عنوان الموضوع : احتياجات الطفل المتوحد ..... الغذائية.- لذوي الاعاقة
كاتب الموضوع : kamiliya
مقدم من طرف منتديات ايمازيغن





كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن أهمية التدخلات الغذائية العلاجية للأطفال الذين يعانون من التوحد، مما حفزني على ايضاح بعض الجوانب التي تتعلق بتغذية أطفال التوحد، حرصا على صحة وسلامة هذه الفئة من المجتمع.


بعض المعوقات الأساسية التي يجب مراعاتها عند تغذية أطفال التوحد:

الصعوبات التي يواجهها أطفال التوحد عند الانتقال من الأطعمة التي اعتادوا على قوامها إلى أطعمة أخرى مختلفة القوام.



حساسية أطفال التوحد المفرطة تجاه عوامل التذوق الحسي كلون الطعام، وقوامه، وطريقة تغليفه، ودرجة حرارته.



صعوبة قبول الأطعمة التي تقدم لأول مرة لطفل التوحد.



محدودية كمية الطعام التي يمكن أن يتناولها طفل التوحد في الوجبة الواحدة، وذلك لأسباب تتعلق بلون الطعام أو قوامه أو طريقة تغليفه أو درجة حرارته.



انخفاض قدرة طفل التوحد على اختيار الطعام مع مرور الوقت.



صعوبات التعامل مع المتغيرات في بيئة المكان المحيط بطفل التوحد كالمنزل أو المدرسة.





الصعوبات المتعلقة بطرق تقديم الطعام كاختلاف الطبق الذي يقدم فيه الطعام أو طريقة سكب الطعام.





صعوبات في القدرة على المداومة/الاستمرار على تناول الطعام بدلا من تناول الوجبة في وقت محدد.


إن المعوقات المشار إليها أعلاه تنجم بشكل مباشر عن ما يلي:

الرغبة الاستحواذية عند أطفال التوحد.



هواجس الألفة مع الأطعمة كطعم اللبن الرائب مثلا.

الإفراط في حاسة التذوق كتقديم حبوب الإفطار لطفل التوحد مفصولة عن الحليب اذا كان الطفل يحب الأطعمة المقددة.



تزايد القلق عند طفل التوحد نتيجة للتغيير كالانتقال بين المنزل والمدرسة.

التغير في الإدراك البصري يؤدي بالطفل إلى اضطرابات بالاختيار البصري للأطعمة كإصرار طفل التوحد على لون طعام محدد دون غيره.

وعليه، ولتقديم الرعاية الصحية المناسبة، فانه لابد من توفير فريق رعاية صحية متكامل ومتعدد الاختصاصات، مع مراعاة أن يقوم اختصاصي التغذية العلاجية بتقييم احتياجات الطفل الغذائية بما في ذلك المعوقات التي قد تمنع من تقديم التدخل الغذائي المناسب والمتوازن. وهنا لابد من الأخذ بعين الاعتبار شيوع ضعف مهارات الرضاعة أو تناول ومضغ الطعام عند أطفال التوحد، وعليه فلا بد من وجود اختصاصي علاج نطق لمساعدة الطفل على تنمية مهارات الرضاعة، ومهارات تناول وطحن الطعام.



ولا بد أيضا من ملاحظة أهمية أن تكون أهداف التدخلات الغذائية في البداية أهدافا بسيطة ومعقولة يمكن تحقيقها، بحيث تؤدي في النتيجة إلى تحقيق أهداف اكبر واشمل. ولا بد كذلك من ملاحظة أن أطفال التوحد غالبا ما لا يحصلوا على احتياجاتهم الغذائية المتوازنة من مختلف الفيتامينات والمعادن ولا سيما أنه من غير السهل تزويد طفل التوحد بالمكملات الغذائية، لذلك فلا بد من متابعة هذا الأمر من قبل فريق الرعاية الصحية لأطفال التوحد.

أصبح من الشائع هذه الأيام تقديم حمية غذائية علاجية خالية من الغلوتين/خالية من الكاسيين (Gluten free/Casein free GF/CF).

ومع ذلك، فإنه فلا يوجد دليل علمي قاطع وكاف يدعم فوائد تقديم هذا النوع من الحميات لأطفال التوحد. بل العكس من ذلك، فإن هناك ما يؤكد على أن هذه الحميات الغذائية العلاجية تتطلب تعديلات شديدة وقاسية قد تؤدي إلى مضاعفة الاختلال الوظيفي في السلوك الغذائي عند أطفال التوحد. هذا بالإضافة إلى انتقائية أطفال التوحد الملحوظة في اختيار الأطعمة وإقبالهم على تناول الأطعمة التي تحتوي على الكاسين (متوفر في الحليب ومشتقاته) والغلوتين (متوفر في الخبز وبدائله).

وأخيرا، فأنني انصح الأمهات والإباء ومراكز الرعاية الصحية المتخصصة بأخذ المعوقات المشار إليها أعلاه بعين الاعتبار قبل البدء بتقديم الحميات الغذائية الخالية من الغلوتين والخالية من الكاسيين لأطفال التوحد. وحيث ان لكل طفل احتياجاته الغذائية ومشاكله الوظيفية الخاصة به دون غير، فانه لا بد من التأكيد على أن يتم تقييم الاحتياجات الغذائية والمعوقات الوظيفية في السلوك الغذائي ومراعاتها لكل طفل توحد على حدة من قبل متخصصين في التغذية العلاجية. وان لا يتم تقديم الرعاية لأطفال التوحد بشكل جماعي.



*د. حيدر عبدالله الدومي

أستاذ مساعد تغذية وتغذية علاجية

الجامعة الأردنية بالتعاون مع الجمعية الأردنية للبحث العلمي


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً:





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©