عنوان الموضوع : سرعي وبادري بأرضاء زوجك..هام جدا - ثقافة زوجية
كاتب الموضوع : مريم
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن





لم يكن هناك ما ينبئ بأن شيئا غير عادي قد يحدث..

أو بأن أقسى ابتلاء سيواجه ابنة خالتي الشابة ..

أو بأن طفليها الصغيرين سيصيران في أقل من لحظة يتيمين!


فقد تناول زوجها طعامه كالمعتاد، وصلى العشاء في بيته بعد أن عاد مرهقا من عمله المسائي

وقال لها وهو يطوي سجادة الصلاة: ربنا يسامحني.. اندمجت في العمل ولم أصل اليوم في المسجد

حملت هي الصحون وتوجهت إلى المطبخ.. وقبل أن تضعها في الحوض سمعت صوت ارتطام بالأرض..

هرولت لتجد شريك حياتها ممددا بلا حراك.. في دقائق كان الطبيب بالبيت.. قلَّب كفيه

وقال في استسلام: "شدو حيلكم.. أنا لله وأنا إليه راجعون "



قبلها بأيام عزيت اخت صديقتي في وفاة زوجها الذي سقط على أرض الحمام أثناء وضوئه وترك طفليه،

الكبير ذا السنوات الثلاث والصغير الذي لم يكن قد مر على ولادته أيام .

بعد أقل من شهر صلى زوجي الجنازة على جاره الذي التقاه في الصباح وحياه والاثنان متوجهان إلى عملهما.

كان السؤال الذي يبادرني عقب كل عزاء،



ماذا كان آخر ما قاله الزوج لشريكة حياته قبل أن يسلِم روحه لبارئها؟

هل مات راضيا عنها أم غاضبا منها ؟

اندهشت من نفسي وصارحت زوجي بما يشغلني فابتسم قائلا : فضول صحفي!

ولم يكن الأمر مجرد فضول، كانت أسئلتي مشفوعة بخوف وتوجس شديدين.. ويقين أشد..

عرفت لماذا حذر الرسول (صلى الله عليه وسلم) الزوجة من أن يبيت زوجها غاضباً عليها ،




وعرفت لماذا بشر من تموت وزوجها راض عنها بالجنة..

وانقبض صدري وأنا أتخيل أن نختلف أنا وزوجي.. نحتد.. يمضي من أمامي ويسحب الغطاء على رأسه وينام ،

ولا يصحو ويصبح من المحال أن أسترضيه أو أرى ابتسامة الصفح على فمه، ونظرة التسامح في عينيه.

لم أسأل أيا ممن عزيتهن عما يشغلني، احتفظت لنفسي بالحيرة واستعذت بالله من أن أتدخل فيما لا يعنيني

وحدث بعدها تغيير غريب في حياتي، صرت إذا نام زوجي وأنا مشغولة عنه

أترك ما في يدي وأذهب إلى فراشه وأراقب أنفاسه لأتأكد من أنها تصعد.. وتهبط بانتظام..



أصبحت إن تأخر قليلا عن موعد عودته من عمله أجلس مرتجفة وكأنني أنتظر

من ينقل إلى ما لا أتمنى أن أسمعه..

وصارت دعابة زوجي المفضلة كلما هممت بالحديث معه أن يضع يده على فمي، ويقلدني قائلا :

"حبيبي راض عني .." ويغرق في الضحك فقد صرت ألح عليه بهذا السؤال كثيرا

منذ عشت مشاعر الصدمة بعد وفاة ثلاثة أزواج في غضون شهر،

وهم لا يشكون من شيء، أو تستشعر زوجاتهم دنو الأجل.

وكانت الحسنة الوحيدة في هذه المشاعر القاسية أنها نبهتني إلى حكمته وبلاغته (صلى الله عليه وسلم)

وجعلتني أكثر حرصا على إرضاء زوجي.. وخلصتني من بقايا كبرياء

كانت تدعوني أحيانا للمكابرة حين أخطئ في حقه دون أن أشعر بأنني وقتها قد ارتكبت جرما ،

أو أتخيل أنه قد يلقى ربه غاضبا على .

صار الاعتذار يسيرا بعد أن كان يتعثر على لساني ويضل طريقه..

أصبح استرضاء زوجي متعة بعد أن كان مجرد واجب..

أصبح استيقاظ زوجي من نومه.. وعودته من عمله سالما أروع لحظات حياتي

بعد أن كانا موقفين عاديين أعيشهما بمشاعر محايدة وبشكل روتيني ولسان حالي يقول:

طبيعي أن يستيقظ وطبيعي أن يرجع إلى بيته بعد انتهاء عمله.

صار صوته أحب إلى أذني من ذي قبل ، وأصبحت كلما رتبت مكتبه أو أعددت طعامه أو ملابسه

أدعو الله ألا يحرمني هذا الجهد الجميل.. الجهد الرائع الذي يدل على أن زوجي ما زال معي..

وما زالت أنفاسه تتردد في صدره وما زال يروح ويجيء.

مشاعر لم أشأ أن أحتفظ بها لنفسي، بل اعتبرت نقلها إلى كل زوجة أمانة ومسئولية،

فما أروع أن تبيت المرأة كل يوم وزوجها قرير العين بها وراض عنها،

حتى إذا اختاره الله كان رضاؤه عنها تخفيف ا لقليل من أحزانها،

وما أجمله ألا يكون آخر إحساس في صدر الزوج قبل أن يحين أجله غضبا من زوجته أو ضيقا من بعض تصرفاتها!

وما أجدر كل زوجة مسلمة.. عرفت طريقها بأن تتوقع كل لحظة

أن زوجها سيفارقها فلا تستسلم لمشاعر التوجس ولا تسأل نفسها: كيف سأتصرف من بعده،

بل تحبه أكثر، وتبذل أقصي جهدها لكي تملأ نفسه بأحاسيس الرضا والسعادة ، وتستصغر الخلاف،

وتجمد لحظات الود والصفاء ولا تدعها تمر.. تتحري إرضاءه وتخاصم كل ما يسيئه منها.

كثيرات شقيات مع أزواجهن وبهم.. نعم ، وقد لا يستطعن إلا أن يتمنين أن يفرق الموت بينهم

ولكنني أوقن أنهن يندمن بعد أن تتحقق الأمنية ويشتقن إلى أيام الرفقة ويرددن بصوت حزين

مثلا شعبيا لم أدرك بلاغته إلا مؤخرا ؛ " جفاؤه ولا خلو داره"

اتمنى ان تصل مشاعري الى كل زوجه وتعي حقا ماأقصده


جعل عيني ماتبكييييييييييك يالغالي وجعل يومي قبل يومك




(مقال قرأته واحببت ان انقله اليكم للاستفادة)


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً:





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©