عنوان الموضوع : قصص جميلة للمطالعة - الابتدائي
كاتب الموضوع : admin
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

قصص للمطالعة

الْمَرْأَةُ العَجُوزُ
وَقَعَتْ أَحْدَاثُ هذهِ القِصَّة في عهدِ خِلافةِ أبو بَكْرٍ الصِدّيق رضيَ اللَّهُ عَنْهُ وعِنْدها كان عَمَرُ بْنُ الخَطَّاب رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يراقبُ ما يفعلهُ أبو بَكْر ويأتي بضِعْفِ ما يفعلُ حتى ينالَ الخيرَ ويسبِقُهُ إلى أَعْلى مَرَاتِبِ الجنَّة.. وشَدَّ انْتِبَاهُ عُمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنَّ أبا بَكْر يخرجُ إلى أَطْرَافِ المدينةِ بعد صلاةِ الفجرِ ويَمُرّ بكوخٍ صغيرٍ ويَدْخُلُ به لِسَاعَاتٍ ثُمّ يَنْصَرِفُ لِبَيْتِهِ... وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ ما بِدَاخِلِ البَيْتِ ولا يدرِي ما يَفْعَلُهُ أبو بكر الصِدِّيق داخِلَ هذا البيتِ لأنَّ عُمَرَ يَعْرِفُ كُلَّ ما يَفْعَلُهُ أبو بَكْرِ الصِدِّيق مِنْ خَيْرٍ إلا ما كان من أَمْرِ هذا البيتِ الَّذِي لا يعلمُ عُمَر سِرَّهُ!!
مَرَّتِ الأَيامُ وما زالَ الصِدِّيقُ يزورُ هذا البيت، إِلى أنْ قَرَّرَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ دُخُولَ البيتِ بَعْدَ خُروج أبو بَكَرٍ مِنْهُ لِيُشَاهِدَ بِعَيْنِهِ ما بِدَاخِلِهِ ولِيَعْرِفَ ماذا يَفْعَلُ فيهِ الصِدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ بَعْدَ صلاةِ الفَجْرِ!!
حِيْنَمَا دَخَلَ عُمَرُ في هذا الكُوخِ الصَّغِيرِ وَجَدَ سَيِّدةً عَجُوزَ لا تَقْوَى على الحِرَاك كما أَنَّها عَمْياءُ العَيْنَيْنِ.
سَأَلَ عُمَرُ: مَاذا يفعلُ هذا الرَّجُلُ عِنْدَكُمْ؟ (يَقْصِدُ أَبو بَكْرٍ الصِدِّيق) فَأَجَابَتِ العَجُوزُ وقالتْ: واللَّهِ لا أَعْلَمُ يا بُنَيّ! فهذا الرَّجُلُ يَأْتِي كُلَّ صَبَاحٍ ويُنَظِّفُ لي البَيْتَ ويَكْنُسُهُ وَمِنْ ثُمَّ يُعِدُّ لِي الطَّعَامَ ويَنْصَرِفُ دُونَ أَنْ يُكَلِّمَني!!؟؟
جَثَمَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَقَالَ عِبَارَتَهُ المَشْهُورَةُ وَهُوَ يَبْكِي: «لَقَدْ أَتْعَبْتَ الخُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِكَ يا أبا بَكْرٍ».

وفاء فرس
قامت الحرب بين قبيلتين، واستمرت المعارك بينهما شهورا طويلة. وكانت الحرب أحيانا تتوقف أياما قليلة، تجمع فيه كل قبيلة قتلاها، وتجهز أسلحتها، ثم تستأنف القتال مرة أخرى، وذات مرة. كلف قائد القبيلة فارسا من أشجع فرسانها، ليذهب إلى قبيلة الأعداء، ويعرف أخبارها، ليخبر أهل قبيلته بما رأى وبما سمع.
خرج الفارس على جوداه العربي الأصيل، وقد لبس درعه، وحمل سيفه، انطلق الفارس في اتجاه معسكر الأعداء، واقترب من خيام الأعداء، والتفت.. فإذا جماعة من الفرسان تلتف حوله من كل جانب، أخرج الفارس سيفه، وراح يضربهم بقوّة، لكن كثرة الأعداء غلبت الفارس، فجرحوه، ووقع على الأرض، أسرع فرسان الأعداء، وقيدوه بالحبال، وحملوه إلى خيامهم، ثم وضعوه في خيمة، وتركوه فيها.
أقبل الليل، وأظلمت الدنيا، والفارس وحيد في الخيمة يتألم من جراحه، ويتوجع من قيوده، ولا يستطيع النوم، وفجأة سمع صهيل فرسه، وأحس في صوت الفرس ما يشبه الألم والشّكوى، جمع الفارس الجريح ما بقي من قوته، وتحامل على نفسه، وأخذ يزحف على الأرض – وهو مقيّد – إلى مكان الخيول، ورأى فرسه مربوطا في شجرة، فكر الفارس إن يفك قيد فرسه، ويطلق سراحه، ليعود إلى قبيلته، فيعرف أهل القبيلة ما حدث له، ويحضروا لإنقاذه!
اقترب الفارس من حصانه، كانت يداه ورجلاه مقيّدة بالحبل، فك الفارس قيد الحصان بأسنانه، قال الفارس:هيا، انطلق أيها الفرس، ارجع إلى خيامنا، أسرع.
استدار الحصان نحو صاحبه، ووقف ينظر إليه حزينا على ما أصابه، كأنّه يقول:كيف أرجع وحدي، وأتركك مقيد في يد الأعداء؟!.
نظر الحصان إلى جسم صاحبه فوجده مقيدا بالحبل، فقبض الفرس بأسنانه على الحبل، ورفع صاحبه عن الأرض، وانطلق بعيدا عن خيام الأعداء.
كان الطريق طويلا، والحمل ثقيلا، ولكن الحصان لم يستسلم للتعب، جرى، وجرى، لم يتوقّف إلا عندما وصل إلى خيام قبيلته، أنزل الحصان صاحبه على الأرض برفق، وأخذ يصهل بصوت ضعيف مريض، وهو يكاد يقع على الأرض!
سمعت زوجة الفارس صوت صهيل الحصان فتنبّهت وأسرعت إليه، وصلت الزوجة إلى زوجها الفارس بصعوبة، فكّت الزوجة قيود زوجها بسرعة، قام الفارس إلى حصانه يحاول أن يسعفه، لكن.. من غير فائدة! كان الحصان قد مات من التّعب!
حزن الفارس على حصانه حزنا شديدا، وتناقلت القبائل حكاية هذا الفرس الوفيّ، وبقيت حكايته بين الناس مثالا على الإخلاص والتّضحية.

أَجْوَدُ النَّاسِ
تَرَاهَنَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ عَمَّنْ هُوَ أَجْوَدُ النَّاسِ فِي عَصْرِهِمْ فقالَ أَحَدُهُمْ: أَجْوَدُ النَّاسِ في عَصْرِنَا قَيْسُ بنُ سَعْدَ بْنُ عَلْقَمه، وَقالَ آخرٌ: أجودُ النَّاسِ في عَصْرِنا عَبدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَر، وقالَ الثالثُ: أَجْوَدُ النَّاسِ في عَصْرِنَا عُرَابة الأَوْسي، فَتَشَاجَرُوا في ذلك فأَكْثَرُوا في الجِدَال، فقالَ لهمُ النَّاسُ، يمضي كُلُّ واحدٍ مِنْكُمْ إلى صَاحِبِهِ يَسْأَلُهُ حَتَّى نَنْظُرَ ما يُعْطِيهِ وَنَحْكُمَ على العَيَان.
فقامَ الأَوَّلُ وذهبَ إلى عبدِ اللَّهِ بن جعفر فصادفَهُ وهو يجهِّزُ نَفْسَهُ لِبَعْضِ أَسْفَارِهِ على راحِلَتِهِ، فقال: يا بْنَ عمِّ رسول اللَّهِ أنا ابْنُ سبيلٍ منقطعٍ، أريدُ رَفْدَكَ لأَسْتَعِينَ بِهِ، وكانَ قَدْ وَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى ظَهْرِ الدَّابَّةِ فَأَخْرَجَ رِجْلَهُ وقالَ خُذْها «أَيْ الدَّابَّة» بما عَلَيها، فَأَخَذَهَا فإذا عَلَيها مَطَارفُ خَزّ «أي أثوابُ حرير» وأَلْفَا دِينار.
ومَضَى الآخرُ إلى قيسِ بْنِ سعدْ فَقَرَعَ البابَ فخرجتْ إليهِ جاريةٌ فقالتْ: ما حاجَتُكْ؟ فإِنَّهُ نائمٌ.
قال: ابنُ سبيلٍ منقطعٍ، أَتَيْتُ إِلِيهِ يُعِينُنِي على طَرِيقي.
فقالتْ: حاجَتُكَ أهونُ عليَّ من إِيقاظِهِ، ثُمّ أَخْرَجَتْ له صرّةً فيها ثلاثمائةِ دينار، وقالتْ له: امضِ إلى مَعَاطِنِ الإبلِ «أماكِن بروكِ الإبل» فَاخْتَرْ لكَ مِنْ راحلةٍ فَارْكَبْها وامضِ راشداً فَمَضَى الرجلُ فأخذَ المالَ والراحلةَ، ولمّا استَيْقَظَ قيسٌ أَخْبَرَتْهُ الجاريةُ بالخَبَرِ فَأَعْتَقَهَا.
وراحَ الثالثُ إلى عرابة الأوسي فَوَجَدَهُ قَدْ عُمِيَ، وَقَدْ خَرَجَ مِنَ المَنْزلِ يُريدُ المَسْجِدَ، وهوَ يمشي بينَ عَبْدَيْنِ، فقالَ: يا عرابة، ابنُ سبيلٍ منقطعٍ يريدُ رَفْدَكَ، فقال: واسَوْأَتَاهُ، واللَّهِ ما تَرَكَتِ الحقوقُ في بيتِ عرابة الدِّرْهَم الفَرْدَ، ولكنْ يا أخي خُذْ هَذَيْنِ العَبْدَيْنِ.
فقَالْ: ما كنتُ بالذي أَقُصُّ جَنَاحَيْكَ.
فقال: واللَّهِ، لا بدَّ مِنْ ذلك، وَإِنْ لَمْ تَأْخُذْهُمَا فَإِنَّهُمَا حَرّان، فَنَزَعَ يَدَهُ مِنَ العَبْدَيْنِ، وَرَجَعَ إلى بَيْتِهِ، وَهَذَا الجِدَارُ يَلْطُمُهُ وهذا الجِدَارُ يَصْدُمُهُ حتى أثَرَ في وَجْهِهِ.
فلمّا اجْتَمَعُوا حَكَمُوا لِعُرَابة الأوسي بالجُودِ.



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©