عنوان الموضوع : عاااااجل الى الاستاذ خليفة - لتلاميذ البكالوريا
كاتب الموضوع : chahinez
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

الرجاء من الاساااااااتذة تصحيح هذه المقالة
س : هل علاقة الدال بالمدلول او علاقة اللفظ بالمعنى علاقة ضرورية
طرح المشكلة : ان اللغة من الصفات الملازمة للانسان بل تمثل اللغة ماهية الانسان و لهذا يقول ادوارد يسبير ( اللغة اداة تواصل انسانية بحتة) فاللغة تمثل جملة من الرموز و الاشارات التي يعبر بها الانسان عن حاجياته و بفضلها يتواصل مع العالم الخارجي و يعرف لالاند اللغة انها نسق من الاشارات والرموز يعبر بها القوم عن اغراضهم, ولكن السؤال الفلسفي الذي يتبادر هنا كيف ابتدع الانسان الدال الذي يدل على المدلول بعبارة اخرى ما علاقة اللفظ بالمعنىهل هي علاقة ضرورية ام علاقة اعتباطية
محاولة حل المشكلة :
الموقف الاول : يرى افلاطون و بعض علماء اللغة المعاصرين ان العلاقة بين الالفاظ والاشياء علاقة مادية ضرورية حيث يرى افلاطون انه يكفي سماع الاصوات والكلمات حتى ندرك معناها لانها محاكاة لاصوات الطبيعة مثال فكرة التكسير والزقزقة و هذا ما اكده علماء اللغة المعاصرين الذين يرون ان العلامات اللغوية لها اثر موسيقي فيكفي سماع الحرف حتى نتصور معناه و يكفي ان نستمع الى الكلمة حتى نعرف معناها مثال حرف الحاء يعبر عن الراحة و الانبساط ( حب - حرية - حنان ) حرف الغين يعبر عن الحزن و الظلمة ( غضب - غم - غبن ) كما ان الفيلسوف اللغوي ابن جني اثبت ان اللغة طبيعية كزقزقة العصافير و هديل الحمام و ذهب بعضهم الى ان اصل اللغات كلها انما هو من الاصوات المسموعة كدوي الريح و خرير المياه و من ثمة ولدت اللغات مثل اللغة الفرعونية و اللغة الصينية يطلقون على لفظ القط نفس المعنى ( مو ) نسبة الى مواء القط يقول ابراهيم انيس ( نمت قوة السمع عند الانسان قبل قوة النطق فسمع الانسان الاصوات الطبيعية ) كما يقول بنفست ( ان العلاقة بين الدال والمدلول ليست اعتباطية بل على العكس من ذلك ضرورية)
النقد : لا ننكر ان هناك بعض الالفاظ و الاصوات التي قلدها الانسان من الطبيعة لكن هذا لا يعني ان اللغة برمتها طبيعية فبماذا نفسر بعض الالفاظ التي لا علاقة لها بالطبيعة مثل الانترنت و المفاهيم المعنوية كالحرية و العدالة و الصدق هذا من جهة ومن جهة اخرى بماذا نفسر تعدد اللغات و تعدد المعاني للفظ الواحد مثالنا على ذلك حرف الحاء ايضا يدل على الحرب و الحقد ...الخ و حرف الغين يدل على الحب و الغرام ...الخ.
الموقف الثاني : يرى السويسري فرناندو دوسوسير ان العلاقة بين الدال و المدلول علاقة اصطلاحية يؤكدها الاستعمار و الشرع حيث يؤكد دوسوسير انه لا يمكن ادراك العلامات اللغوية الا في موضعها او سياقها العام هذا ما اكده علم نفس الطفل ان الطفل يدرك الحروف داخل الكلمات و الجمل و قد شبه دوسوسير العلاقة بين الدال و المدلول بورقة ذات الوجهين ( دال - مدلول ) و ان الفصل بينهما امر مصطنع و هذا ما اكده كل من بيار جاني و جون بياجي ان واقع المجتمعات اليوم يؤكد الميزة الاصطلاحية للغة يقول دوسوسير ( ان الرابطة الجامعة بين الدال و المدلول رابطة تحكمية ) و يعني بذلك انها ليست من صنع الطبيعة بل من صنع الانسان مثال كلمة اخت ليس لها معنى في ذاتها و الانسان هو الذي جعل لها معنى كما يقول كاسير ( بقدر ما يتقدم النشاط الرمزي بقدر ما يتراجع النشاط المادي ) معناه ان العلاقة ابداعية لانه لا توجد رموز في الطبيعة فالرموز من صنع الانسان.
النقد : لايمكن انكار بان هناك جانب اتفاقي اصطلاحي ما دام الانسان كائن مبدع و مفكر و مبتكر لكن لا ننكر ان هناك لغة ابدعها الانسان و تجاوز الاصوات الطبيعية هذا من جهة و من جهة اخرى بماذا نفسر الكثير من الالفاظ التي قلد فيها الانسان الطبيعة مثل لفظ الاحصاء الذي استقاه من الحصى كما ان اللغة لو كانت اتفاقية فان هذا يفرض وجود لغة تواصلية بين المتفقين لكنها لم تكن موجودة مما يعني انها محاكاة لاصوات الطبيعة.
التركيب : بعد استعراضنا لكلا الموقفين يتبن لنا بان اللغة ضرورية و اعتباطية في نفس الوقت حيث استقراء التاريخ يبين انها بدات طبيعية كتقليد و محاكاة لاصوات الطبيعة لكنه لم يكتفي بالسماع ففرضت عنه الطبيعة بابتكار الفاظ جديدة مثل قصة حي بن يقضان.
الراي الشخصي : يبدو لي ان العلاقة بين الدال و المدلول تبدو من جهة علاقة طبيعية مادية و من جهة اخرى اصطلاحية اتفاقية و هما وجهين لعملة نقدية واحدة ( دال - مدلول ) و ان الفصل بينهما امر مصطنع.
حل المشكلة :وفي الاخير نستنتج ان العلاقة بين الدال و المدلول علاقة غير ضروري نشات عن طريق الاصطلاح من اجل التفاهم و التواصل.



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©