عنوان الموضوع : بابا أحمد.. وماما نورية! - الانشغالات النقابية
كاتب الموضوع : madiha
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

هنالك من يريد توريط وزيرة التربية نورية بن غبريط، من خلال إقناعها أنّ الخطة الأنجع للحفاظ على القطاع تتمثل في "عسكرته"، أو بالأحرى "بولسته"، والقبض على موظفيه وعماله وأساتذته وتلاميذه بيد من حديد، لأن هذا يعدّ الطريقة الأفضل للاستمرار في المنصب، بدلا من سياسة "بوسني ونبوسك" التي كان يمارسها الوزير اللطيف جدا "عبد اللطيف بابا أحمد"!!

هل سقط عبد اللطيف بابا أحمد نتيجة تهاونه حقا في تسيير القطاع أم نظير أخطائه الكثيرة، وآخرها العتبة ووعد التلاميذ بدورة استدراكية العام المقبل، وعدم فصله في نظام الإنقاذ، لدرجة أن البعض بات يسخر من الرجل الأكاديمي، فيقول إنه لم ينقذ حتى رأسه فكيف له أن يعد بإنقاذ الراسبين !!؟

أحيانا يتبادر للذهن أن بابا أحمد استمع لمن لا يجب أن يستمع إليهم، وشاور من لا يستحق مشاورتهم، وها هي "ماما" نورية بن غبريط ترتكب الخطأ ذاته، من خلال اعتمادها سياسة تكرّس الفشل، حتى وإن ظهرت للبعض انقلابية.. فالوزيرة تصف النقابيين بهواة الاحتجاجات والإضرابات، ولا ترى في التلاميذ سوى كتلة من الكسل والغياب، كما تتوعد الغشاشين ومستعملي البلوثوت بعشر سنوات من الإقصاء، وكلها عقوبات لا تكشف سوى الجزء الظاهر من حقيقة القطاع، حيث لا يمكن الحديث عن إضرابات دون الإقرار بمعاناة الأساتذة وموظفي الأسلاك المشتركة، ولا يمكن اتهام التلاميذ بالتسيّب دون الاعتراف بتحويل هؤلاء إلى فئران تجارب لسنوات، وحرمانهم من تعليم طبيعي وجيّد، يجعلهم في غنى عن التسيب الذي بات موضة حقيقية في المدرسة الجزائرية!

قبل يومين، استمعت لمسؤول في وزارة التربية يتحدث عن الإجراءات الجديدة لمنع الغش في البكالوريا فقال ضمن ما قال، وهدّد ضمن ما هدد.. (هذه السنة وللمرة الأولى.. اتخذنا إجراء حازما يتمثل في منع أي تلميذ من الذهاب لدورة المياه سوى للضرورة القصوى).. "وكأن المرحاض جُعل لغير الضرورة القصوى".. قبل أن يضيف: (ولن يذهب أي أحد قبل الحصول على الموافقة بإمضاء من الحارس المسؤول، وإمضاء المفتش الرئيسي، والمفتش المركزي.ووو..)!! لدرجة أنني تخيلت بأن الطالب يريد الحصول على سكن عدل وليس الذهاب لقضاء حاجته! علما أنّ السؤال: هل في مثل هذه (الظروف الطارئة) وقت لجمع الإمضاءات حتى لو كانت النية سليمة... وهي قمع الغش؟!!

الوزيرة بن غبريط بحديثها عن "البلوثوت" وتقنية الغش، لا تخترع شيئا جديدا، والواقع أنها تحتاج لأكثر من فضح غشاشي البكالوريا من أجل إقناع بوتفليقة أنها الأصلح لمنصبها.. الأهم من ذلك، إقناع المواطنين وأولياء التلاميذ بذلك، فهي تحتاج لفضح غشاشي القطاع من مرتزقة المدارس والإصلاحات المتكررة، والمخابر المفتوحة، والامتحانات المثقوبة، والشهادات المزورة، والوظائف المنسية، والأهم من كل ما سبق، استرجاع قيم المدرسة المغتالة، والتعليم الحقيقي الذي تم إجهاضه، فهل تستطيع أن تفعل كل ذلك أو حتى رُبعه فقط في مرحلة يتفق الجميع على أنها انتقالية؟.. نصبر ونرى!؟
منقول عن جريدة الشروق للكاتب :قادة بن عمار



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©