عنوان الموضوع : من علماء الجزائر - شخصيات جزائرية
كاتب الموضوع : hanan
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

في ندوة حول أحد رواء الإصلاح في غرداية
أعلام يدعون لاستعادة قيم الجزائر المفقودة
شهادات عن موقف الشيخ بيوض في رفض فصل الصحراء الجزائرية عن الشمال


دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف،بوعبد الله غلام الله، للعودة لأفكار العلامة الشيخ إبراهيم بيوض ، لأنه نموذج المثقّف المتفتّح الذي ساهم اليوم في منح الشباب قيما جديدة وعرف عنه مواقفه المشهودة في الدفاع عن وحدة التراب الجزائري. الخبرـ نبيلة سنجاق بتصرف



خصّصت المكتبة الوطنية أول أمس، العدد الثاني من ''أيام وأعلام'' للعلامة إبراهيم بيوض المفسر والأديب والمناضل، الذي ارتبط اسمه بتاريخ الحركة الإصلاحية الجزائرية، فكان من مؤسسي جمعية العلماء المسلمين سنة 1931، ورفيقا مساندا لابن باديس، وأسس بمنطقته الفرارة ''مدرسة الحياة'' على شاكلة مدرسة قسنطينة لابن باديس، لتعليم القرآن واللغة العربية، تخرّج منها عدد كبير من المثقفين منهم محمد الأخضر السائحي.



وقال الشيخ عبد الرحمان شيبان بالمناسبة إن الشيخ بيوض ''لم يكن مجرد عالم دين، بل كان من رجال الإصلاح البارزين. كان يشجع أهله على التصاهر مع كل الجزائريين على عكس ما يحدث اليوم للأسف في مدينة بريان''.


ومن جهته اعتبر وزير الشؤون الدينية، الشيخ إبراهيم بيوض نموذجا للمثقف الجزائري المتعدد الأبعاد، وقال ''كان ينطلق من الوحدة الثقافية للوطن في كل أفعاله وأبحاثه.. ساهم في التوجيه كمثقف ومرشد بالدرجة الأولى وليس كسياسي''.


ودعا وزير الشؤون الدينية الذي تعرف على إبراهيم بيوض في تيارت سنة 1966، إلى ضرورة الرجوع إلى أمثال هذه الشخصية، على غرار الأمير عبد القادر وابن باديس، حتى يعيد الشباب الجزائري الصلة بقيمه المفقودة، مضيفا '' إذا أردنا أن نمنع شبابنا من الهجرة يجب إعطاؤهم الشعور بقيمة الجزائر، ومنه تعويض القيم الثقافية والوطنية التي فقدتها الجزائر في مرحلة طرأت تغييرات على الحياة السياسية فيها.. وهي قيم أصبحت مطوية.. في مقابل ما يأتينا من الغرب أو من الشرق''.


أما الشيخ بوعمران، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، فقد لفت انتباه المشاركين في اليوم الدراسي حول الشيخ إبراهيم بيوض، إلى مواقفه الوطنية الحازمة، خاصة في مسالة الحركة الانفصالية التي عرفتها الجزائر المستقلة، والتي أرادت فصل الصحراء عن التراب الوطني، وقد تصدى بيوض رفقة شخصيات سياسية معروفة إلى هؤلاء ومنعهم من تحقيق نزعتهم تلك.


--------------------------------------------------------------------------------




--------------------------------------------------------------------------------







وُلـد الشيخ بيوض ابراهيم بن عمر ( رحمه الله ) يوم 11 ذي الحجة 1313 هـ - 21 أفريل 1899 م ، بمدينة تيـﭭْـرار ( القرارة ) بوادي مْـزاب ( الجزائر ) ، و كان والده من أعيان الإصلاح في البلد ، دخل المدرسة القرآنية في سن مبكرة فاستظهر القرآن سنة 191م و عمره 12 سنة و دخل حلقة ايروان ( حفاظ القرآن ) .


أخذ مبادئ الفقه و اللغة العربية عن مشائخه الحاج ابراهيم الابريكي ، أبو العلا عبد الله ابن ابراهيم ، و الشيخ الحاج عمر بن يحيى ، كان يلازم شيخه الحاج عمر بن يحيى ، فكان يخدمه ويحضر جلسات أعيان البلدة عنده فكان ذلك المدرسة الإجتماعية التي تكون فيها .


نبغ بذكائه و حافظته فناب شيخه عمر بن يحيى في تدريس البلاغة و المنطق خاصة في بعض رحلاته العلمية إلى وارجلان ( ورﭬـلة ) ، و بعد الحرب العالمية الأولى أخذ غصبا لخدمة العسكرية الاجبارية ، و فور رجوعه مباشرة بدأ مصارعته للإستعمار بكتابة رسائل احتجاج عن إرغام الناس على التجنيد الاجباري ، فقاوم هذا التجنيد الإجباري مع بعض الوطنين حتى استصدرت السلطة الفرنسية قانونا جديدا بإلغاء التجنيد الإجباري على وادي مْـزاب .

في سنة 1922م ، و بعد وباء كبير ذهب بمعظم أعيان البلد منهم و الده و شيخه ، خلف شيخه في رئاسة و تبني الحركة العلمية و النهضة الإصلاحية ، و في سنة 1922م دخل عضوا في حلقة العزابة و كان أصغر عضو يدخل حلقة العزابة ( الهيئة الإجتماعية و الدينية بـمْزاب ) ، و ما فتئ أن عُين شيخا للتدريس و الوعظ بالمسجد ، ثم انتُخب حوالي سنة 1940م رئيسا لمجلس العزابة . و في يوم 18 شوال 1343 هـ - 21 ماي 1925 م ، أسس معهد الحياة ، و سماه معهد الشباب ، تحت شعار : " الدين و الخلق قبل الثقافة ، و مصلحة الوطن قبل مصلحة الفرد " ، و هو معهد متطور كان هدفه الجمع بين العلوم الدينية و التقليدية ، و العلوم الحديثة . و في سنة 1931م ، افتتح درس الحديث من كتاب : فتح الباري ،شرح صحيح البخاري ، و اختتمه بحفل بهيج سنة 1945م و كانت تحضره كل الطبقات بالمسجد ، و في غرة محرم سنة 1353 هـ - ماي 1935 م ، بعد أن أتم تفسير جزء عم افتتح درس تفسير القرآن الكريم من فاتحته ، واختتمه يوم 25 ربيع الثاني سنة 1400هـ - 12 فيفري 1980م ، و أقيم له مهرجان عظيم شهده مختلف السلطات الإدارية و الرسمية من مختلف المستويات ، كما حضره حشد كبير من الأئمة و العلماء من كافة أنحاء القطر . في سنة 1931م شارك في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، و صياغة قانونها الأساسي ، و انتخب عضوا في إدارتها ، فأسندت إليه أمانة نيابة أمين مالها ، و في سنة 1937م أسس جمعية الحياة بتيـﭭْـرار رائدة النهضة العلمية الإصلاحية . كانت له مشاركة فعالة بمقالات مميزة في الصحافة الوطنية ، و من خلاصة أفكاره : الدعوة إلى الوحدة الوطنية ، و التمسك بالمقومات الشخصية ، و استنفار عام من أجل مستقبل أفضل في إطار الدين الإسلامي . كما كانت له كذلك اهتمامات بأحداث العالم الإسلامي و العربي ، و في سنة 1940م حكم عليه بالإقامة الجبرية بتيـﭭْـرار لا يغادرها أربع سنوات كون خلالها أجيالا من رجالات الأمة الحاليين ، و في سنة 1948م كان من بين الأربعة الممضين على برقيات و رسائل التأييد باسم اللجنة الجزائرية الفلسطينية لقضية فلسطين في الجامعة العربية ، و كان عضوا في لجنة إغاثة فلسطين . دخل معترك الحياة السياسية بعد خروجه من الإقامة الجبرية ، و بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ، فطالب بإلحاق الصحراء بالجزائر مناهضا مشروع الدستور المزعوم الذي منحته السلطات الفرنسية للجزائر سنة 1947م ، انتُـخب بالأغلبية الساحقة لتمثيل مْزاب في المجلس الجزائري يوم : 20 أفريل 1948م ، و أعيد انتخابه سنة 1951م ، و كان الصوت المدوي الذي طالما دافع عن المؤسسات الإسلامية في الجزائر لاسيما في الجنوب . من فاتح نوفمبر 1954 إلى مارس 1962م ، كان محور جميع النشاط الثوري بمْـزاب عامة و تيـﭭْـرار خاصة ، يديره مباشرة بنفسه، و بواسطة أبنائه الشباب من تلاميذه بما في ذلك استقبال و إيواء جنود و ضباط جيش التحرير ، و جمع السلاح و التموين ، و إيصال ذلك الى مختلف مراكز الثورة في الجبال الشرقية و الشمالية ، و كان خلال الثورة الجزائرية على اتصال و ثيق بالمراسلات السرية بينه و بين جبهة التحرير الوطني و الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بالمهجر ، و قد أصر على البقاء داخل القطر الجزائري ، رغم التهديد الاستعماري إيمانا منه بأن الكفاح لا يقتصر على رفع السلاح و حده ، و إنما يتكامل ببناء النفوس و إعدادها لتحمل الرسالة في المستقبل ، و يرجع إليه الفضل في إبطال مؤامرة فصل الصحراء عن الشمال .
في 19 مارس 1962 م ، و بعد ايقاف إطلاق النار بين جيش التحرير الجزائري و الجيش الفرنسي نتيجة مفاوضات إيفيان ، عُين عضوا في اللجنة التنفيذية المؤقتة تقديرا لكفاءته ، و أسندت إليه مهمة الشؤون الثقافية إلى يوم تسليم السلطة لأول حكومة جزائرية في سبتمبر 1962م .

و في سنة 1963 انتخب رئيسا لمجلس عمي سعيد إلى حين وفاته . في سبعينيات القرن العشرين ، اعتمدته وزارة الشؤون الدينية في إصدار الفتوى بالعمل بالحساب الفلكي في إثبات المواسم الدينية ، و في اعتبار ميقات الحجاج في الطائرة باعتبار المطار الذي ينزلون فيه بالحجاز . من تراثه الأدبي و الفكري تفسير مسجل لأكثر من نصف القرآن و مئات الأشرطة لدروس قيمة لمناسبات دينية و اجتماعية و سياسية ، و فتاوى على أسئلة فقهية و علمية و رسائل و مقالات، و من ثمار جهاده الاصلاحي أجيال من الرجال و المشايخ و الأساتذة و الدكاترة و كبار الموظفين من مختلف المستويات في مصالح الدولة ، و عشرات المدارس القرآنية ، داخل البلاد و خارجها . دعائم نهضته الإصلاحية: القرآن الكريم و السنة الشريفة ، و سيرة الخلفاء الراشدين ، و السلف الصالحين من بعدهم . منابر نشر رسالته: المسجد أولا ، التعليم بالمعهد ثانيا ، المجتمع الخارجي العام ثالثا . ختمت أنفاسه الطيبة ، و حياته الحافلة بالجهاد على الساعة السادسة مساء يوم الأربعاء 8 ربيع الأول 1401هـ / 14 جانفي 1981م ، عن عمر يناهز 83 سنة و شيع جثمانه في موكب حاشد خاشع حضره نخبة من مسؤولي الدولة من بينهم خمسة وزراء ، و ذلك صبيحة يوم الجمعة 10 ربيع الأول 1401هـ - 16جانفي 1981م ، في مسقط رأسه ، كما أُبـّن بحفل عظيم يوم الجمعة 21 جمادى الأولى 1401هـ- 27 مارس 1981م . . رحم الله الشيخ و رفعه إلى درجات الأنبياء و الشهداء و الصديقين و أعان خلفه على حمل مشعل الإصلاح .



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©