عنوان الموضوع : العلامة ابن العلامة أبو الفضل محمد بن محمد المشدالي. - شخصيات جزائرية
كاتب الموضوع : kamiliya
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

العلامة ابن العلامة أبو الفضل محمد بن محمد المشدالي.

هذه ترجمة لعالم جزائري من أبناء زواوة عاش في القرن التاسع ( 9) هجري الخامس عشر ميلادي ( 15 ) و هو بدون شك عصر ضعف سياسي عرفه العالم الإسلامي بجناحيه ، يشهد له سقوط آخر معاقل المسلمين وانحسار سلطانهم في الأندلس، و سيطرة الأسبان الصليبيين الحاقدين على معظم موانئ المغرب العربي، و تقاتل الحكام المسلمين على الفتات و كثرة المكائد و التنازع على الصغائر وعدوهم يتربص بهم الدوائر ، و كانت مدينته بجاية الناصرية تعيش في ظل الحكم الحفصي الذي مقره تونس و يمثلهم فيها والي تتبع له مع مدينتي قسنطينة و عنابة، و من فضل الله وحكمته أن مترجمنا نشأ في عصر حاكم حفصي عادل هو أبو عمرو عثمان بن محمد المنصور بن عبد العزيز ( 821 - 893 ) اشتهر بالحزم و العدل و حب العلم و العلماء، و ساد الأمن و الرخاء في إمارته معظم الوقت، فقد ذكر المؤرخون انه اشتغل ببناء المدارس و الزوايا و تأسيس العقيونى المائية ، و قرب العلماء و أهتم بهم ، وشيد دار للكتب هامة [ أنظر تاريخ الدولتين للزركشي ]
أما في المشرق فان مصر و الشام كانت تحت حكم المماليك الجراكسة وغيرهم.
عرف عن مترجمنا أنه كان موسوعة في العلوم و المعارف عرف بسعة العلم و بشدة الذكاء و حدة الذهن و الحافظة العجيبة ، كما عرف بكثرة أسفاره فقد جاب المدن و القرى و ركب البر و البحر لطلب العلم و ملاقاة الشيوخ ، برع في فنون عدة ذكرها كتاب التراجم و الطبقات منها التفسير و الحديث و الفقه و الفرائض و اللغة و البيان و النحو و الصرف و الحساب ، وهو ما شهد له به الإمام جلال الدين السيوطي حيث وصفه في (( نظم العقبان في أعيان الأعيان: 1/ 160 )) ب:" الإمام العلامة نادرة الزمان أبو الفضل المغربي ، ابن العلامة الصالح أبي عبد الله الشهير في المغرب بابن أبي القاسم" وأضاف قائلا في نفس الصفحة بأنه العالم الذي : " اتسعت معارفه ، وبرز على أقرانه بل وعلى مشايخه ، وشاع ذكره ، وملأ اسمه الإسماع ، وصار كلمة إجماع ، وكان أعجوبة الزمان ، في الحفظ والفهم والذكاء وتوقد الذهن ".


كنيته واسمه ونسبه:

أبو الفضل ، محمد بن محمد بن أبي القاسم ( بن أبي القسم) بن محمد بن عبد الصمد بن حسن بن عبد المحسن المشدالي البجائي ، البخاري ، المالكي، من منطقة مشدالة التي تنتمي إلى قبائل زواوة (غرب مدينة بجاية)، ينتمي إلى أسرة اشتهرت بالعلم و الفقه والجاه، فوالده هو العلامة الورع الزاهد أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم ( ت 866 هـ ) صاحب تكملة حاشية المدونة للوانوغي.
وجده هو العلامة الفقيه بلقاسم بن محمد بن عبد الصمد الزواوي المشدالي البجائي ( ت حوالي 858 هـ) و كان موصوفا بحفظ المذهب المالكي وهو في بجاية كالبرزلي بتونس.
وأخوه الأكبر الحاج محمد بن محمد بن أبي القاسم ( 859هـ) الإمام الفقيه كان متقدماً في العلم تصدر في بجاية وانتفع به جماعة.
وجده الأعلى لأمه أبو علي ناصر الدين المشدالي ( 731 ه ) العالم المتفنن الحافظ المجتهد.
ومن أخوال أمه أيضا عمران بن موسى المشدالي البجائي (745 هـ) الإمام المقرئ الحافظ المحقق.


نشأته ودراسته:

نشأ مترجمنا في أسرة أشتهر كثير من رجالها بالعلم و الفقه كما ذكرنا آنفا، كما أنها تنتمي إلى قبيلة كثيرة العدد معروفة بشدتها في الحروب و المعارك اكتسبت سمعة وجاه فكان السلاطين و الحكام يسترضونها و يحسبون لها ألف حساب ، بدأ حفظ القرآن الكريم في سن الخامسة ، وانتهى من حفظه بعد سنتين ونصف كما ذكر ذلك بنفسه ،وهو ما أثبته الإمام السيوطي في ترجمته لأبي الفضل مما أملاه عليه البقاعي، كما تعلم العربية ومبادئ الرسم و اللغة على يد والده و أخيه الأكبر، ثم انتقل إلى حفظ المتون والدواوين "... وحفظ الشاطبيتين ورجز الخرازي في الرسم والكافية الشافية ولامية الأفعال لابن ملك في النحو والصرف وغالب التسهيل وجميع ألفيته وابن الحاجب الفرعي والرسالة وأرجوزة التلمساني في الفرائض ونحو الربع من مدونة سحنون وطوالع الأنوار في أصول الدين للبيضاوي وابن الحاجب الأصلي وجمل الخونجي والخزرجية في العروض وتلخيص ابن البنا في الحساب وتلخيص المفتاح والديوان لامرئ القيس وللنابغة الذبياني ولزهير بن أبي سلمى ولعلقمة الفحل ولطرفة بن العبد" (( الإمام السخاوي الضوء اللامع: 9 / 180)).
ثم أقبل على التفهم فبحث النحو والصرف والعروض والمنطق والأصول والميقات والأصلين والمعاني والبيان وعلوم الشرع التفسير والحديث والفقه على أبيه وأخيه وغيرهم من شيوخ منطقة زواوة (مشدالة وبجاية).


رحلته في طلب العلم وتدريسه:

بعد أن نهل من معين علماء منطقته ، شد الرحال أول سنة 840 هـ إلى مدينة تلمسان التي كانت تعج بالعلم و العلماء ، فهي إحدى حواضر العلم و الثقافة في عصره، فأخذ عن علمائها ومشايخها العلوم النقلية والعقلية، ومنها علوم القرآن الكريم والتفسير، والحديث الشريف ، والفقه، والجبر والمقابلة والهيئة وجر الأثقال والتقاويم والميقات بأنواعه من فنون الإسطرلابات والصفائح ، و والأصول، والأدب، والمنطق، والجدل، والفلسفيات، والطب، والهندسة، والحساب، والفرائض، و هناك اتسعت معارفه و برز على أقرانه بل وعلى مشايخه ، فكان يستدعى لمجالس العلم فيسأل و يناظر و يقرئ ، وقد كتب احد أبرز علماء تلمسان ابن مرزوق لأبيه يذكر له براعة ابنه أبي الفضل قائلا : " قدم علينا [ أبي الفضل ] وكنا نظن به حاجة إلينا فاحتجنا إليه أكثر " ، ثم عاد إلى بجاية في سنة 844 هـ. وقد برع في كثير من هذه العلوم، وتصدر للإقراء ببجاية لمدة قصيرة ، لينتقل بعدها إلى مدينة عنابة ومنها إلى قسنطينة وحضر عند علمائها ، ثم دخل تونس في أواسط سنة 845 هـ، ومنها انتقل إلى طرابلس التي نزل بها غي نفس السنة ولم تطل إقامته بها حيث رحل قاصدا مصر غير أن مركبهم جنح إلى سواحل قبرص فنزل بها وقد ناظر بعض الأساقفة النصارى في الأفقسية مدينة الملك، و حصلت له بها غرائب ثم رحل منها إلى بيروت وبعدها أتجه إلى دمشق ثم طوف في بلاد الشام طرابلس وحماة ثم دخل بيت المقدس سنة 847 هـ وأستقر بها مدة ، كما ذكر ابن أبي عذيبة حيث قال : " الإمام العلامة أوحد أهل زمانه قدم علينا القدس سنة سبع وأربعين فأقرأ العضد وكتب المنطق والمعقولات وشهد له الأئمة ببلدنا وبدمشق ...". وشاع ذكره إلى أن ملأ الأسماع وقصده طلبة العلم و العلماء و المشايخ فسمعوا منه واستفادوا من علمه و معارفه ، ولازمه الكثير من العلماء لا يفارقونه مدة إقامته بينهم ، ومن العلماء الذين أعجبوا به و آثروا صحبته الكمال بن البارزي و صهره الجمال، وبلغ علمه و فضله مسامع أهل المملكة السلطان وأركان الدولة فقربوه و زادت حضوته عندهم.
وفي سنة 849 هـ شد الرحال قاصدا بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج وقد رافقه في رحلة الحج صديقه الكمال بن البارزي ، وبعد أدائه لفريضة الحج جاور فترة بمكة المكرمة و تصدر للتدريس بها فأخذ عنه علمائها و مشايخها و طلبة العلم بها ومن العلماء الذين أخذوا عنه عالم الحجاز البرهان بن ظهيرة ، لينتقل بعدها إلى مصر حيث استقر به المقام في القاهرة وقد تسامع به علماء مصر و طلبة العلم فقصدوه ، فتصدر للتدريس بالجامع الأزهر الشريف ، وقد شهد له كل من حضر دروسه بأنه كان موسوعة علمية حيث كان يدرس في عدة علوم و فنون بطريقة بهر بها العقول وأدهش الألباب وممن حضر تدريسه للتفسير الإمام السخاوي الذي ذكره في (( الضوء اللامع: 9 / 185)) فقال : " وكنت ممن حضر هذا الدرس ورأيت من سرعة سرده وطلق عبارته وقوة جنانه في تأديته عجباً وإن كان مقام التحقيق وراء ذلك " كما حضر دروسه في الفقه المالكي فوصفها قائلا : " حضرت دروسه في فقه المالكية بجامع الأزهر فظهر لي أنني ما رأيت مثله، وأن من لم يحضر درسه لم يحضر العلم ولا سمع كلام العرب ولا رأى الناس، بل ولا خرج إلى الوجود...".
وفي مصر استفاد من علمائها و مسنديها لكنه مع الأسف لم يسعد بالأخذ عن الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني ، حيث زاره في بيته لكنه وجده مريضا في مرض موته ، ورغم حالة المرض فقد فرح به وبزيارته كما ذكر ذلك السخاوي في الضوء اللامع 9 / 184 : " فعاده في يوم الأحد منتصف ذي الحجة وهو في أشد المرض فابتهج به ابتهاجاً كثيراً وعظمه تعظيماً كبيراً".
وقد سمع على سارة ابنة ابن جماعة جزء ابن الطلاية ببيتها، وعلى أربعين من العلماء والمسندين ختم البخاري بالظاهرية القديمة.

شيوخه:

1- والده العلامة الزاهد محمد بن أبي القاسم ( 866 هـ): الفقيه العلامة النظار الورع الزاهد ، مفتي مدينة بجاية وخطيبها و إمامها، كان إماما كبيرا مقدما على أهل عصره في الفقه و غيره ، ذو وجاهة عند صاحب تونس ، خطب بالجامع الأعظم ببجاية و تصدر فيه و في غيره للتدريس و تخرج به أبناء و أئمة.
من مؤلفاته: " تكملة حاشية الوانوغي على المدونة " في الفقه المالكي، و "مختصر البيان لابن رشد" و " حاشية على مختصر ابن الحاجب " و "الفتاوى".
حفظ على يديه القرآن الكريم و متون الفقه والنحو و الصرف و اللغة العربية و البيان و بعض التفسير.
2- أخوه الحاج محمد بن محمد بن ابي القاسم المشدالي( ت 859 هـ): شقيق أبو الفضل، وهو الأكبر. أخذ عن أبيه وغيره، وكان متقدماً في العلم تصدر في بجاية وانتفع به جماعة منهم سليمان بن يوسف الحسناوي وكان أتم عقلاً من أخيه وأصح فهماً وأحفظ ... وخرج قاصداً الحج فمات في ليلة العشرين من المحرم سنة تسع وخمسين.
3- الحفيد الإمام ابن مرزوق العالم الشهير( ت 842 هـ): الإمام المشهور العلامة الحافظ ، الفقيه المجتهد الأصولي المفسر المحدث المسند الراوية، ولد بتلمسان وبها نشأ وأخذ العلم عن جماعة كالعلامة أبي محمد عبد الله الشريف التلمساني، و الإمام علم المغرب سعيد العقباني ، وعن أبيه و عمه ابني الخطيب ابن مرزوق، ورحل إلى تونس وبها أخذ عن الإمام ابن عرفة و أبي العباس القصار و بفاس عن الإمام النحوي ابن حياتي ، و الإمام الشيخ الصالح ابي زيد المكودي و الحافظ محمد بن مسعود الصنهاجي الفلالي في جماعة.
رحل إلى الحجاز والمشرق ودخل القاهرة فلقي بها العلامة ابن خلدون والفيروز أبادي والنويري وأخذ عنهم . وحج سنة تسعين برفقة الإمام ابن عرفة ، ولقي شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني وأخذ عنه ...وأخذ عنه جماعة من السادات كالشيخ الثعالبي وقاضي الجماعة عمر القلشاني و الامام محمد بن العباس و العلامة نصر الزواوي ، و العلامة أبي الفضل المشدالي في خلق كثيرين من الاجلاء، من مؤلفاته: " أنواع الذراري في مكررات البخاري " و " تفسير سورة الاخلاص " و " ثلاثة شروح على " البردة "
و " المتجر الربيح في شرح صحيح البخاري " و أرجوزة في " القراءات " و غيرها...
أخذ عنه المشدالي التفسير والحديث الشريف والفقه والأصلين والأدب بأنواعه والمنطق والجدل.
وقد ذكر احمد بابا التنبكتي لما ترجم لأبي الفضل المشدالي في " نيل الابتهاج : 2 / 225". أن شيخه ابن مرزوق هذا هو الذي قال عن تلميذه المشدالي:" ما عرفت العلم حتى قدم على هذا الشاب، فقيل كيف؟ قال لأني كنت أقول فيسلم كلامي فلما جاء هذا شرع ينازعني فشرعت أتحرز وانفتحت لي أبواب من المعارف "
4- قاسم بن سعيد بن محمد العقباني ( ت 854هـ) : شيخ الإسلام ومفتي تلمسان وقاضيها ،العلامة الحافظ القدوة العارف المجتهد المعمر ، أخذ عن والده الإمام أبي عثمان وغيره وحصل العلوم حتى وصل لدرجة الاجتهاد. وولي القضاء بتلمسان ورحل للحج ودخل القاهرة وحضر بها إملاء ابن حجر العسقلاني واستنجازه فأجازه بمروياته ، كما أخذ عن العلامة البساطي وغيرهما، وعنه محمد بن العباس ويحيى المازوني والقلصادي والتنسي والونشريسي وأبو الفضل المشدالي ، وولده أبو سالم وابن زكري وأثنوا عليه ثناء عطرا. من مؤلفاته: " شرح البرهانية في أصول الدين" و "قواعد في النحو" و "تعليق على ابن الحاجب".
أخذ عنه المشدالي الفقه وأصوله، وأصول الدين، وقرأ عليه مختصر ابن الحاجب الأصلي.
5- أحمد بن محمد بن عبد الرحمن ابن زاغو( ت 845 هـ): أبو العباس المغراوي التلمساني ، الفقيه العابد الفرضي المفسر ولد بتلمسان وبها أخذ عن سعيد العقباني وأبي يحيى الشريف التلمساني و غيرهما.
اشتغل بالتدريس في المدرسة اليعقوبية فدرس بها التفسير و الحديث و الفقه و الأصول و العربية والبيان و الحساب و الفرائض، كان أعلم الناس في وقته بالتفسير وأفصحهم.
أخذ عنه جماعة كالشيخ العلم يحي بن يدير ، و العالم المصنف ابن زكريا يحي المازوني "صاحب النوازل" ، و الحافظ التنسي و ابن زكري ، وأبو الفضل المشدالي و الشيخ العلم الحسن القلصادي، و ذكره في رحلته وغيرهم.
من مؤلفاته " تفسير سورة الفاتحة "و " شرح التلمسانية في الفرائض " و " فتاوي " كثيرة في أنواع العلوم اثبت جملة كبيرة منها في كتاب المعيار المعرب للونشريسي و في نوازل المازوني.
أخذ عنه المشدالي التفسير والفقه والمعاني والبيان والحساب والفرائض والهندسة والتصوف.
6 - المسندة سارة ابنة عمر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله
بن جماعة ( ت 855 هـ ) : أم محمد وتعرف بابنة ابن جماعة ، ابنة
السراج أبي حفص بن العز الكناني الحموي ثم القاهري الشافعي ، من بيت
علم ورياسة ، ولدت تقريباً سنة 769 هـ ، أجاز لها جمع من أصحاب الفخر بن البخاري وغيره كالصلاح ابن عمر وابن الهبل وابن أميلة وابن السوقي وأحمد بن عبد الكريم البعلي وابن النجم وأبن القاري ومحمد بن الحسن بن قاضي الزبداني.
حدثت بالكثير سمع عليها الأئمة ، وكانت صالحة قليلة ذات اليد ،مع فطنة وذوق ومحبة في الطلبة وصبر على الأسماع وصحة سماع، أضرت قبل موتها بمدة.
سمع عليها أبو الفضل المشدالي السنن لأبي داود ، و المعجم الكبير للطبراني.
و جزء ابن الطلاية ببيتها.
7 - الزين البوتيجي ، عبد الرحمن بن عنبر ( ت 864 هـ ): الفقيه الأديب الشافعي القرشي ، سمع على الشيخ زين الدين العراقي ، وأجاز له البلقيني ، وابن الملقن ، والبرهان الأنباسي، والكمال الدميري وأخذ الفقه والفرائض والحساب بأنواعه عن الشمس العراقي وعن الشهاب بن العماد . ولازم الشيخ ولي الدين العراقي وأخذ عنه غالب كتبه، وأخذ النحو عن الشطنوفي ، وسبط بن هشام والأصول عن الشمس البرماوي وشهر بالفرائض وانتفع به الناس مع الصلاح وصحبة الصوفية ، والانقطاع عن الناس ، والقناعة باليسير من الرزق.
تردد عليه أبو الفضل المشدالي فقرأ عليه المنهاج و شرح ألفية العراقي في الحديث ، و أخذ عنه الفرائض والحساب.
8- محمد بن شهاب بن محمود بن محمد بن يوسف بن الحسن الحسني العجمي الخافي الحنفي نزيل سمرقند ( ت 852 هـ) حفظ القرآن الكريم على يد جده والعربية و النحو و الصرف و أخذ الفقه عن الشيخ الفقيه محمد المدعو عبد الرحمن بن محمد البخاري خال العلاء البخاري والسراج البرهاني كلاهما ببخارى والجامع الكبير وأصول الفقه عن محمد بن محمد الحصاري والسيد الجرجاني وسمع منه من تصانيفه شرحه للمفتاح وللمواقف للعضد ولتذكرة الطوسي في الهيئة وحاشيته على شرح المطالع ، وسمع الحديث على ابن الجزري ومحمد بن محمد البخاري الحافظي الشعري ومحمد الحافظي الطاهري الأوشى في آخرين، وصنف كتاباً في العربية نحو ثلاثة كراريس متوسطة ، أجمع كل من عرفه على أنهم لم يروا أحفظ منه مع حسن التصرف.
مدحه تلميذه أبو الفضل المشدالي فقال عنه :" كان حسن الكلام ذا عقل وافر وسياسة ظاهرة وخلق رضي يقطع مجلسه بشكر العرب وترجيح بلادهم على بلاده مع فصاحة وجودة ذهن وحسن تصرف في العلم"
وغيرهم من الشيوخ و العلماء.




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©