عنوان الموضوع : مقاومة الشريف بوبغلة - من التاريخ
كاتب الموضوع : amira
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

1-المرحلة الاولى: 1851-1853

قام بوبغلة في هذه المرحلة ببعض الاستعدادات منها:
- تحديد الأهداف الرئيسية التي يجب ضربها في البداية كالشخصيات الموالية للاستعمار مثلا أو ضباط فرنسيين أو مراكز عسكرية .
- تحديد المناطق الإستراتيجية التي يمكن الالتجاء إليها إذا اقتضت الضرورة .
- تحريض و تعبئة مختلف القبائل للانضمام إليه .
بعد أن استكمل جميع الاستعدادات أعلن المقاومة، بالهجوم على عزيب بن علي شريف و هو صاحب زاوية شلاطة قرب أقبو، حدث ذلك يوم 10 مارس 1851 أحد المتعاونين مع فرنسا مما أثار القلق و الارتباك في صفوف القوات الفرنسية المرابطة في سور الغزلان ،و كرد فعل قررت السلطات الاستعمارية إقامة مركز عسكري ببني منصور بقيادة الكولونيل "بوبريطر "، وجاء في بعض التقارير التي قدمها العقيد دوريل كيف أن ابن علي شريف حمّل السلطات الفرنسية مسؤولية ما حدث إذ أنها لم تستطع حمايته .لم يقف طموح الشريف بوبغلة عند هذا الانتصار، بل رأى من الواجب القضاء على ابن علي شريف ، و لأجل ذلك دعا إلى عقد اجتماع مع بني يجار ويلولة و زاوية ابن إدريس لتدارس الوضع ، و الواقع أنه كان يتوخى كسب مناصرين جدد في يلولة أوسامر .
تقرر في الاجتماع معاودة الهجوم على ابن علي شريف في شلاطة ،مما أدى إلى وقوع مواجهات خلفت 10 قتلى من أصحابه ،وهو ما اضطره على الانسحاب نحو قرية "إيبوزيدين" ببني مليكيش . و نظرا لخطورة حركته ،جنّدت السلطات الفرنسية قوات معتبرة تحت أوامر ضباط و جنرالات أمثال، دوريل، بلانجي ، بوبريطر ،بوسكي دوبروتال،كامو. وبعد الهزيمة التي تلّقاها أثناء هجومه على شلاطة، أعاد تنظيم قواته فهاجم عدة مراكز فرنسية متخذا من قرية بني مليكش مركزا لنشاطه و هجماته، لكن رغم الانتصارات التي حققها هنا و هناك ، أجبر على مغادرة الجهة الجنوبية من جبال جرجرة ،فتنقل إلى الواجهة المقابلة ،و استقرّ عند بني صدقاء القاطنين شمال منطقة جرجرة و هناك أخذ بوبغلة يحرض السكان على المقاومة ،واستطاع أن يكسب انضمام قبائل معاتقة و بني منداس و قشتولة ، بني كوفي ومشتراس و بني بوغردان و بني اسماعيل وفريقات.في 18 أوت 1851 ، تمكن بوبغلة من إلحاق الهزيمة بالجيش الفرنسي و قائده النقيب "بيشو" في معركة قرب بوغني. ردّت عليها السلطات الاستعمارية بحملة قادها الجنرال"بيليسي" دامت شهرا كاملا أخضعت خلالها بعض قبائل المنطقة كقبيلة بني كوفي و بوغني و بني منداس .ونتيجة ذلك قرر بوبغلة العودة إلى بني مليكيش لكسب مناصرين جدد ،لتخفيف الحصار على بعض المداشر، فنقل نشاطه إلى الجهة الساحلية ، على رأس بعض القبائل الثائرة في ناحية بجاية، و ما كادت تنقضي سنة 1851 حتى لّبت نداءه معظم قبائل الجهة، و هو ما جعل فرنسا تدرك صعوبة المهمة التي تنتظرها . ففي يوم 25 جانفي 1852 وقعت المواجهة مع القوات الفرنسية إثر الحملة التي نظمّها " بوسكي" شارك فيها نحو 3000 عنصر من المشاة الفرنسيين. ألحقت خسائر في صفوف الشريف بوبغلة ،و فتحت الطريق بين القصر و بجاية وهو الطريق نفسه الذي يربط المنطقة بالجزائر العاصمة .
استمر بوبغلة ينتقل من قرية إلى أخرى يحاول جمع الأنصار والأتباع ، إلى أن اصطدم بقوات بوبريط عند منطقة الواضية يوم 19 جوان 1852 أصيب أثناءها بجروح في رأسه ،و مع ذلك واصل أتباعه المقاومة بقيادة بعض مقربيه أمثال محمد بن مسعود من ونوغة و أحمد بن بوزيد من عائلة بورنان التي تنتمي إلى عائلة أولاد مقران .
اخوكم شريف بوتريفيس



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©