عنوان الموضوع : ليس هنالك فشل ولكن هنالك خبرات وتجارب - التعليم الجزائري
كاتب الموضوع : مريم
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن



عزيزي التلميذ ، الطالب ، الولي ، المعلم ، المدير ..
عزيزي التلميذ ، الطالب هل حدث ذات مرة ان درست لامتحان ما وكنت تتوقع بكل يقين ان تنجح فيه ثم لم تحصل على النتيجة المتوقعة؟! او هل حدث ان حاولت الانتساب لأحد المعاهد العليا ثم لم يتم قبولك؟! او انه لربما واجهتك صعوبة ما فحاولت التغلب عليها ولكنها "تغلبت" عليك!!! ماذا شعرت حينها؟؟؟ بماذا فكرت وماذا فعلت لمواجهة تلك التجارب الصعبة؟!

ان معظم من تمر بهم أمثال هذه التجارب يشعرون بخيبة امل او احباط او لربما يفكر بعضهم انه انسان فاشل ولا يستحق النجاح. وهنا تكمن الخطورة, حيث انه من كانت تلك مشاعره وافكاره فإنه سرعان ما ستترجم هذه المشاعر والافكار الى هبوط في الهمة والعزيمة وسيجد نفسه لا يرغب في المحاولة من جديد مما سيؤدي حتماً الى نتائج لا تحمد عقباها.

ولذا كان لا بد من همسة اهمسها في اذن كل طالب ان " تنبَّه وتذكر انه ليس هنالك فشل ولكن هنالك خبرات وتجارب", فالطريقة التي درست بها والوقت والجهد الذي خصصته لذلك الامتحان وصل بك الى النتيجة التي حصلت عليها, ولو عدت الى الماضي فإنك حتماً ستغير الطريقة التي درست بها وستكثف الجهد والوقت بشكل اكبر, مما يدل على انك قد اكتسبت خبرة من التجربة التي مرت بك فتحولت تلك التجربة الى مهارة تستطيع ان تستخدمها في الامتحانات القادمة. كما ان الطالب الذي لم يتم قبوله في الجامعة او الكلية قد اكتسب خبرة من عدم قبوله فهو الآن ان اراد إن يعيد الكرة فإنه حتماً سيقوم بالتسجيل في أكثر من جامعة او كلية ولاختار اكثر من موضوع بما يتلاءم مع قدراته وميوله وعندها ان لم يتم قبوله في الجامعة الأولى قََُبل في الثانية وان لم يقبل في الموضوع الاول قبل في الثاني, ولذا فإننا نرى انه لولا التجربة التي مر بها في المرة الاولى لما اكتسب الخبرة في التسجيل في المرة الثانية.

وهكذا فإنه في كل تجربة تظن انك "فشلت" بها عليك ان تسأل نفسك اولاً ما الذي تعلمته من هذه التجربة وما هي الخبرة التي اكتسبتها من جراء "الفشل" في هذه التجربة؟! وعندما تجيب على هذا السؤال بصورة ايجابية, فانك ستجد ان عقلك سيبدأ بالتعامل مع هذه التجارب على انها خبرات ومهارات, مما يجعله يربط بتلك التجارب مشاعر ايجابية, وفي كل مرة تتذكر تلك التجارب ستشعر بمشاعر ايجابية.

هذا التعامل مع التجارب الحياتية يسمى في العلوم الحديثة بـ "تغيير اطار الادراك", حيث انك لن تستطيع ان تغير الماضي ولكنك تستطيع ان تغير ادراكك للماضي من ادراك سلبي الى ادراك ايجابي فتتغير مشاعرك وحياتك تبعاً لذلك, كما قال وليم جيمس من جامعة هارفارد - الملقب بابي علم النفس الحديث: "ان الاكتشاف الأعظم الذي شاهده جيلي هو ان بمقدور البشر تغيير حياتهم بتغيير مواقفهم الذهنية". فتغيير موقفك الذهني من تجربة معينة في الماضي يغير مشاعرك تجاه تلك التجربة مما يؤدي الى نمو وتطور في حياتك الحاضرة. ومن هنا نفهم مقولة الدكتور روبرت شولر - احد رواد التنمية البشرية في العالم - حيث قال: "ليس المهم ما يحدث لك ولكن المهم هو ما الذي ستفعله بما يحدث لك", فلو واجهتك مشكلة في الحياة وغيرت ادراكك لمعنى المشكلة فتفكر فيها على انها نشاط من نشاطات الحياة وانها هدية من الله تعالى وانه سبحانه وتعالى جعل مع كل عسر يسرين "فإن مع العسر يسراً, إن مع العسر يسراً" وتفكر في الحل وتركز على الاحتمالات والامكانيات ستجد ان باب الامل سيفتح امامك, وستجد نفسك تربط هذه التجربة بمشاعر واحاسيس ايجابية لانها تحولت الى خبرة ومهارة تستطيع ان تستخدمها في الحاضر والمستقبل.

من هنا عزيزي الطالب ادعوك بألا تجزع من "الفشل" لأنه لا وجود له في حياتك, وإنما هنالك تجارب اكتسبت وستكتسب من ورائها خبرات ومهارات. فالمحاولة المحاولة والنهوض النهوض مراراً وتكراراً فإن وقعت في الاولى فقم الثانية وإن وقعت في الثانية فقم الثالثة وفي كل مرة تعلم من أخطائك, وهكذا حتى تصل الى النجاح الذي تريد, ولتبدأ بالتعامل مع قراراتك الخاطئة في الماضي التي أدت الى نتائج لا ترضيك, على انها خبرات وتجارب كلما زادت زادت معها خبرتك وأصبحت ماهراً في التعامل معها في المرات القادمة, كما وادعوك ألا تتردد في اتخاذ القرارات في الوقت الحاضر بكل ما يختص في الدراسة, سواءً اكان ذلك بموضوع التخصص في الجامعة او الجامعة التي ستنتسب اليها او اسلوب المذاكرة او أي قرار آخر في حياتك الدراسية, لأنه في كلتا الحالتين انت المستفيد, فإن كان القرار سليماً فهذا الذي تبغيه وان لم يكن كذلك تعلمت منه واكتسبت منه خبرة لم تكن تعرفها من قبل فتضيفها الى جعبة خبراتك, كما نصت على ذلك الحكمة الصينية القديمة التي تقول: "القرار السليم يأتي من الخبرة والخبرة تأتي من القرار السيء", ولا تنس ان كبار الناجحين في التاريخ ما وصلوا الى ما وصلوا اليه الا من الخبرة التي اكتسبوها من كثرة اخطائهم, وحسبك في ذلك والت ديزني الذي افلس سبع مرات قبل ان يؤسس "ديزني لاند" التى اصبحت معروفة للصغير والكبير, وهنري فورد الذي افلس ست مرات قبل ان يؤسس شركة فورد, وتوماس اديسون الذي فشل اكثر من 9999 مرة قبل ان يضيء المصباح الكهربائي, وعندما قال له احد الصحفيين انك فاشل عالمي كان رده بمنتهى البساطة, "بل انا اليوم اعلم اهل الارض بالطرق التي لا يضيء بها المصباح".

فسر على بركة الله وحاول وجرب ولا تيأس وليكن شعارك في ذلك:"الضربات القوية تكسر الزجاج ولكنها تصقل الحديد"
-------------------------------------------
مركز التدريب للنجاح و التفوق
-------------------------------------------



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©