عنوان الموضوع : الدعاء بين الأذان والإقامة .. في الاسلام
كاتب الموضوع : mira
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين..

أما بعد:

فقد خلق الله الخلق لعبادته، ومن رحمته بهم وفضله عليهم أن نوَّع لهم العبادات، فشرع لهم عبادات قولية، وعبادات فعلية، وعبادات ظاهرة، وعبادات باطنة، وعبادات مالية وعبادات بدنية، وعبادة مشتركة بين البدن والمال، ومن العبادات التي شرعها الله لعباده: الدعاء.

إلا أن الدعاء في بعض الأزمنة والأمكنة والأحوال أرجى إجابة، ومن هذه الأزمنة التي يكون الدعاء فيها مجاب: الدعاء بين الأذان والإقامة؛ لما جاء في الحديث عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة)4، ومعنى لا يرد أي ممن توفرت فيه شروط الدعاء، وانتفت موانعه، لأنه قد جاء في أحاديث أخرى عدم الاستجابة لمن اتصف بصفات معينة، يقول ابن القيم: -هذا مشروط بما إذا كان للداعي نفس فعالة، وهمة مؤثرة، فيكون حينئذ من أقوى الأسباب في دفع النوازل والمكاره، وحصول المآرب والمطالب، لكن قد يتخلف أثره عنه إما لضعف في نفسه بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان، وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله، وجمعيته عليه وقت الدعاء، فيكون كالقوس الرخو، فإن السهم يخرج منه بضعف، وإما لحصول مانع من الإجابة كأكل حرام، وظلم، ورين ذنوب، واستيلاء غفلة، وسهو ولهو، فيبطل قوته أو يضعفها-5.



وعن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة) رواه مسلم.



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©