عنوان الموضوع : المدرسة بين الامس واليوم - انشغالات الاسرة التربوية
كاتب الموضوع : kouka
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

كنا وكان القسم بالأمس القريب مكانا لا يعلو فيه فوق صوت المعلم صوت. ولا تكاد تسمع إلا صوت الحزم والجد بين جنبات القسم. وكان المتخلفون عن واجباتهم يعانون كل المعاناة ولا يرحمهم أحد لا في القسم ولا في البيت. وصرنا وصار التلميذ غير التلميذ والأستاذ غير الأستاذ. والجو غير الجو. وأصبح تدخل الشرطة لفك نزاع داخل المؤسسة التعليمية مشهدا اعتادته بعض الثانويات والمتوسطات. وصار الأستاذ والتلميذ كل يمسك بثياب الآخر. وصار كل منهما يتهم الطرف الآخر بالتقصير وأحيانا بالسيطرة المفرطة. صار القسم غيرالقسم والأدوار غير الأدوار كأن الماضي رحل بلا إياب. وكأن الأمس غربت شمسه من غير أن يرى لها شروق


تغيرت المشاهد والألقاب والعادات وحتى الكتب والتمارين تغيرت. فإن كان تلميذ الأمس يحمل محفظة متواضعة بها لوح وكتاب فإن تلميذ اليوم أصبحت له محفظة وزنها يقارب أحيانا نصف وزنه ويجلس أحيانا أمام شاشة ويتعامل بالحاسوب وبنقرة واحدة يستطيع أن يحصل على ما كانت الريشة والدواة تخطه خلال ساعات


إن كان للماضي مساوئه وعيوبه فإن للحاضر من الميزات السلبية في عيون الأولين من الآباء ورجال التعليم ما يبدي بنوع من عدم الرضا والاستهجان


لقد صارت أبواب المؤسسات التعليمية مسرحا لسباق الدراجات النارية الضخمة واستعراض السيارات الفخمة، التي تستدرج عقول التلميذات... وصارت في أماكن أخرى مرتعا لتجار أقراص الهلوسة والخراب الفكري بمختلف أنواعه. وصار خوفنا على أبنائنا يشمل الخوف من الانحراف قبل الخوف من الرسوب



المؤسسة التعليمية بين الأمس واليوم. تغيرت في كل شيء، وكل ما نتمناه أن ننجح كمربين في الحفاظ على أبنائنا وبناتنا من الجنوح والانحراف وأن تبقى صورة المربي صورة محترمة يقدرها الجميع ويصونها المجتمع بأكمله من كل سوء





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©