعة الأولى من شهر رمضان لسنة 1423. وتم من خلالها اتخاذ قرار استرجاع الإكمالية. وبعد خمس سنوات من ذلك القرار التاريخي هاهو مشروع المجمع الإسلامي لزاوية قجال،ينطلق ، بعد أن تمت تسوية جميع الإجراءات القانونية والإدارية لتكون البداية بإنجاز المسجد الجديد الذي لطالما انتظره أهل المنطقة .
وإن كان لابد من كلمة أختتم بها هذا الفصل، وأقولها للتاريخ ولكل الذين عرفوني شخصيا من خلال منبر مسجد الزاوية الذي واصلت العمل به لمدة ربع قرن من الزمن وفاجأهم مغادرتي له بدون سبب ظاهر في شهر أفريل من 2015: فإن ظروفا قاهرة جدا ومحيطا لم يعد يحتمل ،وأناسا لاصلة لهم بالعلم ولابالدعوة ولا حتى بالرجولة أعجبوا بأنفسهم وأموالهم وعلاقاتهم بأصحاب المال والجاه أحاطوا بالمسجد وجمعيته ، وسايرتهم في ذلك الهيئات الرسميية ،عملوا على تهميشي ،بداية من إخراجي من جمعية المسجد، ليواصلوا خطتهم الخبيثة من خلال الإساءات المتكررة بالغمز والهمز حينا وبالجهر بكلمة البغض لعائلتي التي نالها فضل الانتساب إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينا آخر . هذا بالإضافة إلى مجموعة من الأفاكين الذين كان لاهم إلا أن يعلنوا الحرب علي ويجمعون حولهم الجموع للتخلص مني وإبعادي عن منبرالجمعة.
وبمرور الأيام كنت أشعر أكثر بحالة التهميش تزداد وتزداد معها قناعتي بأنني أصبحت شخصا غير مرغوب فيه من قبل شريحة عريضة من الناس ، وكانت دعواهم مرة أنني شيعي ،وأخرى أن خطابي عالي المستوى ولا يناسب مستوى أهل القرية الذين يتكون أغلبهم من الفلاحين ،وثالثة أنني أتكلم في السياسة ....إلى آخره ،وليس الأمر كذلك أبدا وإنما هو الحسد والغيرة وإبعاد القريب وتقريب البعيد وهي صفات واضحة لرهط من سكان منطقتنا . فكانت قناعتي أن أترك المنبر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري . لتكون مهزلة حفل التكريم الذي أقيم بالزاوية شهر أفريل 2015 . وكرم فيه من لا علاقة له بالزاوية ولا بالتعليم القرآني وأسقط فيه من أفنى عمره في خدمة الزاوية وإقامة الصلاة، كانت تلك المناسبة التي لم أحضرها آخر عهد لي بالمسجد ومنبره .


الطريقـة :


كان شيوخ الزاوية يتبعون الطريقة الرحمانية الحفناوية البكرية الخلوتية . ( حسب ما نصت عليه إجازة الشيخ الصديق حمادوش ). وهي طريقة صوفية تربوية تعليمية جهادية معروفة خاصة في زوايا الشرق الجزائري تعود في جذور نشأتها الأولى إلى الإمام علي الذي يعد وذريته من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المغرب العربي إحدى المدارس الكبرى للطرق الصوفية والقيادة الروحية والشرعية .
أما منهجها في العقيدة والفقه فهي تلتقي مع سائر الطرق الصوفية والمدارس الإسلامية والمراجع الفقهية في الجزائر وبلاد المغرب العربي الأخرى في وحدة لا مثيل لها في العالم الإسلامي ، وحدة على مستوى المنهج العقيدي الأشعري والمذهب الفقهي المالكي هذا فضلا عن الوحدة التي تجسدت في مدارس التفسير واللغة ومدرسة التلاوة والرسم القرآني والخط المغربي . وغيرها .هذا الإرث العلمي والثقافي العظيم الذي حافظت عليه الزوايا وعمقت علومه ومعارفه تأصيلا وتفريعا وانتشارا في الأوساط الخاصة والعامة حتى غدا مدرسة المغرب العربي المتميزة والمنافسة لمدرسة المشرق العربي .

بعض صور زاوية بن حمادوش (قجال)

زاوية بن حمادوش (قجال) سنة 1970




زاوية بن حمادوش (قجال) سنة 1970





( صورة للزاوية بن حمادوش (قجال)من أرشيف قسنطينة إبان الاحتلال الفرنسي



صورة لزاوية بن حمادوش (قجال)في سنة 1990




---------------------------

http://www.youtube.com/watch?v=UhsDehuGZ7E




شيوخ زاوية بن حمادوش

من شيوخ زاوية حمادوش


الشيخ عبد الرحمن الأخضري



من هو الأخضري؟ :

الشيخ العلامة عبد الرحمن الأخضري من أبرز علماء الجزائر في القرن العاشر الهجري، لقد أطبقت شهرته الآفاق وغدت تأليفه تدرس في شتى حواضر العلم والمعرفة ،من بغداد إلى الأزهر بالقاهرة إلى الزيتونة بتونس .


المولد والنشأة والتعلم:


- ولد الشيخ عبد الرحمن الأخضري سنة (920 هـ/ 1514 م) ببلدة بنطيوس التي تبعد عن بسكرة بحوالي ( 30 كم) من عائلة شريفة عرفت بالعلم والتقوى. والده العالم المدرس محمد الصغير وأخو ه الأكبر أحمد الأخضري كان عالما ومدرسا أيضا أخذ عن كليهما الفقه وعلوم اللغة وعلم المواريث بعد أن حفظ القرآن وأتقن رسمه وتلاوته ثم واصل تعلمه بقسنطينة ثم جامع الزيتونة.


مؤلفاته :


ألف الشيخ الأخضري في شتى المعارف العقلية و الشرعية والفقهية واللغوية والرياضية والفلكية ومن أشهر مؤلفاته:
- السلم في المنطق الذي ترجمه المستشرق الفرنسي لوسيان سنة 1921 وقد عده من أعظم الكتب العالمية حيث قارنه بكتاب " حديقة الزهور الإغريقية" لمؤلفه كلود لانسلوا .
- ومن كتبه أيضا منظومة الدرة البيضاء في الفرائض والحساب.
- والجوهر المكنون في علوم البلاغة.
- وكتاب في فقه العبادات .
- ومنظومتان في التصوف تدعى إحداهما اللامية والأخرى القدسية .



عبادته :



نُقِل عن أجدادنا وشيوخنا ومنهم الشيخ القريشي مدني رحمه الله مشافهة :أن الشيخ عبد الرحمن الأخضري كان عالما عاملا وتقيا ورعا وعابدا صوفيا، يقضي نهاره في التدريس فإذا ما أقبل الليل أوى إلى " خلوته " التي تقع بالقرب من مقام سيدي مسعود يتعبد ويتحنث ويصلي أغلب الليل وقبل الفجر يعود إلى المسجد ليستأنف نشاطه اليومي في التدريس أو التأليف . وقد تناقل طلبة قجال خلفهم عن سالفهم أبياتا شعرية قيل أنها وجدت مكتوبة في كفن الشيخ عبد الرحمن الأخضري. وهي كما يلي منقولة عن الأستاذ عبد المجيد حمادوش كان قد سجلها له الشيخ القريشي مدني بخطه

في كناشة خاصة :


و يا رب فأكرمه بعفوك ليلــــــــة
ويروح بها ضيفا لقبره منزلا
فأنت الذي أوجبت للضيف حرمــــة
وأكدت عليه بالمواساة عاجلا
فهذا بضيف الخلق ،كيف بضيفــــك
فأكرمه نزلا عند وقف الرواحل
وحين انقضاض الناس للحي راجعا
وبسط راح الكف للّحد عاجــلا
بجاه النبي الهاشمي محمـــــد
عليه صلاة الله مني موصــلا



وفاته ومدفنه :`


توفي الشيخ عبد الرحمن الأخضري بقرية قجال وقد اختُلِف في تاريخ وفاته فمن قائل أنه توفي في(953هـ/1546 م ) ومن قائل أنه توفي في ( 983هـ/1575م) فعلى الرأي الأول يكون قد عاش ثلاثا وثلاثين سنة وهو المرجح عند أغلب المراجع التي ترجمت للشيخ الأخضري .
وما زال أهل قجال إلى اليوم يتناقلون كرامة من كرمات الشيخ عبد الرحمن الأخضري ظهرت عند تشييع جثمانه من قبل طلبته الذين حملوا جثمان شيخهم على أكتافهم وتوجهوا به إلى موطنه ومسقط رأسه بالقرب من بسكرة لدفنه هناك تنفيذا لوصيته , فعند وصولهم إلى الحامة بوطالب أصابهم إعياء شديد فطلب بعضهم بدفنه حيث وصل بهم المسير والرجوع إلى قجال فرفض الطلبة الذين كانوا يتميزون بتعلقهم الشديد بشيخهم وإصرارهم على تنفيذ وصيته فقرروا مواصلة الرحلة إلى نهايتها .فما الذي حدث بعد ذلك ؟ تقول الرواية:أما الفريق الأول من الطلبة فقفلوا راجعين إلى قجال، وأما الفريق الثاني فحملوا الجثمان الطاهر وساروا به فطوى الله تعالى لهم الأرض طيا حيث تمكنوا من تنفيذ وصية شيخهم ودفنه في بنطيوس والرجوع إلىقجال ؛فكان وصولهم قبل وصول الفريق الأول .


زاوية قجال والشيخ الأخضري:



إن تردد الشيخ عبد الرحمن الأخضري علي زاوية قجال ،لم يكن لولا هذه العلاقة الروحية والعلمية التي كانت تربطه بالمكان وأهله مما يؤكد على المكانة الكبيرة التي كانت تحظى بها هذه القرية الصغيرة بحجمها، الكبيرة بقداستها الروحية والعلمية عند العلماء وسائر من تعلم فيها أو زارها أو عرف أهلها. وفي الأمثال العامية التي كثيرا ما تتردد على ألسنة أهل قجال ما يؤكد ذلك. يقول المثل:
"قجال ما يخلى والعلم ما يخطيه" ويعكس بعض جهلة زماننا المثل فيقولون : "قجال ما يخلى والذل ما يخطيه "


-----------------------------------------------------------

المراجع: التاريخ الثقافي لأبي القاسم سعد الله – روايات شيوخ الزاوية




الشيخ المنور مليزي :

مولده:

الشيخ المنوربن أحمد بن المسعود مليزي من أولاد بن القاضي ولد سنة 1870 بقرية واد الذهب.

دراسته :

حفظ القرآن في موطنه, ثم سافر إلى بلاد القبائل حيث الزوايا العريقة العامرة بشيوخ العلم ،واستقر به المقام بزاوية بني يعلى فأخذ عن شيوخها ماتيسر له من علوم الفقه واللغة العربية، ومنها انتقل إلى زاوية قجالفأخذ عن الشيخ الصديق جمادوش ، ثم سافر إلى تونس ليواصل تحصيله العلمي بجامعة الزيتونة .

زاوية الشيخ المنور :

كان الشيخ المنور من أبرز طلبة الشيخ الصديق العاملين الذين ارتفعوا إلى مستوى الوعي بدورهم في هذه المرحلة التي كانت تمربها الجزائر يومئذ ، فانفتح على قضايا منطقته وأنشأ بها زاوية للتعليم القرآني والفقه واللغة ،وتولى تعليم الطلبة بنفسه والإنفاق عليهم من موارده الفلاحية الخاصة. تخرج على يده العديد من الطلبة نذكرمنهم الشيخ صالح عبد العزيز الملقب بالمفتي ، والشيخ عمار بوشول، والشيخين إبراهيم مليزي وبوزيد مليزي والشيخ لوصيف وغيرهم .

الشيخ المنور من رجال الإصلاح :

لم يتوقف عمل الشيخ المنورعند التعليم وإنما اهتم بقضايا المجتمع وحاجات الناس؛ فكان كما تحدثت عنه شهادات معاصريه رجلا صالحا مصلحا تقيا ورعا، وكانت له علاقة وطيدة بجمعية العلماء المسلمين يساعدهم ماديا ومعنويا ويقوم بالنشاطات الدعوية بنفسه؛ فيعظ الناس ويرشدهم في أفراحهم وأتراحهم ويعلم الناس أحكام دينهم ، ويعقد لهم عقود نكاحهم وبيعهم وكرائهم ويصلح ذات بينهم ويشاركهم في السراء والضراء ،فكان بذلك نعم الشيخ القومه .

وفاته :

في سنة 1941 انتقل الشيخ لمنور مليزي إلى رحمة. وترك مكتبة عظيمة احتوت مخطوطات نادرة لم يسبق طبعها، رآها الشهيد عبد الحميد حمادوش فأكد لأبنائه أهميتها، ونصحهم بالمحافظة عليها ، ولكنها تعرضت للحرق أثناء الثورة من طرف الاستعمار الفرنسي الذي أشعل النار في بيت الشيخ المنور فأتت على كل ما فيه .

صاهر الشيخ المنور الشيخ الطيب حمادوش فتزوج بنتا من بناته أنجب منها بنتا وثلاث بنين كان منهم الشهيد عبد الرزاق مليزي .

=======================================
http://www.youtube.com/watch?v=VheR-B47IXg&list=PLD466EC8ED0F1E156&index=43&feature=pl pp_video



الشيخ المختار بن الشيخ

( 1943-1872 )



نسبه :

الشيخ المختار بن الطيب بن عبد الوهاب بن المسعود الملقب بابن الشيخ , والدته السيدة خديجة بنت الشيخ الطاهر بن حمادوش، وخاله الشيخ الصديق حمادوش .

مولده ونشأته :

ولد الشيخ المختارسنة 1872 بقرية أولاد سيدي مسعود التي تقع شمال بلدية معاوية وتبعد عنها ببضعة كيلومترات وهي إحدى بلديات دائرة بني عزيز، حفظ القرآن في جامع القرية على يد والده, ثم انتقل رفقة والدته وأخيه محمد الشريف إلى قرية قجال ذات الطبيعة الخلابة يومئذ حيث كانت مترعة بالخصب والخضرة ومياه الينابيع والوادي والأشجارالمثمرة ، استقر به المقام في بيت خاله الشيخ الصديق وعاش أجواء الزاوية بين أحضان طلبة القرآن وشوخ العلم .

دراسته :

الشيخ المختار بن الشيخ هوأحد تلامذة زاوية قجال المشهود لهم بالعلم .أخذ عن خاله الشيخ الصديق علوم اللغة والفقه حتى تمكن منهما وملك زمام الكفاءة في التدريس ،انتقل بعد ذلك إلى تونس الخضراء . ليستكمل دراسته بجامع الزيتونة فمكث بها بضع سنوات متعلما حتى نال الشهادة العليا فيها ، وأعطى دروسا بجامعها .

رحلته إلى بيت الله :

روى لنا حفيده الشيخ الطيب أن الشيخ المختار حج مرتين راجلا وثالثة راكبا، وعند مروره بمصر طاب له المقام بالأزهر الشريف حاضرة العلم والعلماء ،حيث يمكنه إشباع فضوله العلمي والمعرفي , ولكن يبدو من الروايةالمنقولة عن بعض أحفاده أن شدة شيخنا الفاضل في الحق واندفاعه المعروف به في إظهار الحقيقة مع أي كان لم تترك له الفرصة للبقاء طويلا بمصر حيث تعرض للمضايقة , وقيل تعرض للسجن بسبب انتقادات وجهها لشيخ من شيوخ الأزهر .

فقهه :

كان الشيخ المختار رحمه الله حجة في علوم الفقه واللغة،وكان شديدالالتزام بالمذهب المالكي وكان يقول: من لم يكن له مذهب فليتخذ مذهبا وإلا ذهب ؛ فإن مثل المذاهب في الإسلام كمثل شجرة لها جذع تفرعت منه أغصان ومن الأغصان تفرعت أغصان وأوراق وهكذا فالرسول صلى الله عليه وسلم هو الجذع الذي تفرع منه الصحابة الكرام ومن الصحابة تفرع التابعون وتابعو التابعين والأئمة ورجال الفقه إلى يوم الناس، فكما لايمكن بأي حال من الأحوال لورقة من الشجرة أن تنفصل عن كل تلك الغصون التي تربطها بجذع الشجرة وتدعي أنها تريد أخذ غذائها من الشجرة مباشرة، ولو فعلت لماتت في الحال. فكذلك لا يمكن لأحد اليوم أن يتجاوزكل المذاهب ويدعي أنه إنما يأخذ عن رسول الله مباشرة،فمثله كمثل تلك الورقة التي ما تلبث أن تتقاذفها الرياح وتهوي بها في مكان سحيق . كان رحمه الله يسوق هذه الأمثلة الحية والحجج العقلية المفحمة انتصارا للمذهب المالكي خاصة في لقاءاته التي كانت تجمعه مع جمعية العلماء التي كانت وهابية الهوى ،وقيل أنه نشر بعض تلك الحوارات والسجالات في صحيفة النجاح والبصائر
ومن أطرف ما يُروى عنه أن أحد المغرضين نقل للشيخ عبد الحميد بن باديس -رحمه الله- وشاية مفادها أن الشيخ المختار يتعرض له في جلساته بالسوء ويدعوه بن"باليس" فكتب إليه الشيخ بن باديس يستنكر منه ذلك .فرد عليه الشيخ المختار مبرئا ذمته من هذا القول الشنيع والافتراء المقيت ومن جملة ما جاء في رسالته له: وهل يمكن أيها العلامة الجليل والشيخ الفاضل والمصلح الكبير لمن يصلي ويسلم على عباد الله الصالحين –وأحسبك منهم ولا أزكي على الله أحدا
- في كل صلاة أن يصدر منه مثل هذا القول السوء ؟ .

أعماله :

علَّم الشيخ المختار في العديد من الزوايا المنتشرة في شمال سطيف ،وأنشأ زاوية في قرية معاوية وعلم بها سبع سنوات ( 1911/ 1917 ). ولم يغادرها حتى ترك فيها أثرا عظيما.تجلى في إقبال الشباب بصفة خاصة على طلب العلم ومعرفة الأحكام الشرعية وتعلم اللغة العربية التي حرموا منها طويلا .
وتعرض في قرية معاوية لمكيدة دبرها له أحد الحاقدين عليه، فترك القرية التي ولد فيها ورحل إلى قجالواشترى بيتا بقرية رمادة بقي فيها سنوات عدة معلما ومصلحا اجتماعيا ،ثم باع البيت ورحل هذه المرة إلى قرية تاجرة ليكون بالقرب من زاوية أخواله بقجال التي عاد إليها هذه المرة نهائيا ليواصل أداء دوره العلمي والشرعي بها حتى وافاه الأجل سنة 1943 . ودفن بمقبرة قجال. رحمه الله رحمة واسعة ونفعنا ببركته .

تلاميذه :

أخذ عن الشيخ المختار كثير من طلبة العلم الشرعي، نذكر منهم أبناء الشيخ الطيب حمادوش :الشيوخ عبد الرحمن والطاهر وعبد الله والشهيد عبد الحميد، والشيخ القريشي مدني وصالح محتالي والشيخ محمد خلفي والشيخين الزروق والصديق من أولاد سعيد والشيخ صالح من أولاد بوجلوف وغيرهم .

=================================


http://www.youtube.com/watch?v=tWasS...eature=related



الشيخ أبو عبد الله محمد بن صالح
جد عائلة حمادوش
التعريف بنسبه :

الشيخ محمد بن الشيخ صالح بن أحمد بن ثابت بن الحاج حسن بن مسعود بن عبد الحميد بن عمر بن محمد بن إدريس بن داود بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله بن حسن المثني بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام .ألقابه: يلقب بأبي عبد الله ، وسيدي عبد الله ، .

عصره :

كان الشيخ أبو عبد الله من شيوخ وعلماء القرن العاشر الهجري ،السادس عشر الميلادي الذي شهد آخر عهود دولتي نبي حفص وبني مرين وبداية العهد العثماني في المغرب العربي، ورغم ما اتسمت به تلك الفترة من غزو صليبي إسباني على المدن الساحلية الجزائرية،امتد إلى طرابلس بليبيا شرقا إلى سبته ومليلة بالمغرب اللتين مازالتا محتلتين إلى الآن. مما جعل الجزائر خاصة وبلاد المغرب عموما تعيش حالة عدم استقرار وأوضاع سياسية واقتصادية متأزمة ومتدهورة إلى درجة كبيرة ، ولكن رغم ذلك فقد ظهرت فيها نهضة دينية وعلمية وثقافية في غرب البلاد وشرقها، حمل لواءها رجال من أمثال الشيخ الأخضري، والشيخ الخروبي، والشيخ الوزان، والشيخ بن موسى الوجد وغيرهم ، ولم تكن زاوية قجال بمعزل عن هذه النهضة الدينية العلمية ورجالها،فقد كان يتردد عليها العلماء والشيوخ والطلبة وكانت إحدى محطات الشيخ عبد الرحمن الأخضري في ترحاله للتعبد والتبرك والتأليف والتعليم أيضا. وكان على رأس زاويتها حينئذ الشيخ أبو عبد الله محمد الذي تم تنصيبه مشرفا على الزاوية وأوقافها وأحبا سها في أواسط شهر شوال من سنة 931 هـجرية الموافق لسنة 1525 ميلادية بعقد موقع من قبل الإمام المجاهد القاضي أبي العباس أحمد بن محمد حسب ما جاء العقد.

أخلاقه :

كان الشيخ أبو عبد الله محمد بن الشيخ صالح شابا ورث عن آبائه وأجداده من الأخلاق أسماها وأكرمها ومن البصيرة والعقل ما جعله سيد أهل زمانه، ومن الخير والكرم ما جعله مضرب المثل، وكان العابد العارف بالله تعالى المتبرك به، وكان العالم العامل الذي جعل من زاوية قجال مقصدا لطلبة العلم ومرجعا دينيا ، واجتماعيا ، يسعى إليها العلماء والمتعلمون ، والمصلحون وطالبو الصلح،و يلجأ إليها اليتيم وذو الحاجة وعابر والسبيل .

أعماله :

جدد بناء مسجد الزاوية وبيت الطلبة ،وبيت الزوار والضيوف .وكان منها يشرف على أوقاف الزاوية التي توسعت في زمنه كثيرا .

----------------------------------------------------
المراجع : عقد التنصيب – كتاب لب التاريخ – تاريخ الجزائر الثقافي لأبي القاسم سعد الله



http://www.youtube.com/watch?v=ml_lA...ure=plpp_video


الشيخ الطاهر بن حماد وش

نسبه :

هو الشيخ الطاهر بن محمد بن أحمد بن الصالح بن حمادوش .

المولد والنشأة :

ولد الشيخ الطاهر بقجال وترعرع في أجوائها بين واديها الخصيب وينابيعها ذات المياه العذبة الزلال وبساتينها بأشجارها المتنوعة الثمار وحقولها الواسعة التي ظلت خضراء معطاء متاعا للإنسان والحيوان إلى ما بعد الاستقلال .

هجرته لطلب العلم :

تربى على يد والده فحفظ القرآن وأخذ مبادئ العلوم الشرعية واللغوية في زاو يتهم ،ثم انتقل إلى زاوية الشيخ الحداد بصدوق، فأخذ عن شيوخها لسنوات ،ومنها شد الرحال إلى مستغانم التي كان له فيها أقارب وأبناء عمومة فقضى فيها عدة سنوات متتلمذا على شيوخها .لقد كانت تلك عادة بيوتات القرآن والعلم والولاية يرسلون أبناءهم بعيدا عن مسقط الرأس من أجل التحصيل العلمي وتعويدهم علي السعي والترحال وتمكينهم من الاتصال بغيرهم والانفتاح على عوالم أخرى من الناس وعاداتهم لصقل تجربتهم وإثراء معلوماتهم ومعالجة نقائصهم واستكمال شخصيتهم المعنوية والسلوكية تأهيلا لهم لأداء دورهم الرسالي المستقبلي في التعليم والتوجيه .

الشيخ الطاهر قبل الاحتلال الفرنسي :المعلم والمصلح الاجتماعي.

عاش الشيخ الطاهر ظروف ما قبل الاحتلال الفرنسي للجزائر على نهج آبائه وأجداده في الإشراف على الزاوية تعليما وتسييرا ، وفي القيام بدوره الاجتماعي المتمثل في قضاء حاجات الناس وتوثيق عقودهم وإ صلاح ذات بينهم .
كان للشيخ الطاهر مجلس خاص يتكون من أعيان المنطقة، وشيوخ العلم ، وطلبة الزاوية ، يجتمع دوريا وكلما دعت الضرورة للفصل في منازعة أو إصلاح ذات البين أو عقد نكاح أو عقد هبة .. الخ وقد ذكر في إحدى وثائقه أعضاء هذا المجلس وهم: سيدي أحمد السخري البنشا- وسيدي محمد منه - وسيدي بلقاسم الزايدي - وسيدي سليمان الزايدي- وسيدي محمد الطاهر بن الصيد- وسي محمد الصيد -وسي حمدان ولد سي محمد بن الحاج الذويب -وسي محمد السعيد بن سي محمد بن حمدان - وسيدي أحمد المعاوي - وسيدي محمد بن عمر بن اسباع - وسيدي محمد المعمري بن المبارك بن عباس - وسيدي بلقاسم منه .

الاحتلال الفرنسي يعاقب الزوايا بتجريدها من أوقافها :

عاش الشيخ الطاهر أيضا ظروف الاحتلال الفرنسي، وما تبعه من ممارسات تعسفية خبيثة حاقدة ضد كل مقومات الشعب الجزائري الدينية والثقافية والاجتماعية ،فكان بداية مكره أن توجه إلى الزوايا لتجريد ها من أو قافها التي تمثل بالنسبة إليها عصب الحياة ومدد البقاء.

كان لزاوية قجال أوقاف كثيرة كباقي الزوايا، انتزعتها الإدارة الفرنسية من أصحابها الشرعيين رغم أنها أملاك وقفية لا يجوز المساس بها في كل القوانين والشرائع والأعراف البشرية، ولكن الاستعمار الفرنسي كان تعتبر الجزائر غابة وحوش بشرية يجب أن تُحكم بقانون الغاب. ثم إن هذه الزوايا والجوامع والكتاتيب التي تسير بأموال الوقف هي التي ترفع عن الأمة غوائل الجهل وغشا وات الكفر، وهي التي تمدها بمقومات شخصيتها وعناصر هويتها وفيها يتكون رجال الأمة ، ومنها يتخرج علماؤها و ينطلق قادة الجهاد وجنود الوغى فهل يرضى الاستعمار الفرنسي على هذه الزوايا والجوامع ويتركها لحالها وهو الذي يعلن أن الجزائر جزء من فرنسا ويستبطن من وراء كل مخططاته ومشاريعه و ممارساته في أرض الواقع طمس كل معالم الوجود العربي الإسلامي في الجزائر.

الشيخ الطاهر يشارك في المقاومة :

لقد كتب على الشيخ الطاهر أن يعيش كل هذه الأحداث المأسوية لزاوية الآباء والأجداد؛ إنها تسلب وتنهب و تجرد من أراضيها كسائر الزوايا عبر الوطن أمام عينيه، فكيف يهنأ له بال أو ترتاح له نفس أو يطيب له عيش ؟ لقد كان ذلك مما أوقد في نفسه روح الجهاد والمقاومة، لرد كيد هذا العدو اللدود ، الذي لم يكتف باحتلال الأرض ونهب خيرات البلاد وإنما أراد إبادة أهلها واقتلاع جذورهم منها نهائيا كما فعل سابقوهم الأوروبيون المهاجرون إلى أمريكا بسكانها الأصليين الهنود الحمر. روى لنا الشيخ عبد الرحمن ، عن أبيه الشيخ الطيب عن أبيه الشيخ الصديق رحمهم الله جميعا أن الشيخ الطاهر شارك في الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي وقد أصيبت رجله أثناء معركة مع العدو قرب الجزائر العاصمة ، وكانت جروحه دامية فعجز عن السير وبقي هناك بلا إسعاف حتى تعفن جرحه، وأصابه الدود، ولكن العناية الإلهية أنقذته ؛ حيث عثر عليه أحد رفاق السلاح الناجين فقدم له الإسعافات اللازمة، وأودعه عند أحد سكان المنطقة ، فلما برئ جرحه وعادت إليه عافيته رجع إلى بيته بقجال. أما عن المقاومة التي شارك فيها الشيخ الطاهر،فقد طرحت السؤال على حفيده الشيخ عبد الرحمن عنها عن اسمها،ومكانها وتاريخها وقيادتها ،فقال لي : كنا صغارا حين سمعنا عن جهاد جدنا الشيخ الطاهر ولم يعلق بذاكرتي إلا ما أصابه فيها وموقعها قرب العاصمة .

إن مشاركة الشيخ الطاهر في المقاومة مؤكدة ،ويمكن أن تكون بصفة فردية ،شأنه في ذلك شأن كثير من إخوان الطريقة الرحمانية الذين كانت قناعتهم بالجهاد- الذي أصبح فرض عين على كل مسلم من اللحظة التي وطئت أقدام الاستعمار أرض الوطن – تدفعهم إلى شد الرحال إلى ميادين القتال أين ما كانت.
ومن المحتمل أن تكون مشاركته مع الشيخ محمد بن الحداد في ثورة سنة1971 بحكم انتمائه لطريقتها وتتلمذه على يدي شيوخها،،وهناك رواية ثالثة عن أحد أحفاده أيضا؛ أنه انخرط في جيش الأمير عبد القادر .

وفاته ومدفنه :

بقي الشيخ الطاهر في بيته بقجال يعاني من تبعات وتداعيات ما أصابه في الحرب مختفيا عن أنظار الاستعمار وأعوانه إلى أن وافاه الأجل ،فدفنه ابنه الشيخ الصديق. وقبره يتوسط أباه الشيخ محمد وابنه الشيخ الصديق بمقبرة قجال

------------------------------------------------------
المراجع : وثائق الزاوية
– كتاب محمد المقراني للعسيلي -
- روايات الشيخين عبد الرحمن وعبد العزيز وهما من أحفاد الشيخ الطاهر.

===================================

http://www.youtube.com/watch?v=tOM6b...eature=related




العلامة الشيخ الصديق حمادوش
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.

مقدمة :

الجزائر في مواجهة تداعيات الاحتلال الفرنسي :

الحديث عن العلامة الشيخ الصديق بن حمادوش هو حديث عن جيل من الجزائريين الذين تحملوا مسؤولية الممانعة الثقافية في ظروف غزو استعماري بغيض يريد محو أمة من الوجود وذلك باستئصال كل علاقة لها بماضيها بكل أركانه ومقوماته .

فما أعظم ما حُمِّل ذلك الجيل الذي وجد نفسه في مواجهة جبهات متعددة مفتوحة على خطوب جسيمة وأخطارمحدقة بمستقبل الأمة ومصيرها !.

لقد فتحت فرنسا الحرب على الجزائريين بالتقتيل والإبادة لكل فعل مقاوم، وبالتشريد والترحيل والتمزيق لكل عرش من العروش، وبالإذلال والقهر لكل مسالم أعزل، وبالتجويع والتجهيل لكل مواطن شريف، وبالتهديم والتشويه لكل معلم من معالم ديننا وحضارتنا وتاريخنا، وبالحصار لكل عمل تعليمي أو ديني. إنها الحرب الشاملة التي فرضتها فرنسا على الجزائر والجزائريين .فما العمل وما الوسيلة ؟
من رحم هذه الأحداث ولدت أجيال للرفض والمقاومة بكل أنواعها المسلحة والسلمية والسياسية والاقتصادية والثقافية التعليمية. وكان جيل المقاومة والممانعة الثقافية في مقدمها الذي تحصن بالزوايا والجوامع وحمل سلاح الكلمة والقلم لمواجهة الغزو الثقافي الاستعماري ،ومن هذا الجيل كان الشيخ الصديق حمادوش رحمه الله .


نسبه :

هوالشيخ الصديق بن الطاهر بن محمد بن أحمد بن الصالح بن احمدوش , ينتهي نسبه إلى الإمام الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه .

مولد ه:

نستطيع أن نأخذ تاريخ ميلاد الشيخ الصديق من رخصة طلب فيها كمية من البرود من الإدارة الفرنسية مؤرخة في 1874/03/16 وكتب في خانة المعلومات : عمره أربعون سنة. فإذا قمنا بعملية طرح أربعين سنة من أربع وسبعين سنة ،يكون مولده سنة 1834م
نشأته وتعلمه :
ولد الشيخ الصديق بقرية قجال وحفظ القرآن على يد والده الشيخ الطاهر وأخذ عنه مبادئ اللغة العربية والفقه. انتقل بعد ذلك إلى العديد من زوايا الطريقة الرحمانية بالحامــــة والسوالم ثم قسنطينة.



إجازته :


أخذ الشيخ الصديق عن شيخه بن عبد الكريم السلامي الشافعي الإجازة في التربية والتعليم،على الطريقة الرحمانية الحفناوية البكرية الخلوتية التي شهد له فيها بالكفاءة العلمية والروحية وأعلن ذلك على رؤوس الأشهاد من العلماء والمشايخ والأعيان وعامة الناس .

إدراك الشيخ الصديق للمرحلة ، وتحديد دوره:

ما إن أدرك الشيخ الصديق ظروف البلاد الجديدة التي فرضتها السياسة الاستعمارية حتى حدد لنفسه دوره في المواجهة وربما كان ذلك بتوجيه من أبيه أو بتوجيه من الشيوخ الذين تتلمذ عليهم . فلئن سلبت الأمة السيادة في الوطن, فلا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تسلب دينها ولغتها ولذلك كان عليه أن يتخندق في جبهة الممانعة والمقاومة الثقافية التعليمية التي تحفظ للأمة قرآنها وشريعتها ولغتها تحصينا لها من الذوبان والاضمحلال إلى أن يأتي الله بدور جديد تأخذ فيه الأمة مسؤوليتها في تحرير الوطن السليب .
ولكن ما العمل ؟وقد صادرت الإدارة الاستعمارية أغلب أراضه الخاصة بسبب انخراط والده في المقاومة المسلحة ، والأملاك الوقفية للزاوية قد صادرتهاالإدارة الاستعمارية الفرنسية من قبل بموجب القوانين الاغتصابية الظالمة التي قضت بتحويل كل الأملاك الوقفية في الجزائر إلى"الدومان". وبلغ الحصار الاستعماري مداه بالهيمنة على المساجد والزوايا التي أراد أن لاتتحرك إلا في الإطار الذي يخدم مصالح الاستعمار وأهدافه .

استئناف الزاوية لرسالتها التربوية التعليمية :

في البداية سعى الشيخ الصديق للحصول على ترخيص من المجلس العلمي بسطيف الذي وضعت الإدارة الاستعمارية الفرنسية يدها عليه بظاهر تنظيم وضبط العمل في المؤسسات الدينية والإشراف على المساجد ولكن القصد كان الهيمنة على المساجد والزوايا من أجل محاصرتها وتحجيم دورها إلى أقصى حد ممكن للقضاء عليها نهائيا ،لأنها كانت ومازالت حصونا منيعة لرجال المقاومة والجهاد والممانعة الثقافية .
واستأنفت الزاوية العتيدة رسالتها العلمية من جديد ، وباشر الشيخ الصديق العمل فيها بنفسه وكان عمره إذاك لا يتجاوز الثالثة والعشرين سنة وتوافد على الزاوية طلبة العلم ، وحفظة القرآن الكريم من كل صوب وحدب .

الإنفاق على طلبة العلم :

كان الشيخ الصديق ينفق على الطلبة من عائداته الفلاحية ، فلم يكن يقبل من الناس الصدقات ولا أموال الزكاة ولا التبرعات . ولما توسعت نفقات الزاوية حاول أن يستعيد بعضا من أراضيه المصادرة من قبل الإدارة الاستعمارية ، فراسل كلا من نائب عامل العمالة بسطيف والحاكم العام بالجزائر طالبا استعادة أرضه الفلاحية الخاصة التي كانت تقدر حوالي مئة وعشرين هكتارا بعضها في يد الفرنسيين والبعض الآخر كان تحت يد القايد الذوادي كما ذكر في رسالتيه اللتين بعث بإحداهما إلى الحاكم العام في الجزائر والثانية بعث بها إلى "السوبريفي " بسطيف .

الشيخ الصديق قاضيا :

اشتغل الشيخ الصديق بالإضافة إلى التدريس في الزاوية قاضيا للشريعة الإسلامية في محكمة سطيف من سنة 1862م إلى سنة 1882م .

الشيخ الصديق يتفرغ للتدريس :

بعد ذلك الشيخ الصديق للتدريس بالزاوية ،وقد كللت جهوده بالنجاح الباهر ، فتخرج علي يده ما يقرب من أربعين طالب علم وقيل ستين . نذكر منهم :
الشيخ المختار بن الشيخ وأخاه أحمد الشريف - والشيخ المنور مليزي – والشيخ الطيب قرور- والشيخ محمد الشريف بن علي إدريسي - والشيخين الأخويين أحمد بن حافظ ، والمختار بن حافظ- والشيخ عبد الرحمن رحماني - والشيخ علي بن الحامدي - والشيخ موسى بن مروش – والشيخ الميهوب بن إدريس – والشيخ الأخضر بن إدريس – والشيخ صالح عبد العزيز- والشيخ خلفي بوزيد وغيرهم ، وقد كان لهؤلاء الطلبة بعد تخرجهم دور كبير في نشر الثقافة العربية والعلوم الفقهية بين أبناء الوطن من خلال الزوايا والمساجد والكتاتيب والمدارس التي تم فتحها على أيديهم أو تم توظيفهم فيها أئمة ، كما اشتغل بعضهم قضاة في المحاكم الشرعية ،وبعضهم سافر لأتمام دراسته بقسنطينة أو بجامع الزيتونة بتونس أو بالجامع الأزهر بالقاهرة .

فضائل الشيخ الصديق:

تميز الشيخ الصديق رحمه الله بشخصية ذات ورع شديد، وتقى منقطع النظير، ورجاحة في العقل،وعمل دؤوب، وحذر من مضلات الفتن ومعرفة بالناس ،وزاده الله إلى ذلك غزارة في العلم ونورا في الفهم وزينة في الخلق ورأفة في القلب .

اهتمامه بالعلم :

لم تكن اهتمامات الشيخ الصديق العلمية قاصرة على الفقه والأحكام ،وعلوم النحو والبلاغة فقط بل كان له اهتمام بعلوم المنطق والحساب والفلك والنجوم والتصوف.ونظرا لندرة الكتاب في ذلك الوقت كان الشيخ الموهوب زروق ينسخ له الكتب التي يحتاجها كما كان يطلب نسخ الكتب النادرة من بعض طلبته وقد عثرنا فيما بقي من كتبه على العديد من الكتب المنسوخة منها كتاب في المنطق وكتاب في الفلك وكتاب في علم النجوم وأوراق في الاستعارة ومنظومتان في التصوف للشيخ عبد الرحمن الأخضري .

كان للشيح الصديق مكتبة زاخرة,وكانت كتب العلم عنده أعزعليه من ماله وولده ، وهو على فراش الموت كان ينظر إلى مكتبته فتسقط دموعه لاحظ عليه ذلك وحيده الشيخ الطيب وكان شابا في مقتبل العمر فظنه يبكي حزنا على تركه وحيدا في جوار لايرحم ،فقال له : لاتحزن ياأبي ،أنا على ثقة أن الله يحرسنا من بعدك.فنظر الشيخ الصديق إلي كتبه وقال : ياولدي إنما أبكي على هذه الكتب من لها بعدي ؟.

تعظيمه لشعائر الله :

عرف الشيخ الصديق بتعظمه لشعائر الله وحدوده ، والتزامه بالسنة النبوية وتورعه عن الشبهات ؛ روى أكثر من واحد أنه كان يرفض رفضا قاطعا ما ينتشر في بعض الزوايا من بدع وحضرة ووعدات وتجمعات تسيئ إلى الدين أكثر مما تحافظ عليه ، كما كان ينكر على الذين يعلنون في الناس الكرمات –التي يكرم الله بها بعض عباده الصالحين- لاستمالة قلوب العامة والبسطاء منهم . وكان يتقدم الفلاحين الذين يكلفهم بفلاحة أرضه ويشاركهم في العمل فإذا حضرت الصلاة أوقف العمل وأقام الصلاة تعظيما لعماد الدين وركنه الركين التي من أقامها أقام الدين كله ومن تركها ترك الدين كله .

وكان شديد الحذر من الفتن، يفر منها ومن أ هلها فراره من الأسد الضاري . وقعت فتنة بين عرشين أشعلتها أيادي فرنسا الخفية، وحاولت أطراف من الفريقين أن تزج به في الصراع، فرحل عن قرية قجال مع عائلته نائيا بنفسه عن الصراع وتوجه إلى أرضه "بوغنجة" بأولاد صابر حيث نصب هناك خيمة وأقام بها، فلما انتهت الفتنة عاد إلى قجال ويقال أن ابنه الطيب ولد هناك .

صوفية الشيخ الصديق:

ولم تؤثر هذه الروح الصوفية عند الشيخ الصديق رحمه الله سلبا على حياته فتصرفه عن أعماله الدنيوية ونشاطاته الاجتماعية ،أو تدفعه إلى التواكل والانعزال بل كان يمارس حياته العملية بنفسه دون الإخلال بنشاط على حساب الآخر؛ فهو المعلم في المسجد مع الطلبة، وهو الفلاح في الحقل مع الفلاحين، وهو المتسوق في السوق لاقتناء حاجاته وهو الإنسان المتواضع للناس الساعي في قضاء حاجة المحتاج والتنفيس عن المكروب وإصلاح ذات البين . وقد حفظ عنه أحفاده قوله :" كن مع الله صادقا مخلصا له الدين ، وكن مع عباده متواضعا لهم مداريا لهفواتهم ."

وصيته:

أدى الشيخ الصديق مناسك الحج رفقة ابن أخته الشيخ المختار بن الشيخ والشيخ عبد الرحمن رحماني .وقد ألم به مرض خطير أدرك من خلاله قرب أجله ،ولم يكن له من الأبناء الذكور الذين يعتمد عليهم بعد وفاته إلا ابنه الطيب الذي مازال في ريعان الشباب ولم يتخط بعد العقد الثاني من عمره ، فأودع وصيته على ابنه والزاوية للشيخ الدراجي العيادي الذي قام بعده بالتعليم في الزاوية ،وكان نعم الوصي والمرشد لولده.
روى لي الشيخ رابح عيادي أن الشيخ الدراجي كان حريصا على مرافقة الشاب الطيب في كل شؤونه. وفي ليلة زفافه أخذ الشيخ الدراجي ينتظر خروجه للصلاة بالناس بقلق شديد، فلما أذن المؤذن للفجر خرج العريس في ليلته من بيته وأمَّ الناس للصلاة .عند ذلك فرح الشيخ الدراجي واطمأنت نفسه وعلم أنه أدى الوصية على أكمل وجه ،لأن المحافظة على الصلاة وخاصة صلاة الصبح في وقتها هي العنوان الأبرز في اكتمال الشخصية الإيمانية لدى المؤمن ،فإذا أضفنا لها إمامة الناس وفي أشد الظروف حساسية يكون الشيخ الطيب قد أصبح مؤهلا لخلافة والده في البيت والزاوية عن جدارة.

قصة لقب حمادوش:

كان لقب الشيخ الصديق العائلي"بن إدريس" ورد ذلك في عدة وثائق. وقيل لظروف خاصة اختار لقب "حمادوش" نسبة إلى جده الرابع حمادوش حسب ما جاء في كتاب حفيده الشيخ محمد الصديق الذي ذكر فيه سلسلة أجداده. وقد ورد أيضا اسم "حماد وش" في كتاب نسخه الشيخ الزادي وأهداه إلى الشيخ الصديق. ونص الإهداء كما يلي :" نسخته لأخي في الله وشيخي سيدي الصديق بن سيدي إدريس الملقب بحماد وش ،جده سيدي علي حمادوش المكناسي أهلا، الحسني جدا، من أبناء سيدنا الحسن بن فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم" .


ومن هو سيدي علي بن حمادوش المكناسي هذا ؟ هل هو صاحب المقام المعروف بزاوية الحمادشة الواقعة على مسافة 20كم من مدينة مكناس بالمغرب الأقصى الذي عاش في القرن السابع عشر الميلادي ؟ تروي عائلتنا أن سيدي علي بن حمادوش وكان الوحيد الذي بقي من أفراد عائلته التي تعرضت للاغتيال بالسم من طرف أعداء لهم ،فحملته والدته رضيعا وقيل جنبنا إلى أخواله "عائلة بوجملين ببلاد القبائل " الذين أطلقوا عليه لقب حمادوش ،ثم عاد إلى قجال في حماية رجل عالم ، وتزوج وأنجب ولدا سماه الصالح. فلما بلغ معه السعي تركه في قجال ورحل مهاجرا في أرض الله الواسعة . ( يحتاج الأمر إلى تحقيق لتأكيد ما إذا كان سيدي علي بن حماد وش هو صاحب المقام بالقرب من مكناس).

وفاته :

توفي الشيخ الصديق في اليوم الخامس من شهر سبتمبر سنة 1893 م ودفن بجنب والده الشيخ الطاهر وجده الشيخ محمد بمقبرة قجال وقد ترك من البنين ولدا واحدا وبنتين رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته .

آثار الشيخ الصديق :

لم يترك الشيخ الصديق مؤلفات رغم أنه كان يعرف بالعالم الأديب ،إلا أننا عثرنا في أوراقه الخاصة على مجموعة من الأدعية والأوراد من ضمنها قصيدة في الشعر الصوفي الجميل وقصيدة أخرى في مدحه،ومدح الشيخ الموهوب زروق.

جل الله ربي:

يقـــول جل اللــــه ربي: أنا المقصود ،لا تطلب سواي
تجدني أين تطلبني ،عبدي وإن تطلب سواي ،لا تجدني
تجدني في سواد الليل ،عبدي قريبا منك ، فاطلبني تجدني
تجدني في سجودك لي ، قريبا كثيرالخير، فاطلبني تجدني
تجدني حين تدعوني ،مجيبا أنا الحنان، فاطلبني تجدني
تجد ني ،غافرا برا رؤوفا عظيم العفو، فاطلبي تجدني
تجدني ،مستغاثا بي، مغيثـا أنا الوهاب، فاطلبني تجدني
أتذكر ليلة ناديت فيها ألم أسمعك ، فاطلبني تجدني
وقد بارزتني بالذنب جهرا فلم أكشفك، فاطلبني تجدني
وكم قد رام ضرك من عدو فلم أخذلك، فاطلبني تجدني
إذا اللهفان نادني كظيما أقل لبيك، فاطلبني تجدني
إذا المضطر قال : ألا تراني نظرت إليه، فاطلبني تجدني
وأية عثرة لك لم أقلها فلم نضررك فاطلبني تجدني
إذا عبدي عصاني لم يجدني سريع الأخذ ، فاطلبني تجدني

قصيدة في مدح الشيخين الصديق حمادوش والموهوب زروق
للشاعر محمد بن علي بن أحمد الملقب بابن دعاس الريفي

خليفة الشيخ لاتسلني فإننـــــــي
على الباب واقف متطفـــــــــل
فنطلب منكم الفوز ياعلم الورى
بإرشاد للخيرات وانفكاك القفل
عن القلب يضحى زايلا عنه ذا العمى
فينكشف الغطاء وتنفرج الأحــــــوال
إمام حؤز للفضائل كلـــــها
بإحيائه للسنة وانخذال الجهــــل
أنارت به الشريعة، سيِّــــــدٌ
قد فاز على الأقران علم وعمـل
فبالشرف الرفيع قد شاع ذ كـــــره
فحوَّله الثناء بما هو حاصــــــــــل
فشيخ من الكمَّال نوره زائـــــــــــد
كمثل الهـــلال فاق عنــــــه وأجمـل
فليس له مثيل في عصرنا وما
حذاه من الأعصار بالعلم عامـــل
فقد رغم الحسود أنفـه بالــذي
قد أوهبه الإله بالسبق واصـــــــل
محمد الصديق والنسب شهــرا
بابن إدريس إن كنت سائـــــــــــل
ومسكنه قجال والمنشأ قل بـــه
سلالة مجد نص عنها الأوائـــــــل
فلله در ذا الإما م لأنــــــــــــــه
شجاع عند الحروب نسل الأفاضل
تقوَّل في العلوم حتى ارتقى بها
مكانة أهل الصدق وأعلا المنــازل
فذوا كرم وفخر لا يقاس بمثلـه
ترفَّــل في الأنــوار،إيََّـاك تجهـــــل
قد اقتبس الأنوارمن شيخه حتى
ضاء به المكان، إيَّاك تغفــــــــل
فزره مرارا تغتنم بركاتـــــــــه
بها سعد الدارين ، ليس له مثـــــــل
تواضعه مشهور وكذا زهــــده
قد شابه شيخه في كل الخصائـــــل
محمد بن عبد الكريم عَـلَـمــــــه
ونسبته السُّلامي والكسنى والأصـل
وقد شاع في الوطن المذكور مقامــــــــه
فمقصد للأيتام ومأوى الأرامـــــــــــــل
كرامته لاتحصى بحر المعارف
ومُحي قلوب الخلق موقظ الغافــل
جواد بسيط الكف حتى لو أنـــه
دعاها لقبض لم تجبه الأنامـــــــل
فيارب طوِّل للأنام بقدرحياتـــه
إمام جليل القدر حاز التفضـــــــل
عليه من الله الكريم رضوانــــه
مدى الدهر،مادامت شهور تهلــل
كذا سيدي الموهوب من نسـل زروق
فياله من شيخ حميد الخصائـــــــل
له كرامات شهدناهـا يــافتى
منها أمر للمحتاج عند التحـــــول
فأنواره تلوح للعبد. ذوالتــقى
وقائم بالفروض ثم النوافـــــــــــل
مع النصح للمخلوق غاية جهـده
فلا زال في حفظ الإله مبجّــــــــل
يـود الـذي لاقـاه ألايـفارقـــــــه
فبالحق قائم وكاره الباطــــــــــــل
ونظمه الفقير إلى ربه محمــــد
فابن علي يرتجي محو الزلــــــــل
ضعيف الورى وأحوج الخلق كلهم
إلى رحمة المولى العظيم المتعــــــــال
لعلكم تدركوه بفضلكــــــــــم
فياسدتي إني عنكم عامــــــــــــــــل
وصل يارب على نبيك أحمـــد
كذا الآل والأصحاب جمع مفضل
يوم 14 شوال 1302 هـ/ 1885 م

============




http://www.youtube.com/watch?v=rILwJ...eature=related


============



الشيخ الطيب حمادوش

مولده :


ولد سيدي الشيخ الطيب بن الصديق سنة1872 م كان وحيد أبيه من الذكور، حفظ القرآن الكريم وهو ابن عشر سنين .أخذ مبادئ النحو والفقه الأولى على يد والده، ثم الشيخ الدراجي عيادي .

شخصيته :


انتقل بعد ذلك إلى زاوية الشيخ الحداد بصدوق ليواصل تعلمه ولكن وفاة والده عجلت بعودته، فتولى بعده مسؤولية البيت المبارك والزاوية العامرة، وهو شاب يافع لم يتجاوزالعقد الثاني من عمره ، وقف إلى جنبه الشيخ الدراجي عيادي بناء على وصية من والده ، فكان سنده القوي ، ومرجعه المخلص إلى أن اشتد عوده وتمكن من نفسه .


كان الشيخ الطيب رحمه الله رجلا حازما، وفارسا لا يترك سلاحه قائما أوقاعدا، وكان جادا لا يعرف الخمول ولا التواكل ، ذكيا ؛ يتمتع بفراسة حادة مكنته من معرفة الرجال، وتمييزالقريب من البعيد ،والحليف من الخصيم، وكشف مكائد الخصوم، ومواجهتهم بما يبيتون له. كما جمع إلى جنب هذه الخصال الورع والتقوى ،والتزام الذكر، وتلاوة القرآن .

سيدي الطيب الولي البركة
:


لم يكن سيدي الطيب رجل علم وتعليم كوالده،ولكنه كان بورعه وتقواه رمزا روحيا لأهل المنطقة . لم تتوقف الزاوية في عهده ولكنها شهدت نوعا من الفتور ، نظرا لانشغال الشيخ الطيب بالعمل الفلاحي لسد حاجات الأسرة النامية والإنفاق على طلبة القرآن والفقه وإيواء عابري السبيل وإطعام السائلين والأيتام، ويبدو أن انتشار الفقر والمجاعة خاصة خلال العشرينات من القرن العشرين، وازدياد حاجة الناس إلى الطعام جعلت الشيخ الطيب يصرف أكثر حهده واهتمامه إلى العمل الزراعي للقيام بدوره الاجتماعي على خير وجه امتثالا لقوله تعالى :" فلا اقتحم العقبة ، وما أدراك ما العقبة، فك رقبة ، أو إطعام في يوم ذي مسغبة ؛ يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة " سورة البلد .
روى لي الشيخ محمد خلفي أطال الله عمره ، أن الشيخ الطيب كان يدخل عند الشيخ بوزيد وهو يعلم القرآن بالزاوية فيقول له "إطعام الطعام ، إطعام الطعام ياسي بوزيد " في إشارة منه إلى أن إطعام الطعام اليوم أولى ، لشدة حاجة الناس إليه .


وفاته :


انتقل الشيخ سيدي الطيب إلى رحمة ربه يوم الاثنين 29 ماي سنة 1933م أثناء أدائه لصلاة المغرب فتولى من بعده شؤون البيت والزاوية بكره الشيخ محمد الصديق .




الشيخ محمد الصديق حمادوش

( 1966-1895 )



مولـــده:


الشيخ محمد الصديق هو بكر الشيخ الطيب بن حمادوش
ولد في 01 /07 / 1895 بقرية قجال .


دراسته :


حفظ القرآن وأخذ مبادئ اللغة العربية والفقه في زاويتهم ،ثم انتقل إلى مدينة سطيف ليواصل دراسته بها، فتعرف على الشيخ البشير الإبراهيمي، وأخذ عنه،وتوطدت العلاقة بينهما وكان الشيخ محمد الصديق يحب الشيخ البشير ويجله ويذكر علمه وفصاحته ويعدد خصاله وأعماله ،وكان يبدي امتعاضه من النظام الذي فرض الإقامة الجبرية على الشيخ البشير الإبراهيمي، ويوم توفي الشيخ البشير سنة 1965ونشرت جريدة الشعب خبر وفاته بكلمة مقتضبة في صفحتها الأولى ،بدا متأثرا جدا ولكنه لم يقل شيئا وتلك كانت طبيعته.

أخلاقه
:


عرف الشيخ الصديق بورعه وتقواه ، وكان مقيما للصلاة محافظا على النوافل، صاحب ولاية وكرامات يتمتع بشخصية ذات مهابة وجلال ،حكيما إذا تحدث ، حليما إذا غضب ، صادقا إذا وعد، ناصحا أمينا ، رزينا ذا بعد نظر في كل تصرفاته ومواقفه وأعماله وعلاقاته .

مسؤولية البيت والزاوية
:


بعد وفاة والده ، تولي أمر البيت والزاوية تنفيذا لوصية والده ، فكان نعم الأخ لإخوته ،وخير الأب للأسرة كلها والابن المطيع المسترشد بزوجة أبيه السيدة الفاضلة ،والناصح الأمين المعروف بحكمته وبعد نظره في منطقةقجال وما حولها .

اجتهد الشيخ محمد الصديق في إعطاء بعث جديد للزاوية ،فأعاد بناء مسجدها الذي كان مغطى بجريد النخيل وتم تغطيته لأول مرة بالقرميد كان ذلك سنة 1936 .ثم التمس من الشيخ المختار بن الشيخ أن يتولي التدريس بالزاوية فلبى الشيخ المختار الدعوة وشرع في التدريس ، وبذلك عاد للزاوية دورها العلمي ؛فأقبل عليها طلبة العلم من كل الجهات ( ذكرنا بعضهم في ترجمة الشيخ المختار بن الشيخ). كما عمل سيدي محمد الصديق بالتعاون مع إخوته على تنمية العمل الفلاحي من زراعة للحبوب والخضر وتربية للمواشي .ومن أبرز تلك الأعمال وأهمها من الناحية الاجتماعية والدينية وتزين المحيط والمحافظة على البيئة بستان أشجار الفواكه الذي أنشئ على الأرض الواقعة شرق بيت الشيخ ، شمال المقبرة . كان هذا البستان تحفة قرية قجال،وكان بأشجاره المتنوعة الفواكه ذات النوع الجيد بهجة للناظريين ومأنسا للمتأملين وهنيئا مريئا للطاعمين. ولم يكن ذلك البستان يحقق أي فائدة اقتصادية للعائلة ، لأن ثماره كانت موقوفة في سبيل الله .

علاقاته :


كان للشيخ محمد الصديق علاقات شخصية مع الشيخ البشير الإبراهيمي كما سبقت الإشارة إلى ،ذلك ، حيث تتلمذ عليه في أول الأمر، ثم تطورت تلك العلاقة لتصبح علاقة تعاون في خدمة العلم والدين ،وقد تجلى ذلك خلال تعاونهما في التجمعات التي كانت تعقدها جمعية العلماء لجمع التبرعات، ومنها التجمع الذي انعقد بمسجد زاوية قجال، وحضره جمع غفير من سكان المنطقة ، وترأس الاجتماع الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله وقُدِّم للصلاة . وصلى بالناس صلاة المغرب. وبعد العَشاء خطب في الحاضرين، وطلب منهم مساعدة جمعية العلماء في جمع التبرعات لبناء مدرسة الفتح بمدينة سطيف. فكان أهل قجال أول المساهمين في بنائها. وكانت له علاقات مع كثير من العلماء ، كالشيخ العربي التباني،والشيخ نعيم النعيمي،والشيخ بلقاسم بن عكة وغيرهم .

تقاسم الأعمال من أجل أداء أفضل للمسؤوليات :


ظل الشيخ محمد الصديق وفيا لمسؤولياته إزاء الأسرة والزاوية. فلما أنهى الشيخ عبد الحميد دراسته بجامع الزيتونة وعاد إلى أرض الوطن تفرغ للتعليم والإمامة والفتوى وكل ما يتعلق بشؤون الزاوية من بناء وإصلاح، بينما تركزت اهتمامات الشيخ محمد الصديق على الشؤون الفلاحية، والإنفاق والتوجيه العام،وتكلف الشيخ عبد الرحمن بالشؤون المنزلية وإطعام الطلبة والزوار وأبناء السبيل.


الشيخ محمد الصديق في مواجهة البلاء :


لم يؤثر شيء في نفس الشيخ محمد الصديق، قدر ما أثرت فيه ثلاث وقائع شديدة ، أفقدته الكثير من فاعليته وقدراته التوجيهية : الواقعة الأولى تمثلت في استشهاد العلامة المجاهد عبد الحميد، الذي كان يرى فيه مستقبل المرجعية الدينية والروحية والتوجيهية ومستقبل الزاوية كمركز علمي معرفي للمنطقة .وكانت الواقعة الثانية في وفاة الأم الكبيرة السيدة خديجة سنة 1961م التي فقد بفقدها التماسك الداخلي للعائلة . وتمثلت الواقعة الثالثة في فقده فلذة كبده ووحيده الابن البار محمد الصغير، الذي عجل به القدر في نهاية صائفة سنة 1963م، وهو ابن الرابعة والعشرين ؛ لقد فقد بفقده أمل المستقبل ورجل الفلاحة الأول في البيت .تلكم الفلاحة التي كانت المورد الوحيد الذي تسترزق منه العائلة وتطعم طلبة القرآن والفقه .


قجال مرة أخرى على موعد مع التاريخ بعد الاستقلال
:


ورغم تلك الصدمات المفجعة التي ألمت بالشيخ محمد الصديق، إلا أنها لم تفت في عزمه ولم تنل من إرادته في إعطاء دور جديد للزاوية، في تعليم أبناء المنطقة خاصة الذين لم يتمكنوا من مواصلة تعليمهم في المدرسة النظامية فاستقدم في الأشهر الأولى للاستقلال الشيخ القريشي مدني لتعليمنا مبادئ القراءة واللغة العربية والجغرافية والتاريخ ،فكان عددنا لا يتجاوز العشرة . ثم جاء الشيخ الحسين مومن فاجتمع حوله عدد أكبر من الطلبة لعدة شهور. وفي صائفة سنة 1963 حضر البشير قزوط عند الشيخ محمد الصديق وجلسا بالبيت الواقع أمام المسجد، وبعد تناول كسرة باللبن تطرق الحديث إلى مسألة التعليم بالزاوية تنفيذا لوصية الإمام الشهيد عبد الحميد حماد وش فاقترح سي البشير على الشيخ محمد الصديق فكرة إنشاء مدرسة، فبارك الشيخ محمد الصديق الفكرة على الفور وقال له: على بركة الله . ومنذ تلك اللحظة انطلقت الأشغال بسرعة مذهلة؛ فتم تكوين لجنة تضم كلا من البشير قزوط والشيخ محمد الصديق والشيخ القريشي مدني والشيخ لحسن بودرا فه وبوزيد هيشور والبشير فلاحي والشيخ محمد خلفي . وكان مواطنو بلدية قجال مع الحدث فجمعت زكوات الحبوب والتبرعات . وتم اعتماد فكرة إنشاء البيوت القصديرية"البرارك " عوض بناء أقسام جديدة الذي يتطلب مدة أطول وأموالا أكثر. وما حل شهر نوفمبر من سنة 1963حتى فتحت الإعدادية أبوابها تحت اسم : إعدادية الشهيد عبد الحميد حمادوش لطلبة العلم والمعرفة. وكان افتتاحها بمهرجان رائع وحفل بهيج حضره الشيخ نعيم النعيمي والأستاذ محمد العوضي المصري والشيخ الإمام بن مدور وغيرهم من الشخصيات والأساتذة والمجاهدين . وشاع في الآفاق خبر مدرسة قجال. فتقاطر عليها الطلبة من كل صوب وحدب ، وبارك الله فيها. وكان لها دور كبير في إخراج أجيال من ظلمات الجهل إلى نور العلم. كما ساهمت بنسبة كبيرة في مد المدارس النظامية بالمعلمين والأساتذة . وكم كان الشيخ محمد الصديق حريصا على أن تبقى هذه الإعدادية ذات طابع شعبي يتعلم فيها ابن الغني بماله ويجد الفقير فيها مقعدا لابنه بدون مقابل , ويبقى للعائلة فيها دور الإشراف المعنوي والإرشاد الديني والمساهمة المادية . ولكن ما الحيلة وهذا الجسد المكدود قد أتي الشلل على نصفه وفقد المعين والنصير ومن هو بالأمور بصير ،وحانت ساعة الرحيل.

وفاته :

توفي الشيخ محمد الصديق في أول شهر يوليو سنة1966 عن اثنتين وسبعين سنة وشيع جنازته جمع غفير من أهل قجال وضواحيها وسطيف وحضرها وفد رسمي من الشؤون الدينية على رأسهم الشيخ نعيم النعيمي الذي ألقى في المشيعين كلمة تأبينية ترحم فيها على روح الشيخ محمد الصديق مذكرا بخصاله الحميدة .وأعماله الباقية بإذن الله .


========================================

http://www.youtube.com/watch?v=Kwk1m4jEkXA&feature=fvsr

يتبع




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©