عنوان الموضوع : المتنبي و بكالوريا الجزائر ....... بين الحقيقة و الوهم ◄◄لماذا يا بن بوزيد 2015 - بكالوريا الجزائر
كاتب الموضوع : chichaki
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

كتابة و تأليف طالب قسم نهائي ' أُعطي' علامة 10 من 20 في الأدب العربي

ليس كل ما يتمناه المرءُ يدركه تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفن
أو ربما هي
ليس كل ما يتمناه كل امرءٍ يدركه تجري رياحٌ بما لا تشتهي سفنُ
قالها شاعر الأبدية و أصاب و لكن ليس لعهد طويل ..... فها هي ذي القاعدة تُنتهك معالمها كل سنة، بل و حتى أنها تصبح خيالا بحتا لمن أراد تطبيقها في دولة ربما لن أبالغ إن قلت أنها لا تملك أية نية لتحقيق العدل على أراضيها و بين مواطنيها ..... دعني أعود لهذه الأخيرة لأقول أنني ارتكبت خطأ و ليس باللغوي هو أبداً و إنما هو أنَّ من أعنيه بهذا كله هو الشعب نفسه فها هي ذي رواية مأساتٍ لا تكاد أن تنتهي.بدأت هذه المأسات من أول يوم في الدراسة أي في أول لحظة تم التعرف على ما يُسمى بالتربية و التعليم بالجزائر …. و هي الوزارة التي يتربع على عرشها الشخص عينه لعشرين سنة دون حراك …. حاوِلْ التركيز على المفردات لأنها ستسلك نهجا مغايرا عندما أبدأ بوصف النابغة هذا الذي أبهر الدولة حتى أبقته العقدين وزيرا للتربية. أبوبكر بن بوزيد هذا إسمه و إن لم أكن أريد أن أُنادي هذا الحثالة باسم الصحابي الجليل إلا أنّ هذا إسمه حقا …. وزير التربية هذا لا علاقة له لا بالتربية و لا بالأخلاق أصلا كما أنّه لا يدرك ما يقوم به و لا حتى ما يقوله …. فما إن يصدر قرارا تربويا - بيداغوجيا كما يسميه و ليس كما يفهمه - حتى يلغيه عن بكرة أبيه و الأشد سذاجة أو لعلي أسميه الأشد حماقة هو تسمية حماقاته اﻹعتباطية تلك باﻹصلاحات و أنا على أشد التأكد أنه لم يكن في كامل قواه العقلية - و إن كان هو على هذا الحال على مدار السنة - فكل ما كان يريد قوله هو المَصلحَات و ليس الإصلاحات …. و أعلم أن الكلمة لا أصل لها من الصحة و لكن هذا لن يشكل فارقا لا لبن بوزيد و لا لبعضٍ من طلبة وزارته …. و بما أنني أثرت قضية الطلبة فدعني أحدثك قليلا عنهم. بما أنني طالب و قد مررت بما يُسمى بالبكالوريا فهذا يعني أنني مررت بجميع مفاجآت بن بوزيد لأبنائه الطلبة كما يحب أن يناديهم حتى و أنني متأكد أنه لم يترك له إبننا في الجزائر لأنه يدرك ما سيكون حاله لو طُبِقت عليه إصلاحات أبيه …. و أول كارثة - مفاجاة - هي أنني من مواليد 92 و رغم أنني لم أرسب في أي سنة درست 13 سنة …. أي أن الوزير العبقري أعدمني سنة كاملة من حياتي حين أضاف سنة للمتوسط دون أن يراعي حالاتنا نحن من درسنا 6 سنوات في الإبتدائي …. و كثيرون من هم مثلي ضحايا عبقرية مخبول في عصر دولة مستقبلها مجهول - غير أن بن بوزيد باقٍ لا محالة - لأنتقل لاخر مرحلة و أنتظر الامتحان الموعود و الذي كانت نتائجه أشد ميولا للأحلام الوردية للكثير من الطلبة …. هؤلاء الذين كانوا أشباه الطلبة خلال السنة الدراسية .. لا من الناحية الأخلاقية و لا المعرفية .. و حتى أوضح الصورة سأعطيك أمثلة حية ... حيث أنّ طالبا دخل للإمتحان التجريبي بالثانوية ثملاً منتشياً و كان مآله أن يتحصل على معدل 13 في البكالوريا ... و أحدثكم عن آخر لا يفرق بين أنواع الخلايا لكنه أحرز 19,5 في مادة العلوم الطبيعية و كان معدله 16 ... كما أن هناك طالبة كانت تجلس خلفي لم تكن لتحسب نهاية دالة لوحدها لكنها تحصلت على معدل 15,90 .. و هذا أيضا لم يفقه في حياته في يسمى بمعادلة المسار و لكنه تفجّر ذكاءًا في البكالوريا بمعدل 16,70 …. و الكثير غيرهم. فهاهي إصلاحاتك أيها الأحمق ماذا أنتجت إلا إن كنت تنوي توريث منصبك لشخص يشبهك فأنت قد أصبت …. و الأشد غيضا أن الكثيرين كانوا يتحصلون على معدلات شبه خيالية خلال السنة و ذلك عن طريق الغش البحت فما كان منا إلا أن ننتظر البكالوريا ليأخذ كل ذي حق حقه ... و لكن هيهات، فالكارثة كانت تنتظرنا هناك …. غش جماعي في مراكز و أخرى تشبه الثكنات العسكرية .. تسريب للمواضيع (و سأعود لهاته) .. أساتذة متواطئون (كذلك هاته) .. تلاميذ يتحدثون بالهواتف داخل القاعات و آخرون يُمنعون من المراحيض .. حراس سكرة و آخرون فجرة .. ينقلون الأوراق بين التلاميذ و من يعارض يكتب فيه تقرير .. مسؤولو أمانة تجار ... إدفع مقابل تغيير أوراق الطلبة .. عناصر أمن و حماية مدنية .. يتواطئون لإيصال الحلول إلى داخل القاعات .. وغيره الكثير و الكثير … . فلنعد إلى المواضيع المسربة حيث قال صاحبنا الوزير العبقري أنه من المستحيل أن يتم تسريب المواضيع و كذلك أن ذلك مجرد كذب .. و لكن طريقة التأكد كانت سهلة ما كان عليك سوى أن تدخل على صفحة في الفيسبوك لتجد موضوع مادة الشريعة موضوعا كما هو و الصفحة تحمل تاريخ ليلة إجراء الامتحان .. و قد قال الأخرق نفسه أنّ الامتحان أجري في ظروف عادية غير أنني شاهدت التلاميذ يتحدثون في الهواتف النقالة و يتم إملاء الأجوبة عليهم .. و من ثم هناك من تأتيه ورقة عليها الحل كله .. و آخرون يتفننون في إظهار ما حملوه معهم من منمنمات للدروس .. و هناك من تفجر ذكاءًا و وجد الطريقة المثلى ألا و هي أن يعقد صفقة مع مسؤول الأمانة و يعطيه مستحقه المالي و من ثم ليقوم بعقد صفقة أخرى مع أستاذ يقوم هو الآخر بدفع أموال لأشخاص ليخرجوا له الموضوع مبكرا ليأخذه لأستاذ المادة و يقوم بحله ثم تتم عملية تغيير الأوراق على مستوى الأمانة …. هي عملية طويلة و شاقة لكن الكل له مستحقات مالية مما جعلها عملية سهلة و يسيرة …. لذا فيعود أولئك الذين كانوا يتحصلون على المعدلات الخيالية و يواصلوا أحلامهم على حسابنا في البكالوريا …. فأعود للمتنبي و أقول لا يا صاحبي فزماننا فد اختلف و أصبح هناك من يتمنى و يدرك أمنياته و أصبحت الرياح تجري بما تشتهيه بعض السفن.

ليس كل ما يتمناه كل امرءٍ يدركه تجري رياحٌ بما لا تشتهي سفنُ
لنعود مجددا للمخبول بن بوزيد .. ألم يكن قادرا على وضع مشوشات للهواتف النقالة داخل المراكز .. ولِمَ يضع عدد مواضيع الامتحان حيث أن الملاحظ فتح الكيس فوجد مواضيع إضافية .. و آخر وجدها منقوصة أم أنه كان يعلم ما كان سيحدث فقام باحتساب عدد المسربين مع الطلبة …. و ما ذنبنا نحن المعتمدون على أنفسهم أم أنها الدولة هي التي لا تعترف بأننا موجودون …. نعم و كيف لا و الرئيس يقيم مأدبة على شرف الحاصلين على معدل 18 …. و هذا أيضا شيئ عجيب فمن ذا يا ترى يتحصل على معدل 18,89 لعله نور الدين مرسلي في التربية البدنية و إيمانويل كانط في الفلسفة .. جبران خليل جبران في الأدب و شارل ديغول في التاريخ .. أو ربما هو هيلاري كلنتون و أليو ماري في اللغتين الفرنسية و الإنجليزية .. كفانا كذبا و حماقة الولايات المتحدة الأمريكية لم تعطي درجة 19 في معدل عام قط .. أم أن إصلاحات الوزير قد تجاوزت بمستواها سادة العالم؟...


الموضوع المكتوب آنفا كنت قد كتبته العام الماضي و ذلك فور نشر نتائج امتحان البكالوريا دورة 2015 و التي كنت من مجتازيها كنظامي ... لأعود اليوم و أُأَكِد على ما قلته ... و لعلك تسأل كيف لي أن أدري، فسأقول لك أنِّي - و للأسف - كنت قد سجلت كمترشح حر لامتحان البكالوريا دورة 2015 ...

لذا يا صاحبي الوزير هاهي ذي عبقريتك تبزغ فَجرَ أَحلامِ جيلٍ جديد لتحصد ما طالما كانوا يصبون إليه و لترميها عرض الحائط ... حائط عارٍ على المسؤولين الجزائريين عامة ... و على قطاع التربية و التعليم خاصة ... و لعل المعضلة الكبرى هي أن الأحمق و مسؤوليه ما برحوا يستغبوننا ... و إن كان البعض منا لا يصدق ما قلته و ما سأقوله لذا فهاك يا من لم تقتنع.

قال 'معالي' الوزير أن الامتحان قد سار في ظروف أقل ما كان ليصفها به هو 'المثالية'، حيث أن هذه النقطة في حد ذاتها لم تعد لتُهضم لا من طرف الأولياء و لا الطلبة ... فإنه قد بزغ فجر جديد للغش في هذا الامتحان و حتى أنه أصبح شيئا عاديا، و إن لم تُصدق فلتسأل أي مجتاز للبكالوريا و أتحداك أن يقول لك أنه لم يحصل أي غش في المركز ...

ثم أن الشيء الذي أفقدني صوابي هو ما يقوله من يُسمى بوزير التربية عن تسريب المواضيع ... بعد أن كذبنا نحن العام الماضي ... يعود ليفعل ذلك هذه السنة أيضا ... فورب الكعبة أن هناك من أخبرني عن الموضوع المقترح حتى قبل ليلة من الامتحان ... و ليست بتوقعات، فهناك من قال لا أسهل من توقع موضوع الأدب فأقول أن موضوع الرياضيات كان قد تسرب ... و هاك أن 'تتوقع' موضوع الرياضيات ...

ولأكون ذي منطق و حجة ... سأسأل الوزير عن شيء بسيط المنحى، دقيق المعنى، شافٍ لغليل المشككين ... لماذا تم قطع إتصال الأنترنت عن كامل القطر الوطني ليلة أول الامتحانات ؟ أوحي هو يوحى، أم لحاجة في نفس يعقوب ؟

دعني أقل لك عن تلك الحاجة ... هي نفسها العام الماضي ... و التي ستكون العام المقبل ... تسريب المواضيع و مخافةً لانتشار الخبر تم قطع الاتصال حتى انتهاء الليلة ...

كثيرة هي المواقف و الحجج التي تمكِّن من استنتاج أن ما كان الوزير قائما عليه هو التحضير لجيل ربما أقل ما يقال عنه أنه جيل 'الشهادات' ... فما أسهل الحصول عليها إن كنت ممن ينتهجون نهج ذاك الوزير ... و لكن السؤال الذي سيبقى مطروحا هو 'إلى متى ؟' ...




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©