عنوان الموضوع : مساعدة لإخواني الطلبة - تعليم جزائري
كاتب الموضوع : amira
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

من تبلور الوعي السياسي إلى العمل الوطني

إتجاهات الحركة الوطنية أهمها:
*اتجاه المساواة:تزعمه الأمير خالد تلخصت مطالبه في المساواة التامة بين الجزائريين والفرنسيين في الحقوق والواجبات مع الحفاظ على المقومات العربية الإسلامية.وقد ساهم الأمير خالد في نشر الوعي السياسي في أوساط الجزائريين.برزت حركته أواخر 1919 حين قدم عريضة مطالب إلى الرئيس الأمريكي "ولسن".
*اتجاه المساواة الإدماجي:مثلته جماعة من النخبة المتشبعة بالثقافة الفرنسية وقد اختلفوا مع الأمير خالد لأنهم دعوا إلى لإدماج والتجنس دون قيد أو شرط.كان لهم دور في الحياة السياسية بعد الحرب ع1 بالمشاركة في الانتخابات.أسسوا"رابطة النواب المسلمين الجزائريين"للدفاع عن حقوق الأهالي.ولم تتمكن هذه الجماعة من تثبيت موقعها في الحياة السياسية ولم تحظ بتأيييد شعبي لأفكارها.
*اتجاه إصلاحي:تجسد في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي تأسست في 05/05/1931 في ظروف خاصة متزامنة مع احتفال فرنسا بالذكرى المئوية لاحتلال الجزائر حيث بالغت في استفزاز مشاعر الشعب،ومع ظهور المطالبين بالإدماج،كما تأثرت الجمعية بحركات الإصلاح في المشرق العربي.وكان هدفها الرجوع إلى تعاليم الدين وإصلاح المجتمع من خلال محاربة البدع والخرافات،وكذا استقلال الجزائر متى توافرت الشروط.وقد ركزت الجمعية جهودها في الدفاع عن الهوية وإعلاء عقيدة الإسلام.
*اتجاه الاستقلال:دعا إلى استقلال أقطار المغرب العربي تحث لواء نجم شمال إفريقيا الذي بدأ كحركة نقابية تطالب بحقوق العمال المغتربين،ثم تحول في 20/06/1926 إلى حزب جزائري بزعامة "مصالي الحاج" حيث أصبح يدافع عن القضية الجزائرية وقد طالب بالاستقلال الكامل للجزائر وجلاء القوات الفرنسية وإنشاء مجلس وطني منتخب.حلت فرنسا نجم الشمال لما رأت انتشار أفكاره الوطنية في أوسط العمال.
سارع مصالي ورفاقه إلى تأسيس حزب الشعب الجزائري في1/3/1937 ونقل نشاطه إلى الجزائر حيث نمت قاعدته الشعبية.
*المؤتمر الإسلامي:7/6/1936 دعا إلى هذا المؤتمر جماعة النخبة(الإدماجيين)ورحبت به الجمعية وتحمس له فرحات عباس، وشارك فيه جماعة من نواب الحزب الشوعي.انعقد لمناقشة مشروع بلوم فيوليت ومحاولة إيجاد نقاط اتفاق بين اتجاهات الحركة الوطنية. أما نجم الشمال فرفض المشاركة لأن مطالبه هي الاستقلال التام.أهم مطالب المؤتمر:إلغاء القوانين الزجرية-الاعتراف باللغة العربية-محفظة المسلمين على أحوالهم الشخصية.
*أثناء الحرب العالمية الثانية: تعرضت الحركة الوطنية للتضييق أثناء الحرب فاعتقل بعض قادة الأحزاب وتوقفت الصحف عن الصدور،كما عمد الاحتلال إلى استمالة جماعة النخبة والنواب لضمان دعمهم فوعدتهم بتقرير لمصير وبعض الإصلاحات.
بيان فيفري 43(بيان الشعب):هو ميثاق الحركة الوطنية من أجل تجاوز الإدارة الاستعمارية،يصور واقع الشعب وتطلعاته. صدر عن اجتماع الاتجاهات الوطنية في 02-10/02/43 وتضمن مطالب الشعب وأهمها:
إدانة الإدماج واستنكار الاستعمار-تطبيق حق تقرير المصير-منح الجزائر دستورا خاصا يصمن(الحرية،المساواة،إلغاء الإقطاع، ترسيم اللغة العربية،حرية الصحافة...)
*أهمية البيان:يعكس عمق الوعي الوطني وإدراك التطورات الحاصلة في العالم-يتجاوز خلافات الحركة الوطنية-تراجع تيار الإدماج وتطور تيار الاستقلال.
وقد سلمت نسخة من البيان لقائد الحلفاء وللحاكم الفرنسي بالجزائر ولديغول بلندن.أما الحاكم الفرنسي فوعد أن يأخذ ما جاء في البيان بعين الاعتبار لكسب الوقت.أما ديغول فتجاهل مطالب الشعب وأراد أن يلتف حول البيان بمشروع إصلاحات. أما الحلفاء فاعتبروا أن ما يجري في الجزائر مشكل فرنسي.
إعادة بناء الحركة الوطنية:بعد صدور قانون العفو العام في 9/1/46 وإطلاق سراح زعماء الحركة الوطنية تم تأسيس أحزاب جديدة تعتبر امتدادا للأحزاب السابقة.
- الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري:أسسه فرحات عباس وكان يسعى إلى تحقيق مصير الجزائر عم طريق إصلاحات تدريجية دون قطع الصلة بفرنسا.عن طريق مشروع دستور جزائري.
- جمعية العلماء المسلمين:استأنفت نشاطها ووسعت برامجها وبقيت تمثل التيار المحافظ كانت تدعوا إلى:رفض الإدماج،جعل اللغة العربية لغة رسمية ثانية،حرية العقيدة.
- حركة الانتصار للحريات الديمقراطية:وهي امتداد لحزب الشعب وظلت أفكار الحزب هي الدعوة إلى تصفية الاستعمار وتحقيق الاستقلال مع وضوح أكثر في الوسائل.
*دستور الجزائر47:يضم قوانين لتسيير شؤون الجزائر أعدتها فرنسا في غياب أحزاب الحركة الوطنية أسباب صدوره هي:انتفاء الثقة في فرنسا،الوعي الشعبي المتنامي،تزايد نشاط الحركة الوطنية،رجوع الشبان الذين شاركوا في الحرب ع2،محاولة فرنسا تحجيم الحركة الوطنية.
أهم بنوده:-الجزائر جزء لا يتجزأ من فرنسا-يحافظ المسلمون على أحوالهم الشخصية-الفصل بين الدين والدولة واعتبار اللغة العربي لغة رسمية ثانية-انتخاب مجلس نيابي من 120عضو(60جزائري،60فرنسي)قراراته تكون سارية بعد موافقة حكومة فرنسا.
قوبل هذا المشروع بالرفض من الحركة لوطنية لأنه يسعى لتكريس المشروع الاستيطاني بالتأكيد على أن الجزائر مقاطعة فرنسية ولم يأخذ يعين الاعتبار مطالب الحركة الوطنية.
أزمة حركة الانتصار للحريات الديمقراطية:بعدصدور دستور 47 شرعت حركة الانتصار بالإعداد للثورة فأسست المنظمة الخاصة بقيادة بلوزداد واكتشف أمرها سنة50،وقد حدثت الأزمة داخل الحزب خلال المؤتمر الثاني للحركة سنة 53 وبدأت الأزمة حين طالب مصالي الحاج بصلاحيات موسعة فعارضته اللجنة المركزية للحزب فانقسم إلى:
أنصار مصالي لحاج"المصاليين"-أنصار الللجنة المركزية"المركزيون"،وفي خضم الصراع والتنافس على زعامة الحركة ظهرت قوة ثالثة من مناضلي المنظمة الخاصة فحاولوا احتواء الشقاق فأسسوا (اللجنة الثورية للوحدة والعمل)
*اللجنة الثورية للوحدة والعمل:تكونت في 23/3/54 من 22 عضو منهم أعضاء من المنظمة الخاصة(بوضياف،بن بولعيد، بن مهيدي،بيطاط..)
قامت اللجنة بعقد مجموعة من الاجتماعات منها:
اجتماع 10 أكتوبر54:ضم القادة الست بغرب العاصمة(لابوانت بيسكاد) أين تم الاتفاق على الاعتماد على النفس وتفضيل القيادة الجماعية(جبهة التحرير الوطني وجناحها العسكري جيش التحرير الوطني)كما قسمت البلاد إلى خمس مناطق.
اجتماع 23أكتوبر54:انعقد في ذات المكان تم التأكيد فيه على التمثيل السياسي والعسكري السابق للثورة ونفس تقسيم المناطق-اعتماد القيادة الجماعية"مجلس الثورة"مع اعتماد التسيير اللامركزي- تحديد يوم وساعة انطلاق الثورة.
وفي اليوم الموالي تم الاتفاق على محتوي بيان أول نوفمبر.
*الظروف الداخليةو الإقليمية والدولية للثورة:
داخليا:-الزخم الثوري لدى الشعب وقناعته بالحل المسلح(خاصة بعد أحداث 8 ماي)
-خلافات الحكة الوطنية وأزمة حركةالانتصار-فرحة الإدارة الاستعمارية بما وصلت إليه الحركة الوطنية-طهور اللجنة الثورية.
إقليميا:-نجاح الثورة المصرية ودعمها للحركات التحررية-اندلاع الكفاح المسلح في تونس والمغرب-الإجماع العربي على دعم حركات التحرر في المغرب العربي.
دوليا:تصاعد المد الثوري التحرري-انهزام فرنسا في حرب الفيتنام-الإنفراج الدولي الذي يساعد على التعامل مع القضية الجزائرية-تراجع دور فرنسا في المحافل الدولية.




















الوضعية الثانية:العمل الثوري المسلح وردود الفعل
لقد كانت الثورة رد الفعل الطبيعي على الممارسات الاستعمارية لتحقيق الاستقلال باستعمال كل الوسائل المتاحة،ولم تكن هذه الثورة اختيارا بقدر ما كانت ضرورة،ومن ثم كان التساؤل الذي راود قادة الكفاح هو:هل تفجر الثورة ثم تنظم أم يكون التنظيم قبل التفجير؟
وقد ترجح الرأي الأول فتقرر اختيار يوم الفاتح من نوفمبر لاعتبارات كثيرة واتفق على أن تكون بداية الجهاد بكلمة "الله أكير"لإبراز البعد الإسلامي.وقد حاول مهندسو الثورة إبراز البعد الوطني والشمولي للثورة بتفجيرها في كل أنحاء الجزائر على الساعة:00.00
ومع ذلك كان التركيز في منطقة الأوراس.
*ردود الفعل الوطنية والدولية:
*رد فعل الشعب الجزائري:لقد تلقى الشعب الثورة بمزيج من الفرح والتساؤل حول هوية مهندسي الثورة ومدى قدرتهم على مواجهة رد فعل فرنسا،ثم تحول الموقف إلى التأييد واحتضان الثورة والمشاركة فيها ومعاداة كل ما هو فرنسي.
*رد فعل الحركة الوطنية:جمعية العلماء:أيدت الثورة منذ البداية على لسان الإبراهيمي قبل أن تعترف بالجبهة.
*الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري:رفض هذا الحزب الثورة ورأى أن الشعب ليس قادرا على تحمل أعباء الثورة وقد علق فرحات عباس عن العمليات الأولى قائلا:إنها الفوضى اليأس والمغامرة.لكن حل ألحزب سنة 55 والتحق فرحات بالثورة.
*حركة الانتصار للحريات الديمقراطية:حلت فرنسا الحركة التي كانت منقسمة في05 نوفمبر54،أما المركزيون فكانت مواقفهم متباينة ثم التحقوا بالثورة بصفة فردية،أما المصاليون فقد ناصبوا الثورة العداء وأسس مصالي الحركة الوطنية الجزائرية بجناح عسكري مناهض للثورة.وبعد نجاح الثورة التحق بعض أنصاره بها فرديا.
*رد فعل فرنسا:حاولت التقليل من اثر الصدمة فقامت بالتعتيم لتضليل الرأي العام الفرنسي والعالمي،فاعترفت بوقوع 30 هجوما واتخذت عدة إجراءات منها:-حل حركة الانتصار الحريات الديمقراطية-زيادة عدد العساكر-توزيع الأسلحة على الكولون-حملة اعتقالات واسعة-محاصرة الأوراس-إعلان حالة الطوارئ.
*إستراتيجية تنفيذ الثورة:على المستوى الداخلي:
أ- التعبئة الشعبية:حملة توعية لشرح أهداف ووسائل الثورة.(من خلال شرح بيان أول نوفمبر-مقاطعة الفئات المهنية الجزائرية للمنطمات الفرنسية.-ظهور منظمات جماهيرية لاستقطاب كل فئات الشعب.(الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين،الاتحاد العام للعمال الجزائريين.-الاتصال بالأحزاب الوطنية قصد استقطاب بعض عناصرها.
ب- المخططات العسكرية: هجومات الشمال القسنطيني واتساع نطاق الثورة:هي هجمات خطط لها زيغود يوسف في 20/08/55 وتعد نقطة التحول الأولى في الثورة وأول التحام مباشر بين جيش التحرير الوطني والجيش الفرنسي.
أهدافها:الرد على المجازر الاستعمارية-القضاء على التردد لدى بعض الأحزاب-اطلاع العالم على ان ما يحدث في الجزائر ثورة حقيقية.-فك الحصار عن منطقة الاوراس.إثبات قوة جيش التحرير
*مؤتمر الصومام:لقد كانت سنة 56 عاما لتنظيم الثورة قصد ضمان استمرارها،فجاء مؤتمر الصومام بقراراته الحاسمة.
قرارات المؤتمر:وضع ميثاق الصومام-تكوين مؤسسات وهياكل دائمة لتسيير الثورة (المجلس الوطني كهيئة تشريعية تضم 34 عضو،لجنة التنسيق والتنفيذ وهي هيئة تنفيذية تكونت من 5 أعضاء)-إضافة الصحراء لولاية سادسة-إقرار مبدأ القيادة الجماعية-أولوية الداخل على الخارج-أولوية السياسي على العسكري.
ومن أهم الخطط العسكرية بعد المؤتمر:تفادي العمليات الواسعة للجيش الفرنسي-إنشاء قيادة الأركان العامة-تصغير الوحدات العسكرية-إيجاد جيش الحدود لفك الخناق عن الداخل-تكثيف العمليات الفدائية داخل المدن-نقل الثورة إلى فرنسا.
*استراتيجية الاستعمار للقضاء على الثورة:
المخططات العسكرية:إنشاء مناطق محرمة في الأرياف(لعزل الثورة عن الشعب)-القمع والإيقاف الجماعي-سياسة التجويع وتقنين المواد الغذائية-إنشاء مكاتب الفرق الإدارية لممارسة الحرب النفسية-إقامة المحتشدات ومراكز التعذيب-عزل الثورة عن الخارج بخطين مكهربين الأول على طول الحدود الشرقية(موريس) وآخر بعد مجيء ديغول علاف باسم شال.ومع مجيء ديغول كلف الجنرال شال بتضييق الخناق على الثورة فظهر مخطط شال الجهنمي وتمثل فيما يلي:
-عول وحدات جيش التحرير عن الشعب-سد قنوات الاتصال بين الولايات التاريخية-تكثيف الطيران الحربي للمراقبة-القيام بعمليات عسكرية واسعة منهاعملية التاج،الحزام،الأحجار الكريمة،عملية المنظار قادها شال بنفسه).
*المخططات الإغرائية:
*مشروع قسنطينة:كان ديغول يرى ان الثورة ليس لها اسباب سياسية فقط بل أسباب اجتماعية واقتصادية فجاء هذا المشروع الدي هدف إلى:-توزيع الأراضي على الجزائريين.-إقامة 250ألف مسكن.-فتح مجالات العمل.
*أما الأهداف الخفية للمشروع فتتمثل في ربط الجزائر بفرنسا اقتصاديا-إيجاد قوة ثالثة من البرجوازيين الجزائريين الدين يساندون الطرح الفرنسي.-ضمان التعايش بين الفرنسيين والجزائريين مستقبلا.
*سلم الشجعان:23/10/58 جاء كمحاولة لشق الصف الوطني،حيث طلب دوغول من الثوار تسليم أسلحتهم مقابل ضمان أمنهم وحريتهم،اعتبرته جبهة التحرير خيانة،لأنه لا يمكن إيقاف حركة تحررية لخطاب رئيس دولة مستعمرة.
محتوى المشروع:اعترف دوغول خطابيا بحق الشعب في تقرير مصيره كما يلي:-أن يتوقف القتال-أن يسود السلم أربع سنوات-يجرى استفتاء بعد انتهاء السنوات الأربع حول:الاستقلال،الفرنسة أو الحكم الذاتي.
*رد فعل الثورة والشعب على مشاريع دوغول
مظاهرات11ديسمبر60 ونسف السياسة الديغولية: لقد خرج الشعب الجزائري في 11 ديسمبر دعما للجهود الدبلوماسية بعد فشل محادثات مولان،وقد نتج عن المظاهرات فرز اتجاهين متناقضين في الساحة لجزائرية هما:
1-المعمرون المتطرفون الرافضون للمحادثات والمتمسكون بفكرة"الجزائر فرنسية"وقد نظم هذا الاتجاه مظاهرات في 9 ديسمبر 60 للضغط على ديغول حتى يستمر في قمع الثورة.
2-التيار الوطني بقيادة جبهة التحرير الوطني التي دعت إلى مظاهرات 11ديسمبر رافعة شعار"الجزائر جزائرية" لتجسيد القطيعة مع الإدارة الاستعمارية.
أسباب المظاهرات:وقد جاءت هذه المظاهرات كرد على مطالب غلاة المعمرين وسياسة لاستعمار،والرد على دعاة الجزائر فرنسية، وإرغام الإدارة الاستعمارية على مباشرة مفاوضات جدية بدل المراوغة.
وكان من نتائج هذه المظاهرات:استشهاد حوالي 800 جزائري-عمليات اغتيال واسعة-تأكد الرأي العام بعدالة القضية الجزائرية وتدويلها-عدم تجانس المواقف الفرنسية والتهديد بحرب أهلية فرنسية-إجراء الحكومة الفرنسية استفتاء 8/01/61 وافق فيه الفرنسيون منح ديغول حق مناقشة مصير الجزائريين-دعم جهود المفاوض الجزائري وإغام الطرف الفرنسي على التعامل بجدية مع مطالب الشعب –تأكيد التلاحم بين الشعب وقادة الثورة.
مظاهرات 17 أكتوبر61 في باريس:قام بها المهاجرون الجزائريون بفرنسا،حيث تجمع 30 جزائري في قلب باريس استجابة لدعوة فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا،منادين بحرية الجزائر وبجبهة التحرير الوطني ممثلا شرعيا ووحيد للشعب الجزائري،قوبلت المظاهرة بقمع شديد فقتل في ليلة واحدة أكثر من 300 متظاهر واعتقل ما يزيد عن 1200.ورمي البعض في نهر السين.وقد قدمت هذه المظاهرات دعما كبيرا للعمل السياسي والعسكري وفضحت السياسة الإجرامية لفرنسا،كونها وقعت في قلب كيان المستعمر ليصبح الخيار الوحيد للإدارة الاستعمارية لجلوس إلى طاولة المفاوضات الجدية.





















الوضعية الثالثة:استعادة السيادة الوطنية وبناء الدولة
خضوع الاستعمار الفرنسي للمفاوضات بداية أخرى للجزائريين من أجل تفعيل انتصار الثورة وبناء الثورة الجزائرية انطلاقا من مواثيق الثورة التي كانت "بالشعب وللشعب". فإلى أي مدى كان النجاح؟
* دوافع قبول فرنسا بالتفاوض: تعذر الانتصار العسكري للجيش الفرنسي في الجزائر.- تزايد نفقات الحرب (تكاليفها 100 مليار فرنك فرنسي قديم سنويا).- عجز الديبلوماسية الفرنسية في المحافل الدولية في إقناع الرأي العام الدولي بموفقها في الجزائر.- مظاهرات الأمهات الفرنسيات احتجاجا على إرسال أبنائهم للجزائر للدفاع عن مصالح المعمرين (نوع من التفكك في المجتمع الفرنسي)
* مبادئ المفاوض الجزائري:- الوحدة الترابية. - وحدة الأمة الجزائرية.- السيادة الجزائرية.- جبهة التحرير الوطني الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجزائري.
* مراحل المفاوضات: - محادثات مولان: (27-29 جوان 1960): انتهت هذه المحادثات بالفشل لاشتراط الطرف الفرنسي:- لا نقاش حول تقرير المصير إلا بعد توقيف القتال.- التفاوض لا يكون مع جبهة التحرير الوطني فقط بل يشمل الأقليات العرقية والجمعيات السياسية.- لقاء لوسارن بسويسرا: (20/02/1961):
- بعد أن أظهرت مظاهرات 11/12/1960 لفرنسا وللرأي العام العالمي أن جبهة التحرير الوطني هي الممثل الوحيد والشرعي لجبهة التحرير الوطني. وبعد تبني الحكومة الفرنسية مبدأ تقرير المصير من خلال نتائج استفتاء 08/01/1960. اقتنعت فرنسا بضرورة الإسراع في المفاوضات وأعطتها اهتماما أكبر وكانت بوساطة سويسرية. وأثناء هذه المحادثات كانت المواقف متباعدة جدا خاصة حول قصية الصحراء التي أكدت فرنسا بشأنها أنه لا نقاش حولها، وقاعدة المرسى الكبير الذي تعده من ممتلكاتها الخاصة. وبرز مواقف الطرفين فيما يلي:
الموقف الفرنسي 1-الحكم الذاتي 2- تجزئة الجزائر عرقيا ودينيا 3- طاولة مستديرة 4- الهدنة
الموقف الجزائري 1-السيادة الكاملة2-وحدة الأمة الجزائرية و الوحدة الترابية3-وقف إطلاق النار4-الجبهة هي الممثل الوحيد
* مفاوضات إيفيان الأولى: (20 ماي 1961): حيث أعلنت فرنسا أثناء هذه المفاوضات:الإفراج عن ألاف المعتقلين والسجناء، ونقل المختطفين الخمسة من سجنهم. لكنها بقيت متمسكة بموقفها إزاء الصحراء وبالغت في الحفاظ على امتيازات المعمرين لذلك تعطلت المفاوضات وتوقفت في 13/06/1961.
*لقاء بال بسويسرا(أكتوبر إلى نوفمبر 1961) وفيها تمت دراسة العديد من القضايا مثل:سير المحلة الانتقالية،التواجد العسكري الفرنسي بقاعدة المرسى الكبير وانضمام الجزائر إلى منظمة الفرنكفونية،مبدأ ازدواجية الجنسية.
* اتفاقيات ايفيان:7-18 مارس 62 تم فيه إدخال عدة تعديلات على نص الاتفاق الذي حرر في لقاءات سابقة بعد أن خضع لمراجعات دقيقة من الوفد الجزائري بطرابلس وقعت الاتفاقية يوم 18مارس ودخل وقف إطلاق النار حيز التطبيق في كافة الجزائر ابتداء من 19 مارس 62.
رفض المستوطنون الاتفاقية فدبروا محاولة انقلاب 22 أفريل 1961 وأسسوا منظمة الجيش السرية التي قامت بعمليات إرهابية واسعة ضد الجزائريين لعرقلة مسار المفاوضات.
محتوى اتفاقيات إيفيان: تعلق بكيفية تسيير المرحلة:
- الحفاظ على الأمن العام وسير الشؤون العامة المختلفة بدل الإدارة الفرنسية.
- التحضير لاستفتاء تقرير المصير والإشراف على ذلك في مدة أقصاها 6 أشهر.
- سيادة الدولة الجزائرية في اختيار نظامها السياسي والاجتماعي.
- إنهاء جميع العمليات العسكرية بالقطر الجزائري.
- تقليص عدد القوات الفرنسية إلى 80 ألف جندي في مدة 12 شهر من تاريخ الاستفتاء
- تأجير الجزائر لقاعدة المرسى الكبير لمدة 15 سنة قابلة للتجديد.
في المجال الاقتصادي:تعاون اقتصادي ومساعدات فرنسية.-استقلال الجزائر الجمركي.-الجزائر جزء من منظمة الفرنك.
المجال الاجتماعي:الإفراج عن جميع الجزائريين-تقديم فرنسا كل المساعدات للجزائر في المجال الثقافي والعلمي- يحق للأوروبيين استخدام لغتهم وتحترم خصوصيتهم الثقافية والدينية-استخدام اللغة الفرنسية في الحياة السياسية والإدارية.



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©