عنوان الموضوع : تفسير سورة الفاتحة
كاتب الموضوع : kouka
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

تفسير سورة الفاتحة

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(1)الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ(2)مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ(3)إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ(4)
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ(5)صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ(6)


1. مجموع آياتها:07

2. مجموع كلماتها: 25

3. مجموع حروفها:113

4. أسماؤها، منها:الفاتحة،السبع المثاني،أم الكتاب،الحمد، الصلاة،الواقية،الكافية،الشافية، و الوافية.

5. فضلها:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي سعيد بن المعلى (لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن: الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن الذي أوتيته ) رواه البخاري.
روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل، إذا قال العبد: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ قال الله: -حمدني عبدي-، وإذا قال: ﴿الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ قال الله: -أثنى علي عبدي- وإذا قال: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال الله: -مجدني عبدي-، وإذا قال: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ قال الله: -هذا بينيوبين عبدي ولعبدي ما سأل-، وإذا قال: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ. غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ قال الله: -هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل-).

6. حكمها:
كما أسلفنا أن سورة الفاتحة تقرأ في كل ركعة، وهذا فرض لقول النبي عليه الصلاة والسلام (لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب).

7. تفسيرها:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: بمعنى أعتصم بالله من كيد الشيطان ووساوسه، ومن استعاذ بالله تحصن به، لذلك يُسن البدء بها عند قراءة القرآن لقوله تعالى:﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ(98)النحل.
بسم الله الرحمن الرحيم: أجمع المسلمون على أنها جزء من آية ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ(30)النمل، واختلفوا في موضعها من سائر السور بين قائل بكونها آية من كل سورة، وقائل آية في أول سورة الفاتحة.

﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ: ثناء على الله وشكره على نعمه التي لا تحصى، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( الحمد رأس الشكر)، وقال تعالى: ﴿...وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ(144)آل عمران، لكن قلة هم من يشكر الله عز وجل: ﴿...وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ(13)سبأ، وهذا الثناء من كلام أهل الجنة ﴿...الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ...(74)الزمر.

﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ: تأكيد على ربوبية الله لكل المخلوقات: البشر والجن والملائكة والنباتات والحيوانات...

﴿الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ: صيغة مبالغة تفيد ثبات وديمومة هاتين الصفتين في ذات الله: فالرحمن تعني الرحمة الواسعة الشاملة للمؤمنين والكفار، للطائعين و العصاة، أما الرحيم فتعني الرحمة الخاصة بالمؤمنين لقوله تعالى: ﴿...وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا(43)الأحزاب 43، واجتماع الصفتين في الله تعالى يدل على استغراق جميع معاني الرحمة.

﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ: المتصرف كيفما شاء يوم القيامة، وصاحب الملك المطلق.

﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ: وفيه تقديم للمفعول به على الفعل، لحصر العبادة والاستعانة في الله وحده.
لماذا قدم العبادة على الاستعانة؟
1. من باب تقديم الغايات على الوسائل، فالغاية هي العبادة ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(56)الذاريات، والوسيلة هي الاستعانات.
2. الحاجة للمعونة لأداء العبادات، لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ: (والله يا معاذ إني لأحبك، فلا تنسى أن تقول دُبَر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).
3. لا يعبد الله إلا المخلصون، أما الاستعانة فيطلبها الجميع.
4. وتأدبا مع الله في سبق اسمه على الفعلين.
5. إعلان على أن العبودية لا تكون إلا لله سبحانه وتعالى، فهو المستحق لها دون سواه، والعبادة معناها قمة الخضوع مع قمة الذل، وكذلك لا نستعين إلا بالله، فهو القادر والقوي والعالم...لا نلجأ إلا إليه، ولا نعتمد إلا عليه: فمن اعتمد على عقله ضل، ومن اعتمد على علمه زل، ومن اعتمد على ماله قل، ومن اعتمد على الناس مل، ومن اعتمد على الله فلا ضل ولا زل ولا قل ولا مل.

﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ: دعاء لله أن يرشدنا لطريق الحق، طريقه سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ...(153)﴾ الأنعام.
والهداية نوعان: هداية البيان والإرشاد وهي تشمل جميع الخلق، وهداية التوفيق والمعونة وهي تخص المؤمنين وهي المقصودة في هذه الآية.


﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ: وهؤلاء قد ذكرهم الله في قوله ﴿...فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا(69)﴾ النساء.

﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ: فالمغضوب عليهم هم اليهود، فلقد استحقوا غضب الله لأنهم عرفوا الحق وكفروا به، أما الضالون فهم النصارى، لأنهم عبدوا الله بغير ما شرع.
وبعد قراءة الفاتحة نقول -آمين-، و بالإجماع فهي ليست آية من الفاتحة ولكن المقصود بها طلب الاستجابة من الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أمّن الإمام فامّنوا، فإن من وافق تأمينه تأمين الملائكة، غُفر له ما تقدم من ذنوبه) رواه البخاري.




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©