عنوان الموضوع : الشيخ العلامة باي بلعالم في آخر حوار معه - رحمه الله - - شخضيات
كاتب الموضوع : kamiliya
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

بسم الله الرحمن الرحيم
توفي صبيحة يوم أمس الشيخ العلامة الفقيه محمد باي بلعالم ، بأولف بمدينة أدرار ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ورحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان .
وفيما يلي آخر حوار للشيخ - رحمه الله - أجرته معه جريدة " البصائر " الغراء ( العدد 434 ) .
" الشيخ محمد باي بلعالم أحد أقطاب العلم في الجزائر في حوار مع البصائر "

حاوره : ابراهيم بن ساسي
توطئة :
الشيخ محمد باي بلعالم راية من رايات العلم في الجزائر لايزال يحفظ الله يؤدي رسالته في تربية الأجيال وإنارة العقول بعلم شرعي ونظرة وسطية وإلمام بالواقع و مستجداته وهو الذي عرف بتجواله داخل الجزائر وخارجها ، مؤلفاته تربو عن الأربعين في شتى علوم الشريعة ، في آخر زيارة له لولاية ورقلة أين ألقى عشرات الدروس وبعض المحاضرات التقى به الأستاذ ابراهيم بن ساسي المنسق الجهوي لجمعية العلماء المسلمين فكان معه هذا الحوار .
س : من خلال تجوالكم في ربوع الجزائر كيف تجدون الإقبال على العلم ؟
ج : شعبنا الجزائري له شغف ورغبة في تعلم دينه وأحكام شريعته ولأدل على ذلك هذا الإقبال المتنامي الذي رأيناه على موائد العلم ومجالس العلماء ، ففي ورقلة مثلا حضر مجالسنا المئات في المساجد والقاعات وهو ما يبشر بمستقبل زاهر والحمد لله .

س : لقد عودتمونا بالجديد من مؤلفاتكم ، فما الجديد فيها ؟
ج : من الكتب الجديدة :
- إقامة الحجة بالدليل شرح على نظم ابن بادي على مهمات من مختصر خليل في 4 أجزاء وطبع في دار الحزم بلبنان .
- زاد السالك على أسهل المسالك في جزأين مطبوع بدار ابن حزم بلبنان.
- ملتقى الأدلة الأصلية والفرعية الموضحة للسالك شرح فتح الرحيم المالك في أربعة أجزاء وطبع في دار هومة بالجزائر .
- أنوار الطريق لمن يريد حج البيت العتيق تحت الطبع بدار هومة في الجزائر .
- مرجع الفروع إلى التأصيل من الكتاب والسنة والإجماع الكفيل شرح على نظم الشيخ خليفة بن حسن السوفي القماري في عشرة أجزاء وهو تحت الطبع في دار الفكر بلبنان .
س : تتحدثون هذه الأيام عن الوسطية والتوسط فكيف ترون هذا الموضوع وما مدى تفاعل المجتمع مع ذلك ؟
ج : من خصائص دين الله الربانية والواقعية والوسطية وقد قال رب العزة : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) فالوسطية معلم ثابت في الحياة كلها وكذا تطبيق أحكام الدين والدعوة إليه فلابد من التوسط بين اليسر والعسر والإفراط والتفريط فالنظرة الوسطية تكون بالتوازن حتى لا نعطي للحبة ما للقبة وللقبة ما للحبة فتنفخ من غير ضرم وتستسمن ذا ورم .
س : نعلم أنكم من الباحثين والمهتمين بموضوع التعليم القرآني فماذا تقترحون في هذا الشأن ؟ .
ج : دولتنا مشكورة على جهودها في التعليم القرآني والاهتمام بهياكله وإطاراته ففي أدرار وحدها ما يزيد عن عشرين مدرسة داخلية للتعليم القرآني وعلوم الشريعة وهي تخرج عشرات الحفظة والمتعلمين الذين لهم إلمام بعلوم الشريعة لذا نقترح على وزارتنا إدماج هؤلاء المتخرجين و إيجاد صيغة سهلة لتوظيفهم فمستواهم طيب وقد تجد منهم القيم الذي يؤهله مستواه للخطابة ولتدريس والوعظ .
س : شهدت الأيام الماضية سجالا وحديثا إعلاميا حول موضوع إلغاء عقوبة الإعدام في الجزائر ، فما تعليقكم شيخنا ؟
ج : إن ما يطرحه هؤلاء الذين طالبوا بنسف عقوبة الإعدام متعدون على القانون وعلى الدستور الجزائري الذي يؤكد أن الإسلام دين الدولة كما أن دين الله باق بتشريعاته و أحكامه ولا يجوز أن يلغيه أي قانون وضعي ونحن مع دعوة الشيخ شيبان لحماية الدستور والذود عن قوانينه ونطالب قاضينا الأول في الجزائر تولي هذه المهمة لحماية الدين والوطن من كل نلاعب ومكر حفظه الله ورعاه .
س : من المواضيع التي لا تزال تثير الاهتمام موضوع الحج وأداء البعثة و غيرها فما تعليقكم على كل ذلك ؟ .
ج : بالنسبة لنا في ولاية أدرار لم نسجل أي تقصير أو خلل في كل مراحل الحج و إذا كانت هناك مشاكل أو اختلالات فالوزارة قادرة على معالجتها ولا بد من توفير الظروف الطيبة للحجاج وذلك بضبط الشركات السياحية بجملة من القوانين ومراقبتها جيدا وكذا موظفي وعمال البعثة حتى لا يكون تقصير .
س : يتعرض بعض شبابنا في المدارس والمعاهد والجامعات لحملات تشكيك وتنصير و تشيع و آفات فكيف ترى علاج ذلك .
ج : الوقاية خير من العلاج فلا بد أن تؤدي الأسر دورها في تربية الأولاد ومراقبتهم منذ الصغر و أن يكون هناك تواصل بين الأسرة و المؤسسات التربوية لحماية الأبناء من كل رافد ووافد دون أن نغض الطرف عن وسائل الإعلام فهي سلاح ذو حدين وكذا مؤسسات الشباب ومعاهد التكوين و لا بد أن يتعلم شبابنا دينه فهو العاصم له من كل انحراف وهنا نؤكد على دور الإمام الخطيب والمدرس إذ يجب عليه مواكبة الواقع و المستجدات ليكون الطبيب المعالج لهذه الأفات .
س : أيام الحرب على غزة طالبتم مع مجموعة من علماء الجزائر من خلال جريدة الشروق صناع القرار في الدول العربية و المجتمع الدولي للتدخل السريع للحد من ذلكم العدوان الغاشم فهل انتهى دور العلماء بانتهاء العدوان ؟
ج : أبدا ، فدور العلماء باق متابع للأحداث ولا بد لصوت العالم أن يظل مرفوعا يحث المسلمين على التزام دينهم وتربية أولادهم على الدين والقيم والإعداد بالعلم و الوعي و الاهتمام بالمسلمين ودعم قضياهم ماديا ومعنويا وهو ما ظهر جليا في الجزائر من تعاطف ومؤازرة وهذا ليس بجديد فنحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة كما قيل و آخر ما نملكه الدعاء لهم في كل مناسبة .
س : في أول عشرة من شهر مارس التقت مناسبتان عيد المولد ويوم المرأة فما هي الدروس والعبر التي يمكن أن نستلهمها ؟
ج : قل لا يستوي الخبيث ولا الطيب ، فالمرأة كل أيامها عيد مادامت في طاعة الله ورسوله نوصيها بالإيمان والإخلاص في العمل لتكون مدرسة الأجيال كما قال الشاعر :

الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعبا طيب الأعراق
أما مناسبة المولد فعظيمة عظم صاحبها عليه أفضل الصلاة والتسليم واحتفالنا بها يكون بدراسة سيرته وسيرة أصحابه وتربية أجيالنا على محبته صلى الله عليه وسلم أما ما قد يكون من مظاهر كالاختلاط والرقص فهذا منكر ننكره إذا لا إفراط ولا تفريط .
كلمة للبصائر وقرائها :
أما البصائر فنسأل الله أن يحفظها لتظل بصائر للناس وأما للقراء فهنيئا لهم بما يقرأون من البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين رحمهم الله أمواتا ورعاهم وحفظهم أحياء و بارك في عمر شيخنا عبد الرحمان شيبان ونفع الأمة بعلمه وجهاده والسلام عليكم ورحمة الله .







©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©