عنوان الموضوع : مقاومة الأمير عبد القادر بقلم منصورية . ح - شخصيات تاريخية
كاتب الموضوع : imilla
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

مقاومة الامير عبد القادر




الأمير عبد القادر

بعد سقوط الجزائر عاصمة البلاد في أيدي الجيش الفرنسي خيل للدولة الفرنسية أن بقية المدن الجزائرية ستسقط كأوراق الخريف بمجرد أن تهب عليها رياح الموسم , إلا أن المقاومة التي أبداها سكان متيجة جعلتها تراجع حساباتها فلجأت إلى المراوغة والتظاهر بأنها لا تريد من وراء غزوها العسكري التأدبي احتلال البلاد أو التمركز فيها هذه المراوغات نبهت سكان قسنطينة ووهران ,استعدوا للمقاومة بما يمتلكون من روح وطنية عالية ,ولكن كانت وهران بحاجة إلى زعيم يقودها وينظم مقاومتها فأختور عبد القادر بن محي الدين الذي كان يتحلى بصفات القائد وتمت بيعته أميرا , وحاملا لواء الجهاد وما إن انتصب حتى بادر بتنظيم أمور الدولة فأسس مجلس للوزراء ومجلسا للشورى , وفي وضع قوانين مستمدة في الشريعة الإسلامية وسك عملة باسمه وقسم البلاد إلى ولايات ,كما حدد الأهداف من هذه المقاومة وحصرها في :
· نشر الأمن
· توحيد القبائل حول مبدأ الجهاد
· مقاومة الفرنسيين بكل الوسائل مع العلم أنه تمكن حقا من نشر الأمن في ربوع البلاد ,وقام بتأديب الخونة الذين تعاونوا مع الجيش الفرنسي ,واستطاع توحيد القبائل .
كان عبد القادر سرعان ما اكتشف كفاءة هؤلاء المحاربين وكان عليه أن يواجهها واعتبر الأمير أول من كون جيشا وطنيا منظما وموحدا امتاز بكونه الشخص الدءوب الذي لا يضيع فرصة أو مناسبة كان يستغل الاتفاقيات التي يعقدها مع الفرنسيين في دعم الاستعباد العسكري وتمتاز مقاومته بمفهومها الواسع وأبعادها المستقبلية لأنها لم تقتصر على تعبئة المواطنين لرد العدوان ,أو للقيام بمناوشات هنا وهناك ضد العدو ,بل وسع مجالاته للمقاومة منها :الإدارة ,الصحة ,الاقتصاد ,ومن الصعب التطرق الى كل جوانب العظمة لدى الأمير وإنما نكتفي هنا بالجانب الذي اشتهر به ,وهو جانب الجهاد الذي أبلى فيه البلاء الحسن لأن الجزائريين بايعوه من أجل الجهاد ومقدرته في ميدان الجهاد ....شعر الأمير بتدعيم من الجماهير فلم يتأخر في القيام بالهجمات ضد الفرنسيين ومواجهتهم ,وان كان غير واثق من جيشه الذي يتكون من فلاحين متطوعين ,يستجيبون لنداء الجهاد في وقت الخطر من أهم ميزاته انه المقاوم الوحيد عسكريا منذ الاحتلال حتى 1954م الذي ضحى في سبيل مبدأين حتى النهاية وهما وحدة التراب الوطني ,السيادة الوطنية الجزائرية .
استعان بكل الإمكانات التي أتيحت إليه فتفاوض مع العدو ووقع المعاهدات التي مكنته من استبعاد الأنفاس ,في مثل ظروف كانت قاسية وجو متوتر قرر تريزل مهاجمة الأمير ,معتقدا بان عبد القادر قد أنهكه التصدي لخيانات بعض العشائر والزعماء ....اختار تريزل منطقة سيق كمكان لمواجهة الأمير ,وهي منطقة معروفة لدى الأمير وجنوده معرفة جيدة ,مما دفعه غالى ترك تريزل يتنقل بجيوشه حيث يشاء ,مكتفيا بمراقبة التحركات ,وكان يعد تكتيكا لاصطياده ,وفعلا ذلك ما حصل حين وصلت جيوش تريزل إلى الحميان ومستنقعات المقاطع التي سماها الفرنسيون مأساة المقطع لما لحق تريزل وجيشه هزيمة كبيرة حيث قضت على ربع الجيش وسمعته وزادت من سمعة وشهرة الأمير .
كانت نتائج هذه المعركة باهرة لأنها لقنت الجنرال تريزل درسا لا ينساه وإنها حدثت بعد استفزازات متكررة ,وتحديات متعددة وهذه المعركة أفسدت أيضا على الوالي العام خطته , التي أعدها حيث أنه كان يستعد لفتح مفاوضات مع الأمير وانهيار معنويات الجيش الفرنسي .
لذا تعتبر معركة المقطع ذات أهمية تاريخية ووطنية زادت من سمعة الأمير وأضعفت من سمعة الجيش الفرنسي , وبعد تعيين الماريشال كلوزال اختار الأمير وسيلتين من وسائل المقاومة هما :
وسيلة الحصار الاقتصادي الذي ضربه حول مدينة وهران والجزائر ووسيلة فتح علاقات عالمية ,وبدأت تحركات الجيش الفرنسي المرتبة التي تصدى لها الأمير بحدة في بعض الأحيان لم تخل خطط الأمير الإستراتيجية ,دون احتلال معسكر التي وجدها كلوزيل حين دخوله أشبه مايكون بشبح المدينة لأن الأمير أمر بإخلاء السكان عنها قبل ذلك أثار احتلال معسكر في نفسية الأمير كما تأثر بتخاذل بعض العناصر من ناحية ,حيث شارك من جديد في معارك وادي سكاك ,وإذا كانت للأمير مكاسب , فان لفرنسا أيضا مكاسب ...استؤنفت المقاومة وامتدت إلى عدة جهات ,كما انتقلت بين عدة مناطق واستعمل الأمير خلالها الحرب النظامية ,وحرب العصابات إلى حين وقعت المواجهة في معركة حامية بسيدي إبراهيم التي أبلت فيها المقاومة بلاء حسنا ,والتي جرح فيها كثير من الضباط الفرنسيين , وتعتبر من أهم المعارك التي خاضها الأمير وفي الأخير وجد نفسه في مواجهة جيش منظم ,معبأ تعبئة كاملة ,يسعى لاحتلال الوطن احتلالا كاملا ,ووجد نفسه أيضا أمام خيانات لم يستطع التغلب عليها في كل الأوقات وأمام استسلام شقيقه مصطفى وسعيد والخليفة بن سالم , بعد إن سدت جميع الأبواب في وجه الأمير جمع مساعديه ,واستشارهم ,وفي الختام قال لا أرى إلا التسليم لقضاء الله والرضا له
بهذا انتهت مقاومة الأمير واستمرت مقاومة الشعب الجزائــــــــري ....
أتمنى أن أكون قد وفقت في تقديم هذه الشخصية الفعالة في تاريخ الجزائر .
تقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير
والى شخصية أخرى إن شاء الله
بقلم :م .ح




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©