عنوان الموضوع : يا بترول ارحل.. - انشغالات نقابية
كاتب الموضوع : admin
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

تشير أغلب التقارير الواردة من الشركات العالمية، إلى أن الثروة البترولية في تناقص مستمر، مقابل ارتفاع الكثافة السكانية، وزيادة الاستهلاك العالمي.
وتؤكد كل التقارير المرئية والسرية، أن ما يشهده العالم اليوم من فوضى، هي من صنع القوى الكبرى وهدفها إعادة توزيع الثـروة البترولية، أو تقاسم باطن الأرض مع أصحابها، وأبعد من هذا الاستئثار بها، خاصة بعد أن ضربت الأزمة الاقتصادية أوروبا وأمريكا في أعماقها، وبدأت تهدّد استقرار مجتمعاتها، مع ارتفاع خطير للبطالة وتسريح عدد كبير من العمال، وإفلاس عدد من الشركات.
. الاستعمار يعود بشكل مختلف،
إنها نعمة البترول التي تحولت إلى أكبر نقمة على شعوبها.
لكن..
دعونا نتساءل لماذا لم نستطع الوقوف أمام هذا الأخطبوط ونحن نملك كل هذه الثروات؟ أو بالأحرى ماذا فعلنا نحن بثـرواتنا منذ استقلالنا للخروج من التخلف، وبالتالي إمكانية مواجهة أي خطر داخلي أو خارجي؟ إننا في الواقع لم نتعب في إيجادها، لم نتعب في استخراجها، لم نقم بشيء إلا استهلاكها بأنانية مفرطة، ولم نفكر حتى في مستقبل الأجيال القادمة، ولا كيف ستواجه مصائرها إن زالت هذه الثورة.
وبالمقابل
ماذا تركنا له لمواجهة المستقبل؟
لا اقتصاد قوي، ولا صناعة، ولا بُنى تحتية، ولا سياسة واضحة ومجتمع متماسك، لا شيء.. إذن نحن نستنزف ثرواتنا من أجل ماذا؟
هل غيّرنا شيء على مستوى المعيشة منذ الاستقلال إلى اليوم، وما زال هناك من يقتات من القمامات؟
ماذا فعلنا بها، إذا كنا لا نزال نسمع أن قرى لم يصلها الغاز وهي على بعد كيلومترات من المركّبات الصناعية لتمييع الغاز؟
ماذا فعلنا وأطفالنا يسيرون كيلومترات إلى مدارسهم مشيا على الأقدام، تحت حرارة شمس الصيف وصقيع الشتاء؟
ماذا فعلنا بهذه الثـروة إذا كانت مستشفياتنا إلى اليوم، يدخلها المريض فيخرج ميتا وتدخلها المرأة لتلد فيتم وأدها هناك؟
ماذا فعلنا بهذه الثـروة ولا يزال شبابنا يعاني البطالة والتهميش ومدننا لم تتغير صورتها منذ أن تركها الاستعمار بل زادت سوء؟
ماذا فعلنا بالثـروة البترولية؟
في الواقع.. إننا أمة ملعونة بهذه الثروة، لا خير يرجى منها، ألم يقل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ''لا خير في أمة لا تأكل مما تنتج ولا تلبس مما تنسج''.. نحن لا ننتج ولا نصنع ولم نعد نزرع ولا نفكر حتى،
كل ما فعلناه بهذه الثـروة أننا أنتجنا شعبا يأكل وينام ولا أقول شيئا آخر..
ومسؤولون يرون في المسؤولية فرصة لا تعوّض للنهب والاغتناء، وفوق كل هذا خطر يحدق بنا من الداخل لأن شراء الاستقرار والأمن الاجتماعي لا يدوم مهما طال، وأي أزمة مهما كانت بسيطة مستقبلا، ستهز أركاننا. وخطر يحذق بنا من الخارج، لأن أي هزّة داخلية ستتبناها قوى خارجية وتوظفها وتستغلها..
إن أكبر ديكتاتور نعاني منه ويجثم على أنفاسنا هي هذه الثـروات التي كبّلتنا واستعبدتنا، ونفاذها قد يكون تحرّرا من نوع آخر، لأنه سنكون مجبرين على اختيار الأفضل في كل المجالات، ومنح الفرصة لمن يملك القدرة على العطاء والإبداع وإعادة الاعتبار للكفاءة والتميّز..

ولذلك بجدر بنا اليوم أن نخرج إلى الشارع ونصرخ ''يا بترول ارحل''.



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©