عنوان الموضوع : المحدث الحافظ الرحلة الفقيه، إمام اللغة الأديب الشاعر أبو مروان الطبني - شخصيات جزائرية
كاتب الموضوع : admin
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


المحدث الحافظ الرحلة الفقيه، إمام اللغة الأديب الشاعر أبو مروان الطبني


نترجم لواحد من أعلام الحديث الشريف أصيل الجزائر، ولد في بيت شرف وعلم ورياسة، ينتمي إلى عائلة هاجرت من مدينة طبنة ( بريكة)، مدينة الكرم والجود والشجاعة والفروسية والرجولة، مدينة الجهاد والشهداء في سبيل الله، لعلمائها باع كبير في نشر الدين والعلم والإصلاح، استقرت هذه العائلات المهاجرة بمدينة قرطبة، وفيها نشأ مترجمنا وتربى على الفضيلة وطلب العلم فبرع ونبغ في فنون متعددة فعرف بالإمام اللغوي الفقيه الشاعر المؤرخ، المحدث الحافظ، جاب مدن الأندلس، ورحل رحلات عديدة الى المغرب والمشرق لملاقاة الشيوخ والمحدثين، اكتسب علما جما ومعارف غزيرة، أشتهر خاصة في علوم الحديث الشريف الذي جاب في تحصيله الفلوات، ونسى في خدمته اللذات والشهوات، ومارس الدفاتر وسامر المحابر، وانفق في جمعه ونشره سنين عمره، واوقف لتقييده وتسميعه ليله ونهاره ، فأخذ وبلغ، وأصل وفصل، شهدت مساجد وداره بقرطبة مجالس إملائه التي غصت بها جموع طلاب الحديث الشريف، شهد له كل من عرفه أو ترجم له بأنه من كبار المحدثين الثقات الأثبات، نقل عنه الحفاظ وكتاب التراجم والمؤرخين، مما يدل على نفاسة مصنفاته – التي هي في حكم المفقود مع الأسف - و علو قدر مؤلفها ورسوخ قدمه.


اسمه ونسبه وكنيته:
عبد الملك بن زيادة الله بن علي بن حسين ابن محمد بن أسد بن محمد بن إبراهيم بن زياد بن كعب بن مالك التميمي ثم الحمانى، أبو مروان الطبني، والحِّماني نسبة إلى حِمّان وهو حيّ من تميم، وبنو حِمّان بن عبد العُزَّى بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم كما يؤكد ذلك ابن حزم في جمهرة نسبه[1].
أما الطُّبْني فنسبة إلى مدينة طُبْنَه ( بضم الطاء المهملة وسكون الباء المعجمة بواحدة ثم نون مفتوحة ثم هاء) [2] وهي مدينة بريكة التابعة لولاية باتنة عاصمة الأوراس حاليا.
مولده ونشأته:
ولد كما ذكر ذلك بنفسه للقاضي أبو علي الصدفي ونقله عنه ابن بشكوال في الصلة (1/115) :" ولد شيخنا أبو مروان في الساعة الثامنة من يوم الثلاثاء، وهو اليوم السادس من ذي الحجة من سنة ستٍ وتسعين وثلاث مائة" ( 396 هـ / 1006 م )، في مدينة قرطبة التي هاجرت إليها الكثير من الأسر الطبنية، وقد نشأ مترجمنا في بيت علم ودين وأدب وشرف ونسب، نبغ من أسرته وأقاربه عدد غير قليل من المحدثين والأدباء و البلغاء والشعراء ورجال الدولة، أذكر منهم:
- والده زيادة الله ( ت 415 هـ): يكنى أبو مضر، من أهل العلم بالآداب، واللغات، والأشعار، رفيع الطبقة في صنعة الشعر قربه إليه حاكم قرطبة في وقته المنصور محمد بن أبي عامر وجعله من جلسائه [3].
- عمه أحمد ( ت 390 هـ): يكنى أبا عمر وصل إلى الأندلس حدثا سمع بقرطبة من قاسم بن أصبغ وابن أبي دليم ونظرائهما، ورحل إلى المشرق حاجا سنة اثنتي وأربعين وسمع في رحلته سماعا يسيرا، وكان رجلا صالحا فاضلا ، حدث وكتب الناس عنه أحاديث [4]
- عمه محمد ( ت 394 هـ): يكنى أبا عبد الله، وكان حافظا للأخبار عالما بالأنساب شاعرا محسنا، لم يصل إلى الأندلس أشعر منه، وكان واسع الأدب والمعرفة، ولى الشرطة وعاش إلى أن علت سنه، وقد كتب عنه الناس، وربطته علاقة صداقة بأبي محمد بن حزم الذي أورد بعضا من أخباره في كتابه (طوق الحمامة في الألفة والألاف). [5].
- ابن عمه إبراهيم بن يحيى ( ت 461 هـ): يكنى أبا بكر، أخذ مع ابن عمه أبي مروان عن بعض شيوخه، وشاركه فيمن لقيه منهم، أديب شاعر من أهل بيت أدب وعلم وجلالة، تولى الوزارة بحزم وفطنة [6]
- أخوه عبد الرحمن ( ت 401): يكنى أبا الحسن، كان له فضل وأدب وزهد ونسك. وروى الحديث قال ذلك: أخوه أبو مروان.[7]
- أخوه عبد العزيز ( ت 436 هـ) يكنى أبا الأصبغ سمع من القاضي يونس بن عبد الله كثيراً ومن غيره، وكان له فضل وسخاء.[8].
- بالإضافة إلى أبناء عمومته وأولادهم النجباء المشهورون في طلب الحديث الشريف والأدب والعلم والفضل منهم القاسم بن علي بن معاوية الطبني الراوية المحدث، وأبو الحسن علي بن عبد العزيز ابن زيادة الله بن أبي مضر الطبني، أشعر بني الطبني، وغيرهم.


طلبه العلم ورحلاته:
كما رأينا فإن مترجمنا نشأ في بيت علم وشرف، وفي كنف أسرة مباركة، كل أفرادها يتعاطى العلم والأدب، فحفظ القرءان الكريم وقرأ مبادئ العلوم والعربية والفنون، وحفظ المتون، فكان والده أول شيوخه، واستفاد أيضا من علم وأدب أعمامه وأبناء عمومته، وبعد أن بلغ سن الطلب أرسله والده إلى مجالس العلم بقرطبة التي كانت حاضرة ومنتدى للعلم والأدب في ذلك الوقت، كما أرتاد مكتباتها التي تزخر بأمهات الكتب والمصنفات، فكان يغشى مجالس العلماء والشيوخ والأدباء فتمكن من علوم وفنون عصره من لغة وشعر وفقه وتفسير للقرآن الكريم وتجويده، وبرع في الحديث الشريف (( وقد حبب إليه منذ صغره حب الحديث الشريف - ومن شاغف قلبه حب الحديث الشريف يصعب عليه تركه ))، لذلك نراه يشمر عن ساق جهده واجتهاده ويبدأ بالسماع من أسند شيوخ مصره، فسمع من مسند قرطبة والأندلس الشيخ المعمر حكم بن محمد، ومن محدث قرطبة والأندلس أبو حفص القرطبي الزهراوي، ومن الحافظ الثقة عمر بن القاضي القرطبيّ وغيرهم، ثم طاف بمدن الأندلس للسماع والأخذ والكتابة عن علمائها ومسنديها فزار مالقة والمرية ومرسية و سرقسطة وإشبيلية، وكعادة جهابذة المحدثين الذين يحرصون على الرحلة في طلب الحديث فقد كانت له رحلات متعددة إلى المشرق التقى وكتب فيها عن جماعة من أهل العلم بدأ رحلته الأولى في بداية سنة 418 هـ بالتوجه إلى الجزائر فزار مدينته طبنة، ومنها انتقل إلى بونة ( عنابة) حيث التقى المحدث الأديب أبو حفص عمر بن عبيد الله بن زاهر وقرأ عليه وأجازه وأثنى عليه، ثم انتقل بعدها إلى تونس التي أخذ عن علمائها في كل من القيروان التي أعجب بها واستقر فيها فترة في إحدى رحلاته، والمنستير والمهدية ، ثم توجه إلى مصر فأخذ عن علمائها بالقاهرة، والإسكندرية والفسطاط، ثم توجه إلى الحجاز حيث أدى فريضة الحج وسمع وأخذ عن علماء مكة المكرمة والمدينة النبوية، وعن العلماء الذين تعرف عليهم في موسم الحج، كما زار صقلية وأخذ بها عن الفقيه عبد المنعم بن الحسين الجرشي العتقي الذي ذكره أبو مروان الطبني في فهرسته وقال عنه:" ... لقيته بالمدينة من صقلية وناهيك به تماما وفضلا، وعلقت عنه فوائد عجيبة ونكتا حسانا ". [9]
وتعددت رحلاته بعدها وزياراته لأرض الحجاز لأداء فريضة الحج وطلب العلم، ومن المدن التي ذكر أنه أخذ فيها عن الشيوخ بغداد ودمشق والموصل وهذه تراجم موجزة لأهم شيوخه مرتبة حسب تاريخ الوفاة.
شيوخه:
1 - عبد الرحمن أبو المطرف بن مروان بن عبد الرحمن القنازعي (ت 413 هـ): قرطبي فقيه زاهد ورع متقشف مجاب الدعوة، رحل وحج وسمع بمصر،وكان أقرأ من بقي وله تفسير في الموطأ مشهور مفيد حسن التأليف واختصار كتاب بن سلام في تفسير القرآن، روى عنه بن عتاب وابن عبد البر وابن الطبني وغيرهم.[10]
2- أحمد بن عبد الله بن بدر القرطبي النحوي (ت 423هـ) أبو مروان مولى الحكم المستنصر، روى عن أبي بكر بن هذيل وغيره ، وعنه أبو مروان الطبني ، وكان نحوياً لغوياً عروضياً شاعراً .[11]
3 - هاشم بن محمد بن هاشم (423 هـ) : من أهل قرطبة؛ يكنى أبا خالد، ذكره أبو مروان الطبني في الأدباء الذين أخذ عنهم الأدب.[12]
4- أبي بكر إسماعيل بن إسحاق بن عزرة الأزدي (ت حوالي سنة 424 هـ ) القيرواني المالكي، فقيه فاضل زاهد قيرواني من أصحاب أبي محمد بن أبي زيد القرواني وطبقته، سمع منه الناس روى عنه حاتم الطرابلسي وأبو مروان الطبني وأثني عليه ابن أبي زيد في شيبته.[13]
5 - مسعود بن سليمان بن مفلت الشنتريني الأديب ( 426 هـ): من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الخيار، حدث عنه أبو مروان الطبني وقال: كان صاحبي عند جماعة من شيوخي وقال أنشدني هذا البيت وهو من أبيات كثيرة نفعاً:
نافس المحسن في إحسانه ... فسيكفيك مسيئاً عمله.[14]
6- القاضي يونس ابن الصفار ( ت 429 هـ): أبو الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث، قرطبي.نشأ في طلب العلم، كان رجلاً صالحاً، قديم الخير والطلب، مع الأدب. أسند من بقي من المحدثين، وأوسعهم جمعاً وأعلاهم سنداً، مقدماً في الفقهاء والأدباء، مشاركاً في كل فن. سمع منه الناس، روى عنه جماعة من الجلة، منهم: القاضي أبو الوليد الباجي، وابن عتاب، وأبو مروان سراج، والعقيلي والطرابلسي، وأبو مروان الطبني.[15]
7- أحمد بن محمد بن هشام بن جهور بن إدريس (ت 430 هـ): أبو عمرو المرشاني، روى عن أبيه، وعمه، وأبي محمد الباجي. وحج سنة خمس وتسعين، وجاور، وسمع، حدَّث عنه القاضي يونس بن عبد الله بن مغيث، وأبو مروان الطبني...وكان رجلاً صالحاً على سنةٍ واستقامة، ومعرفة بالشروط وعللها.[16]
8- محمد بن محمد بن إبراهيم بن سعيد القيسي ( 432 هـ) : من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر، ولي القضاء بمدينة سالم. ثم أحكام الشرطة والسوق، وكان من أهل الصرامة في أحكامه، وكانت له عناية بالعلم.
حدث عنه أبو مروان الطبني.[17]
9- عمر بن القاضي أبي عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرِّج القرطبيّ (ت 435 هـ ): أبو حفص، سمع من أبيه كبير المحدثين بقرطبة الكثير، ومن أبي جعفر بن عون الله، وغيرهما. وكان ثقة. روى عنه أبو مروان الطّبنيّ.[18]
10- محمد بن عبد الله بن سعيد بن عابد ( 439 هـ): أبو عبد الله المعافري القرطبي. حج، وسمع وحدث عن جلة من العلماء، كان معتنياً بالإجازة والآثار ثقة فيما رواه وعنى به، خيراً، فاضلاً، متواضعاً، دعي إلى الشورى فأبى. حدَّث عنه خلق منهم: أبو مروان الطبني... وكان بقية المحدثين بقرطبة. [19]
11- عمر بن عبيد الله بن زاهر( ت بعد 440 هـ): أندلسي استوطن بونة من عمل إفريقية، يكنى أبا حفص، روى عن أبي عمران الفاسي الفقيه، وأبي عبد الملك مروان بن علي الأسدي البوني، وغيرهم. ذكره أبو مروان عبد الملك ابن زيادة الله الطبني في شيوخه الذين لقيهم بالمشرق وأثنى عليه.[20]
12 - إبراهيم بن محمد بن زكريا بن مفرج بن يحي (441هـ): أبو القاسم الزهري الإفليلي ثم القرطبي، ولي الوزارة للمستكفي بالله، كان عالما بالنحو واللغة ، بذ أهل زمانه في اللسان العربي والضبط لغريب اللغة ، وألفاظ الأشعار ، يتكلم في البلاغة ونقد الشعر، روي عنه: أبو مروان الطبني، وأبو سراج، وآخرون.[21]
13- يونس بن أحمد بن يونس بن عيشون ( 442 هـ): أبو سهل الجذامي ابن الحراني القرطبي اللغوي، كان بصيراً باللسان، حافظاً للغة والعروض، قيماً بالأشعار، مليح الخط متقناً. أقرأ الناس مدة، روي عنه أبو مروان بن سراج، وأبو مروان الطبني وقال عنه :" كان بقية أهل العلم والشعر الجاهلي، وبالغريب وأهله، وأشد الناس تصاوناً وانقباضاً رحمه الله". [22]
14- اسماعيل بن أحمد بن زيادة الله التجيبي (ت 445 هـ) من أهل القيروان وسكن المهدية يعرف بالبرقي كان عالما بالآداب مستبحرا شاعرا مجودا من أهل التأليف والتصنيف مع جودة الضبط وبراعة الخط من كتبه " الرائق بأزهار الحدائق " و"شرح المختار من شعر بشار، للخالديين"، حدث عنه أبو مروان الطبني لقيه بالاسكندرية في رحلته لأداء الفريضة. [23]
15- حكم بن محمد ابن حكم ( ت 447 هـ ): الشيخ المعمر مسند الأندلس أبو العاص الجذامي القرطبي، المعروف بابن افرانك،... روى عنه أبو مروان الطبني، كان رجلا صالحا ثقة مسندا صلبا في السنة مشددا على أهل البدع عفيفا ورعا صبورا".[24]
16- عبد العزيز بن بندار بن عليّ بن الحسن ( ت 448 هـ)
أبو القاسم بن بندار هذا سكن مكة، روى عنه أبو مروان الطبني وهو من جلة شيوخه انتقى عليه أبو نصر الوائلي الجامع الصحيح لمحمد بن إسماعيل البخاري.[25]
17- قاسم بن محمد بن هشام الرُّعينيّ (ت 448 هـ): أبو محمد، المعروف بابن المأمونيّ الأندلسيّ. من أهل المريّة. رحل وسمع كثيرا، كان من كبار المالكيّة، جلس بالمريّة للإقراء والتّفقّه، روى عنه: ابنه حجّاج، وأبو مروان الطّبني، وأبو المطرف الشَّعبيّ، وغيرهم.[26]
18- عمر بن عبيد الله بن يوسف بن حامد الذهلي (ت 454هـ): أبو حفص القرطبي الزهراوي، الإمام العالم الحافظ المجود محدث الأندلس مع ابن عبد البر كان معتنيا بنقل الحديث وجمعه وسماعه حدث عنه... أبو مروان الطبني، وكان خيرا ثقة متصاونا قديم الطلب. [27]
19 - عبد الرحيم بن أحمد بن نصر إسحاق بن عمرو (ت461): أبو زكريا التميمي البخاري الحافظ، له رسالة الرحلة وأسبابها وقول لا إله إلا الله وثوابها قال الحافظ ابن الأبار حدث عنه جماعة منهم أبو مروان الطبني وقال عنه :" هو من الرحالين في الآفاق أخبرني أنه يحدث عن مئين من أهل الحديث". [28]
20- الحبال الحافظ الامام المتفنن محدث مصر ( ت 482 هـ): أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد بن عبد الله النعماني مولاهم التجيبى ابن ابى الطيب الفراء الكتبى الوراق المصرى، روى عنه أبو مروان الطبني...كان الحبال ثقة ثبتا ورعا خيرا.[29]


- كما تتلمذ وأخذ عن الحافظ عبد الرحمن بن إسماعيل بن جوشن المعروف بأبي المطرف الطليطلي، وعن الحافظ أبى الحسن على بن عمر الحرانى المعروف بابن حمصة، وعن المحدث القاضي عبد الرحمن بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد، وعن الأديب محمد بن الحسين الفهري وراق أبي علي البغدادي، وعن الأديب اللغوي أبي عثمان سعيد بن محمد بن عبد الله بن قرة، وعن الفقيه حماد بن وليد بن عيسى بن محمد بن يوسف الكلاعي، وعن الفقيه أبو علي الحسن بن أحمد بن محمد الهاشمي العباسي، البغدادي وغيرهم.




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©