عنوان الموضوع : زاوية بن حمادوش بقجال : تاريخ وعلماء - عائلات و ألقاب
كاتب الموضوع : inzou07
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

منشورات مخبر البحوث و الدراسات في حضارة المغرب الإسلامي
جامعة منتوري قسنطينة
الخريطة التاريخية و الأثرية لمنطقة سطيف
الملف التاريخي
تنسيق د . يوسف عيبش
دار بهاء الدين للنشر و التوزيع


زاوية بن حمادوش بقجال :
تاريخ و علماء :
بقلم – الدكتور صفيان لوصيف
جامعة فرحات عباس سطيف
_ الزاوية في الأصل مدرسة و مقر استرشاد و ملجأ أمان ، بيد أن هذه
الوظائف وبقدر ما كانت تعبر عن ادوار محددة بقدر ماكانت تخفي في
طياتها أسرار تطور الزاوية و تفاعلها مع المجتمع و السلطة على حد
سواء ، خلفت الزوايا أدبا رفيعا و شعرا صادقا و قامت و لا زالت قائمة
بتربية مريدين على الفضيلة و عدم نكران الذات ، و سماحة الخلق ،
فكانوا يجتمعون في زوايا الأحياء و المداشر يتحابون في الله و يذكرون
ويتذاكرون و يعلمون و يتعلمون ، و البعض منهم يصطحب أولاده
الصغار فيرثون عن آبائهم حب الزاوية فيشبون في ظلالها و يتأدبون
بآدابها .
----------------------------------------------------------------------------------
1جامعة فرحات عباس سطيف
2 الزاوية لغة في الأصل لفظ مأخوذ من الإنزواء بقصد العكوف على العبادة أو على تلقي العلم بعيدا
دنيا الناس و مشاغلهم اليومية ، وهي أيضا رباط المجاهد في سبيل الله و حافظ الثغور ، يطلق على بناء
أو مجموع أبنية ذات طابع ديني ، و هي تشبه المدرسة في تخطيطها و أجزائها ووظائفها التعليمية و قد
_ عام 1847 في كتابه تعريفا للزاوية حيث قال : (( - إن الزاوية هي على الجملة Daumas _ذكر _ دوماس

مدرسة دينية ودار مجانية للضيافة. )) ، أنظر : لفي برفنسال : (( الزوايا )) دائرة معارف الإسلامية ، تر
تر أحمد الشنتاوي و آخرين ، المجلد 10، القاهرة 1933 ، ص. 332.
3 مولاي البشير بن محمد السنوسي : الزوايا المغربية نشأتها و تطورها الثقافي و الإجتماعي ، منشورات
الطريقة التيجانية ، الزاوية التيجانية ، الرباط المغرب ،ص.32.
----------------------------------------------------------------------------------------------

تمثل الزاوية مؤسسة دينية و اجتماعية و علمية تبلورت أنشطتها
و خصوصياتها منذ استقرار الإسلام إلى الآن ، و تعد مركزا من مراكز
التربية الصوفية السنية ،و معهدا لتزكية النفوس و تطهيرها،و لذالك
كان الشيوخ و قادة المتصوفيين يتنافسون في بناء الزوايا و تشييدها
لأجل أداء وظيفتها الإجتماعية من إيواء الغرباء و إطعامهم و أداء
الواجبات الدينية من الصلاة و الصدقة و ذكر و تلاوة قرآن و تعليم
و تعلم و غير ذالك الخ.
تواجدت في قرية قجال زاوية منذ عقود من الزمن ، وهذه القرية قديمة
تاريخيا فهي حسب الشواهد الأثرية تعود الى العهد الروماني ، مرت عبر
حقب تاريخية مختلفة لاسيما الحقبة الإسلامية ، و تؤكد الرواية الشفوية
المنقولة عن سكانها بما فيها رواية عن أجداد عائلة حمادوش الذين توارثوا
الإشراف على الزاوية عن جدهم الأكبر سيدي مسعود الإدريسي الحسني
أن موقع المسجد الحالي هو بالأساس موقع بناه الفاتحون الأوائل ، ويروي
أن الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير كان ممن شاركوا في بناء المسجد وترك
أثر يده على الجدار القبلي للمسجد ، وبقي هذا الأثر قائما الى قدوم سيدي
مسعود إلى قجال
أهم معم أساسي في قجال مقام سيدي مسعود الإدريسي ، ويرتبط سيدي
مسعود بالقبور السبعة أو السبع رقود ، وقد إختلفت الروايات حول هذه
القبور ذات الشواهد المرتفعة ، والتي يمكن اجمالها في ثلاثة روايات :
_ أولاها أن هؤلاءالسبع الرقود هم سبع إخوة جاؤوا من المغرب في
زمن سيدي مسعود وناموا ليلتهم بقجال فلما أصبح الصباح وجدوا في
حالة نوم أبدي فدفنوا في قبورهم التي ماتزال شاهدة عليهم
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
محمد نسيب : زوايا العلم و القرآن بالجزائر 1989 م ص 41
قجال : _ تقع جنوب شرق سطيف وتبعد عنها 12 كلو متر ، ويمر بها الطريق الوطني الرابط بين مدينتي سطيف
وباتنة ، وهي حاليا دائرة مساحتها 346 كلو متر، و قد ذكر بن خلدون الإسم الروماني لقرية قجال ، مستندا في
ذلك الى الأنفاق و القبور و الأواني الفخارية التي ماتزال الى يومنا هذا ، و يقال أن قجال هي إيكجان القديمة التي
انطلقت منها الدعوة لإقامت الدولة الفاطمية ،وكانت تدعى أيضا دار الهجرة أنظر : موسى لقبال : _دور كتامة
في تاريخ الخلافة الفاطمية الشركة الوطنية لنشر و التوزيع الجزائر 1979 ص 159
منشورات الجمعية الدينية لمسجد عبد الحميد حمادوش علماء و شيوخ من زاوية قجال مجلة منبر قجال ع 1 ص 4

---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

من هنا شبه حالهم بحال أهل الكهف ، أما الرواية الثانية فهم سبعة
إخوة إستشهدوا معا في معركة من معارك الجهاد لكن هذه الروايات
لا تحدد المكان و الزمان لهذه المعركة . لخ
وكان مقام سيدي مسعود مزارا مباركا يرجى الدعاء عند مرقده
الشريف ، و قد بلغت درجت التقديس لضريحه و أضرحت السبع
لقود ، أن المحاكم بمدنة سطيف كانت تشترط على الخصوم اداء
القسم المطلوب عندها ، أما سيدي مسعود فهو حسني النسب ،
حيث تأكد الوثائق الخاصة لسلسلة نسب عائلة بن حمادوش
أن سيدي مسعود هو الحفيد الثاني عشر في ذرية الحسن بن علي
بن أبي طالب عليهما السلام ، و فيما يلي سلسلت نسبه :
_ سيدي مسعود بن عبد الحميد بن عمر بن محمد بن إدريس
بن داود بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله بن
الحسن المثنى بن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب يرجع
استقرار سيدي مسعود في قجال الى القرن الخامس الهجري
بعدر رحلة قادته من فاس الى قرية قجال ، ولايعلم لماذا قجال
بالتحديد ؟ و يرجح قدومه اليها بدعوة من سكان المنطقة تحقق
لهم الرجاء و حل بينهم اماما سيدا لهم .
منذ قدوم سيدي مسعود الى قجال بدأت مرحلة جديدة في مسيرة
قرية قجال التاريخية ، حيث عرفت في ما توالى من الأزمنة
و القرون بالمسجد و الزاوية التابعة له ، التي أنشئت لغرض
نشر العلوم الإسلامية و اللغة العربية ، وتدريس الفقه المالكي
و الإصلاح الإجتماعي ، وقد تولى الإشراف على التعليم بالزاوية
و ادارة الأوقاف من الأراضي الزراعية أحفاد يسدي مسعود من
بعده بماسيم و عقود موقعة من طرف الأمراء و العلماء من
أمثال ابن العربي 3 والإمام أبي يحيى زكريا و الإمام المجاهد
أبي العباس أحمد وسيدي محمد بن يوسف الصغير هذا الأخير
الذي توفي بقجال و دفن بمقبرة سيدي مسعود و مازال قبره
معروفا الى اليوم .
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
المرجع نفسه ص 4
حسب ماورد في وثيقة صادرة عن
Islamiques , acte de 1524 . Revue des etudes:

بن العربي :هو العالم المالكي صاحب التأليف المعروفة : شرح أحكام القرآن و شرح تحفة الأحوذي

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
يتبع





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©