عنوان الموضوع : هل سمعت عن مهارة القراءة السريعة ؟ - تعليم ابتدائي
كاتب الموضوع : madiha
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

هل سمعت عن مهارة القراءة السريعة ؟

كثير منا سمع عنها، لكن قلة من الناس هي من تحاول تعلم تقنياتها، وتنبع أهمية وضرورة تعلم هذه المهارة كوننا نعيش في عصر ثورة معلوماتية لا سابق لها، فقد صدر في الخمسين عاما الماضية كمية من المعلومات تفوق ما صدر في الخمسة آلاف سنة الماضية، وكمية المعلومات اليوم تتضاعف كل خمس سنوات، و 80%-90% من المعلومات نحصل عليها عن طريق القراءة !
----------------------------------
في الإنترنت وحدها ستجد أكثر من 100 مليون موقع على الشبكة الدولية للمعلومات تحتوي على أكثر من 650 مليارا من المقالات والأخبار والتحليلات والوثائق التي لا يمكن لبشر أن يطالعها طوال عمره .. ولا سبيل لمواكبة هذه الثورة إلا بتطوير مهارتك في القراءة بشكل فعال و سريع و ذكي .
سرعة القراءة التي يمتلكها عقل الإنسان رهيبة، فهي بحسب الدراسات العلمية تبدأ من الألف كلمة في الدقيقة، وقد تصل إلى ثلاثة آلاف كلمة، وتنتهي عند الثمانية آلاف كلمة في الدقيقة، وهناك من لا يزالون يمارسون أبطأ القراءات في العالم بحد أقصى 170 كلمة في الدقيقة .
من الأسئلة التي تتبادر إلى أذهاننا للوهلة الأولى هو كيف نقرأ بهذه السرعات ؟
وهل سنفهم كل ما نقرأه بهذا المستوى من السرعة في القراءة ؟
الجواب :
نعم ستفهم جل ما تقرأه .. فالسرعة في القراءة لا تعني عدم الفهم إطلاقا، ووجود هذه العبارة في أذهاننا يعود إلى الطريقة التقليدية التي تعلمنا بها القراءة منذ المرحلة الابتدائية وبقينا على نفس المستوى من السرعة حتى يومنا هذا.
إن تحسين سرعتك في القراءة سيساعد على تحسين قدرتك على الفهم الشامل وزيادة إدراكك لوظائف عينيك وعقلك لمساعدتك على استخدامها بصورة أكثر فعالية عند القراءة أو المذاكرة، وتطوير مفرداتك و معلوماتك العامة، ومنحك مزيدا من الثقة مع المتعة و الراحة عند القراءة .
من بريدي
تقنيات القراءة السريعة

تفيد المؤشرات تدني نسب القراءة في العالم العربي، ففي الوقت الذي يبلغ متوسط القراءة في الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً 200 ساعة سنويًا، نجده عربيًا لا يتجاوز الست الدقائق! هذا طبعًا على صعيد الكم بصرف النظر عن الكيف، وهو يقودنا لتساؤلات عدة منها: لماذا لا نقرأ؟ وكيف نقرأ؟ وما هي سبل زيادة معدلات سرعة القراءة لدينا؟ وكيف يتسنى لنا الاستفادة من تقنيات القراءة السريعة؟ وما هي حقيقة هذا النوع من القراءة؟
ثمة تعاريف مختلفة للقراءة السريعة وهي تختلف بطبيعة الحال عن القراءة التصويرية أو الضوئية، ففي الوقت التي يعرفها البعض بأنها: "استيعاب الكلام المكتوب". نجد أن "توني بوزان" أحد رواد القراءة السريعة يعرفها في كتاب "استخدم عقلك" بـ"علاقة الفرد المتبادلة والكاملة مع المعلومات الرمزية، وهي تختص بإعداد الجانب المرئي لعملية التعليم"، وتتضمن "حسب بوزان" خطوات سبعًا وهي:
ـ إدراك: وهذا يتطلب إلمام القارئ بالحروف الأبجدية، وهذه الخطوة تتم قبل أن يبدأ الجانب المادي لعلمية القراءة.
ـ استيعاب العميلة الطبيعية التي تتم بواسطتها انعكاسات الضوء من الكلمة، وتستقبلها العين، ثم ترسل إلى المخ عن طريق العصب البصري.
ـ الدمج الداخلي: المرادف للفهم الأساسي، ويعني عميلة ربط المعلومات التي تتم قراءتها كافة.
ـ دمج إضافي: تتضمن هذه الخطوة تحليلاً ونقدًا وتقديرًا وانتقاء ورفضًا، وهي التي يجمع القارئ فيها معارفه السابقة كافة، ثم ينشئ الروابط المناسبة بينها وبين المعرفة الجديدة التي تم تحصيلها.
ـ القدرة على الاحتفاظ: المقصود هنا أن الحفظ لا معنى له، ما لم تكن لدى من يحفظ القدرة على استعادة المعلومات، خصوصًا عندما يطلب من الشخص استرجاع أكبر قدر من المعلومات في وقت محدد، كما يحدث في الامتحانات عادة.
ـ الاسترجاع: وهو قدرة الشخص على استخراج ما يلزمه مما يحفظ.
ـ التواصل: وهذا يعني الغرض الذي تحفظ المعلومات من أجله وفي أي زمان ومكان.
عصر السرعة فرض عصر المعلومات، وما ترمي به إلينا المطابع من كتب وصحف ومجلات، وما تحمل إلينا صناديق بريدنا التقليدية والإلكترونية من رسائل، وما يتراكم على مكاتبنا وأرفف مكتباتنا من مذكرات وتقارير، فرض معدلات أسرع في القراءة والحفظ والاسترجاع، لذا بدت تقنيات وحلول القراءة السريعة حلولاً ناجعة، لأنها تعني زيادة معدل دوران القراءة لدنيا عما كان عليه في السابق.
أوهام بطء القراءة
لا بد للمضي في تحقيق نجاحات في القراءة السريعة من هدم تلك الأوهام، التي تتعلق بأسباب ومبررات بطء القراءة. ومن ذلك مثلاً:
القراءة السريعة مضرة بالنظر، السرعات العالية في القراءة تقلل نسب التركيز والفهم، القراءة السريعة تضعف الذاكرة، لا يمكن زيادة القراءة هذا أمر فطري وغير مكتسب، القراءة السريعة تشوش الانتباه وتقلل الفائدة. وما إلى ذلك من هذه الأوهام.
رسائل إيجابية

قبل الانطلاق في القراءة السريعة، لا بد أن تكون قد تهيأت نفسيًا وذهنيًا لذلك، عبر توجيه رسائل إيجابية لنفسك من قبيل: أنا قادر، أنا أستطيع، لا شيء مستحيل أمام قوة الإرادة، سوف تساعدني تقنيات القراءة السريعة على قراءة الكتب والملفات والتقارير المتراكمة في مكتبتي، وغير ذلك من رسائل تعزيز الثقة بالنفس، بعد أن تشرع في القراءة عبر الخطوات التالية:
ـ الإعداد:
وتشمل هذه المرحلة تحديد هدف القراءة بدقة. وعمل التمارين التي تساعد على الاسترخاء كتمارين التنفس، وذلك باستنشاق الهواء عبر الأنف لعدة ثوان، ثم كتم النفس، ثم إخراج الهواء عبر الفم، على أن تكون مدد استنشاق وكتم وإخراج الهواء متساوية، ويفضل أن تكون بحدود خمس ثوان، كذلك تجهيز وإعداد الكتاب المراد قراءته.
النظرة الشاملة:
وتشمل تصفح عناوين الكتاب الرئيسة والفرعية والصور والخرائط والأشكال والأرقام، فلو أننا أردنا قراءة صحيفة مثلاً، فإننا لا بد أن نقرأ عناوين "مانشيت" الصفحة الأولى، ثم عناوين الصفحات والمواد الأقل أهمية كالاقتصاد والمجتمع والرياضة، ثم عناوين الصفحة الأخيرة، وهكذا...
القراءة المتسارعة:
بعد أن تشرع في القراءة، يجب أن تستخدم مؤشرًا كالقلم أو الإصبع أو ورقة بيضاء لتغطية الأسطر التي تقع تحت السطر المقروء، بحيث يتم التركيز، وعدم تشتيت الانتباه، وعندما ننتهي من قراءة السطر، يجب أن تقفز العين بسرعة إلى بداية السطر الذي يليه، كذلك الابتعاد عن كل ما من شأنه تقليل سرعة القراءة.
ـ التنشيط:
ويعين اللجوء إلى الوسائل التي من شأنها أن تنشط القدرات الذهنية المساعدة على تسريع القراءة، ومن ذلك مثلاً رسم الخريطة الذهنية "أي تحويل أبواب وفصول الكتاب إلى رموز وصور، ما يساعد على سرعة رسوخها في الذاكرة اعتمادًا على أن الصورة أرسخ وأبقى من المعلومة"، كما يمكننا ربط الأفكار والمعلومات على شكل سلسلة، يسهل استدعاؤها من الذاكرة بسهولة عند الحاجة إليها، ومن وسائل التنشيط الأخرى أيضًا نقل الخبر أو نسخه أو أرشفته، أما إذا كنا نقرأ عبر شاشة الكمبيوتر، فإننا يمكننا أن نقوم بتكبير الشاشة أو استبدال الشاشة الطويلة بالعريضة، أو تكبير الخط وتغيير الحجم وشكل الحرف، أو تظليل المساحة المقروءة، وغير ذلك.
سرعتك في القراءة

لعل من أهم مظاهر سرعتك في القراءة أن تراقب نفسك، ومدى تقدمك فيها، وإلا كيف لك أن تعرف مدى تحسن الأداء، وهذا يستعدي إحصاء سرعة القراءة لديك، ويتم رصد ذلك عبر الخطوات التالية:
----------------------------------
ـ اقرأ لمدة دقيقة واحدة، وضع علامة عند نقطة البدء والتوقف.
ـ احصِ عدد الكلمات بثلاثة أسطر.
ـ قسم هذا الرقم على ثلاثة ليعطيك متوسط عدد الكلمات في السطر الواحد.
ـ احصِ عدد الأسطر التي قرأتها "اجمع الأسطر القصيرة لتكون عددًا من الأسطر العادية".
ـ اضرب متوسط عدد الكلمات في السطر الواحد بعدد الأسطر التي تقرؤها، وهذا سيعادل سرعة قراءتك من حيث عدد الكلمات في الدقيقة الواحدة (كلمة/ الدقيقة).
ملحوظة: المعادلة المستخدمة لمعرفة السرعة (كلمة / الدقيقة) هي: عدد الصفحات المقروءة × متوسط الكلمات في الصفحة / الدقائق المستغرقة في القراءة.
إن القراءة السريعة ليست جديدة كممارسة، وإن كانت جديدة كتقنيات، وقد حفل التاريخ بالعديد من الأشخاص والعظماء الذين كانوا سريعي القراءة، ومن النماذج التي يتم الاستشهاد بها في القراءة السريعة عادة:
ـ الإمام الشافعي: حيث كان يغطي الصفحة بالكامل، ويقرأ الأخرى.
ـ جون كنيدي، الرئيس الأمريكي الأسبق، حيث كان يقرأ 1200كلمة بالدقيقة.
ـ روزفلت، الرئيس الأمريكي الأسبق، حيث كان يقرأ كتابًا كاملا كل يوم قبل أن يتناول طعام الإفطار.
تسريع القراءة

للحصول على نتائج إيجابية في تسريع وتيرة القراءة لديك، لا بد من الانتباه لجملة من النصائح، وهذه بعضها:
ـ الحرص على استنشاق الهواء الطبيعي البعيد عن التلوث.
ـ شرب الماء على مراحل وببطء، تمامًا مثلما نشرب مشروبًا ساخنًا، مع الابتعاد عن المشروبات الغازية والملونات.
ـ الاهتمام بنوعية الغذاء، مع الابتعاد عن تناول السكر الصناعي والاستعاضة عن ذلك بالسكر الموجود في مواد كالعسل والتمر والزبيب والفواكه، كذلك تناول المكسرات بأنواعها المختلفة.
ـ الجلسة الصحيحة على الكرسي، والتي يفترض أن يشكل الكتاب فيها زاوية 45 درجة مع الجسم.
ـ أخذ قسط كاف من النوم والراحة.
ـ ممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي.
ـ المراجعة والشرح والنقاش مع الآخرين من ذوي الاهتمام بالمواد المقروءة.
ـ الابتعاد عن أعراض القراءة الخاطئة كالتلفظ والتراجع عن الكلمة المقروءة والتصيد لكلمات بعينها.
ـ الإيحاء الداخلي، وتعزيز الثقة بالنفس.
ـ استخدام خلفيات صوتية مؤثرة عند القراءة، كخرير الماء أو حفيف الأشجار أو تساقط حبات المطر.
ـ الاستعانة بآلة ضبط الإيقاع لتسريع وتيرة القراءة.
ـ جرب تمرين تقوية الحواس (أسبوع الحواس)، وذلك بأن تركز على حاسة واحدة لكل يوم، بحيث يكون يوم السبت يوم البصر، الأحد يوم السمع، الاثنين يوم الشم، الثلاثاء يوم التذوق، الأربعاء يوم اللمس، وعندما يكون يوم حاسة البصر مثلاً، اجعل نفسك تركز على الصور والألوان والأشكال دون غيرها، والشيء نفسه بالنسبة لبقية الحواس.
المرجع :من أرشيف مكتبتي ، مجلة المعرفة .



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©