عنوان الموضوع : آه ؟؟؟ لو كنت أدري ما صرت معلما ؟؟؟؟الجزء الثالث و الأخير - التعليم في الجزائر
كاتب الموضوع : hamida
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

الجزء الثالث و الأخير

10 - التغلب على الأمور الإدارية والروتينية ؛ فكثيرا ما يشكوا المدرسين من أن العبء الدراسي الذي عليهم كبير النصاب التعليمي ، والذي هو في حده الأعلى (24) حصة أسبوعية بالنسبة للمدرسة ، أي بمعدل (5) حصص في كل يوم و هي عبء كبير .
ثم العبء الآخر الذي يشكو منه المدرسين و هو بعض الأمور التي لها جوانب إيجابية وكذلك سلبية ، مثلاً الاختبارات الشهرية هي لا شك انها أساليب لتقويم الطلاب ، ولإلزامهم بالمراجعة والدراسة ، لأنهم لا يراجعون ولا يدرسون غالباً ، إلا إذا اضطروا إلى ذلك تحت قهر وجبر الاختبارات ، في الوقت نفسه هي تشكل للمدرس عبء هائل ، لأنه في كل فصل - مثلاً - عدد الطلاب 25 طالباً ، و هو يدرّس 5 فصول ، أو 6 فصول ، فيكون عدد الطلاب حوالي 300 طالب و هذه إحصائيات أحيل المدرسين فيها الى كتابات الطنطاوي ؛ فإنه يأتي فيها بالارقام و التفصيلات بصورة أدبية جميلة ، ثم عنده عدد من المواد ، و كل طالب في الاختبارات هذه يكتب صفحتان أو ثلاثة ، فإذا حسبت هذه الصفحات أو حسبت المواد و متى سيقرأها.
أقول : هذه الأعباء - لا شك - أن هناك دراسات ومطالبات بإعادة النظر دائما في الأمور المتعلقة بالطريقة التعليمية ، وبالمناهج وبالأساليب التربوية ، إلى غير ذلك لكن التفسير منوط بالمدرسين أكثر من غيرهم ؟ .
لأنهم أكثر عدداً ، لأنهم لو أرادوا لكانوا أقوى صوتاً ، ولأنهم أكثر ممارسة ، فيمكن أن يقدموا ما يفصح عن الأسلوب الأمثل أو الأفضل في بعض ما يرونه يحتاج الى تقويم .

لكن الشق الاخر نحن في واقع عملي ، أقول : لو أراد المدرس أن يخفف هذا العبء فكيف يفعل ؟
أ- هناك أمور متعلقة بالناحية النفسية والإيمانية ؛ فعندما يستحضر المدرس أنه يؤجر على ذلك ويثاب ، وأنه يكتب له بهذه الأعمال على كثرتها حسنات عند الله - عز وجل - لا شك أبداً أن هذا مما يخفف العبء عن المعلم المسلم .

ب- عندما يشعر أنه من خلال هذا يسهم في هذه المهمة العظيمة ، و هي المهمة التربوية التوجيهية لهذا الجيل ، الذي يريد أن يكون باذن الله جيل نافع صالح لهذه الأمة الإسلامية في مستقبلها القريب قبل البعيد ، لا شك أن هذا يهون عليه أيضاً.

ج - هناك أمور فنية تقسم إلى قسمين :
1- أمور فنية في الإتقان أو التجديد والإبداع ، فهذا دفتر التحضير عندما ينظر إليه المدرس هناك ما يسمى بمفكرة المدرسة ، والأهداف العامة ، وطريقة العرض ، لو أنه كان دائماً حريصاً على التجديد والابتكار والاستزادة من كتب أخرى ، ومن أساليب تربوية جديدة ، ومن بحوث تنشر أو قضايا تثار حول هذه المعاني ، لاستطاع دائما أن يجد عنده جديد يفيد به نفسه ، ولا يصبح عمله مكرر من العمل الجيد ، العمل الجديد يقبل عليه الإنسان بنشاط لأنه يأمل فيه شيء جديد يرى فيه بعداً جديداً لم يكن في الذي قبله .

2- وهناك شق آخر و يسميه بعض المدرسين شق تحايلي ، و هو أن يخفف العبء بصورة عملية ذكية . فطريقة الأسئلة التي يميل إليها كثير من المدرسين خاصة في الاختبارات الدورية تعتمد على أن لا يتيح الطلاب الفرصة في إكثار الكلام والكتاب بل السؤال جوابه كما يقال : " كلمة ورد غطاها " حتى يخفف عن نفسه العبء ، ولكن بأسلوب علمي يستطيع أن يكتشف فهم الطالب وقدرته .
الاستفادة من التقنيات الحديثة كالكمبيوتر ، حتى يرى بعض المدرسين هذه الأمور صعبة عندما يكون عنده الخبرة في الكمبيوتر ، يستطيع أن يضع الأسئلة ، ويضع البرامج المنهجية في فقرات معينة ، ويصحح وكذا في وقت وجيز .

د - بعض المدرسين يلجئون إلى طرائق تبادلية مع بعض المدرسين للتخفيف من هذه الأعباء .
كل هذا حسن بحيث لا يكون هناك تفريط من المدرس في واجبه ولا تقصير منه في هذا الواجب لماذا ؟ لان المدرس هو قدوة وهذا واجب عليه من قبل الجهة التي كلفته بهذه المهمة ، وهو يفرض على طلابه واجبات فكيف يريد أن يؤدي الطلاب واجباتهم ، وهو لا يؤدي واجبه هذه قضية لا بد أن يلتفت إليها المدرسون ، ويحاولوا قدر الاستطاعة أن يستفيدوا منها ، ثم يفيدوا في مجال التغيير لمثل هذه لما يرون أنه قاصر في العملية التربوية التعليمية .

11 ـ أن الذي يراد من المدرس هو أن يكون المقدم لكل خطأ
لأن المهم هو الأساس في العملية التعليمية ، فإذا كان في المناهج نقص أو فيها خلل ، أو فيها خلل ، أو فيها من لفتات أو أخطاء ، فالمعول على تصحيح ذلك هو المعلم ، وإن كان في الطلاب وطريقة تلقيهم للعلم خطأ ، وطريقة نظرتهم إلى العلم خطأ ، وطريقة استفادتهم من العلم خطأ ،
فالمعول على إصلاح ذلك هو المعلم ، وإذا كان النظام التعليمي نفسه هو في حد ذاته فيه أخطاء أيضا يمكن أن يكون المقوم أو الذي يصحح هذه الأمور هو المعلم .

و هنا سيقول المدرسون و المعلمون : تطلب منا ، وتطلب منا ، و لا تطلب من الآخرين ! أقول نعم المفروض أن تكون العناية بالمعلم هي في التربية على كل المستويات سواء في قطاعات التعليم ، أو في قطاعات الدولة ، أو في قطاعات النظر إلى العلماء ، أو في قطاعات الاقتصاد أو في قطاعات السياسة والاجتماع.
المعلم هو الذي له أكبر الأهمية في هذا الجانب ، لكن ينبغي أن تكون وسائل الإعلام تخدم العملية التعليمية ، ينبغي أن تكون الصحافة والبحوث والمؤتمرات والتوجيهات كلها تخدم هذا الجانب ، أقول : نحن نطالب المعلمين بما هو في أيديهم ، و بما هو يكون قريب منهم باذن الله - عز و جل - ، و نحن في آخر الأمر نرى أن كل ما نريده من المعلمين وما يضيفه غيرنا هو مطلوب منهم ، وهو مؤمل فيهم ، وهو مرجو إن شاء الله أن يثابوا عليه إذا أخلصوا النية لله.


توجيهات من أهل العلم للمعلمين والمعلمات
وهي نقولات لبعض أهل الفضل والعلم في بعض التوجيهات الجامعة والمهمة بالنسبة للمعلمين ابدأها بعبارة نفيسة و مقالة جيدة رغم وجازتها إلا أنها تلخص كثيراً من الأمور وهي لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – يقول فيها :
" لا ريب أن المعلم هو المربي الروحي للطالب ، فينبغي أن يكون ذو أخلاق فاضلة ، وسمت حسن حتى يتأسى به تلامذته ، كما ينبغي أن يكون محافظ على المأثورات الشرعية ، بعيد عن المنهيات ، حافظ لوقته ، قليل المزاح ، واسع البال ، طلق الوجه ، حسن البشر ، رحب الصدر ، جميل المظهر ، ذا كفاية ومقدرة ، وسعة اطلاع ، كثير العلم بالأساليب العربية ليتمكن من تأدية واجبه على الوجه الأكمل .

ولا شك أن من يعني بدراسة النفس البشرية من كافه النواحي ، ويبحث عن الأسباب الموصلة إلى معرفة الطريقة التي يمكن بواسطتها غرس العلوم في هذه النفس بسهولة ويسر ، سوف يحصل على نتائج طيبة في كشف خفاياها وما انطوت عليها من مشاعر وأحاسيس ، ومدى تقبلها للمعلومات المراد غرسها فيها ، وسيخرج من تلك الدراسة والبحث بمعلومات هي في الحقيقة من القواعد العامة التي يقوم عليها صرح التعليم ، وهذه القواعد يمكن إجمالها في أنه إذا ما أراد أي معلم أن يغرس معلوماته في أذهان تلامذته فلابد له قبل كل شيء أن يكون ذا إلمام تام بالدرس الذي وكل إليه القيام به ، وذا معرفة بالغة بطرق التدريس ، وكيفية حسن الإلقاء ، ولفت نظر طلابه بطريقة جلية واضحة إلى الموضوع الأساسي للدرس ، وحصره البحث في موضوع الدرس ، دون الخروج إلى أهواء قد تبلبل أفكار التلاميذ ، وتفوت عليهم الفائدة ، وأن يسلك في تعليمهم العلوم التي يلقيها عليهم طرق الاقناع ، مستخدماً وسائل العرض والتشبيه والتمثيل ، وأن يركز اهتمامه على الأمور الجوهرية التي هي القواعد الأساسية لكل درس من الدروس ، وأن يغرس في نفوسهم كليات الأشياء ، ثم يتطرق إلى الجزئيات شيء فشيء إذ المهم في كل أمر أصله ، وأما الفروع فهي تبع للأصول ، وأن يركز المواد ويقربها إلى أذهان التلاميذ ، وأن يحبب إليهم الدرس ، ويرغبهم في الإصغاء إليه ، ويعلمهم بفائدته وغايته أخذ في الحسبان تفهم كل طالب ما يناسبه باللغة التي يعلمها ، فليس كل على حد سواء ، وأن يفسح المجال للمناقشة معهم ، وتحمل الأخطاء التي تأتي في مناقشتهم ، لكونها ناتجة عن البحث عن الحقائق ، وأن يشجعهم على كل بحث يفضي إلى وقوفهم إلى الحقيقة ، آخذاً في الحسبان عوامل البيئة والطباع والعادات والمناخ ، لأن تلك الأمور تؤثر تأثيراً بالغاً في نفسيات التلاميذ ، ينعكس على أفهامهم وسيرتهم وأعمالهم .
إن المعلم النبيه الذكي الآخذ بهذه الأمور ، يكون تأثيره على تلامذته أبلغ من تأثير من دونه من المعلمين ، ومهمة المعلم أشبه ما تكون بمهمة الطبيب .
ومن واجبه أن يعرف ميول طلابه ، ومدى حظ كل واحد من الذكاء ، وعلى أساس هذه المعرفة ، يقدر المقاييس الأساسية التي يسير عليها نهجها في مخاطبة عقولهم وافهامهم ، وتلك من أهم أسباب نجاح المعلم ".
وهو كلام لسماحته فيه جمع لكثير من الصفات في وجازة من الألفاظ وحسن في العبارات.

وهذه أيضا وهي عبارة عن مقتطفات اخترتها ، وكثير منها يتعلق ببعض ما سبقت الإشارة إليه. يقول الأستاذ أحمد جمال - رحمة الله عليه - : " إن العلماء الذين يحفظون العلم في صدورهم ، ولا ينقلونه إلى غيرهم ، ليسوا علماء ، لأن واجبهم أن يورثوا العلم الذي تعلموه للجهلاء علماً ومعرفة ، وللسفهاء أمر بالمعروف ، ونهي عن المنكر ، ودعوة للخير إذاً فالمعلمون هم العلماء و ورثة الأنبياء بصدق ".
ومما كان يقوله من الكلام الجيد الحسن قوله : " إن المدرس ينبغي أن يطبق حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) " .
واستدل بقول أحد التربويين حينما سأله معلم فقال له : كيف ينبغي أن أكون في تعليمي ؟ قال : كما كنت تحب أن يكون معلمك وأنت طالب .
بمعنى أنه عندما كنت طالباً كنت تحب من المدرس أن يشرح ، وأن يعيد ، وأن يكون حسناً في تعامله ، وأن يكون .. وأن يكون ، فأحب لطلابك ما تحب لنفسك.

وقال هنا عبارة جميلة أشرت إلى صورة منها ، قال : " يرتكب المدرسون خطيئة كبرى حين يتخذون من منصة المدرسة عرشاً ، إذا ما جلسوا عليه تخيلوا أنفسهم معلقون بالثريا ورأوا طلابهم دونهم إلى الثرى ، فهم لا يرضون أن توجه إليهم من أسئلة الطلاب ومناقشتهم ، إلا ما اتفق مع أصول اللياقة والأدب ، ولا يسمحون لأي طالب مفكر أن يتجاوز معهم الحدود بنقاش أو جدال.
و يخطئ مدرسو المواد الدينية بصفة خاصة عندما يهملون الغيرة على حرمات الله ، و أحكام دينية ، فيقذفون بالسباب والملام في وجوه الطلاب ، الذين يبدو منهم بعض التساهل والتهاون في أحكام الدين وآدابه ، أو الطلاب الذين يكثرون الجدل حول بعض شؤون العقيدة وأصولها ، وينبغي أن يكون صدره رحب وأسلوبه مقنع في هذا الباب .

وأيضا مقالة لبديع الزمان النورسي يقول في وصف المعلم ، و هذا مما يفرح المعلمون : " العلم شيء بعيد المرام لا يصاد بالسهام ، ولا يقسم بالازلام ، و لا يكتب للائم ، و لا يرى في المنام ، ولا يضبط باللجام ، ولا يؤخذ عن الاباء والأعمام ، ولا يزكو الا متى طاف ، من الحزم ترى طيب ، و من التوفيق مطر صيب ، و من الطبع جواً صافياً ، ومن الجهد روح دائمة ، ومن الصبر سقي نافع ، وغرض لا يصاب الا بافتراش المدرس ، و استناد الحجر ، ورد الضجر ، وركوب الخطر ، وإدمان السهر ، واصطحاب السفر ، وكثرة النظر ، وإعمال الفكر ، فهذا كله من هو مطلوب منكم و من هو داخل في مهماتكم " .

وربما أقول عبارات للبشير الابراهيمي يقول فيها : " ربوهم على الرجولة وبعد الهمة ، وعلى الشجاعة والصبر ، وعلى الإنصاف والإيثار ، وعلى البساطة واليسر ، وعلى العفة و الأمانة ، وعلى المروءة والوفاء ، وعلى الاستقلال والاعتداد بالنفس ، وعلى العزة والكرامة ، وعلى التحابب والتسامح ، وعلى حب الدين والعلم ، وكونوا لتلاميذكم قدوة صالحة في الأعمال والأحوال والأقوال ، لا يرون منكم إلا الصالح من الأعمال والأحوال ، ولا يسمعون منكم إلا الصادق من الاقوال ... إلخ " .

والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته

إخوتي لعلكم لمستم اختلافا بين العنوان الذي اخترته و مضمون الكلام
لكن أعلم أن الكثيرين فهمو قصدي

لا تنسونا من دعوة خالصة في سجودكم.



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©