عنوان الموضوع : انتهى الدرس يا غبي - من التاريخ
كاتب الموضوع : salima
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن


في ذكرى إتفاقيات كامب ديفد، ومجازر صبرا وشاتيلا، يكون الصهيوني المدعو برنارد ليفي، قد تأكد بأن الجزائري لا يسيّر عن طريق "التليكوموند"، ولا يستجيب للمنعكس الشرطي البافلوفي، وأن الجزائر ليست لا تونس ولا مصر ولا البحرين ولا اليمن ولا ليبيا ولا سوريا، ولذلك بإمكان هذا الليفي أن يخطط ويتآمر حيثما شاء وأراد، إلاّ في أرض الشهداء الأبرار وشعب الأحرار الذي لا ينساق وراء "الجندي المجهول"!

لم يكن تاريخ 17 سبتمبر، إلا يوما أعاد فيه الجزائريون ذاكرتهم باتجاه يوم العار الذي تمّ فيه توقيع إتفاقيات كامب ديفد التي كانت خنجرا مسموما غرسه المستسلمون والإنهزاميون في ظهر الأمة العربية، وكان أيضا تاريخا أعاد الذاكرة الفردية والجماعية إلى ذلك اليوم الأسود والمشؤوم الذي ارتكب فيه الإسرائيليون مذابح صبرا وشاتيلا.
تكاد تكون الجزائر البلد العربي الوحيد، الذي مازال يتمسّك بمواقفه ومبادئه التقليدية والتاريخية، عندما يتعلق الأمر بالتطبيع من الكيان الصهيوني و"التطباع" في طابور "بني كلبون"، وهذه واحدة من المبرّرات التي تحرّض "عدوّ" الأمة العربية، على معاداة الجزائر والتآمر على أمن وإستقرار الجزائريين "الفحولة" بموقفهم الخالد والذي جاء مختزلا على لسان "الموسطاش"، ناطقهم الرسمي قبل سنوات عندما قال: مع فلسطين ظالمة أو مظلومة!
كان يعتقد المدعو ليفي أن الجزائر "هي التالية" على "قائمته"، وهو من قال: "عندما يسقط القذافي، على الأسد أن يُدرك بأنه التالي على قائمتنا"(..)، وحتى إن لم يذكر هذا الملقب بـ"عرّاب الثورات العربية"، الجزائر، فإن المؤشرات التي توفرت، كانت كافية للتأكيد على أن الجزائر معنية بالمؤامرة والتآمر!
منذ البداية كان في حكم المؤكد، أن الجزائري لا يستجيب لمنعكس ليفي ولا "الجزيرة" ولا "سي آن آن"، لأنه لا يرقص لكلّ ريح تهبّ، ولأنه لا يؤمن إلاّ بالثورة التي يقودها هو بنفسه، بعيدا عن الإملاءات الخارجية والتحريك الأجنبي، وبعيدا أيضا عن إستنساخ الفتنة والخراب والتخريب، وتقديم الطورطة لمشبوهين ومنتفعين لا علاقة لهم بآلام وأحلام الشعوب!
إنه لمن العار، أن ينزل "الفيلسوف" ليفي رفقة "صديقه الحميم" ساركوزي إلى ليبيا المدمَّرة، ويلتقي هناك مع "الثائر" مصطفى عبد الجليل، من أجل إستكمال "الثورة" التي قادها "الناتو" ومازال إلى اليوم يدكّ بصواريخه "معاقل" القذافي رغم اختفائه وسقوط نظامه!
نعم، الجزائري "زوالي وفحل"، ولذلك فإنه يعرف أين يضع قدمه، وهو عكس العديد من الأجناس، لا يضع أبدا يده في يد الأجنبي لضرب بلده وشعبه، وإن حصل فإنها حالات شاذة، والشاذ يُحفظ ولا يُقاس عليه، لتبقى المشاكل والإنشغالات، واقعا مرّا يريد الجزائري تغييره، لكن ليس بـ"القفازات الناعمة" لمجهولين ومشبوهين و"فلاسفة" يصولون ويجولون أينما حلّ وإرتحل الدمار والمجازر!
17 سبتمبر ستبقى خالدة في ذهن الجزائريين، في ما يتعلق بمذابح صبرا وشاتيلا واتفاقيات كامب ديفد اللعينة والملعونة، أمّا محاولات تفجير "ثورة" إنطلاقا من الفايس بوك الذي تحوّل في نظر الخلاطين إلى "ميدان رماية"، فإنها ستبقى هي الأخرى ذكرى، لعنتها تلاحق المدعو ليفي و"أصدقائه" الذين علموا أمس أن الجزائري تلقائي وعفوي وليس "منبّها" تدقّ أجراسه حسب التوقيت الذي ضبط عليه!

الشروق يوم 19 سبتمبر 2015





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©