عنوان الموضوع : إلى معشر العشاق - عالم المرأة
كاتب الموضوع : imilla
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه ولنهجه اقتفى أما بعدك
فقد كثرت في وقتنا الحالي مشاكل العشق الشيطاني والغرام التي وقعت فيها كثير من النساء ومن الرجال
وكثرت الوسائل الداعية إليه ففي التلفاز لا ترى إلا أفلام العشق والغرام ولا تسمع إلا غناء يدعوا إلى الفحش
والحرام، والمجلات والجرائد لا تكاد تخلوا من نصائح للشباب في كيفية إيقاع الفتيات، ومساعدتهم في
إيقاع الفتيات في الهيام، فاخترطت القلم لأكتب هذه العبارات التي نبعت من قلب محب النصح لإخوانه
وأخواته وسميتها -من القلب إلى القلب-
أقول بباديء ذي بدء إن المحبة تنقسم إلى أربعة أقسام ذكرها العلماء
أحدها: محبة الله عزوجل وهي أشرفها وأعلاها.
الثاني: محبة ما يحب الله وهي التي تدخل في الإسلام وتخرج من الكفر ،وأحب الناس أقومهم بهذه المحبة.
الثالث: الحب لله وفيه وهي أوثق عرى الإيمان .
الرابع المحبة مع الله وهي المحبة الشركية وكل من أحب مع الله شيئا لاله ولا من أجله ولا فيه فقد اتخذه ندا من
دون الله .
فمن أحب مع الله الدرهم أصبح عبدا له ومن أحب وليا فقد اتخذه إلها وهو له عبد ومن أحب مع الله امرأة فهو لها
عبد والعكس.
إن الدين الإسلامي قائم على المحبة محبة الله عزوجل فلا ينبغي أن نناصف هذه المحبة مع شريك، فإن العشق
الشيطاني هذا يصير العاشق كعبد للمعشوق الذي وقع في غرامه فيصبح كالخاتم تحركه في الإصبع كيف تشاء
فيفسد القلب وتفسد الإرادات والأقوال والأعمال وقد أخبر الله عزوجل في كتابه عن عشق امرأة العزيز ليوسف
حتى راودته وكادت به .
وإنما يقع العشق ذو القلب المريض الذي نقصت محبة الله عزوجل من قلبه فإن النفس لا تترك محبوبا إلا محبوب
أعلى منه والعبد لا يترك ما يحبه ويهواه إلا لما يحبه ويهواه ولكن يترك أضعفهما محبة لأقواهما محبة
ومن أسباب الوقوع في العشق خلو القلب وفراغه كما قيل:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلبا خاليا فتمكنا
وقد ثبت عن ابن عباس كما في الصحيح مرفوعا:" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ"
فإن كان القلب يعيش حالة من الفراغ يتصيده الشيطان لأن الذئب يأكل من الشاة القاصية.
ومن الأسباب عدم الإستقرار النفسي وعدم تحمل المشاق خاصة إذا كان المحيط الأسري غير متوازن يلقى فيه
الإنسان مشاكل تنغص عليه حياته فيحس بعدم اهتمام الآخرين به أو عدم محبتهم له فيبدأ البحث عن السعادة
المفقودة التي يزين له الشيطان وجودها في العلاقات المحرمة .
فتبدأ الخطرات وهذه الخطرات هي مبدأ الخير والشر فمن قهر هواه لم تقده نفسه إلى الوقوع في العشق ومن
استهان بهذه الخطرات قادته إلى الهلكات وهي مع ذلك خدع كاذبة توهم بالسعادة ووالله وبالله وتالله لهي
التعاسة والشقاوة ولكنهم لا يعلمون.
إن هذا الذي زينه الشيطان للإنسان بإغوائه لإيقاعه فيه له مضار كبيرة فهو يجعل العاشق أسيرا في قبضة
معشوقه كورقة تحركها الرياح ظهرا لبطن ، فيملك قلبه ويسبي عقله ويطفيء نور قلبه فيشتغل به عن مصالح
دينه ودنياه فلا هو أدرك دنياه ولا هو عمل لأخرته.
فيفسد بذلك الذهن ويحدث الوسواس فيشقى:
فما في الأرض أشقى من محب وإن وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكيا في كل حين مخافة قربة أو لاشتياق
ثم إن الإفراط في المحبة يستولي المعشوق على قلب العاشق حتى لا يخلو من تخيله وذكره والفكر فيه فلا يغيب
عن خاطره وذهنه ، وقد أخبرتني إحداهن أنها كانت إذا فتحت المصحف رأت صورة معشوقها وإذا سجدت ذكرته
في سجودها وإذا شربت ماء رأته في ربض الكأس فالحمد لله الذي عافانا مما ايتهلاها به.
وهذا حال من قال:
خيالك في عيني وذكرك في فمي ومثواك في قلبي فأين تغيب
وقال آخر:
ومن عجب أني أحن إليهم فأسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي
ومن مضار العشق عذاب القلب بمعشوقه فإن من أحب شيئا غير الله عذب به و لابد وعذاب العشاق أكثر من أن تذكر
قصصه في هذه الأسطر.
ثم إن العشق الشيطاني قد يؤدي إلى فاحشة الزنا التي قال فيها الإمام أحمد:لاأعلم بعد قتل النفس شيئا أعظم
من الزنا"وقد قال الله تعالى "ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا" فحرم دواعيه ، وفحشه في نفسه
وأخبر أنه سبيل هلكة وبوار وافتقار في الدنيا والآخرة
فكيف بعاقل يبيع الدر بالبعر ، فاعلموا إخوتاه أن معصية الله عزوجل توجب القطيعة بين العبد وربه فإذا وقعت
القطيعة انقطعت عنه أسباب الخير واتصلت به أسباب الشر فأي فلاح وأي نجاح لمن قطع صلته بمولاه فسارعوا
إلى التوبة وادفعوا عنكم هذه المعصية بالإخلاص إلى الله والتجؤوا إلى الله فمن كان بالله هانت عليه الصعاب
وانقلبت مخاوفه فبه يهون كل صعب ويسهل كل عسير ويقرب كل بعيد ، واختاروا أي المحبتين فهما لا يجتمعان
فمن أعرض عن محبة الله ابتلاه بمحبة غيره فعذبه بها
هذا وأسأل الله عزوجل أن يوفقنا لأسباب السعادة في الدارين والحمد لله رب العالمين



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©