عنوان الموضوع : حي القصبة في الجزائر، معلم تاريخي عريق
كاتب الموضوع : chahinez
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

حي القصبة في الجزائر، معلم تاريخي عريق

"قصبة" الجزائر.. ذاكرة هزمت فرنسا
يعتبر حي القصبة بالجزائر شاهدا تاريخيا حيا ، فأزقته الضيقة ومشربيات نوافذه وسطوحه المتلاصقة تحكي قصة الجزائريين في عهود عديدة ويقع حي القصبة العتيق في أعالي العاصمة الجزائرية ، ويعتبر من أكبر الأحياء القديمة في الجزائر ، وقد وضع في قائمة المواقع التاريخية التي يجب المحافظة عليها في التراث الجزائري ، وحدد يوم للاحتفال سمي " يوم القصبة " وهو يوم وطني.وكان للقصبة دور كبير في ثورة تحرير الجزائر التي انطلقت عام 1954 في عدة مناطق ، منها حي القصبة حيث كانت معقلا للثوار ، واشتهر الحي العتيق بعد معركة الجزائر الشهيرة ضد الاحتلال الفرنسي.
يعد حي القصبة العتيقة في اعالي العاصمة ‏الجزائرية من اكبر الاحياء القديمة في الجزائر وصنف من المواقع التي ينبغي ان ‏تحافظ عليها اللجنة الوطنية لحماية املاك الدولة الجزائرية.
ويعتبر حي القصبة بموقعه ومعالمه وهندسته شاهدا على ذاكرة الامة وتاريخ الشعب ‏الجزائري لاحتوائه على اكبر تجمع عمراني لمبان يعود تاريخ بنائها الى العهد ‏التركي ومنها قصر مصطفى باشا وقصر دار الصوف و قصر دار القادس و قصر سيدي عبد ‏الرحمن و دار عزيزة بنت السلطان وقصر دار الحمرة الذي تحول الى دار للثقافة الى ‏جانب قصر احمد باي الذي يستغله المسرح الوطني. وما تزال هذه القصور موجودة ومنها ما حول الى مكتبات ودور ثقافة او مراكز ‏للتأهيل المهني.
ومن القصبة انطلقت اولى شرارات الثورة بالعاصمة الجزائرية بعدما انطلقت بمنطقة ‏الاوراس في الشرق الجزائري و منطقة القبائل الكبرى وسط الجزائر و منطقة التيطري ‏بالغرب الجزائري في عهد الاستعمار الفرنسي الذي استمر في الجزائر 132 سنة. وكان حي القصبة معقل الثوار في دار السبيطار التي كانت مخبأ للمجاهدين امثال ‏علي لابوانت واحمد زبانة و جميلة بوحيرد وجميلة بلباشا وحسيبة بن بوعلي وغيرهم من المجاهدين الذين حركوا الثورة في وسط العاصمة و هددوا امن الفرنسيين. وعرف الحي ابان ثورة التحرير بالحي المشتبه فيه دائما من طرف المستعمر نظرا ‏لكونه كان مخبأ جيدا للثوار و المجاهدين لامكانية الاختفاء في بعض المباني ‏القديمة.
كما كان حي القصبة من الاماكن التي الهمت الكاتب الجزائري الراحل محمد ديب في ‏رواياته مثل "دار السبيطار" و"الحريق" و"الدار الكبيرة" وكلها روايات ‏تقع احداثها في القصبة و تحكي معاناة الجزائريين و السكان في سنوات الخمسينات و ‏التعذيب الذي تعرض له الجزائريون من طرف جنود فرنسا.‏ ‏ومازال حي القصبة شاهدا على كل حكايات التاريخ و رغم قدم احيائه ‏فانه مازال محافظا على تراث الجزائر و خصوصيته التي تميزه عن كل الدول العربية.




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©