عنوان الموضوع : الشاوية ،حياتهم الحضرية ،و البدوية في العصر الوسيط
كاتب الموضوع : admin
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن




من المعلوم أن سكان الأوراس في العصر الوسيط كانت معاشاتهم تختلف باختلاف أحوالهم ومكان سكناهم بين المدن و الأرياف و البوادي و مما لا شك فيه أن سكانه عرفو التحضر كا غيرهم من سكان المناطق الاخرى

كيف لا يكون دالك و المؤرخون يدكرون رغم كبر مساحته بان فيه العمارة الدائمة والمتصلة وفيه المياه الكثيرة والمراعي الكبيرة وهي امور تظهر ان الكثير من سكانه كانو مستقرين لوجودمظاهر الاستقرار فيه وهدا ما ستبينه الطرق التي اعتمد عليها سكانه في تحصيل معاشهم ،ولما كان الأوراس أرض زرع وضرع فإن اللحوم والألبان، كانت من الأغذية الوفيرة، فقد
(
كانت تباع في الأسواق وبأسعار مغرية كما يقول البكري عن أسواق مدينة باغاية.
كما لاحظ ابن حوقل وفرة السمك في سوق مسكيانة والذي يباع بأسعار رخيصة. كما
(
يستهلك سكان الأوراس مختلف الفواكه من جوز ولوز وعنب والتمر.)
وكثيرا من النصوص جاءت لتحاكي هده الحقيقة

الأوضاع المعيشية لسكان الأوراس:
تبين النصوص العديدة التي أوردتها كتب الجغرافية الثراء الذي كان عليه جبل أوراس
حواضره وبواديه، فهو جبل خصيب كثير المياه وافر الزروع، متنوع الإنتاج مما أدي إلى ازدهار
الكثير من الأنشطة الاقتصادية من زراعة وتجارة وصناعة وحرف. أدى إلى تحسن الأحوال
المعيشية للسكان والتي تتضح من خلال.
الطعام:
يمتاز بالوفرة والتنوع، يتمثل في خبز الحنطة والشعير، وهذا الأخير يعد من الأطباق الرئسية
التي يتناولها إنسان الأوراس، ينتج بكميات كبير في طبنة وباغاية وقد رأينا الكاهنة تصنع
نوعا من الطعام من دقيق الشعير ثم تجمع عليه ولديها، وخالد بن يزيد ليأكلوا منه عندما
والظاهر عمدت إلى دقيق شعير ففلتته بزيت. وتسمى بعض المصادر هذا الطبق« البسيسة »
أن هذا النوع من الأطباق كان له شهرة في المنطقة مما جعله أفضل من غيره من الأطباق يستخدم
لتكريس إحدى عادات البربر المشهور الخاصة بالتبني.
وقد ذكر ابن حوقل أن سكان جبل نفوسة وعلى غرار سكان الأوراس يشتهرون بزراعة الشعير
«.
وإذا خبز كان أطيب طعما من خبز الحنطة، ولشعيرهم لذة »

كما شاع عند أهل الأوراس إنتاج زيت الزيتون، فقد كان جبلهم من المناطق التي تغرس فيه
هذه الشجرة المباركة.
والزيتون يستخدم لإنتاج الزيت كما يستهلك كغذاء للإنسان والحيوان.
وقد يتحول زيت الزيتون إلى دواء للعلاج. خاصة وأن برودة الجو في الأوراس وامتداد فصل الشتاء طويلا، وهطول الثلوج بكثافة يزيد من حاجة جسم الإنسان إلى الطاقة. ويمكن استخدامه أيضا كوقود لإيقاد المصابيح.

الصناعة
الحرفيون: وهم أصحاب المهن المختلفة من صناع، وصاغة وحدادين ونساجين، وهم
الذين يستفيدون من الخامات التي في الأوراس وغير الأوراس من معادن وقطن وكتان، وأوبار وأصواف وأشعار، وهؤلاء يتمركزون بشكل أساس في المدن حيث الأسواق والمستهلكين.
ومن أهم الصناعات التي اشتهر بها الأوراس الأنسجة الصوفية والأكسية القطنية، يروي
أبو زكرياء أن صاحب الحمار عندما كان معسكرا بالأوراس يستجمع قواه استعدادا للقيام بالثورة سأله بعض الخارجين معه:
ماذا تنتظر للأخذ بثأر يزيد بن فندين؟..فقال أبو يزيد : (دعنا
.
حتى نفرغ من نسج كسائنا. فإذا فرغنا منها وقعدنا في مصحات اشتغلنا في تنقية كساءاتنا)
مما يبين ازدهار هذه الصناعة، كما أشار المقدسي إلى انتشار حرفة الصباغة بين البربر مما يضفي مسحة جمالية على هذه الملبوسات ويزيد من قيمتها في الأسواق،



التجارة

التجار: ظهرت هذه الفئة كنتيجة لتوفر الإنتاج الزراعي والحيواني ، فكانوا يبيعون هذه
المواد والسلع في أسواق حواضر الأوراس، أو يقومون بنقلها إلى الأسواق خارجه.وقد وُجدت المحارس في العديد من الأماكن في الأوراس وهدا بنية توفير الأمن للتجار وحماية طرق القوافل
التجارية ، فقد تحدث ابن حوقل عن مدينة دار ملول، بأنها تحولت بعد
أن رزحت أوضاعها ......، أن فيها مرصدا يفرض الضرائب على ....( يقصد التجار أو المارين).
كما اهتم حكام الحواضر والمدن بتشجيع النشاط التجاري بما أقاموه من أسواق وشيدوه من فنادق وحمامات.
ولما ضاقت الأسواق التي أقيمت داخل المدن بالتجار والباعة أخرجت خارج
الأسوار،ولعلها تكون أسواقا موسمية تنعقد في بعض أيام الأسبوع، لأن في المدن أسواق دائمة
كما قال الإدريسي عن نقاوس بأن فبها سوقا قائمة.
وقد تميزت منتجات الأوراس بالتنوع والجودة والوفرة حتى غذت بعض المواد ينقلها التجارإلى أسواق إفريقية والمغرب الأوسط، فقد كانت نقاوس التي يسميها البكري « مدينة اللوز »
.( تصدر اللوز والجور إلى قلعة حماد وبجاية ومعظم بلاد إفريقية
و قد احترف بعض البربر حرفة القصابة، يبيعون اللحوم في الأسواق، كما كان هنا بعض
صيادي الأسماك يصيدون من الأنهار الجارية ويبيعونها في الأسواق، وقد شاهد ابن حوقل في
مسكيانة الحوت الكثير والرخيص.

الرعاة: وهم الذين يمتلكون قطعان الماشية ويجوبون ا السهوب التي توفر لمواشيهم
العشب، وهذه المنطقة تشتهر بتربية الغنم والبقر
لتوفر المسارح والمراعي الكثيرة في الأوراس مما جعل ابن حوقل يصفه بكثرة
المراعي.كما وصف بلزمة بأنها كثيرة الكراع والماشية. وهؤلاء الرعاة يتنقلون بين السهوب
«
فهم يضعنون في زمن الشتاء إلى الرمال حيث لا مطر ولا ثلج خوفا على نتاجهم »
ومن الرعاة من يربى الإبل ويستقر على حواف الصحراء، كما اشتهر سكان الأوراس بتربية
نوع من الخيول.......والتي وصفت بأنها
أصلب الخيول وأسرعها

الزراعة

الزراع: وهم أكثر أهل الأوراس استقرارا لحاجة الزراعة إلى ذلك، لأن فترة الزراعة
تستغرق فترة طويلة فتستغرق شهورا بل أعواما من أجل إصلاح الأرض وزراعتها وغرس الأشجار
المثمرة ، وهؤلاء ينتشرون في جنبات الجبل حيث تتوفر الشروط المساعدة لقيام هذا النشاط، من
تربة خصبة ومياه جارية لسقي المزروعات.
والمصادر التي بين أيدينا تمدنا بنصوص غاية في الأهمية تبين غنى الأوراس وثرائه، فقد ازدهرت
الزراعة فيه إلى الحد الذي جعل قطاع كبير من السكان يمارسون هذا النشاط مما أدى إلى وفرة الانتاج وتنوعه.
ففي مدينة نقاوس يقول ابن حوقل بأن لها« مياه كثيرة وأجنة عظيمة »
، »: ابن الحاج في القرن الثامن عندما زارها وهو الذي شاهدها: قال( وكانت نقاوس هذه على اتساع سوادها
وعظيم أرفادها واستحكام أسباب استعدادها ، وما خصت به من كرم التربة وحسن الخطة
والنصبة وتمنطقها بالأ....ار وتوشحها بالأشجار ومحالفتها للخصب وجدعها لأنف الجدب وجمعها لأشتات المحاسن....)

كما اشتهرت طبنة هي الأخرى بكثرة المزارع والزروع، وفيها كانت
تجمع مياه الأمطار في صهريج كبير وتسقى بمياهه جميع الأراضي والبساتين
»
يذكر صحب الروض المعطار أن بادس كانت فيها مزارع جليلة وأن أهلهايزدرعون ا . الشعير مرتين في العام على مياه سائحة
يتبع انشاء الله



المصدر :رسالة ماجستير حول تاريخ الأوراس للطالب موسى رحماني










©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©