عنوان الموضوع : الشرك الأصغر في الشريعة الاسلامية
كاتب الموضوع : kouka
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى
الشرك الأصغر

(1/767)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 3419 ) :
س1: قال الفضيل بن عياض رحمه الله، ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل لأجلهم شرك... وأنا وإخوة لي كثير نضطر أحيانا إلى ترك بعض السنن لأجل الناس مخافة؛ إما الفتنة لأنفسنا والضرب والإهانة، وإما فتنة الناس لعامة الإخوة وتشديد الحكومة عليهم. فبالله أستحلفك أنكون إذ ذاك قد وقعنا في مغبة الرياء؟ وإن كان ذلك واقعا فما الخلاص منه؟
ج1: أما قوله إن العمل من أجل الناس شرك فهو صحيح؛ لأن الأدلة من الكتاب والسنة تدل على وجوب إخلاص العبادة لله وحده وتحريم الرياء، وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم: الشرك الأصغر، وذكر أنه أخوف ما يخاف على أمته عليه الصلاة والسلام.
وأما قوله: إن ترك العمل من أجل الناس رياء فليس على إطلاقه، بل فيه تفصيل، والمعول في ذلك على النية؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى » (1) مع العناية بتحري موافقة الشريعة في جميع الأعمال؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (2) ، فإذا وقع
__________
(1) صحيح البخاري بدء الوحي (1),صحيح مسلم الإمارة (1907),سنن الترمذي فضائل الجهاد (1647),سنن النسائي الطهارة (75),سنن أبو داود الطلاق (2201),سنن ابن ماجه الزهد (4227),مسند أحمد بن حنبل (1/43).
(2) صحيح البخاري الصلح (2550),صحيح مسلم الأقضية (1718),سنن أبو داود السنة (4606),سنن ابن ماجه المقدمة (14),مسند أحمد بن حنبل (6/256).

(1/768)
للإنسان حالة ترك فيها العمل الذي لا يجب عليه؛ لئلا يظن به ما يضره فليس هذا الرياء، بل هو من السياسة الشرعية، وهكذا لو ترك بعض النوافل عند بعض الناس خشية أن يمدحوه بما يضره أو يخشى الفتنة به، أما الواجب فليس له أن يتركه إلا لعذر شرعي.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1/769)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 4058 ) :
س1: مضمونه: كيف يتيقن العبد أن عمله قد حقق الإخلاص المطلوب فيه لله تعالى حتى لا يكثر من معاتبة نفسه؛ لأن ذلك كثيرا ما يؤدي إلى الوسوسة غير المشروعة. ففي رسائل الإمام ابن رجب ترى أنه يعرض كثيرا من الأحوال ويقول: إن هذا من دقائق الرياء، وإن هذه الأحوال لا يعرفها إلا من عصمه الله، وهل يجب علينا أن نترك القراءة في المسائل التي تسبب لنا الضيق والحيرة وما هو البديل، وهل يكون الالتفات إلى الطاعة ذاتها هو المهم من تصحيحها؟
ج1: على المسلم أن يجتهد بامتثال أوامر الله واجتناب

(1/769)
نواهيه يرجو ثوابه ويخاف عقابه، وإذا أشكل عليه شيء من أمور دينه فإنه يسأل أهل الذكر؛ لقوله تعالى: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } (1) وأما قبول الأعمال فعلمه يرجع إلى الله جل وعلا، ولكن على العبد أن يجتهد في إحسان أعماله وحسن ظنه بربه وسؤاله القبول والعفو، وقد قال تعالى: { إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا } (2)
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة النحل الآية 43
(2) سورة الكهف الآية 30

(1/770)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 6910 ) :
س2: بعض المسلمين ممن نعرفه يقول بعض الكلام -علم التوحيد فيه أنه من الشرك- كقول (براس أمي، أو الحمد لله وسيدى داود) يقوله مزاحا، فهل يؤخذ هذا الكلام بظاهره؟
ج2 : لا يجوز الحلف بغير الله كقول: (برأس أمي) (1) ، ولا
__________
(1) انظر (الحلف بغير الله) الفتوى رقم (3760).

(1/770)
يجوز التسوية بين الله وغيره يقول: (الحمد لله وسيدى داود)؛ لأن هذا من أنواع الشرك، بل يقول: الحمد لله وحده، أو يقول: الحمد لله ثم لسيدي داود، قال تعالى: { فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } (1) « ولما قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت، قال: أجعلتني لله ندا، بل ما شاه الله وحده » (2) رواه النسائي .
فهذا الحديث يبين أنه شرك؛ لأن المعطوف بالواو يسوي المعطوف بالمعطوف عليه؛ لأن الواو وضعت لمطلق الجمع، فلا يجوز أن نجعل المخلوق مثل الخالق في شيء من الإلهية والربوبية ولو في أقل شيء، فهذا أحمى لجناب التوحيد وسد طرق الشرك في الأقوال، كما جاء سد طرق الشرك في الأعمال، كقوله صلى الله عليه وسلم: « لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » (3) ، ومن ذلك نهيه صلى الله عليه وسلم عن تجصيص القبور والبناء عليها، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان » (4)
__________
(1) سورة الكهف الآية 110
(2) أحمد (1 / 214 ، 283 ، 347)، والبخاري في [الأدب] رقم (787)، والنسائي في [عمل اليوم والليلة] رقم (988)، وابن السني في [عمل اليوم والليلة] برقم (667).

(3) صحيح البخاري الجنائز (1324),صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (531),سنن النسائي المساجد (703),مسند أحمد بن حنبل (6/121),سنن الدارمي الصلاة (1403).
(4) أحمد (5 / 384)، وأبو داود برقم (4980)، والنسائي في [عمل اليوم والليلة] برقم (985)، وابن السني في [عمل اليوم والليلة] برقم (666).

(1/771)
فهذا يدل على الجواز لهذه الصيغة، والأول يدل على الكمال وهو قول: ما شاء الله وحده.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1/772)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 8189 ) :
س3: ما حكم التفاخر في العلم أمام الناس؟
ج3: لا يجوز؛ لأن طلب العلم ونشره والمناظرة فيه يجب أن يكون ذلك خالصا لوجه الله.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1/772)
فتوى رقم ( 8855 ) :
س: إذا كان الإنسان يريد أن يتعلم ويعمل بما تعلمه ويعلم غيره هذا العلم فإنه يخشى أن يكون ذلك رياء، فلا يعلم أحدا شيئا ولكنه يتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي فيه تهديد ووعيد لمن

(1/772)
يكتم العلم، فلا يدري ماذا يفعل، وإذا أراد الإنسان أن يفرق أي عمل بعمله هل هو لوجه الله تعالى أم رياء فماذا يفعل، وكيف يمكن للإنسان أن يتخلص من الرياء، وماذا يفعل لكي يكون من المخلصين في العمل؟
ج: أخلص قلبك لله في تعلمك، وفي عملك بما علمت، وفي نشر العلم وتعليمه للناس، واقصد بذلك وجه الله والدار الآخرة، وإياك أن تفعل ذلك طلبا للمحمدة وثناء الناس عليك، ولا تجعل كل همك الدنيا وجمع حطامها ونيل الوجاهة والوصول إلى المراكز المرموقة، فإن ذلك من إرادة الدنيا بعمل الآخرة وجعل الدين مطية للدنيا وهذه هي المهلكة، أما إذا وجهت وجهك لله في علمك وعملك لله وحده وجاءتك الدنيا راغمة فلا يضيرك ذلك ولا يخدش إخلاصك، وذلك كالغنيمة للمجاهدين فإنها أحلت لهم، ولا تنقص من إخلاص المجاهدين في سبيل الله، وإن نقصت من ثواب جهادهم في سبيل الله.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1/773)



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©