عنوان الموضوع : من فضيحة بكالوريا 1992 إلى مهزلة بكالوريا 2015 ... من المستهدف؟ - انشغالات
كاتب الموضوع : mira
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لم أستطع أن أتمالك نفسي من الغضب, وأنا أشاهد الفيديوهات المسربة من بعض مراكز إجراء امتحان شهادة الباكلوريا, وما زاد الطين بلة هو عرضها على شاشات تلفزيون النهار والشروق دون أدنى وازع أخلاقي أو ضمير مهني أو إحساس بالمسؤولية من لدن هاته القنوات تلك المشاهد , لان ما حدث رغم محدوديته في بضع مراكز لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة, لان انه يؤشر على مستوى الانحطاط الأخلاقي والإفلاس المعرفي الذي وصل إليه تلامذتنا, فللأسف هؤلاء التلاميذ الذين كنا نأمل منهم أن يحملوا المشعل, ويواصلوا مسيرة بناء الوطن وتقدمه والاهم حمايته وصونه من كل من يتربص به, هؤلاء التلاميذ ظهروا بمظهر لا يليق بالمدرسة الجزائرية والشبيبة الجزائرية فمهما كان الوضع فليس منطقيا ولا مقبولا مثل هاته التصرفات في امتحان له وزنه ومكانته, كما أن تبجح البعض و بشكل علني بمساعدة التلاميذ وإعطائهم الأجوبة داخل مراكز الامتحانات عبر الهاتف أو بطرق مختلفة يجب أن يكون محل مساءلة قضائية , ومثل هاته التصريحات الداعمة والمؤيدة والمساعدة للغش يجب أن لا تمر مرور الكرام , وبشكل أوضح يجب على الدولة الجزائرية ومن خلال وزارة التربية والديوان الوطني للمسابقات والامتحانات أن يفتح تحقيقا إداريا وقضائيا حول ما حدث , ومن المتسبب فيه بشكل مباشر أو غير مباشر, لأنه مهما كانت المصوغات, فان شهادة الباكلوريا هي مستقبل أبنائنا وتتويج لمسيرة 12 سنة من الدراسة للتلاميذ فلا يجب السماح بأي تشويش أو تحريض أو تلاعب من شأنه يمس بمصداقيتها أو يؤثر على تركيز التلاميذ خلالها.
ومن جهة أخرى يجب على المجموعة التربوية أن تحارب بقوة تجار الدروس الخصوصية والمنجمين والدجالين الذين يزعمون بقدرتهم على التكهن بالدروس التي ستكون ضمنها أسئلة الباكلوريا , وهم بالتالي يبيعون الوهم للتلاميذ و يثبطون هممهم , كما أن على الوزارة أن تتخذ قرارا حاسما وقطعيا لا رجعة فيها بإلغاء ما يسمى "عتبة دروس الباكلوريا" لأنه لم يعد لبقائها أي مبرر, وهي أحد أسباب تراخي التلاميذ في المراجعة والتحضير الجيد لامتحان الباكلوريا.
وفي الأخير يجب أن نتعلم درسا مهما مما حدث في بكالوريا 2015, وهو أن المنظومة التربوية تقوم على ثلاثة أطراف هي: الأساتذة, الوزارة وأولياء التلاميذ , فإذا لم يقم أحد الأطراف بدوره كما يجب فان الضحية دائما وأبدا هو "التلميذ", الذي يدفع ثمن أخطاء أحد الأطراف الثلاثة منفردة أو مجتمعة, لذا على وزارة التربية أن تقوم بمراجعة شاملة وتقويمية لكل عمليات سير إجراء الامتحانات الرسمية وتوقيتها,وكيفية تنظيمها التأطير ........الخ. كما أن السماح للقنوات التلفزيونية وللصحافة بمختلف وسائلها بالدخول لمراكز الإجراء وإجراء مقابلات مع التلاميذ أما مراكز الامتحانات, دون ضوابط , وبهذا الشكل الذي رأيناه أمر غير مفهوم واثبت فشله وتأثيره السلبي على التلاميذ المؤطرين, لذا يجب مستقبلا اتخاذ إجراءات حمائية لفائدة المترشحين و المؤطرين, ووضع ضوابط وقواعد محددة لعمل وسائل الإعلام داخل وخارج مراكز الإجراء.




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©