عنوان الموضوع : أنواع الاتصال الشيطانى بابن آدم كما ورد فى القرآن الكريم : قرآن كريم
كاتب الموضوع : khouloud
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

أنواع الاتصال الشيطانى بابن آدم كما ورد فى القرآن الكريم :


أولاً : أسلوبه مع الكافرين :


1 ) الاحتناك :

مأخوذ من حنك يقال حنك الدابة إذا وضع اللجام في حلقها الأعلى فإذا وضع اللجام أو العنان أو الخطام أو الرسن في حلق الدابة يسيطر الراكب على الدابة سيطرة كاملة وهذا هو الوضع السليم لراكب الدابة الذي يريد أن يسيطر عليها ، فإذا أشرك الإنسان يسقط في يد إبليس بالكامل بحيث يحتنكه كأنه دابة ، قال تعالى : { لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا } الإسراء 62 .



2 ) الاستحواذ :

عندما يتمّ الاحتناك يأتي الاستحواذ ، وهذا من دقّة القرآن في التسلسل . والاستحواذ هو الضرب على حاذي الحيوان ، والحاذي هو مؤخرة الفخذين بما يلي الذَنَب . راكب الفرس يجلس على مؤخرة الدابة وبيده الرسن وعندما يريد أن تسرع الدابة يضربها على مؤخرة فخذيها مما يلي الذَنَب ، فإذا فعل ذلك أسرعت الدابة لمشيئته وهدفه ، وهذا الاستحواذ بسرعة غير اعتيادية ، قال تعالى : { اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ } المجادلة 19


3 ) الأزّ :

والأزّ هو غليان القدر تحته نار شديدة فيكون له أزيز كأزيز الرصاص ، فبعد الاستحواذ الذي هو سرعة السوق ، يأتي الأزّ ليجعلهم الشيطان يغلون غلياناً في محاربة الإيمان وأهله ، كما فعل المشركون بالمؤمنين على مرّ التاريخ وكما يفعلون الآن ، قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا } مريم 83 .




ثانياً : أساليب الشيطان مع المؤمنين :


1 ) الوسوسة :

وهي الخاطرة الرديئة ، قال تعالى : { فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ } الأعراف 20 ، وقال تعالى : { فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى } طه 120 ، كان المسلمون يُرعَبون عندما تأتيهم بعض الأفكار فأخبروا الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك فسألهم : أوجدتم ذلك ؟ قالوا نعم ، فقال صلى الله عليه وسلم : فذلك صلاح الإيمان . فالعبد إذا اكتمل إيمانه يأتيه الشيطان بالوسوسة . فالوسوسة إذن هي خاطرة سريعة ثم تنطفيء .



2 ) الطائف :

الطائف من الشيطان هو الذي يطوف حول القلب لتقع فيه وتستقر عليه ، قال تعالى { إِنّ الّذِينَ اتّقَواْ إِذَا مَسّهُمْ طَائِفٌ مّنَ الشّيْطَانِ تَذَكّرُواْ فَإِذَا هُم مّبْصِرُونَ } الأعراف 201 ، فإذا طاف الشيطان بالإنسان وأبعده عن طاعة الله( تذكّر ) ، وهذا ما يجعله يخرج من حالة الغفلة ويتذكّر موقعه من الله تعالى ، وموقفه من الله وحاجته إلى رضاه ( فإذا هو مبصر ) ، لأن الغفلة توجب نوعاً من العمى للإنسان ، فالإنسان المؤمن والمتّقي هو الذي يبصر عندما يهجم عليه الشيطان .


3 ) النزغ :

إذا استقرّت الوسوسة فإنها تتطوّر لتصبح نزغاً ، قال تعالى : { وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } الأعراف 200 والنزغ هو حركة وبداية التحرّك والتحريك نحو الباطل . إخوة يوسف جاءتهم الوسوسة عندما فكّروا بالقضاء على أخيهم يوسف ، وعندما بدأوا بتنفيذ ما فكّروا به أصبحت هذه الفكرة نزغاً ، قال تعالى : { مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } يوسف 100 ، فالوسوسة تكون من غير إرادتك ، والله تعالى لا يحاسب الناس على ما يحدثون به أنفسهم ، أما النزغ فهو بإرادتك ، يقال فلان نزغ بين الناس أي أفسد بينهم والنزغ في الغالب هو الإفساد بين الناس ، قال تعالى { إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا } الإسراء 53 .


4 ) الاستزلال :

يقول الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } آل عمران 55 فالقرين الموكل بك ينتظرك ويتحرّى زلاّتك في أي موضوع ( زنا ، أو غيبة ، أو رشوة ، أو عقوق .. ) وينتظر زلّتك ، فهذا استزلال ، وهو عندما يتربّص الشيطان بالإنسان حتى يزلّ .



5 ) التسويل :

بعد أن يوسوس الشيطان ، ثم ينزغ ، ثم يستزلّ ، ثم يزلّ ، فإنه يسوّل أي : يجعله يصرّ على الذنب الذي فعله فيستمر في الذنب ويكرّره ويعود إليه ، فالعَوْد شرط مغلظ العقوبة . التسويل إذن هو حرص الشيطان على أن يسهل لك الأمر حتى تعود إليه مرة أخرى { الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ } محمد 25 .



6 ) الإملاء :

يملي عليه : بعد أن يستمرّ بالتسويل ويستمرّ على ضلاله يملي الشيطان عليه ويفتح عليه أفكاره ، قال تعالى : { الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ } محمد 25 ، فبعد أن يحرص على الضلالة ويصرّ على المعصية يملي عليه الشيطان بأفكار وفلسفات ، وكثير من البِدع تأتي بالنزغ ثم الاستزلال ثم زلة ثم تسويل ثم تصبح فلسفة يتبعها الناس



7 ) التزيين :

والتزيين هو إذا شكّ الضالّ أو المنحرف ، فيزيّن له الشيطان عمله حتى يبقى على ضلاله قال تعالى : { أفمن زيّن لهُ الشيطانُ سُوءُ عملهِ فرآه حسناً } فاطر 8 .



8 ) الإضلال :

بعد أن كان مؤمناً صار ضالاً ، وخرج عن الطريق المستقيم { وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا } النساء 60 .



9 ) الغواية :

والغواية هي الانحراف عن الطريق المستقيم ، قال تعالى : { وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } طه 121 .


10 ) الفتنة :

كل ما يجري يصبّ في نهاية الأمر في الفتنة ، قال تعالى : { يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ } الأعراف 27 .



11 ) التخبط :

وهذا من جراء المس والذى يشترك فيه الكافر والمؤمن قال تعالى { الّذِينَ يَأْكُلُونَ الرّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاّ كَمَا يَقُومُ الّذِي يَتَخَبّطُهُ الشّيْطَانُ مِنَ الْمَسّ } البقرة .
مع غالي تحياتي للجميع عروبي


©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©