عنوان الموضوع : رمضان بلا أمراض اسلاميات
كاتب الموضوع : kamiliya
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن

مقدمة


الحمد لله ملء السماوات والأرضين السبع وما بينهن، حمدًا بتناسب مع عظيم فضله وجلال سلطانه، حمدًا دائمًا طيبًا طاهرًا مباركًا فيه، عدد خلقه، وزنة عرشه، ورضا نفسه، ومداد كلماته.


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولا شريك له في ملكه، واحد أحد، فرد صمد، حي قيوم، سميع بصير رؤوف رحيم، له الأسماء الحسنى والصفات العلى، عز سلطانه، وتقدست أسماؤه وصفاته.


وأشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله، رسول الإنسانية ومعلم البشرية، وهادي الأمة، وكاشف الغمة، وقائدنا إلى أحسن طريق، وأقوم ملة، أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، وأعد لمن اتبعن وسار على هديه في الجنة منازل وقصور، ووعده في دنياه وآخرته بهناء وسرور، فصلاة ربي وسلامه عليه عدد الرمال والحصى والصخور، صلاة وسلامًا تجعل صاحبها في سعادة وحبور، ويبلغنا الله بها في الجنة أعلى المراتب والقصور، وأما بعد:



فقد أظلنا شهر عظيم، طيب النفخات، كثير الخيرات، شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، شهر هو عند الله من خير الشهور، فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيام نهاره فريضة، وقيام ليله تطوعًا، الحسنة فيه بعشر أمثالها، من صام نهاره وقام ليله إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، وجعل الله له فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، وخصه بباب من أبواب الجنة لا يدخل منه إلا الصائمون، وكفاه فخرًا أن تكون رائحة فمه أطيب عند الله تعالى من ريح المسك.


ولعل من خير الأعمال في هذا الشهر هو الصوم الذي فرضه الله تعالى على عباده، كما فرضه على الأمم السابقة، لحكمة إلهية، وغاية ربانية، واختبارًا لعباده المؤمنين وتعويدًا لهم على الصبر عن الشهوات والتجرد من سلطانها عليهم، وتربية لنفوسهم على قوة التحمل، وتعويدًا لإرادتهم على الصبر في مواجهة شدائد الأمور، وتزكية لنفوسهم وأبدانهم وتطهيرًا لها من أغلال الطمع والحقد والأنانية، وتنظيفًا لها من سموم الأغذية، وسموا بأرواحهم الإنسانية وبلوغًا بها أسمى المراتب الإيمانية وهي التقوى، قال الله تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{ [البقرة: 18-185].


والإسلام دين يسر وسماحة، تتجلى مظاهر يسره وسماحته في مواطن كثيرة، قال الله تعالى، وهو أصدق القائلين: }يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ{ [البقرة: 185]. وقال أيضًا: }مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ{ [المائدة: 6].


والصوم من أهم الشرائع الإسلامية التي تتضح فيها مظاهر يسر الإسلام وسماحته، حيث فرضه الله تعالى على من يطيقه، وأقّـته بمدة معينة، فقال تعالى: }وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ{ [البقرة: 187].


ورخص الفطر لمن لا يقوى على الصوم بعذر من الأعذار الشرعية كالسفر لمسافات طويلة، أو المرض المخوف، فقال تعالى: }مَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ{ [البقرة: 185].


ومع أن الكثير من الأدلة الشرعية والتجارب العلمية تؤكد على أهمية الصوم للتمتع بصحة جيدة واستخدامه في علاج الكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان على مر العصور، إلا أن الصوم قد يكون في بعض الأحيان عاملاً مساعدًا في تفاقم بعض الأمراض وتأخر شفائها، أو يسبب أضرارًا تتعلق بسائر وظائف البدن.


ومن هنا تتضح لنا الحكمة الإلهية، ومظاهر الرحمة واليسر في الشريعة الإسلامية في ترخيص الفطر للمريض.


وينقسم المرض مع الصيام إلى نوعين: نوع يمكن الصوم معه دون حدوث أضرار أو مخاطر صحية للمريض، ونوع آخر لا يمكن الصوم معه، وإذا صام المريض يتعرض لمشاكل صحية جسيمة.


والطبيب المسلم الحاذق الذي لديه معرفة بالفقه هو الذي يستطيع تحديد نوع المرض الذي يمكن الصوم معه، والمرض الذي لا يمكن الصوم معه، وهو الذي يقرر للمريض إذا كان يصوم أم لا.


وحتى يتمتع المرء بالصحة والعافية بإذن الله تعالى ويؤتي الصوم معه أفضل الثمرات، وأطيب النتائج يجب أن يتبع الصائم سلوكًا معينًا قبل الصيام وأثناء فترة الصيام وبعد الصيام، وهو الأمر الذي دفعنا لإعداد هذا الكتاب، والذي نرجو من الله تعالى أن يكون بادرة خير لمن أراد التمسك بدين الله والاقتداء بسنة نبيه محمد r.


كما يجب أن يفهم المسلم الحكمة العظيمة والغاية الجليلة لهذه الفريضة الغراء، وأن يكون الصوم كما قال الله تعالى: }وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ{ [البقرة: 184].


وكما قال رسوله الكريم r: «صوموا تصحوا» (موسوعة الحديث الشريف).


والله تعالى نسأل أن يوفقنا إلى سواء السبيل، وأن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجنبنا الزلل، ويعفو عما وقعنا فيه من خطأ، وما توفيقنا إلا بالله عليه توكلنا وإليه ننيب.


الصوم جنة


الصوم جنة:
الصوم جنة تقي الصائم وتحميه من كثير من الأضرار النفسية والصحية، فالصوم يشبه السياج الواقي الذي يحمي الصائم من الوقوع في الخطيئة، ومقارفة الرذيلة، واعتلال البدن، وتدهور الصحة.



فمن الناحية الصحية يزيد الصوم من مناعة الجسم ومقاومته للأمراض المختلفة، ويساعده في تقليل فرص الإصابة بها.


ومن الناحية النفسية، يزيد الصوم من اطمئنان الصائم الروحي، واستقراره النفسي، ويقوي عزيمته ويربي إرادته ويهذب أخلاقه، ويقوم سلوكه.


وكما يحمي الصوم الفرد ويقيه من كل هذه الأمور، يحمي المجتمع بأسره، من كثير من الأضرار والأمراض الاجتماعية وما يترتب عليها من مشاكل نفسية وأضرار صحية، ويربي لدى الأفراد والجماعات قيما حميدة تؤثر في سلوكهم وعاداتهم، مما يجعل المجتمع قوي البنيان، متماسك الأركان، ثابت الدعائم، لا تتنازعه الأهواء، ولا تؤثر فيه المحن.


وهناك كثير من الأمراض النفسية والاجتماعية والعضوية التي يمكن علاجها بالصوم وتفادي الأضرار الناتجة عنها، الأمر الذي يكشف لنا عن الإعجاز العلمي، والحكمة الإلهية في قوله تعالى: }وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ{ [البقرة: 184]، وقول سيدنا محمد r: «صوموا تصحوا» (موسوعة الحديث الشريف).
وإذا ذهبنا لنتحدث عن الفوائد الكثيرة التي يمكن أن تتحقق لنا بالصوم ونجيها منه لقلنا: إنها ذات أنواع شتى واتجاهات عديدة، فمنها:


الفوائد الروحية والنفسية، التي تتمثل في الشعور بالراحة النفسية، والاطمئنان الروحي، وسمو النفس على الغرائز المختلفة، والشعور المتواصل بالبهجة والسعادة، والسيطرة على الانفعالات والمشاعر، وضبط السلوك.


ومنها الفوائد الاجتماعية، التي تتمثل في اختفاء مشاعر البغض والكراهية واستبدالها بمشاعر الحب والرحمة، والقضاء على كل مظاهر الأنانية والحرص، وانتشار مظاهر التعاون والبذل، وعلاج الكثير من الأمراض الاجتماعية والانحرافات الأخلاقية.


ومنها الفوائد الاقتصادية، التي يتمثل معظمها في ترشيد الاستهلاك، وحسن استخدام النعم التي حبانا الله إياها، ومعرفة قدرها، والإحساس بقيمها، والقضاء على كل مظاهر البذخ والإسراف.


ومنها الفوائد الصحية والبدنية، التي تتمثل في الوقاية من الإصابة بأمراض فرط التغذية وما يترتب عليها من مشاكل صحية وأضرار بدنية، وعلاج العديد من الأمراض العضوية، كأمراض الجهاز الهضمي، والجهاز العصبي، والجهاز الدوري، والجهاز التنفسي، والأمراض الجلدية ... وغير ذلك كثير مما لا يمكن حصره.
صوموا تصحوا


صوموا تصحوا
يقول الرسول r: «ما ملأ آدمي وعاء شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلاً فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه» (موسوعة الحديث النبوي الشريف)
ومما لا شك فيه أن الأخطار الصحية والأضرار البدنية الناتجة عن كثرة الأكل وتنوع الأغذية التي يلتهمها الإنسان بلا موعد ولا ضابط باتت حقيقة لا نزاع فيها، يقول الدكتور (بلاك بورن) أستاذ الجراحة بكلية الطب جامعة هارفارد الأمريكية الشهيرة، بعد أن درس التأثيرات الفيزيائية التي يحدثها الصوم على جسم الصائم: «من المؤكد أن الأكل خصوصًا المتعاقب – إدخال الطعام على الطعام – يشكل عبئًا ثقيلاً بالتمثيل الغذائي، فيفرز كميات كبيرة من هرمونات الجهاز الهضمي والأنسولين، وقطع هذه العادة سوف يقلل من إفرازه هذه الهرمونات، مما يحفظ صحة الجسم، ويعطي للإنسان حياة أفضل وعمرًا أطول» (موقع هيئة الإعجاز العلمي بتاريخ: 18/12/1421هـ).


ويقول الدكتور (ماهلر) في بحثه عن السمنة: «إن الإنسان في العصر الحديث لا يأكل لأنه جائع، بل ليرضي شهوته للطعام» (موقع هيئة الإعجاز العلمي بتاريخ: 18/12/1421هـ).


ويؤكد كثير من الأطباء أن الصوم يعد من أنجح الوسائل وأهمها على الإطلاق في علاج الكثير من الأمراض التي تنتج عن كثرة تناول الطعام والشراب طوال العام والوقاية منها، فهو يعد وسيلة آمنة لعلاج كثير من الأمراض المزمنة، ومنشط لسائر العمليات الحيوية داخل الجسم، ورافع لمعدلات أدائها لتجدد خلايا الجسم، وتعيد ترميم ما تهدم منها، كما أنه يكبح جماح الشهوة الغريزية تجاه الطعام والشراب والجنس وسائر الشهوات.


والصوم الإسلامي يحقق للصائم فوائد عظيمة ومنافع جمة، حيث يعطي الصائم أجهزة جسمه المختلفة فترات من الراحة بعد طول عناء، ويتيح لها الفرصة لإعادة تنظيم عملها وترميم ما تهدم من أنسجتها، فيخرج الصائم من فترة صومه بقوتين: قوة روحية تتمثل في شعوره بالاستقرار النفسي، والاطمئنان الروحي، وقوة بدنية تتمثل في نشاط الجسم بعد خموله، وقوته بعد ضعفه، وصحته بعد اعتلاله.


وقد أجمع على هذه الفوائد الصحية التي يحققها الصوم للصائمين كثير من الأطباء والباحثين استنادًا إلى نتائج التجارب التي قاموا بها على العديد من المرضى على مر العصور.


وحتى يكون صومنا صومًا بإذن الله مقبولاً، وصحيًا، وتتحقق لنا الفوائد المنشودة منه يجب علينا العمل بالنصائح التالية:



* أن يدرك الصائم أنه إنما يتوجه بهذا العمل لخالقه عز وجل، فمن ثم يخلص النية ويحسن الأداء.


* أن نتبع الأمر الإلهي والهدي النبوي عند الإفطار وعند السحور، وفي سلوكنا أثناء فترة الصوم وبعدها وقبلها.


* أن نغير من عاداتنا الغذائية، وسلوكياتنا الأخلاقية بما يتوافق مع ما أمر به الشرع الحنيف.


* أن نقتصد في تناول الطعام والشراب ولا نسرف فيهما، ونتمثل دائمًا بقول الله تعالى: }وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ{ [الأعراف: 31].


* أن نحاول فهم المعنى الحقيقي للصوم وندرك الحكمة الإلهية منه، ألا وهي بلوغ التقوى المتمثل في قوله تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{ [البقرة: 183].


* أن نقلع عن العادات الضارة، والسلوكيات الخاطئة، كالتدخين، والسهر، والكسل والخمول، وإهدار الوقت فيما لا يفيد.


* أن نحافظ على أداء السنن والنوافل أثناء الصيام وبعده ونستمر على ذلك.


فعند ذلك فقط يتحقق لنا قول الرسول الكريم r: «صوموا تصحوا» (موسوعة الحديث النبوي الشريف).


تأثيرات الصوم على الصحة


تأثيرات الصوم على الصحة:

للصوم تأثيرات عدة على أجهزة الجسم المختلفة، تناولنا الحديث عن كثير منها في الصفحات السابقة، وفيما يلي تذكير ببعض التأثيرات التي يحدثها الصوم على أجهزة الجسم المختلفة:


1- تأثيرات الصوم على الجهاز العصبي:



إن المتأمل في فلسفة الصوم الإسلامي يجد أنه عملية تربوية تتم فيها تربية النفس وتهذيبها والارتقاء بها عن الوقوع في الموبقات، والإغراق في إشباع الشهوات والغرائز، كما أن أدبيات الصيام وأخلاقه تلزم المسلم بالابتعاد عن مظاهر الغضب والانفعال، عملاً بقول الرسول r: «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم» (موسوعة الحديث النبوي الشريف).


وهذا الأمر يؤدي بالصائم إلى الشعور بالسكينة وانشراح الصدر، فتخرج النفس من ضيق وشدائد الحياة اليومية، ومشاكلها وضغوطها إلى سعة في الصدر وانشراح في النفس ورضا في القلب، وهذا الإحساس يكون عاملاً مساعدًا مهمًا في شفاء كثير من الأمراض النفسية والعصبية.


ومما يؤكد هذا الأمر ما تثبته الإحصائيات العلمية من انخفاض لمعدلات الجريمة خلال شهر رمضان، وتحسن كثير من الحالات المرضية بالمرض النفسي أو العصبي خلال هذا الشهر الكريم. (انظر/ موقع المسلمة بتاريخ 18/12/1421هـ موقع إسلام أون لاين).


2- تأثيرات الصوم على الجهاز الهضمي:



في شهر رمضان وأثناء فترة الصيام تقل حركة الأمعاء، وتقلل المعدة من إفراز العصارات الهاضمة، وتتاح الفرصة أمام أعضاء الجهاز الهضمي للراحة بعد طول عناء، ومن ثم تتحسن حالة الصائم الصحية، كما تتحسن الأمراض المرتبطة بالجهاز الهضمي وتختفي أعراضها شيئًا فشيئًا، كما تزول أسباب السمنة وأعراضها، وتزول أمراض الجهاز الهضمي ذات العلاقة بالضغط النفسي والتهيج العصبي مثل: تهيج القولون، وانتفاخات المعدة والتهابات المعدة والمريء المزمنة.



ومن أهم الفوائد الصحية التي يجنيها الصائم من صومه هي تخفيف الوزن والتخلص من الوزن الزائد، وهو ما أشارت إليه العديد من الدراسات العلمية الحديثة، وهو الأمر الذي يجنب الصائم أضرار السمنة ومشكلاتها الصحية الخطيرة حيث تؤدي إلى الإصابة بكثير من الأمراض كتصلب الشرايين، وتجلط الدم، وارتفاع الضغط، والسكر.


(انظر/ موقع المسلمة بتاريخ 18/12/1421هـ، موقع إسلام أون لاين).


3- تأثيرات الصوم على الجهاز الدوري:



يعمل الصوم على خفض محتوى الدم من الكولسترول الضار، ويزيد من نسبة الكولسترول النافع الذي يساهم بشكل فعال في التخلص من ترسبات الدهون داخل الشرايين والأوعية الدموية، أضف إلى ذلك أن معدل ضربات القلب أثناء فترة الصوم يقل إلى 60 ضربة في الدقيقة الواحدة مما يعني توفر المجهود اللازم لـ (28800) دقة كل 24 ساعة.
(انظر/ موقع المسلمة بتاريخ 18/12/1421هـ/ وقع إسلام أون لاين).


ويعد الصوم فرصة ذهبية لمدمني التدخين والمكيفات كالشاي والقهوة للإقلاع عن هذه العادات الضارة، ويقلل من نسبة النيكوتين والكافيين في الجسم، ويساعدهم على التخلص من مسكنات الألم الطبيعية بمواد أخرى يفرزها المخ.


ومن الآثار الإيجابية أيضًا للصيام على الجهاز الدوري أنه يساعد في خفض مستوى ضغط الدم عند المرضى المصابين بارتفاع في ضغط الدم، كنتيجة طبيعية لتقليل كميات الطعام وكميات الأملاح أثناء فترة الصوم.


(انظر/ موقع المسلمة بتاريخ 18/12/1421هـ/ وقع إسلام أون لاين).


4- تأثيرات الصوم على الأمراض العضوية:


تؤكد كثير من الأبحاث العلمية الحديثة التي قامت بدراسة موضوع الصوم وبحث تأثيراته على الأمراض العضوية في مناطق مختلفة من العالم، أن الصوم من العوامل المهمة التي تساهم بشكل فعال في علاج الكثير من الأمراض العضوية، بل إنه يعد أهم هذه الوسائل وأفضلها على الإطلاق.


وقد أثبت الصوم فاعلية كبيرة في علاج أمراض الجهاز الهضمي والدوري والتنفسي، وأمراض الجلد والعيون، بالإضافة إلى الأمراض النفسية والعصبية، وكثير من الأمراض الاجتماعية.
المرض في شهر الصوم


المرض في شهر الصوم:

سبق أن قلنا أن المرض في شهر يصوم ينقسم إلى نوعين: نوع يمكن الصوم معه ولا يترتب على الصوم ضرر كبير بالمريض، ونوع آخر يمكن أن يترتب عليه ضرر كبير بالمريض، ومن يحدد احتمال حدوث الضرر من عدمه هو الطبيب المسلم الحاذق الخبير، لأنه هو الذي يتابع حالة المريض ويكون أقدر على تشخيصها بدقة.


ومع كل إطلالة لشهر رمضان يتساءل كثير من المرضى هل يصوم أم يفطر؟ وهل يعد من ذوي الأعذار المباح لهم الفطر أم لا؟ ويقع كثير منهم تحت عبء ثقيل، ويكون ضحية للأوهام أو فتاوى الجهلاء، دون الرجوع إلى أولي الأمر من ذوي الاختصاص الطبي وأهل الفتاوى الشرعية.


ومع أن عصرنا هذا يشهد تقدمًا كبيرًا في وسائل الاتصال والإعلام، وطرق العلاج المستخدمة إلا أن الحاجة ما زالت ملحة لإنشاء مراكز طبية متخصصة في تشخيص الأمراض وتصنيفها إلى ما يمكن الصوم معه وما لا يمكن، تكون هذه المراكز مزودة بأطباء مسلمين على دراية بعلم الفقه وأصوله حتى لا يكون الإفتاء لعبة في يد من لا يحسن صناعته، ولا يملك أدواته.



فهناك العديد من الأمراض التي يصلح الصوم معها، ويكون الصوم فيها عاملاً مهما من العوامل التي تعجل بالشفاء، وهناك أمراض أخرى كثيرة لا يصلح الصوم معها، بل يؤدي الصوم إلى حدوث انتكاسة شديدة تؤثر على حالة المريض، وربما تؤخر من شفائه أو تعرضه للهلاك.


ومن الضروري جدًا أن يكون لدى الأشخاص الصائمين وعي بهذه الحالات التي يباح فيها الفطر دون غيرها، كما يجب أن يكون لدى الطبيب المعالج فقه معين تجاه التعامل مع هذه الحالات المرضية.


كما يجب أن تساهم وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة المرئية والمقروءة والمسموعة بشكل فعال في نشر هذه الوعي الصحي والفقهي تجاه هذه الحالات.


ومن الأمور المعلومة لدى الأطباء والفقهاء أن الأمراض منها المرض المخوف، والمرض غير المخوف، ومنها ما يرجى برؤه، وما لا يرجى برؤه، ولكل نوع منها وصفه الطبي عند الأطباء، وحكمه الفقهي عند الفقهاء.


فالمريض الذي يرجى برؤه والصوم لا يؤثر على حالته المرضية ويطيق الصوم فإنه يصوم، والصوم خير له من الفطر، عملاً بقوله تعالى: }وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ{ [البقرة: 184]. كمن يعالج من جرح بسيط أو كسر أو غير ذلك من الأمراض التي يمكن الصوم معها.


وأما إذا كان الصوم يؤثر في حالته الصحية، كمن يحتاج إلى تناول العلاجات اللازمة من الأدوية والأغذية التي تصل إلى الجوف مباشرة في مواقيت محددة أثناء النهار فإنه يفطر، ويقضي صيام المدة التي أفطرها بعد شفائه من مرضه بإذن الله تعالى، عملاً بقوله تعالى: }وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ{ [البقرة: 185].


وأما المرض الذي لا يرجى برؤه، كالمريض بمرض مزمن، فإنه ينقسم أيضًا إلى قسمين: قسم يمكن الصوم معه، كالمصاب بأحد الأمراض المزمنة ويمكن تناول الدواء الخاص بها ليلاً، ولا يؤثر الصوم على حالة المريض الصحية تأثيرًا كبيرًا، وقسم آخر لا يمكن الصوم معه، فإذا كان الصوم يؤثر في حالته الصحية تأثيرًا سلبيًا، كالمريض بفشل كلوي، أو المريض بداء السكر من النوع الخطير، فإنه يفطر ولا قضاء عليه، وإنما يكفر عن إفطاره بإطعام مسكين.


وهنا يتضح لنا يسر الإسلام وسماحته في هذه الفريضة العظيمة، حيث رخص للمريض والشيخ الفاني الذي لا يطيق الصوم، والمسافر الذي أرهقه عناء السفر بالفطر، حيث قال الله تعالى: }وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ{ [البقرة: 185].


أمراض الصوم
وكيف تتغلب عليها؟


أمراض الصوم:

إذا كان الصوم يساهم بشكل فعال في علاج العديد من الأمراض، كما أوضحنا فيما سبق، فإنه أيضًا ينتج عنه بعض المشاكل الصحية، وخاصة في الأيام الأولى منه، منها: الصداع، والشعور بالضعف، والإمساك، والتلبك المعوي، وعسر الهضم، وقلة التركيز.


وهذه الأمراض غالبًا ما تكون طارئة ومؤقتة تزول آثارها بمجرد تناول الصائم لوجبة الإفطار، كما أنها تختفي تدريجيًا بعد اليوم الرابع أو الخامس من بدء الصوم، ويكون الجسم قد اعتاد على التغيرات الفسيولوجية التي تحدث له أثناء الصوم.


ومعظم هذه الأمراض ينتج بسبب تغير الساعة البيولوجية للجسم، حيث يغير الصوم من نمط التغذية لدى الصائم، ويغير من مواعيد تناوله الغذاء ومن كميته، أضف إلى ذلك استهلاك المخزون من العناصر الغذائية من الدهون والسكريات المخزنة في الجسم وتحويلها إلى طاقة، لاستكمال أنشطة الجسم الحيوية.


أو قد تنشأ بسبب الإهمال في تناول وجبتي الفطر والسحور، وعدم الحرص على أن تكون هذه الوجبات متكاملة من الناحية الغذائية، أو بسبب المجهود البدني والذهني الشديد، أو اعتياد تناول أطعمة ومشروبات بعينها كالقهوة والشاي والتدخين ونحو ذلك.


كيف نتغلب على أمراض الصوم؟

فيما يلي عرض لأهم وأشهر هذه الأمراض مع بيان أسبابها، وسبل الوقاية منها، وطرق علاجها:


1- الصداع:


يعد الصداع من أهم وأشهر الأمراض الطارئة التي تصيب الصائم، وينتج غالبًا إما بسبب أمراض عضوية، كإجهاد العينين, والتهابات الأذنين، وارتفاع ضغط الدم، والأمراض الأنفية، والحمى، و ... وغير ذلك من الأمراض العضوية.
(انظر: موقع المسلم بتاريخ 17/10/1426هـ)
وقد يحدث الصداع نتيجة قلة الغذاء الذي يصل إلى المخ بسبب الصوم، خاصة إذا لم يداوم الصائم على تناول وجبة السحور، وغالبًا ما يزداد الشعور بالألم في ساعات النهار الأخيرة.


وقد ينتج الصداع بسبب إدمان بعض أنواع المنبهات والمكيفات كالقهوة والشاي والتبغ (الدخان)، والامتناع عن تناول هذه الأمور أثناء فترة الصوم يقلل تركيز المواد المنبهة والمكيفة التي تشتمل عليها مثل مادة النيكوتين، والكافيين في الدم.
(انظر: موقع المسلم بتاريخ 17/10/1426هـ)


ويعد السهر الطويل وقلة ساعات النوم أثناء الليل من الأسباب الرئيسية التي تسبب الصداع، وترهق البدن، وتصيبه بالكسل والخمول.


ولتفادي الإصابة بالصداع أثناء فترة الصوم وما يترتب عليه من آلام ينبغي أن يزيل الصائم الأسباب التي تؤدي إليه، وعليه اتباع التعليمات التالية:



* أن يواظب الصائم على تناول وجبتي الإفطار والسحور، مع ضرورة أن تشتمل كل وجبة منهما على جميع العناصر الغذائية المفيدة.
* أن يقلل الصائم تدريجيًا من كمية المواد المنبهة كالشاي والقهوة قبل بدء الصيام بعد أيام أو أسابيع، وأثناء فترة الصوم.
* أن يعتبر الصائم أن الصوم بالنسبة له فرصة ذهبية للإقلاع عن التدخين كلية، ويبدأ في تركه، ويخلص النية لله عز وجل، مع احتساب الأجر والثواب من الله تعالى.
* أن يعود نفسه على الصبر على ألم الجوع والحرمان، ويعلم أنه يتوجه بعمله هذا لخالقه ومبدعه، الذي أنعم عليه بنعم كثيرة ومتعة بها أزمان طويلة، فعند ذلك يهون عليه ألمه.
* أن ينظم الصائم أوقاته تنظيمًا جيدًا، ويقلل من ساعات سهره حتى يأخذ الجسم كفايته من النوم والراحة، فقد جعل الله تعالى النهار للسعي على الرزق وكسب القوت، وجعل الليل للراحة والسكون.
* أن يتجنب الصائم الكسل والخمول ويؤدي عمله بجد ونشاط، لأن الكسل والخمول يؤديان إلى قلة المجهود البدني للجسم، ويترتب عليهما قلة الغذاء الذي يصل إلى المخ الأمر الذي يصيب الرأس بالصداع.

2- الإمساك:



يعد الإمساك من الأمراض المشهورة خلال فترة الصوم، والتي تسبب ألمًا شديدًا في البطن، وينتج في الغالب بسبب قلة تناول السوائل بعد الإفطار، أو عدم تناول أطعمة تشتمل على ألياف، وفي بعض الأحيان يكون بسبب الاضطرابات العصبية والقلق النفسي.


ولتفادي الإصابة بالإمساك يجب على الصائم الإكثار من تناول السوائل بشكل عام، كما ينصح بتناول أطعمة تشتمل على ألياف كالخس، والجرجير، والبقوليات وسائر الأطعمة الغنية بالألياف، كما يوصى بالابتعاد عن مصادر القلق والتوتر النفسي.


3- عسر الهضم والغازات:



كثيرًا ما يتعرض الصائمون لعسر الهضم وحدوث انتفاخات بالبطن وغازات، تنشأ هذه الأعراض في الغالب بسبب نوعية الأطعمة التي يتناولها الصائم في إفطاره وسحوره، ولتجنب الإصابة بهذه الأمراض يجب الابتعاد عن تناول الأطعمة والمشروبات التي تسبب الانتفاخات والغازات، أو التقليل منها، كالبصل، والفجل، والمقليات بشكل عام، والأطعمة الدسمة، والدهون، والمشروبات الغازية.


4- انخفاض السكر في الدم:



قد يحدث انخفاض في نسبة السكر في الدم لدى الصائم غير المصاب بمرض السكر، وهذا الانخفاض يحدث نتيجة تناول كميات كثيرة من السكريات أو النشويات غير المعقدة عند السحور، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الأنسولين للتعامل مع هذه السكريات ما يؤدي إلى قلة نسبة السكر في الدم.


5- الإعياء وانخفاض ضغط الدم:



قد يشعر الصائم بالإعياء أو ارتفاع في ضغط الدم، وخاصة في الساعات الأخيرة من النهار، وينشأ هذا غالبًا بسبب المجهود البدني الزائد في أول النهار، أو عدم تناول وجبة السحور، أو قلة نسبة الأملاح في الجسم.


ولتفادي الإصابة بهذه الأعراض يجب المداومة على تناول وجبة السحور، وأن تشتمل وجبتي الإفطار والسحور على بعض الأملاح، مع عدم الإكثار منها، كما ينصح بتناول كميات مناسبة من السوائل، والابتعاد عن الأماكن الحارة أثناء الصيام، والاقتصاد في المجهود البدني في أول النهار.


6- التهابات وقرحة المعدة:



تؤدي زيادة إفرازات المعدة في شهر رمضان، وتناول أطعمة حريفة تحتوي على الشطة والبهارات أو الفلفل الحار إلى الإصابة بالتهابات في جدار المعدة والمريء، مما يؤدي إلى حدوث القرحة، وحدوث ألم شديد فيهما، وعدم استقرار الطعام في المعدة، ويترتب على ذلك الكثير من المشكلات الصيحة، والأضرار البدنية.



ولتجنب الإصابة بهذه الأمراض ينصح الابتعاد عن تناول الأطعمة الحريفة، وتقليل كمية المخللات والأملاح، والمشروبات الغازية، كما ينصح بالحركة والنشاط بعد تناول الإفطار، وعدم النوم، كما ينصح بعدم الإفراط في تناول الطعام بعد الإفطار مباشرة حتى تستعيد المعدة نشاطها الطبيعي.
.
.
.


يتبع






©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©