عنوان الموضوع : قبيلتي أولاد سلطان وأولاد فاطمة الشاوية بجبل أوراس (قبائل بلزمة ج2) - القبائل و الأعراش
كاتب الموضوع : inzou07
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

السّلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.
- تاريخ أولاد سلطان وأولاد فاطمة:
قال P. Balley: قبيلة أولاد سلطان تتألّف من خمسة دواوير:
دوّار مركوندة؛
دوّار نْقاوس؛
دوّار سفيان؛
دوّار أولاد سي سليمان؛
دوّار أولاد عوف.
الأوّل فقط-دوّار مركوندة-يمثّل جزءا من البلديّة المختلطة لبلّزمة؛ دوّار نْقاوس، سفيان وأولاد سي سليمان، يتبعون البلديّة المُختلطة لبريكة. أخيرا، دوّار أولاد عوف ينتمي إلى البلديّة المختلطة لعين التّوتة.
دوّار مركوندة، الوحيد الّذي يهمّنا في هذه الدّراسة، يحدّه، من الغرب، دوّار أولاد سي سليمان؛ من الشّمال، دوّار تالخمت؛ من الشّمال الشّرقيّ، دوّار شيدّي؛ من الشّرق، دوّار مروانة؛ من الجنوب، دوّار أولاد فاطمة، هذه الدّواوير الأربعة، تمثّل جزءا من البلديّة المختلطة لبلّزمة.
تاريخ دوّار مركوندة، يرتبط بشكل طبيعي بتاريخ قبيلة أولاد سلطان، وبشكل كامل.
باستثناء جزء من فرقة سفيان، أولاد سلطان هم من أصل بربريّ. أحد أسلافهم، عيسى بن سلطان، ينتمي إلى فرقة أولاد بو عوف، الّتي خاضت معارك خلال الصّراعات المذكورة في التّاريخ الإسلاميّ. ذكرها لنا ابن خلدون، في الواقع، هذه الفرقة، أولاد بو عوف، شاركت في الحرب، بين يحيى بن غانيّة والمرابطين.
الرّومان، العرب والأتراك توقّفوا أمام هذه القبيلة.
الأتراك رضوا بضريبة غالبا لا تدفع، ولكنّهم بدرجة أقلّ لم يمارسوا نفوذا كبيرا. وفي هذا العصر، قدم المسمّى عون، دخل في حروب مع بايات قسنطينة وأسّس القبيلة المزدهرة أولاد بو عون، والّذين فصّلنا تاريخهم أعلاه (أنظر م1).
الرّومان، العرب والأتراك توقّفوا جميعا بنقاوس، قرية ساحرة تقع على مسافة 15 كلم من رأس العيون، و35 من بريكة. هي خليط من جميع هذه الأقوام الّذين يشكّلون حاليّا أهل بني يفرن والّذين احتفظوا باسم سكّانها الأوائل.
أولاد سلطان، بالرّغم من مجاورتهم لبني يفرن ولهم مصالح مشتركة تقريبا، قامت بينهم وبشكل متواصل حرب عنيفة والّتي انتهت بشكل طرديّ مع نهب نقاوس إهـ.
قال J. Despois: القبائل الشّرقيّة (للحضنة) وهي: جزء من أولاد عليّ بن صابور وأولاد سلطان، الّذين ينتمون إلى المجموعة الكبرى النّاطقة بالبربريّة بالجبال (الشّاويّة) إهـ. وفي معرض حديثه عن القبائل الأمازيغيّة المجاورة لمنطقة الحضنة قال: مع أولاد سلطان، فنحن نستعرض قبيلة جبليّة شاويّة، والّتي طبعها ونمط عيشها مختلفين تماما عن جيرانها بالحضنة. رغم أنّ البعض يقولون بتحدّرهم من شخص يدعى عيسى بن سلطان من قبيلة عوف، قبيلة من الكنفدراليّة العربيّة بنو سليم، أولاد سلطان هم بشكل جوهريّ شاويّة؛ ضلّوا مستقلّين، قد يكونون جمعوا واستوعبوا بعض المجموعات العربيّة اللاّجئة من أهل السّهول. هيمنوا على الممرّ المؤدّي من باتنة إلى نقاوس. كانوا موطّنين في موضع مثاليّ لنهب القوافل، ولكنّهم شيئا فشيئا منذ حواليّ ثلاثة قرون، ألحقوا باقتصادهم حدود سهليّة صغيرة، والّتي تؤلّف اليوم دوّار سفيان وجزء من دوّار نقاوس، بالأوّل الرّواقد وتيفرن يعيشون اليوم في وئام مع بعض العائلات العربيّة (لحويفي) أصلهم سوامع؛ بالثّانيّ وبنقاوس، حتّى المجموعات الشّاويّة [يقصد أنّ مثلهم مثل مجموعات الحضنة]، هي غالبا في صراع مع جيرانهم المباشرين، الّذين يقولون أنّهم عرب، على الرّغم من أنّهم يحملون اسم قبيلة بربريّة قديمة ومعروفة جيّدا، بني يفرن. بني يفرن كانوا موطّنين بموضع سيّء جدّا بمنخفض نقاوس، يُعبر باستمرار من قبل الرّحّل الصّحراويّين والحضنيّة (أي: أهل الحضنة)، ومهدّد من الجبليّين أولاد عليّ بن صابور وخاصّة أولاد سُلطان، بيد أنّهم يقتربون منهم أحيانا ضدّ أعدائهم المشتركين الحضنيّة، خصوصا أولاد سحنون. من ناحيّة اللّغة، حضور بني يفرن بمنخفض نقاوس، رسم خليجا للّغة العربيّة ببلاد الشّاويّة إهـ. وقال أيضا: نزل جزء من أولاد سلطان إلى السّهل المجاور لجبالهم منذ ثلاثة قرون [أي تقريبا في 1650م]، واحتلّوا أراضي دوّار سفيان وجزء من دوّار نقاوس إهـ. وتحدّث أيضا عن نقاوس فقال: .. جميع الكتّاب العرب الّذين ذكروها أعجبوا ببساتينها الغنّاء. وتبدو أحيانا كموقع محصّن على طريق مهمّة. في الواقع، يبدو أنّ نقاوس خاصّة قد عانت كثيرا، على مدى القرون القليلة الماضيّة على الأقلّ، من غارات ونهب أولاد سلطان الجبليّين. الأتراك لم يقدروا أبدا على إخضاعهم، وبنوها على أنقاضها القديمة ...إهـ. ومن خلال كلام Despois حول نقاوس، وطبيعة العلاقة بين أولاد سلطان وسكّانها من بني يفرن، يتبادر إلى أذهاننا مباشرة ما قاله عنها ابن خلدون الّذي عاش بين [1332م-1406م]، وهو الحال الّذي لم يكد يتغيّر مذ ذاك الزّمن. حيث قال أنّ لْواتة، كانوا في عصره متغلّبين على ضواحيّ نقاوس وجبالها. وكانت لبني باديس منهم أتاوات وخفارات على أهلها، يأخذونها عندما ينحدر الأعراب (أولاد عساكر من الذّواودة) إلى مشاتيهم بالصّحراء. ونفهم من كلام ابن خلدون، أنّ مدينة نقاوس، لم تكن للْواتة، وكانت لقوم آخرين. فيكونون بلا شكّ بني يفرن، الّذين عانوا لقرون طويلة من وضائع أولاد سلطان عليهم. وذكر ابن خلدون من أسماء بطون لواتة بالمنطقة أيضا بنو زنجان، فلعلّ اسم القبيل "سلطان" قد صحّف عند ابن خلدون إلى "زنجان"، وهذا وارد. وتطرّق Rinn إلى أصل أولاد سلطان فقال: جميع قبائل حلف أولاد سلطان هم بربر ومن نفس الأصل كبقيّة قبائل بلّزمة، ولكن أولاد سلطان هم من هوّارة وبني يفرن من زناتة إهـ. والظّاهر أنّ Rinn قد قال بهذا، استنادا إلى نظريّة Carette أنّ الشّاويّة هم عبارة عن حلف بين زناتة وهوّارة، وهي القاعدة الّتي استند إليها أغلب الكتّاب الفرنسيّين، وأهملوا لْواتة تماما، مع أنّ حضورها القويّ في المنطقة لا نقاش فيه، وهو أبرز من حضور زناتة. وقد كانت لْواتة على زمن ابن خلدون أقوى قبائل أوراس!
وأقرب القبائل إلى أولاد سلطان بالمنطقة عصبيّة وجوارا هم أولاد فاطمة؛ وقد استطرد صالح العنتريّ، وذلك في حديثه عن الحاجّ أحمد باي، بالحديث عن الأصل المشترك للقبيلتين، وروى كيفيّة افتراقهما، قال: هذا هو السّبب في هذه التّسميّة أولاد سلطان: رجل كان قد تزوّج أختين اسميهما فاطمة وسلطانة؛ الأولى كان لها أربعة أبناء والثّانية سبعة. كان قد نشأ عداء بينهم، تقاتلوا وثلاثة من أولاد سلطانة قُتلوا، بقي أربعة على قيد الحياة. أولاد فاطمة غادروا إذا موطنهم ليذهبوا ويسكنوا جبلا مجاورا والّذي يحمل اسمهم. بقيّة أولاد سلطانة ضلّوا بموطنهم الّذي احتفظ باسمهم أولاد سلطان إلى غاية اليوم، كحال أولاد فاطمة، هم بالنّواحيّ المجاورة لباتنة إهـ.
وصالح العنتريّ هذا، كان أوّل خوجة للمكتب العربيّ بقسنطينة (Bureau arabe de Constantine) حيث كتب تأليفا بالعربيّة، أنهاه في نوفمبر 1830 وترجم أجزاء منه إلى الفرنسيّة Dournon تحت عنوان:"Constantine sous les Turcs".
وقال R. Letan: من بين الشّخصيّات البارزة في القبيلة والّتي تربط الذّكريات بالأحداث الرّاهنة، نذكر سي الحاجّ أحمد محفوظ، توفّي في 1883، ينحدر مباشرة من سيّدي أحمد بن عوف، الّذي يعتبرون أنّه من نشر الإسلام بين أولاد سلطان، سي الحاجّ أحمد بن محفوظ ضلّ قاضيّا لنقاوس طوال 20 عاما إهـ.
- فرق ومواطن القبيلة:
حدّد لنا Despois مجالات ما يُعرف بجبال أولاد سلطان، وهي تشمل (عين سفيان أو الرّواقد، گوريانة، بو مگّر، نقاوس، تينيباوين، حمّام أولاد سي سليمان).
وقد كان أولاد سلطان وأهل بني يفرن، على عهد الأتراك من فئة أحرار بايليك قسنطينة (على علاقات محتملة)، وفي زمن الاحتلال الفرنسيّ تمّ تقسيم القبيلتين إلى دواوير، كلّ دوّار يضمّ مجموعة من الفرق، وكانت كما يلي:
نقاوس (المدينة) وأهل بني يفرن (1844) -- دوّار نْقاوس (البلديّة المختلطة أولاد سلطان).
كنفدراليّة أولاد سلطان ببلّزمة (1844-1849):
أولاد سي الحسن، أولاد أحمد، أولاد جمعة (Djemma)، الشّعابنة، أولاد بلقاسم بن يحيى، أولاد حمّود، أولاد سي سليمان، أولاد رحّاب، أولاد طالب، أولاد بشينة، أهل إيسومار، البراكنة، أولاد زنا (Zena)، أولاد عليّ زرّا، أولاد زعابيب، الرّواقد -- دوّار أولاد سي سليمان؛ دوّار أولاد عوف؛ دوّار سفيان؛ دوّار مركوندة (البلديّة المختلطة أولاد سلطان)؛ ذكره .Rinn

1. دوّار مركوندة: قال P. Balley: لا توجد في قبيلة أولاد سلطان، سوى ثلاثة عائلات بارزة، نافذة وقويّة وهي: أولاد سي محفوظ، أولاد جنّان وأولاد سي لحسن .. اللّجنة الإدرايّة لسنة 1885 كانت قد قسّمت دوّار مركوندة إلى: أولاد مسعود (بربر)؛ أولاد محرك (بربر)؛ أولاد بلقاسم (بربر)؛ أولاد درّاجة (بربر)؛ أولاد بو عيشة (بربر) .. اليوم، دوّار مركوندة يتشكّل من خمسة مشاتي (جمع مشتة): مركوندة، تكسلانت، بوّاري، تينيباو إهـ.
2. دوّاريّ سفيان ونقاوس: قال J. Despois: دوّار سفيان، يضمّ فرق الرّواقد، تيفرن ولحويفي (هؤلاء الأخيرين عرب)؛ دوّار نقاوس، أربعة فرق: أولاد طالب (شاويّة) وهم: أولاد بو حركات، أولاد جبّالة، أولاد عبد الواد، أولاد بو راضي؛ أربعة فرق من بني يفرن: أولاد مذابيح (Mdabith)، أولاد عليّ بن محمّد، أولاد أحمد وأولاد بلهاديّ إهـ. وقال: ...قناة بو صفصاف [المنبثقة عن الوادي الكبير]، تنقسم إلى ثلاثة سواقيّ، معناه ثلاثة أجزاء، لصالح أولاد مسعود وأولاد عليّ بن أحمد (أولاد رباح من أولاد سلطان) إهـ. وقال أيضا: الوادي الصّغير، يستخدم بدوره من قبل الفرق التّاليّة من أولاد سلطان: لغباش، أولاد مانع (Mana)، البراكتة والشّراردة.
على مسافة 8 كلم، جنوبيّ غربيّ نقاوس، مياه عين بو مگّر، هي منذ فترة طويلة مقتَسَمة بين مجموعة من أولاد سلطان (أولاد طالب)، وأخرى من بني يفرن إهـ.
وقد ورد في جدول المناطق والتّقسيمات العسكريّة لثلاثة مقاطعات جزائريّة، المنشور بتاريخ 1 مارس 1879، تفصيل لفروع قبيلة أولاد سلطان. ولكن وقع فيه بعض الخلط بينها، وبين فروع تنتمي إلى قبائل أخرى مجاورة لها عدّت منها، وقد حاولنا نقل ما جاء فيه، مع التّنقيح في بعض المواضع، قال: أولاد سلطان، قبيلة لم تخضع لتطبيق Sénatus-Consulte، تتبع البلديّة الأصليّة باتنة، ملحقة بريكة؛ على مسافة 38 كلم غربيّ باتنة ... قبيلة أولاد سلطان تتألّف من الفرق التّاليّة: أولاد مسعود، أولاد بن تملجت، أولاد مبارك، أولاد گمرة، أولاد بلقاسم بن يحيى، أولاد دحمزة، أولاد بن عيشة، أولاد سليمان، أولاد سيّدي موسى، أولاد سي منصور، أولاد عبد الجبّار، أولاد الخامس [أصلهم خضران]، أولاد جبالة، أولاد بو حركات، أولاد عليّ بن محمّد، أولاد أحمد، أولاد مدابيس، أولاد بلعديّ، أولاد سي لحسن، أولاد أمّ سعد، أولاد حمّونة، أولاد عبد الرّحمان، أولاد بو خالفة، أولاد يحيى، أولاد الأربعة (الأرباع؟)، أولاد شعابنة، أولاد عقّاب، أولاد سعيد بن محمّد، أولاد بو زيزة، أولاد الويفي [أصلهم سوامع]، أولاد عبد الله بن عوف، أولاد مخلوف، أولاد سي عليّ بن عوف، أولاد سعد بن عليّ، أولاد بو عافية، أولاد عليّ بن زعبوب، أولاد عبد الله بن مبارك، أولاد مسعود، أولاد بلخير، أولاد عليّ بن زينة، أولاد الونّاس، أولاد بلقاسم، أولاد عليّ بن رواقد، أولاد عميش وزمالة واحدة .. ملاحظة: أولاد سلطان كانوا ينقسمون فيما مضى إلى قبيلتين: أولاد سلطان الظّهرة وأولاد سلطان القبالة إهـ.
مواطن أولاد فاطمة (أنظر م 1).




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©