عنوان الموضوع : قصة جميلة من اعداد اعضاء منتدى الثانية ثانوي....الثانية - الثانية ثانوي
كاتب الموضوع : chichaki
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

هو شاب في مقتبل العمر،،وسيم الطلعة،خجول بطبعه،ذو سمعة طيبة بين أنداده..
رحب الصدر كثير الذكر رطب الكلام فصيح اللسان تهرب الكلمات عن وصفه و تتزاحم فضائل الخصال عند ذكره، هشـــام، ذلك الفتى ذو العشرين ربيعا ،يقيم في ضيعة من ضياع بلاد الشام ،،لا يتوانى في مساعدة الضعيف ومد يد العون لمن يحتاجه رغم عسر حاله فهو المعيل الوحيد لإخوته الثلاثة الصغار و والدته العجوز المقعدة بعد أن توفي والده في حادث إكتنفه الغموض و إنتقلت الثروة التي جمعها الأب لعمه المتسلط الذي لم يرق قلبه القاسي لحالهم فطردهم من بيتهم و حرمهم من إرثهم ...هذه هي حياة هشام بؤس و معاناة إلا أنك دائما ما ترى الإبتسامة على وجهه الجميل...

كان يوما كسائر أيامه الشاقة وقف ينتظر الحافلة و إذ به يلتقي بشيخ حكيم صاحب لحية بيضاء طويلة و ثوب رمادي منسدل يحمل في يده اليمنى عصا طويلة تميل إلى اللون البني القاتم،
ابتسم الشيخ في وجهه و قال : ما بال الفتى ؟
فرد هشام: عفوا سيدي ، هل تكلمني ؟
فقال : من سأكلم إذا ؟
فقال : آسف ذهني مشتت و قد دخلت في دوامة من التفكير لم استطع الخروج منها لحد الآن
ظننت أن التامل في مشاكلي قد يمنحني الفرصة لألتقي بالحل ولكنه لم يزدني إلى خسارة و تعبا
فقال الحكيم : لا تخطئ يا بني فأنت تظلم نفسك و تظلم الآخرين أيضا
فقال : كيف هذا؟
فرد : لأنك دخلت في دوامة من التفكير قبل أن تصفي ذهنك و قبل أن تسامح نفسك فأنت تحمل على عاتقك حملا ثقيلا و تلقي على نفسك اللوم لأمر لم تستطع تحقيقه أو أن الوقت لم يسعفك لإنجاز وعدك هذا من جهة
كما أنك تظلم الآخرين بقولك أن الدخول في دوامة من التفكير غير مجد لايجاد الحل ،فقد نجح الكثير ممن مرو قبلك في تحقيق مرادهم من خلال الجلوس مليا و التفكير بعمق ،كما فتح في وجوههم أبوابا دونو على سبلها إرادتهم و تصميمهم فقامت مقام الحافز الذي يدفعهم للوصول إلى نهاية الطريق حيث وجدو المجد و النجاح بالرغم من العقبات التي اعترضتهم أثناء خوضهم في رحلتهم ...بني، ان هذه الدنيا غابة و لكن لا تكن ذئبا فيها و لا تكن حملا وديعا فتاكلك الضباع ان المجتمع الذي نحن فيه مجتمع يرى بعين واحده و لعلك ورثت عنه هذا،، ترى بعين واحدة الشوك في الورود و تنسى ان الندى فوقها اكليلا،، ترى الالم يغزوك بينما انت العاجز الذي لا يزال يفكر ان الياس يغزوك فما انت فاعل ؟
هل تراك ستستلم له بسهولة و انت الذي سمحت له بالدخول ؟....لك ان تختار اما ان تفكر و اما تفكر فيما بعد الان.

تغير وجه هشام و قال: معك حق أيها الشيخ الفاضل، فمهما واجهنا من مصاعب و متاعب الا أنه علينا التحلي بالصبر و الايمان فكما يقال الصبر مفتاح الفرج ،أعذرني فشدة حزني أنستني الفرحة و البهجة .....نعم ...لا للاستسلام،،
و عندئذ شعر هشـــام بشيء يختلج داخل فؤاده....شيء في أعماقه يناديه أن شمس الرجاء أشرقت من جديد .. أن غيوم اليـــأس بددتها رياح الأمل..أن لا مكان للحزن في حياتك...فارتسمت على ثغره بسمة رضا.و قبل جبين الشيخ ثم انطلق مسرعا كأن قطار الحياة قد فاته... حتى إذا.....

ممبعد ونكملهااااا




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©