عنوان الموضوع : عندما يكره الطفل المدرسة تعليم جزائري
كاتب الموضوع : kouka
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

عندما يكره الطفل المدرسة
عندما تتحول المدرسة جحيما يحاول الطفل الخروج منه بشتى الوسائل، يصير من الملح أن يقوم أولياء الأمور بمحاولة للتعرف على الأسباب الكامنة وراء هذا العزوف. وكمساعدة لتشخيص الوضع، فيمكن القول بأن هناك سببين رئيسين، سواهما يمكن إدراجه في لائحة الحالات الخاصة أو النادرة. إنهما الخوف والملل.
الخوف:
وهو من أهم أسباب رفض الطفل الالتحاق بالمدرسة ومن أشهر أنواعه:
الخوف من موقف ما:
قد يخاف الطفل مثلا من عملية الوقوف أمام أقرانه واستظهار نص شعري… فيرفض الذهاب إلى المدرسة إطلاقا حتى لا يتعرض لذلك الموقف.
ينصح بمتابعة مختصة لهذه الحالة إذا تجاوزت الأسبوعين تقريبا.
الخوف من الفراق:
فالطفل لا يحس بالأمان مع الرفقة الجديدة ولا يريد أن يتخلى عن أهله. هذا النوع عند التلاميذ الجدد بالخصوص، لكنه قد يظهر حتى عند القدامى أحيانا. ومن أهم أسبابه اهتمام الوالدين الزائد. فعدم ثقتهما في تركه مع الآخرين وإيمانهما بأنه لن يكون يخير إلا إذا كان رفقتهما وتحت حراستهما… كل ذلك ينتقل لا شعوريا إلا الطفل، فيقتنع أيضا بذلك فيرفض الذهاب إلى المدرسة.
اضطرابات التجنب:
في هذه الحالة، يخاف الطفل من الاختلاط مع زملائه والتعامل معهم لسبب من الأسباب، وتصبح الوضعية مرضية إذا تجاوزت الستة أشهر.
الرهاب:
أو ما يعرف بالفوبيا، وهو أن يتطور الخوف إلى أن يصبح مؤثرا على الحياة بشكل كبير. فالطفل المصاب بالرهاب (إذا كان خوفه مثلا من ضرب المدرس وقسوته) قد يهرب لمجرد رؤيته مدرسا مارا من الجهة الأخرى للشارع، بل وقد يتجنب المرور أمام المدارس والمؤسسات التعليمية… هذه الحالات القليلة تحتاج تدخلا سريعا من قبل متخصصين.
تبقى هذه بعض من أنواع الخوف الذي قد يتملك الطفل، لا بد من التأكد من عدم وجودها في حالة رفض طفل الذهاب إلى المدرسة، أو علاجها إن كانت.
يتعاون لمعرفة السبب وحله، الآباء – بالدرجة الأولى – والمدرسة. ولعل من أجمل التجارب تشكيل خلية للإنصات، لما لها من دور فعال في مجال الدعم النفسي والاجتماعي للطفل.
الملل:
إذا لم يكن الخوف سببا، فالملل بلا شك من أقوى الأسباب التي ستدفع ذلك الطفل الحيوي المملوء بالطاقة إلى كره المدرسة. كيف لا وهي تحرمه من حقه في الحرية، المرتبطة في قاموسه باللعب؟
إن المدارس التي تعتمد التقليدية في مناهجها وخطاباتها وطرائق تدريسها لن تسبب للطفل غير النفور. فلا بد إذن من تكاثف الجهود وتقديم مواد محفزة تجعل الطفل يتمتع بوقته في المدرسة.
وكأمثلة لما يمكن القيام به:
التنشيط الصباحي:
وهو أن تتوفر المدرسة على منشط تربوي (وليس على مهرج) يقدم للأطفال ألعابا وأناشيد حركية بسيطة – لكن مختارة بعناية – قبل دخول التلاميذ إلى الفصل في الفترة الصباحية من أجل فتح شهيتهم للتحصيل.
ومن خلال تجربة شخصية، بعد انطلاق هذا النوع من الأنشطة، تقلصت بشكل واضح نسبة المتأخرين، بل أصبح العديد يتواجد قبل بداية النشاط بفارق زمني ملحوظ.
الأندية:
كالمسرح، الأنشودة، التدبير المنزلي، الرسم والخط… تفتح في وجه الجميع باعتبارهم أطفالا متساوين في الحقوق، إلى جانب أخرى خاصة بالمتفوقين من أجل الرفع من مستوى التنافس.
الزيارات الميدانية:
تنظم المؤسسة زيارات لبعض الأجهزة الحكومية وغير الحكومية انفتاحا منها على محيطها الخارجي، وتوسيعا لمدارك وثقافة الطفل.
الخرجات والرحلات التربوية:
لا تحتاج لشرح، لكن يجدر التذكير بأن نجاحها مقرون بإعداد مسبق لكل الأنشطة التي سيتم القيام بها، ويبقى الارتجال الورقة الرابحة التي يستعملها المنشط في حالة حدوث طارئ.
هذه الأنشطة وغيرها (كالإذاعة المدرسية والمسابقات الثقافية والألعاب الكبرى…) تتحمل فيها المدرسة الجزء الأكبر من المسؤولية، لكن ذلك لا يعفي أولياء الأمور من الانخراط في هذا العمل وتقديم الاقتراحات والدعم للمؤسسة التعليمية.
المراجع:
• ولدي يخاف ماذا أفعل: د. جانيت هول ترجمة د. هشام نصر
• التربية الذكية: د. جيري وايكوف – باربرا يونيل – ترجمة د. عقيل الشيخ حسين
• إلى جانب تجربة ميدانية في مجالي التعليم والتنشيط التربوي.
منقول للأمانة.



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©