عنوان الموضوع : الموساد الاسرائيلي شارك الفرنسيين في حربهم علي المقاومة الجزائرية
كاتب الموضوع : chichaki
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

الموساد الاسرائيلي شارك الفرنسيين في حربهم علي المقاومة الجزائرية اثناء الاحتلال
جاسوس يهودي يروي فصولا من مهامه في قسنطينة
باريس ـ القدس العربي من شوقي أمين:
ساهمت المخابرات الاسرائيلية، الموساد ، ابان الحرب التحريرية الجزائرية في احباط
مخططات جبهة التحرير الوطني، التنظيم الثوري الجزائري الذي خاض مقاومة شديدة
ضد الاستعمار الفرنسي.
هذا ما نشرته صحيفة معاريف الاسرائيلية بمناسبة تنظيم مؤتمر يهود مدينة قسنطينة
الجزائرية الذي تدوم أشغاله الي غاية 3 نيسان/أبريل المقبل بتل ابيب.
تفاصيل هذا الخبر نشره الموقع الالكتروني الفرنسي بروش أوريون أنفو (أخبار
الشرق الأوسط) الذي نقل شهادة أفراهام برازيليا (78 سنة) الذي قرر البوح بسر
دفين رافقه طيلة حياته ويتعلق بعمله كجاسوس للموساد بالتعاون مع سلطات
الاحتلال الفرنسية.
وكان عمر برازيليا 29 سنة عندما أوفده الموساد الي الأراضي الجزائرية ترافقه
زوجته لترتب عمليات استخباراتية وتنظيم خلايا عمل لمواجهة المقاومة الجزائرية.
ولمداراة نشاطه كجاسوس لصالح استخبارات بلاده امتهن التعليم في مدرسة
من مدارس قسنطينة.
ونقلت بروس أوريون أنفو عن برازيليا احدي مغامراته التجسسية التي كان
ينسق فيها مع مسؤوله المباشر وقتئذ ويدعي شلومو هافيليو بينما كان في
مهمة دائمة في العاصمة الفرنسية باريس عام 1956.
وتقضي تلك المهمة بتدريب وتسليح شبان يهود من مدينة قسنطينة (شرق الجزائر)
لمواجهة مخططات الثوار الجزائريين الذين تبنوا استراتيجية حرب المدن، وكان يجب
افشال مخططاتهم.
وينتمي شلومو وبرازيليا الي الوحدة 131 للاستعلامات التابعة للجيش الاسرائيلي
في مصر. وقامت تلك الوحدة بتنظيم خلايا مماثلة لتلك التي اقمتها في الجزائر،
وكان الهدف منها ضرب استقرار نظام جمال عبد الناصر بتسليح وتدريب اليهود
المصريين علي أرض مصر.
ومنيت احدي محاولات التشويش علي نظام ناصر، وكانت تحمل شفرة العملية
الوسخة بالفشل، حسب رواية الجاسوس برازيليا.
وكان الجواسيس الذين كان برازيليا واحدا منهم، ينتمون الي ما كان يسمي
اختصارا الموساد ، وبالعبرية ميتسادة ، أي المكلفون بالعمليات الخاصة،
وهو يشبه تقريبا نفس العمل الذي تقوم به المخابرات الاسرائيلية الحديثة فيما
أصبح يسمي بلغة الاستعلامات قسم البحث المسؤول علي تفتيت المعلومات
وتوزيعها في خاناتها الملائمة للوصول في نهاية المطاف الي تقديم قراءة
ملائمة تفيد مخططات وبرامج الدولة العبرية في حربها التوسعية، وتكييف
سياستها الدولية خاصة مع الدول العربية وفق المعلومات التي تملكها ازاء
هذه الدولة أو تلك.
ولتنفيذ البرامج الاستخباراتية في العالم، قسّم الموساد العالم الي
15 منطقة جغرافية، وكانت دول المغرب العربي ضمن هذه المناطق وتضم الجزائر
وتونس والمغرب. واحتلت هذه المنطقة الحيوية المرتبة الأولي في اهتمامات الموساد،
خاصة وأن اسرائيل أرادت اطلاق مشروع التطبيع بين تونس والمغرب بعدما تبين لها
وجود قابلية لدي الدولتين، أوعلي الأقل الشروع في تبديد فكرة معادة اسرائيل
في المنطقة.
ويروي الجاسوس برازيليا، فصلا مهما من أيامه الجزائرية. يقول ان حدسه اوحي
له بتاريخ 12 أيار/مايو 1956 بأن عناصر جيش التحرير الجزائري ـ تحت تنظيم
حزب جبهة التحرير الوطني ـ بصدد تحضير عملية عسكرية كبيرة، فكان أن أمر
أفراد خليته بمدينة قسنطينة بالتسلح بمسدسات والتجول في شكل كتائب
عسكرية بشارع فرنسا الذي كان يعتبر المفصل الرئيسي للحي اليهودي بقسنطينة.
ويذكر برازيليا أنه في منتصف النهار دوي انفجار عنيف في شارع فرنسا بعدما
رمي عربي ، أي جزائري، بقنبلة يدوية داخل مقهي. وبعد لحظات عن الانفجار
تجمع كل أفراد خليته، وكان الهلع وصراخ النساء يغمر، لكن في ذروة الهلع
كانت سيدة تشير الي الشارع الضيق الذي فر من خلاله الارهابي ، التسمية التي
كانت تطلق علي ثوار جبهة الحرير الوطني. ويذكر برازيليا أن أعضاء خليته القوا
القبض علي الجاني وأردوه قتيلا بسرعة البرق.
ويتابع الجاسوس برازيليا معتزا بما فعل: لقد توجسنا خيفة من أن يقوم العرب بعمل
انتقامي ضد الحي اليهودي، فاعدنا توزيع خلايانا علي أربع منافذ استراتيجية
لمدخل الحي. كان بعض اليهود مسلحين بتصريح من السلطات الفرنسية، ودون
انتظار وكما كان متوقعا، انهالت طلقات الرصاص علي الحي اليهودي وقرر
اليهود المسلحون الانتقام لأنفسهم بتنفيذ عمليات عسكرية ضد أحياء المسلمين .
ولكن برازيليا يستدرك انه أعطي أوامر صارمة بتجنب أي عملية من شأنها أن
تفرز أوضاعا وخيمة لا تحمد عقباها.
ويذكر الجاسوس أنه بعث برسالة مشفرة الي قيادة أركان الموساد في أوروبا
تقول لقد هاجم رجالنا مقاهي عربية مجاورة وألحقوا بها خسائر معتبرة .
وكان عمل الجواسيس الاسرائيليين بالتعاون مع السكان اليهود يتركز علي الحاق
الأذي بشكل مستمر بالثوار الجزائريين، وافشال كل أشكال المقاومة الجزائرية.
بل كانوا ينوبون الجيش الفرنسي فــــي أحيائهم.
وفي هذا الشأن يؤكد برازيليا أن ضباطا وجنودا في الجيش الفرنسي كانوا تحت
قيادة خلايا تابعة للموساد الاسرائيلي.
وقالت مصادر مطلعة ان بقية رواية الجاسوس الاسرائيلي ستسرد لاحقا علي مسامع
كثير من المدعوين جاؤوا من مختلف أصقاع العالم للمشاركة في مؤتمر يهود قسنطينة.
وقد أحيا الفنان الفرنسي أنريكو ماسياس (من يهود الجزائر) حفلا غنائيا ادي فيه
أغاني المألوف، وهو طبع غنائي أندلسي اشتهرت به مدينة قسنطينة، بحضور
ممثلة عن الحكومة الفرنسية نيكول غيدج التي تشغل منصب سكرتيرة برتبة وزيرة
لحقوق الضحايا وهي أيضا من مواليد قسنطينة.
كما يشارك علي هامش الحفل مارك زربيب أحد الشخصيات المشهورة الذي يقف
وراء تنظيم شبكات يهود الجزائر الذي يصل عددهم الي 50 ألف عضو، حسب مصادر متطابقة.
وتجدر الاشارة الي أن مؤتمر يهود قسنطينة يكتسي أهمية بالغة لدي السلطات الاسرائيلية،
ولقد وضع منظمو المؤتمر تحت تصرف المشاركين طائرة خاصة من باريس نحو تل أبيب.
كما أن الرئيس الاسرائيلي موشيه كاتساف سيحضر جوانب من المؤتمر.




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©